أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 38 ـ















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 38 ـ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7869 - 2024 / 1 / 27 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


كن ضد التيار
إذا اخترت أن تكون ضد التيار، عليك أن تتسلح بالألم اللذيذ القادم الذي ستحمله بين دفتي صدرك، فالحكمة لا تقبل الضعيف أو المتردد، أو المكسور الذي يبحث عن السكينة.
وابتعد عن أولئك الذين يريدون الخلاص الفردي.
عليك أن تكون صاحب إرادة حرة، بعيدًا عن المكاسب التي ينطلق إليه الطرش في بحثه عن الكلا.
الحرية أو المعرفة، تحتاج إلى الصبر، إلى الجلد، إلى قلب من الصخر، إلى من ينحت في قلب الأسرار المخبئة، البعيدة عن متناول الأيدي العابثة.
تلك الكنوز موجودة في الأماكن العميقة من النفس الإنسانية، وبالعمل الجاد يتم إخراجها إلى العلن.
الشجاعة هي روح الإنسان الحر.

نحن في العربة الآخيرة للحداثة
نحن في العربة الأخيرة من الحداثة، مقاعدنا رثة قديمة، النوافذ مكسورة، التيارات الهوائية الباردة والساخنة تضرب وجوهنا وأجسادنا في الصيف والشتاء دون أي مواجهة.
ممرات العربة مملوءة ببقايا الطعام والشراب المعفن، البعض نائم بعمق، بل غارق في النوم، يشخر، فمه مفتوح، بعضهم يدخن أعقاب السجائر، والبعض الآخر يرتدي طقم عصري قديم الطراز مغبر وعلامات التأكل مرسوم عليه.
النساء فقدن الجمال، ملامحهن القديمة غائبة، أطفالهن جياع، صدورهن جافة، ثيابهن أسمال رثة بالية، عظامهن بارزة.
من يقبل على نفسه الجلوس في هذا المكان عليه تحمل التبعات.

الشهوة دافع من دوافع السلطة
يبدو أن الشهوة الجنسية فيها سلطة، عنف، مجموعة هائلة من الدوافع المتداخلة، منها سيطرة، حب السيطرة في الإنسان بنية، يحملها الطرفان، وربما هذا السبب يوجد في داخله صراع عنيف بين الرجل والمرأة.
كلاهما يحاول تهذيب علاقتهما، بيد أن الواقع الفعلي عكس ذلك، في داخل العلاقة صراع شرس، استحواذ على الجسد والمكانة، ولكنه صامت مرات كثيرة ومرات معلنة.
هناك خيط رفيع وربما سميك، بين الطبيعي والسيطرة، هو درجة الوعي وقدرة هذا الوعي على تطويع هذا الجنوح السطوي المتوحش من خارجه.

نيتشه
قراءة نيتشه ليس سهلًا، أنه رجل صارم في قناعاته ورؤاه.
طبعًا الترجمة نص أخر، ولا يمكن أن يتطابق النص الأصلي مع الترجمة. المشكلة أن النص الأصلي باللغة الأم، بمجرد أن يخرج من رأس الكاتب ويدون في الكتاب وينتقل إلى رأس القارئ يتحول إلى نص آخر، وفهم آخر، ورؤية مختلفة.
لهذا نقول لا يوجد مليار مسيحي أو مليار مسلم أو هندوسي، هناك مليار قارئ، وكل قارئ هو قارئ آخر، مؤمن آخر، نموذج آخر حسب ثقافته وفهمه وعمق وعيه، وبعده النفسي والعقلي للمعرفة.
القارئ كاتب آخر، أنه كاتب في الظل، ظل الكتاب.
الكتابة خيانة، من أكبر الخيانات، لأن الكلام الذي يجب أن يقال لا يقال.
إنك تختار الأرض الرخوة في الكتابة لتتسلل منها إلى الأماكن المختارة من قبلك، حتى تحقق لنفسك المكاسب بأقل الخسائر الممكنة.
إن النهر يسير في مجراه مجبرًا، يختار المنحدرات والأماكن الرخوة، ليس في يده أن يختار الطريق الذي يريده، مع هذا، فهو يخون قدره لأنه لا يتمرد عليه إلا إذا أجبر على ذلك، في زمن الأمطار الغزيرة والثلوج.
الخيانة خيار، رغبة مسبقة، إرادة المستلب، رغبته أن يبقى مع التيار، أن يسوق نفسه وذاته ليحميها من النقد أو المسألة أو الأسئلة الصعبة.
من أجل كسب الوجاهة والمكانة على حساب الحقيقة
أمامك دائمًا خيارات كثيرة، صعبة وأخرى سهلة، فالأسهل، بيد أنك تذهب إلى المكان الذي تخضع نفسك فيه لأنه يحقق لك المكاسب الذي تريدها.
الخضوع يبدأ قبل أن تخضع
المبدع، الثائر لا يخون، أنه يطلق كلمته كالرصاصة، لا يخاف لومة لأئم، يصعد متحديًا الصعاب من أجل البحث عن الحقيقة في طيات الخراب.
الخونة كثر، يملأون الساحات والمكاتب الفارهة، والأماكن البراقة، بيد أنهم ينطفئون بمجرد أن يتوقفوا عن الكتابة.
عندما تكتب تتدفق الكلمات أمامك، أنت من يزينها بالذل أو الكذب أو الأمانة والصدق.
كل شيء مرهون بك، بمدى انتماءك إلى الحقيقة أو بعدك عنها.

