أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - فائز تركي القريشي - القدر بين الحقيقة والخرافة














المزيد.....

القدر بين الحقيقة والخرافة


فائز تركي القريشي
(Faiz Turky)


الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 22:14
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


منذ ايام استذكرت عنوان فلم امريكي تم عرضه في العام 2011 بعنوان (The Adjustment Bureau) مكتب التعديل بطولة الممثل الامريكي (Matt Damon) ولدى تركيزي كعادتي دوما في بداية الفلم اعتقدت انه يتحدث عن قصة شاب سياسي شق طريقه بنجاح ليصل لمنصب حاكم ولاية ولكني تفاجئت لاحقا حين تحولت قصة الفلم الى احداث ليست لها علاقة بالسياسة اصلا وهنا شدني التركيز اكثر لافهم الفكرة من وراء الفلم اذ ان من غير المجدي ان يشاهد المرء فلما مدته ساعة ونصف او ساعتان دون ان يخرج بفائدة فكرية منه المهم اني توصلت اخيرا لما اراده السينارست من هذا الفلم الرائع ،ان فكرته تكمن حول موضوع غاية في الاهمية وهو التساؤل الازلي هل الانسان مسير ام مخير لا اريد ان اسرد قصة الفلم لكي لا افسد على من لم يراه وينوي رؤيته متعة التشويق ولكن اريد ان استطرد قليلا في فكرة الفلم حيث ان التساؤل الذي ذكرته يحير الكثير من الناس هل خلقنا مسيرين بالاقدار ولا ارادة لنا في ما سوف يحدث لنا مستقبلا وفي كل الامور والتفاصيل الدقيقة ام ان لنا الخيار في بعض ما سيحدث في المستقبل ام ان لنا الخيار التام في تحديد مصيرنا وما خرجت منه لم اخذه من الفلم وانما اكده لي ذلك الفلم ومفاد فكرتي التي اعتقد بها دائما واعتقد صوابها هي ان الانسان مسير في امور حتمية من قبل الله سبحانه وتعالى وليس له الاختيار فيها من هذه الاموراولا (الخلق ) يقول الله في محكم كتابه (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (سورة القصص)ثانيا (الموت ) يقول الله في محكم كتابه (وما تدري نفس باي ارض تموت ) الامر الثالث العائلة التي ولد فيها والامر الرابع الظروف القاهرة اذ ان هنالك ظروف قاهرة ليس بامكان الانسان ان يختارها كالحروب والكوارث الطبيعية ولربما يصيبه الضرر الكبير منها ولربما يخرج منها اكثر قوة وجلادة وحكمة وهنالك ظروف اخرى غير الحروب والكوارث مثلا الاشخاص الذين تجيئ لنا بهم الظروف والاحداث بشكل مستمر ودائم ويظهرون دون مقدمات وليس لنا ارادة بوجودهم بحياتنا والبعض منهم قد يكون مرتبطا بك دونما خلاص وحينما تنظر اليه تقول بداخلك ما الذي اتى به بقربي اما من الجانب الاخر هنالك الكثير مما نعيشه والكثير مما وصلنا اليه والكثير مما سنصبح عليه هو بأختيارنا نحن ولا دخل للتدخل الالهي بذلك فنحن مخيرون ومفوضون به مثال على ذلك نوع العمل او المهنة التي نمارسها والشريك الذي اخترناه لنكمل معه ما تبقى من حياتنا وكذلك شكل المستقبل الذي نرسمه والاختصاص العلمي الذي ندرسه والاهم من كل ذلك هو طريقة التفكير التي نفكر بها والتي بدورها تحدد كل الاختيارات التي ذكرت وهنالك قرارات مصيرية يتخذها الانسان هي التي ستحدد ما سيصبح عليه لاحقا ان فكرة الفلم تنطوي خلف مسألة طريقة التفكير وطبيعة التدخل الالهي في تحديد مسارات التفكير وهنا تكمن الجدلية التي اثارتني اذ كيف يتدخل