أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - الكَانُ الإيفوَاري بنُكهَة مَغربية














المزيد.....

الكَانُ الإيفوَاري بنُكهَة مَغربية


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 09:09
المحور: الادب والفن
    


بقلم: إدريس الواغيش

أصبحت الديبلوماسية المُستديرة سائدة هذه الأيام في إفريقيا، تعلو ولا شيء يعلى عليها. سواء زارُونا في بلدنا المغرب أو زرناهم في بلدانهم بإفريقيا، تبقى الهَوية المغربية بنُكهتها الإفريقية ثابتة، دائما نفس الانطباعات ونفس الإحساس والشعور. هكذا، ومن دون سابق إشعار أو مقدمات، وبشكل لم يكن منتظرا، أصبح غلاء ثمن الغازوال منسيًّا، والارتفاع الصاروخي لأثمنة الخُضر والفواكه في الأسواق، ومآسي النظام الأساسي الذي عطل مدارسنا المغربية، وأغلق أبوابها بشكل كليّ أو جزئيّ في خبر كان. أطاح الكان الإفريقي بكل شيء، وأخذ المشهد الكرويّ مكانه إلى حين مُرور العاصفة، وهكذا أصبح بقدرة قادر، ثمن "مطيشة اللي تشوف فيها وجهك" بأقل من خمسة دراهم. يا لغَرابة كرة القدم وسحر عُيونها، حتى ملف قضية إسكوبار الصحراء ومن معه من شخصيات مغربية مهمة، تنتمي إلى عالم السياسة والمال والأعمال، وقد كان إلى عهد قريب من أكثر ملفات العدالة سُخونة وتداولا بين الناس، وأسال الكثير من المداد لم يجفّ بعدُ، وتم الترويج له إعلاميا باستسهال، كاد بدوره هو الآخر يختفي، أو يؤجّل ولو إلى حين.
أصبح المؤثرون الاجتماعيون المغاربة في مدينة سان- بيدرو(san- pédro) الإيفوارية، وحدهم هم من يخلق الحدث هناك، ينقلون لنا أجمل التفاصيل وأدقها، رغم تواجد جيش من الصحافيين والإعلاميين الصحافيين الحاضرين هناك على حساب جيوب المواطنين، ويقولون أن العدد قد يتجاوز ال(140).
المؤثرون وحدهم يؤثثون شاشات هواتفنا بجمالية الصور والفيديوهات، وأشكال الحضور في الشوارع وجلسات المقاهي، ويوصلون لنا الأخبار، وإن كنت لا أعرف الكثيرين منهم، بعضهم أشاهده لأول مرة.
لم نر هناك جمعيات مدنية مغربية في ساحل العاج أو من يمثلها من الرؤساء الذين يأخذون الدعم المباشر من خزينة الدولة والغير مباشر من أكثر من جهة، ويفلقون رؤوسنا في كل مناسبة هنا بالمغرب، ولا هيئات اجتماعية أخرى، ولكن رأينا في المقابل مبادرات فردية، تمثلت في شباب مغربي من الإناث والذكور، يتحركون بكل حيوية، ويزرعون الحبّ والصّدق وسحر المغرب في كل مكان: شوارع وأزقة، أحياء فقيرة وأخرى راقية وأسواق شعبية. يرقصون الشعب الإيفواري على أنغام الشعبي المغربي مع نظرائهم في الكوت ديفوار.
يتواصلون مع النساء والأطفال بتلقائية في كل مكان، يقتنون غسالات ملابس أوتوماتيكية للنساء الفقيرات، بشكل يدعو للفخر والاعتزاز بالانتماء، والبعض منهم اقتنى بقرة من سوق للمواشي، ثم وزعوها على دار للأيتام في بادرة فريدة من نوعها، وآخرون يحلقون رؤوس الأطفال الفقراء في الأسواق والحارات الشعبية، ويوزّعون قمصان المغرب برايته الموشّحة بالنّجمة الخماسية الخضراء ولونها الأحمر، وحضور الزليج المغربي بما يحمله من رمزية تاريخية. والأجمل من ذلك، هو امتداد خريطة المغرب فيها، وهي مكتملة تجوب المدرجات في الملعب أو على شاشات الواقع والافتراضي مزهوّة بالصحراء المغربية.
أكثر من ذلك، شاب مغربي يصنع حدثا استثنائيا، جابت صوره قنوات تلفزيونية عبر أرجاء العالم، تمثلت في شابات من الكوت دإيفوار يلبسن القفطان المغربي، ويتوجهن به مجتمعات في كوكب حماسي إلى الملعب من أجل تشجيع المنتخب المغربي، وأعتقد جازما أنه لم تسبق دعاية مماثلة مل التي شاهدناها للقفطان المغربي على بساطتها. شاهدنا كذلك رجال أعمال مغاربة ناجحون، ونساء أعمال مغربيات ناجحات في التجارة وإدارة أعمال في الكوت ديفوار، يقومون مجتمعين بمبادرات إنسانية رائعة، تصب كلها في إعطاء صورة مشرفة للرجل المغربي والمرأة المغربية، وللشعب المغربي في صورة مصغرة، مماثلة لما حدث في مونديال قطر.
والأكيد من دون شك، هو أن المغاربة والمغربيات، هم ملح هذه الدورة بدون منازع، ينشطون جماهير الشعب الإيفواري في المدرجات وخارجها، يدخلون الأسواق والمولات ويشاكونهم الصلوات المساجد، ويبسطون أجنحة الفرح في كل مكان يمرون منه. أصبح المغاربة جزءا من المجتمع الإيفواري على قلتهم، الإحصائيات الرسمية تقول إن المغاربة لا يتجوزون في مجملهم الخمسة آلاف هناك، ولكن الفاعلية تكمن أحيانا في الفاعلية، وليس في العدد. في أقل من أسبوع، أصبح المغاربة حديث السوشل ميديا، وفيديوهاتهم تجوب وسائل الإعلام العالمية. أما وقد ربح المغاربة قلوب الإيفواريين، نرجو أن يكتمل مشهد الفرح برفع كأس الكان إن شاء الله تعالى.