اليوتوب
عندما يكون لك صفحة على اليوتوب، تلجأ إلى كل الوسائل لحصد الكثير من علامات الإعجاب لتحقيق الكثير من المكاسب، كالمال السائل عن طريقه كالشهرة، والمكانة.
لهذا يلجأ الكثير من هؤلاء، أصحاب الصفحات الرخوة، في الركض وراء الأخبار التي تهم الناس من أجل كسب العدد الأكبر من الأصوات، ولا مشكلة أن تُبهر الخبر، تكذب، تخون، وتخرب وتدمر حياة الآخرين.
ولإنه لا رقابة على الخيانة والكذب، فهؤلاء الخونة، أصحاب الضمائر الميتة يمكنهم أن يدمروا في طريقهم كل من يمرون عليه من أجل تحقيق ذواتهم المريضة، وتأمين المرابح المالية.
وما أكثر الضمائر الميتة في مجتمعات الدول الاستبدادية.
وهناك الأقنية الدينية القذرة، الذين ينشرون الفساد الثقافي والطائفية وتعميق الانقسام الاجتماعي والنفسي بين الناس.
وهناك أبواق الحكومات، المأجورين، يتحركون لنشر الصورة البراقة والملونة للأنظمة العربية الفاسدة، ولمهاجمة المخالفين لهم.
نحن، نسخر العلم والمعرفة لنشر القرف والكذب ونشوش على الناس ونبعدهم عن الحقائق.
نحن، في هذه الأيام أكثر انكشافًا على أنفسنا من أي زمن أخر.

الخوف من الانكشاف
يخاف المرء من الانكشاف على العام، خوف مرضي قاتل، لأنه يعلم تمام العلم، أن داخله النفسي مهزوز. ويخاف اكثر أن تهتز نظرة الآخر له فيقلل من شأنه، ويتحول إلى كائن بغيض، يبغضه العام ويرجمه.
أغلبنا يطلي نفسه بطبقة رقيقة من الزيف الاجتماعي ليسوق نفسه في داخل القطيع المزيف، ليكون جزءًا منه، موضع فخفخه أو احترام عام شكلاني، سرعان ما سينكشف على نفسه قبل الآخرين.
مأساة الإنسان أنه مخبأ شكلانيًا، بيد أنه يعلم في قرارة نفسه أنه سينكشف عأجلًا أو عاجلًا، وسيبان كل شيء على حقيقته.
ما زال الزيف الاجتماعي، وزيف السلطة هما محركا التاريخ، وسيبقى إلى حين، وسيعود كل شيء إلى أصله، إلى العراء.