الله سبحانه وتعالى بطريقة التفكير وهي من المسلمات بانها من مزايا الاختيار التي ذكرت اقول نعم نحن مخيرون بطريقة تفكيرنا ولكن في بعض الاحيان حينما تتقاطع الافكار وتزدحم وتتقاطع الظروف المحيطة وكل ذلك يسبب فوضى فكرية ونفسية تذهب بالانسان بعيدا عن المسارالصحيح الذي حدده لنفسه ورسم الاطر الصحيحة لانجازه هنا يأتي التدخل الالهي ليعدل المسار لا ليغيره وهنا فرق مهم فتعديل المسار يتلائم مع طريقة التفكير التي اختارها الانسان وتتلائم مع الهدف النهائي الذي يطمح الوصول اليه ولكن قد يتسائل البعض هل جميع الناس يحدث معهم تدخل الهي لتعديل المسار اقول لا اذ ان الكثيرين تنطبق عليهم مصداق الاية الشريفة (انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين ) مثل هؤلاء يتركهم الله سبحانه وتعالى لديناميكيات التفكير الخاصة بهم تبعا لنوع النية التي حددوها اصلا والبعض الاخر لا يتم تعديل المسار لهم ليعاقبوا في الدنيا لسوء اعمالهم والبعض لا يتم تعديل مساراتهم لانهم ببساطة حمقى وحماقتهم هم ايضا من اختارها اذا من هم من يتم التعديل لمساراتهم انهم اصحاب النوايا الحسنة الايجابية الصادقة والذين يذكرهم الله في كتابه (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) وهنا يكمن الهدف من الفلم رغم ان صانعية من مجتمعات غير اسلامية ولكنهم يناقشون في افلامهم افكارا متجددة وفلسفات كانت السبب في نهضتهم والحضارة التي وصلوا اليها والتي هي مثال ساطع يدل على طريقة التفكير الغربي والتي هم مدركون تماما انها من الاشياء التي هم مفوضون بها ونحن بالمقابل سلمنا انفسنا لخزعبلات وخرافات القدرية في كل شئ وهذا ما اوصل مجتمعاتنا لما وصلت اليه تبعا لطريقة التفكير الساذجة التي يتبعها الكثير من الناس من اتباع المنجمين ومصدقيهم واتباع بعض من يدعون التدين وهم من ابعد الناس عن الدين الحق وطريقة التفكير هي من ادخلت الينا التطرف الديني الذي استشرى واتسع بشكله المرعب الذي تجلى بصورته الحقيقية عند ظهور مجانين العصر(الدواعش) ، ان تعديل المسار الذي يحدث بالتدخل الالهي يثبته القران الكريم اختم به ما اردت ايصاله لكم يقول الله سبحانه وتعالى ( انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا ) وكذلك الاية الكريمة (ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ) اقول ذلك واتمنى من كل قلبي ان تتغير طريقة تفكيرنا جميعا تبعا للقران والقراءة الصحيحة السليمة له وتبعا للنية الصالحة والتفكير الصالح الايجابي واني مؤمن تماما بمصطلح الكاتب العراقي (علي الوردي ) الا وهو (العقل الجمعي ) اذ ان العقل الجمعي هو نتاج طريقة التفكير لافراد المجتمع وهو حاصل جمع الافكار الفردية ولا يمكن لاي مجتمع ان يتطور دون ادراك اهمية العقل الجمعي .



#فائز_تركي_القريشي (هاشتاغ)       Faiz_Turky#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العطاء سمة العظماء
- مواطن الخوف
- تحقيق الانجاز
- الايجو
- التغيير الذاتي اولا
- الفرق بين السلطة والتاثير
- مفهوم السلطة في العراق
- البرمجة السابقة للعقل البشري
- ادراك سلسلة التفكير


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - فائز تركي القريشي - القدر بين الحقيقة والخرافة