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المِهرَجان التّاسِع للقصّة القصيرَة جدًّا في خنيفرَة يختتم أ ...
- صَابِر يستعرضُ بفاس ظروف ومُلابسات ترجمة كتاب «دراسَات صحرَا ...
- السّيدة لطيفة أخربَاش تُحاضر بفاس حَول التّضليل الإعلامي
- حِينَ يكُونُ الدّاعِمُ فِي حَاجَةٍ إلى دَعم...!!
- نوستالجيا: بين تاغنجا وصلاة الاستسقاء
- توحيدُ العَرب وإسعادُهم اختصاصٌ مغربي...!!
- جماعة فاس- سايس تختار ذروة حرارة غشت لتقليم الأشجار
- اللبؤات الجميلات... فخرُ المَملكة
- -شحات- الأهلي
- هذا الليل الحزين
- ثالوث المعرفة التنويرية في الغرب الإسلامي
- تاونات، من مدينة عبور إلى ملتقى للإبداع والثقافة والشعر
- قصة قصيرة: مُجرّد قِناع
- ندوة تناقش بفاس المغرب والأندلس من خلال إنتاجات لسان الدين ب ...
- نوستالجيا: تازة والبحث عن زمن صبي...!!
- الأغنام تعوّض الأسماك وطيور البط البرّي في «ضاية عَـوّا»
- محمد بوهلال في سيرَة روائية جديدة
- مبارك ربيع: أعمل على أن أتواضع كثيرا، لأنني أخشى على نفسي
- كأي غصن مثقل بالأمنيات
- بين تقاطعات التنوير ونوازع التغيير في الإعلام والسوسيولوجيا


المزيد.....




- مغني الراب الأمريكي بي ديدي يواجه تهما جديدة بالاعتداء الجنس ...
- موقع عبري يقدم رواية جديدة بشأن مسار هروب كبار المسؤولين الأ ...
- هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية تطلق معرض جدة للكتاب
- تونس تودع الفنان فتحي الهداوي بعد مسيرة امتدت 40 عاما
- مريم شريف تفوز بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان البحر الأحمر السي ...
- وفاة الممثل التونسي الكبير فتحي الهداوي
- --شكرا لأنك تحلم معنا--: فيلم كوميدي في زمن التراجيديا
- التمثيل الضوئي للحد من انبعاثات الكربون
- الفيلم الوثائقي -الخنجر- يشارك في مهرجان الظاهرة السينمائي ا ...
- فوز عبارة ادبية مُلهِمة للكاتبة العراقية أسماء محمد مصطفى في ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - الكَانُ الإيفوَاري بنُكهَة مَغربية