أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هاني عبيد - السريان ودورهم الحضاري في التاريخ















المزيد.....



السريان ودورهم الحضاري في التاريخ


هاني عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7838 - 2023 / 12 / 27 - 20:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مقدمة
السريان هو الشعب الذي لم ينصفه التاريخ، وعنه يقول المؤرخ فيليب حتي مؤلف كتاب "تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين" للسريان الفضل في يقظة العرب عامة ونهضتهم الفكرية في بغداد زمن العباسيين، ما لم يكن مثله لأمة واحدة سواهم، تلك النهضة التي غدت ولا تزال مفخرة العصر الاسلامي القديم". لقد تم إهمال مآثرهم الحضارية ودورهم الكبير من قبل ابناء عمومتهم العرب، بينما أماط المستشرقون اللثام عن منجزاتهم الكبيرة في اللغة والطب والعلوم والموسيقى والأدب. أما ما لحقهم من قتل وتشريد في بداية القرن العشرين فلم يذكره أحد، رغم أنهم والأرمن قد عانوا من الابادة العرقية بإيعاز من الحكومتين الالمانية والنمساوية للباب العالي العثماني الذي غرر بالأكراد للقيام بحملات الابادة ضد الأرمن والسريان وغيرهم.
لقد كان السريان الجسر الواصل بين حضارة وعلوم الأغريق والعرب، فهم من قاموا بالترجمة للأعمال الاغريقية وقاموا بالشرح والتعليق عليها، حتى أن بعضها في نسخته الأصلية قد فقد ولم يبق إلاّ ترجمة السريان لها. فهم من وطد العلاقات الثقافية والعلمية والتجارية بين الفرس والبيزنطيين، وبين العرب والإغريق أول الأمر ثم بين العرب واللاتين لاحقاً.
لم يشيدوا ممالك جبارة كالفرس والروم، ولكنهم اشادوا أديرة وكنائس كانت مدارس وجامعات في عصرهم، فبالإضافة إلى العلوم الدينية التي كانت تدرس فيها في كل المراحل الدراسية، الاّ أنهم لم يغفلوا العلوم الوضعية التي كانوا بحاجة لها، ومن هنا تميز التعليم السرياني من خلال الربط بين العلوم الدينية والوضعية.
وقبل أن نميط اللثام عن دورهم في الحضارة ومساهمتهم في حفظ علوم الاغريق، لا بد من عودة إلى التاريخ وإلى الهجرات السامية التي انطلقت كما يجمع المؤرخون من جزيرة العرب.
الآراميون
في البداية سنستعرض من اين جاءت التسمية "آراميون". آرام لفظة سريانية تعني روم أي مرتفع وهم بهذا يشيرون إلى علو مكانة الآراميين وسمو منزلتهم نسبة إلى التقدم الحضاري الذي أحرزوه في مجالات الفكر والفلسفة والطب والفلك والمنطق واللاهوت وغيرها من العلوم.
وهناك رأي يقول بأن "آرام" لفظة في الاكادية "آراميو" وتعني الأرض المرتفعة والبعض يفند ذلك وأنه من المستحيل أن تكون التسمية الآرامية تعني الأرض المرتفعة وذلك أن اللغة الآرامية القديمة كانت تستخدم كلمة أرض تماماً مثل اللغة العربية لتشير إلى الأرض اليابسة، وقد بدأت اللغة الآرامية في عهد الامبراطورية الفارسية (أواخر القرن السادس) تستخدم كلمة آرام بمعنى الأرض.
أما المؤرخ ليبينسكي Lipinsky وفي كتابه الآراميون فيعتقد أن التسمية تعني باللغة الآرامية الغزلان وقد تكون تسمية آراميين تلفظ اريمي كما وردت في الكتابات الاكدية القديمة والسريانية، وذكر أن اريمي أو اريماي هي جمع تكسير لكلمة ريم ومعناها الغزال في اللغة الآرامية والعربية.
وورد في المنجد أن كلمة آرام تعني الغزال الأبيض الصغير، والجمع ريم وهو الظبي الخالص البياض.
أما في الكتاب المقدس فهو اسم أحد ابناء سام ونسله الآراميون الذين سكنوا أرض آرام. وسام ابو كل بني عابر اخو يافث الكبير ولد له ايضاً بنون. بنو سام: عيلام واشور وارفكشاد ولود. زبنو آرام: عوص وحول وجاثر وماش.
كانت الجزيرة العربية الموطن الذي انطلقت منه هجرات الشعوب السامية، حيث ضاقت الجزيرة بمواردها الشحيحة فأنطلقت القبائل في هجرات متتالية بحثاً عن الكلأ والمرعى صوب المناطق الخصبة المتاخمة للجزيرة العربية. والهجرة الآرامية كانت ثالث حركة كبرى أتت من الصحراء بعد الهجرتين الامورية والكنعانية. ما زال التاريخ الآرامي الباكر غامضاً وغير واضح لشح المصادر التاريخية المتعلقة بهذا التاريخ.
ويختلف المؤرخون حول اسم آرام، وقد انقسموا إلى فريقين: الأول ينسب الاسم إلى اسم علم، بينما الفريق الثاني يشير إلى أن آرام هو اسم لمكان. أي أن المصادر الكتابية القديمة المعاصرة للآراميين تذكر أن اسم العلم آرام/آرامو مرة اسماً لشخص ومرة اسماً لمكان. بالنسبة للأول هناك إشارات في وثيقة تعود إلى فترة الملك السومري شوسن (2045-2037) ق.م. إضافة إلى وثائق أوغارتية ونقوش من ماري.
أما لظهوره اسماً لمكان فجاء في مصادر كتابية أكادية تعود إلى النصف الثاني من الألف الثاني ق.م. وفي كتابات تعود إلى عصر النهضة السومرية. ويذكر المطران بولس بهنام أن كلمة آرام سامية قديمة مركبة من كلمتين جاءتا في بعض اللغات السامية (ومنها الآرامية والعبرية) والكلمتان اللتان ركبت منهما هذه اللفظة هما (ارعا رمه ا areo romtho والتي تعني الأرض العالية فيكون الآراميون هم القبائل النازحة إلى الهضاب والآراضي المرتفعة.

