أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - فائز تركي القريشي - التسامح














المزيد.....

التسامح


فائز تركي القريشي
(Faiz Turky)


الحوار المتمدن-العدد: 7842 - 2023 / 12 / 31 - 01:58
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


إن التسامح ليس بلفظة غريبة وليس بشئ جديد ولكن ألا تشاركوني الرأي بان التسامح قد غاب عن الكثير من تعاملاتنا اليومية ، أبدا كلامي اليوم من مقولة للدكتور الراحل خبير التنمية البشرية الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله حيث يقول (( من الخطأ أن يأخذ الإنسان تجربة من الماضي بنفس شعورها وأحاسيسها للمستقبل لأنه سينتج عن ذلك قانون التراكم وهذا يعطي لتلك التجربة قوة أكثر فتقوى المشاعر والأحاسيس أكثر وأكثر )).
لماذا نجد الناس في شهر رمضان متسامحين ودودين متآخين لا يعدو احدهم على الآخر ويعيشون في سلام ثم نراهم بعد رمضان يتقاتلون من اجل أتفه الأمور ويتشاجرون بسبب أتفه الكلام دون وجود للتسامح وكان التسامح هو فقط من واجباتهم في شهر رمضان ، إن السبب في ذلك يعود في اغلب الأحيان إلى تذكرهم للتجارب النفسية السابقة التي ينتج عنها ما يسمى بقانون التراكم وهو من قوانين العقل الباطن والذي يعني ( إن الإنسان يأخذ تجربة من الماضي ويفكر فيها من جديد بنفس شعوره وأحاسيسه وقت حدوث تلك التجربة مما يدعم ملف تلك التجربة في العقل اللاواعي مسببا نتيجة قوة المشاعر والأحاسيس التي أضافها تراكما بسبب التكرار ) .
من هنا عزيزي القارئ علينا أولا أن نتعلم من تجارب الماضي فقط وان لا نجلب لحاضرنا تلك المشاعر والأحاسيس السلبية المرافقة لتلك التجارب السابقة . ولغرض أن نتعلم ذلك علينا أن ندرك إن أول مفتاح للتسامح هو التسامح مع الذات أن نسامح أنفسنا عن ما قمنا به من أفعال في الماضي وان لا نطارد أنفسنا بذنوبنا يوميا لأنها ستؤدي بنا بالنتيجة إلى الشعور بالذنب والذي لاتحمد عقباه ، ثم ننتقل من التسامح مع الذات إلى مسامحة الوالدين والإخوة والأولاد ثم الأصدقاء والمجتمع ولابد لكل منا إذا أراد أن يكون التسامح طريقه للوصول إلى الكفاءة والانجاز أن يدرك إن هنالك علاقة طرديه تفاعلية بين التسامح و الاتزان الروحاني أي كلما ازداد التسامح ازداد الاتزان الروحاني وبالعكس وكذلك توجد علاقة بين التسامح والعطاء وهي أيضا طرديه فبزيادة مساحة التسامح يزداد العطاء .
إن من أسباب عدم التسامح هو نظرة البعض إلى إن التسامح هو ضعف أو سذاجة ونرى إن مثل هؤلاء الأشخاص عادة ما يكونوا عدوانيين متحفزين ضد الآخرين وكأنهم في ساحة قتال على مدار الوقت وهذه النظرة خطرة جدا ومنها تنشا الصراعات في كثير من الأحيان وهي تتناقض مع الجانب الروحاني الذي يؤكده الإسلام حيث إن من مبادئ الإسلام ( العفو عند المقدرة ) وأود التذكير بقصة تنطبق على التسامح في الإسلام حيث يروى إن جارية كانت لدى الأمام زين العابدين علي ابن الحسين عليهما السلام ولدى قيامها بسكب الماء للإمام ليتوضأ أصابت الإمام في رأسه إصابة جرحته فنظر إليها الإمام فقالت سيدي والكاظمين الغيظ فقال لها قد كظمت غيظي عنك فقالت والعافين عن الناس فقال قد عفوت عنك فقالت والله يحب المحسنين فقال اذهبي فأنت حرة لوجه الله .
إن مثل هذا التسامح ينتج عنه ثقافة جديدة لها القوة لتوحيد المجتمع ونبذ الصراعات والمشاكل خصوصا ونحن نعيش الآن في فترة عصيبة على مجتمعنا تكاثرت فيها الفتن والصراعات السياسية والأيديولوجية وان الحل السحري لجميع هذه الخلافات هو التسامح ومحاولة تقبل الآخرين بشئ من التروي والحكمة إذ لابد لنا أن نستفيد من التسامح واعتبار تجارب الماضي مهارات نظيفها لمهاراتنا بدلا من جلب أحاسيسها وتنغيص عيشنا بها في كل حين ، والواجب الأكبر هنا يقع على سياسيينا وقادتنا بان يبدءوا بالتسامح فيما بينهم لان القادة قدوة للمجتمع والمجتمع يتبع رموزه السياسية بطريقة لا شعورية في كثير من السلوكيات ، ليس القصد أن نسامح من قتل أبناء شعبنا وسفك الدماء ولكن التسامح مع الذين يختلفون معنا في وجهات النظر لان وراء بعض الآراء والسلوكيات تكمن نية حسنة هكذا يكون البناء الصحيح لا التشكيك في النوايا والبحث عن زلات وتذكر ملفات من الماضي لا تسبب الا الإرهاق والتعكير لصفو العلاقة ولننظر إلى إن بناء المجتمعات والأنظمة السياسية في بعض الدول الغربية بنيت على الأساس الذي ذكرناه وبإمكاننا أن نصل إلى ما وصلوا إلية أو حتى ابعد حينما ننشر ثقافة التسامح والأخوة والتعاون لأننا أصحاب تاريخ عظيم وعقيدة راسخة لابد لنا من احترامها والعمل على ضوءها.



#فائز_تركي_القريشي (هاشتاغ)       Faiz_Turky#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفع ترددات الطاقة الايجابية
- الرغبة للشعور بالتفوق
- بناء النموذج المثالي للذات
- الديمقراطية لا تستورد
- الافتقار للعدالة الاجتماعية
- التعميم ظاهرة خطيرة
- الحب يصنع الامم
- الى دولتكم بعد التحية
- كي لا يتكرر سيناريو رواندا
- الضبط الانفعالي وتجاوز الغضب طريقك نحو القمة
- القدر بين الحقيقة والخرافة
- العطاء سمة العظماء
- مواطن الخوف
- تحقيق الانجاز
- الايجو
- التغيير الذاتي اولا
- الفرق بين السلطة والتاثير
- مفهوم السلطة في العراق
- البرمجة السابقة للعقل البشري
- ادراك سلسلة التفكير


المزيد.....




- السيسي يعزي البرهان هاتفيا في وفاة نجله بعد تعرضه لحادث سير ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتحدثون عن أيام لإتمام صفقة الر ...
- مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية
- وسائل إعلام فلسطينية: -حماس- وافقت على المقترح المصري لوقف إ ...
- القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تصدر بيانا بشأن وفاة ...
- قوات كييف تهاجم قرية موروم بطائرتين مسيرتين
- دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية تضر بنمو الدماغ
- مصر.. القبض على المتهم بالتعدي على قطة في محافظة بورسعيد
- الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهم ...
- مصر.. الحبس 3 سنوات للمتهمين بقتل نيرة صلاح طالبة العريش


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - فائز تركي القريشي - التسامح