رغبات الأهل في الغربة
يوجه الأباء والأمهات العرب، وعموم الأجانب في البلدان الغربية، أبناءهم وبناتهم لدراسة الطب أو الهندسة بكل أنواعها.
أي، أنهم ينمون فيهم العقلية التي كانت سائدة في بلداننا، العقلية الغريزية، عقلية الرقيق، مقدار المال الذي يجنونه من هذه المهنة، والمكانة الاجتماعية الرفيعة، والتفاخر بهذه الوظيفة.
لم أر أو أسمع أن عمل هؤلاء الأباء والأمهات على توجيه أبناءهم نحو الأعمال الإبداعية، كالمسرح أو الإخراج السينمائي أو الفن كالرسم أو النحت أو الموسيقى أو الباليه أو الأنواع الأخرى من الفنون كالرقص أو الغناء.
إنهم أبناء الشرق، هؤلاء الأهل، يحبون الوجاهة والاستعراض الشكلاني، أن يعيدوا إنتاج عقد النقص الراسخة في أعماقهم، ويغرزوها في أبناءهم.
والمأساة الأكبر أن هؤلاء الأبناء يظنون أن بلادنا هي بلاد الفضيلة والأيمان والشرف والعفة والقيم والمثل العليا.
يخرج هذا المسكين كارهًا للمكان وسكانه الأصليين.
ولأن هذا الصبي، الكبير بجسده، لا يعرف يفكر إلا مثل والديه، لهذا يخرج إلى الحياة مملوءًا بالعقد راسخة في أعماقه.
إنه يريد أن يعيش ويكبر وينتفخ ليصبح كالبالون الفارغ، يبحث عن المال الحاف فقط.
أنا تكلمت عن موضوع الشهادة لأن بيئتنا تخاف من المستقبل حتى في حال توجدها في الغرب.
تراثنا الاجتماعي والسياسي والثقافي يحتقر العمل اليدوي، والأعمال الهامشية، ويفضل الأعمال التي فيها وجاهة وتدر المال وتعطي الشخص المكانة والراحة الجسدية.
والأعمال الإبداعية ليست محترمة في بلادنا، بل محتقرة.
أذكر أحد الأباء قال لأبنه، خريج كلية الطب ـ قسم القلبية، تعال معي يا ابني إلى حفلة العزاء لافتخر بك بين الناس.
أذكر هذا حدث في الحسكة في الثمانينات، واعتقد أن الوضع لا يزال هكذا. أعرف الكثير من الأصدقاء في السويد لدى أولادهم ميول إبداعية كالرسم والموسيقا ورقص الباليه، والنحت، بيد أن الأهل لا يقبلون بهذا، ويضغطون عليهم ليذهبوا إلى مجالات عملية فيها مستقبل مال مضمون حسب اعتقادهم.

عن الحرية
الحرية تعني أن تكون مسؤولًا عن نفسك وعن الآخرين، كالشجر والنهر والحيوان والأرض والتراب والسماء والإنسان، والشارع، وبيت الجيران ووطنك والعالم كله.
الحرية أن تحب الآخر كأنه أنت، وأنها قيمة أخلاقية عليا لم يصلها البشر وربما لن يصلوا.
الحرية كالسعادة سنبلة ربيعية خضراء مركونة في قلب الزمن, ربما تنبت قمحاً وتستمر، وربما زواناً وتستمر، وربما عرقٌ نصفه جاف أو نصفه الأخر أخضر, وربما ما بين الأثنين فضاء أخر.
أيها الإنسان أنت من يحدد ماذا يريد.
إنها الحياة, إغوائها اللذيذ, لعبتها المستمرة على مر العصور، قدرتها على اللعب بنا ورمينا في احضانها أو تحت جوفها العميق لنكون واحداً من أجزائها المشتعلة.
للوصول إلى الحرية يترتب علينا تكسير الكثير من الأصنام والتماثيل والايقونات الجامدة. وتجفيف الكثير من المستنقعات. والوسخ الذي تعشعش في عقولنا.
فالحرية ليست كلمات أو شعارات، هي قيم تبنى في ممرات الدماغ. هي قيم الحب ونكران الذات واحترام الأخر جسديا ونفسيا وروحيا وفكريا.
إن تؤمن أنك كائن جميل, يفكر وينتج ويبدع.

افتقاد الجمال
منطقتنا، تفتقد تاريخيًا للجمال، للفن النبيل, المسرح, النحت والرسم. والفلسفة.
هذا الافتقاد للجمال جاء بعد احتلال الأديان المسماة سماوية لهذه المنطقة، ولم تعد إلى العصر السابق عليهم لتجدد مسيرة الحضارة الإنسانية
اليوم، أشعر أننا معزولين حضاريًا عن هذه التأثيرات الجمالية الراقية منذ القرن الرابع والخامس بعد الميلاد.
كيف يمكن أن يكون الإنسان رقيقًا, شفافًا, وهو بعيد عن هذه المنابع الثقافية التي تغذيه بالنبل والرقي والرقة كالموسيقا والمسرح والرسم والنحت؟



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 37
- هواجس في الثقافة مقتطفات 36
- هواجس في الثقافة مقتطفات 35
- هواجس في الثقافة مقتطفات 34
- هواجس في الثقافة مقتطفات 33
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 32 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 31
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 30 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 29 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 28
- هواحس في الثقافة مقتطفات ــ 27 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 26
- هواجس ثقافية مقتطفات ــ 25 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 24
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 23 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 22
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 21 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 20
- هواجس في الثقافة مقتطفات 19
- هواجس في الثقافة مقتطفات 18


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 38 ـ