أما الأب البير أبونا فيذكر أن لقب آرام هو اسم جغرافي أطلق على المرتفعات الواقعة في الشمال الشرقي من سوريا، ثم خلعه الاشوريون على الجماعة التي وجدت في تلك المنطقة، وبالتالي فإنه كأسم مكان يدل على الأرتفاع نظراً لأن الآراميون قطنوا المناطق العالية في الفرات الأعلى، ومن ثم عمت التسمية كل القبائل التي تنتسب إلى أصل واحد. وقد أطلقت عليهم أسماء مختلفة ولكن من بداية الألف الثالث حتى نهاية الألف الأول ق.م. اصبحوا يسمون بالقبائل الآرامية حتى انتشار المسيحية. وينتسب الآراميون في الكتاب المقدس إلى آرام بن سام بن نوح (تكوين 1:22-23) أو إلى أسرة ناحور (تكوين 2:20-21). وفي هذا الصدد يقول المؤرخ الكبير جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب"، "أما آرام فهو ابن سام ابن نوح وآرام هو جد بني ارم أي الآراميين، وهم قوم معروفون ربط الأخباريون العرب البائدة (العرب الآولى) بالآراميين وباللوديين وبالعوصيين والجاثريين ولا نجد في كتبهم الأسباب التي حملتهم على رجع أساب هؤلاء إلى هؤلاء الآباء".

على أن أقدم "نص مكتوب ذكر فيه الاسم الآرامي ورد في سفر التكوين حوالي سنة 1740 قبل الميلاد , وذلك ان " لابان " الحرّاني الذي تسميه التوراة " بالآرامي " وهو خال يعقوب أبو الاسباط , عندما وقع العهد مع ابن أخته يعقوب , وقعه بالآرامية وسماه ( يجر سؤدوةا ) ( يغر سهدوثو ) , أي ( نصب الشهادة ) . وكتبت هذه الجملة الآرامية في التوراة العبرية بصيغتها الآرامية التي وردت فيها , وهذا أول أثر نعرفه حتى الآن للغة الآرامية بل أقدم نص ذكر فيه الاسم الآرامي.

أول إشارة للآراميين وردت في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر ، والاشارة في هذه الرسالة إلى قبائل الاخلامو التي غزت أراضي الفرات في عهد قردونياس ملك بابل.

كان الآراميون بدواً رحلاً انتظموا في قبائل وانتشروا في البوادي الغربية الشمالية إلى أن استقروا في المناطق الواقعة بين تدمر وجبل البشري قبل أن ينتشروا في بلاد ما بين النهرين، وقد اختلط الآراميون بالشعوب والأقوام التي كانت تسكن في المناطق التي هاجروا اليها، وخاصة الاموريون حيث حلوا في النهاية محلهم. وأول استقرار لهم كان في حران، (وتذكر التوراة في هذا الصدد أن ابراهيم الخليل قدم من حاران – فخرج معهم من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان، فجاؤوا إلى حاران وأقاموا هناك. تكوين 11: 31) وابتداءاً من القرن الرابع عشر ق.م. أسسوا مستعمرات في سوريا ولم يؤسسوا دولة واحدة بل كانت لديهم ممالك متعددة، حيث أصبحت هذه البلاد تتخذ صفة آرامية. أهم ممالكهم كانت مملكة دمشق الكبرى وهي مملكة أسرة بن حدد (بن حداد) ومملكة هازائيل (ايل ينظر) وكذلك ممالك في حلب وحماة، وبلغوا أوج إزدهارهم في القرنين الحادي عشر والعاشر. ولا بد أن نذكر أن الهجرة الرابعة إلى سوريا كانت هجرة العبرانين. من هنا نستنتج أن الآراميين هم أحد الشعوب المعروفة اصطلاحاً بالساميين الذين استوطنوا الهلال الخصيب.

لقد بدء اسم اخلامو يقترن باسم آرام بسبب أن قبيلة آرام الاخلامية قد عقدت الزعامة لها على سائر القبائل الاخلامية وبالتالي طغى اسمها عليها. وفي القرن الحادي عشر ق.م. اسست مملكة بيت أدين حول مدينة تل برسيب وبيت نجياني في وادي خابور ونصيينه وخوريزانة وجدار إلى الشرق. واحتلت عشائر الموخو الآرامية ضفتي الفرات من عانه حتى ربيقو بينما استقرت عشائر اللاقى الآرامية في منطقة سنجار وعشائر العوتات على ضفتي دجلة بين الزاب والأدهم، وتمكن ادد ابال ايدين الآرامي في عام 1083 ق.م. من الاستئثار بعرش بابل ففاوضه ملك آشور المعاصر وحالفه وتزوج ابنته.

كان عدد الممالك الآرامية اثنتا عشرة مملكة، وهي:

مملكة فدان آرام وعاصمتها حران.
مملكة آرام صوبا في سهل البقاع.
مملكة آرام النهرين بين الفرات والخابور.
مملكة بيت بخياني عاصمتها غوازانا (تل حلف حاليا) في حوض الخابور.
مملكة بيت عديني وعاصمتها تل بارسيب (تل أحمر حاليا) في شمال الجزيرة.
مملكة بيت آجوشي وعاصمتها أرباد (تل رفعت حاليا) وتشمل منطقة حلب.
مملكة شمأل عند سفوح جبال الأمانوس.
مملكة حماة.
مملكة بيت رحوب عند مجرى الليطاني.
مملكة آرام معكا في الجولان.
مملكة جشور بين دمشق ونهر اليرموك.
مملكة آرام دمشق، وهي من أقوى الممالك.

كان الآراميون في القرون الأولى من العصر الميلادي يشكلون مجموعة بشرية ضخمة سكنت سوريا وفلسطين وما بين النهرين وتوزعوا بين الامبراطورية الفارسية والرومانية. وقد وقعت البتراء تحت تأثير الآراميين وكانت عاصمة الانباط، وأتخذ الانباط اللغة الآرامية لغة للكتابة.

كانت بلاد الآراميين مكان نزاع بين الفرس والروم، ولذلك تأثروا بحضارة الفرس والروم وأصبحوا ورثة الحضارات الآشورية والبابلية والفينيقية والفارسية، وأضافوا اليها، وكانت لغتهم تفرض نفسها عليهم فأبادت اللهجات الأكدية والكنعانية، وكان سر قوتها في بساطة أبجديتها وسهولة نحوها وصرفها، لذلك كانت لغة عالمية. فقد جاء في سفر الملوك الثاني (18:36) وأشعيا (36:11) أنه في سنة 710 ق.م. لما حاصر سنحاريب بيت المقدس في عهد حزقيا كان الشعب يتكلم الآرامية وكانت ارستقراطية اليهود تعرف الآرامية، وكان موظفو سنحاريب يعرفونها أيضاً.

من هم السريان

كان السريان قديماً قبل الميلاد ببضعة قرون يتسمون بالآراميين السريان. وشاعت تسمية سريان بينهم بعد اعتناقهم المسيحية. وتسمية سريان أطلقها اليونانيون عليهم، حيث يقول المؤرخ والجغرافي اليوناني الشهير سترابو Strabo (63 ٌق.م. – 24 م ) في كتابه الجغرافيا "إن هؤلاء الذين يطلق عليهم اليونانيون اسم السريان فإنهم يسمون أنفسهم بالآراميين". ومن هنا فقد أصبح الآراميون الذين اعتنقوا الدين المسيحي سرياناً تميزاً لهم عن الآراميين الذين ظلوا وثنين، حيث أباد السريان عند فجر المسيحية جميع أثارهم الوثنية خوفاً على أولادهم من الكفر. استمرت التسميتان الآرامية والسريانية تطلقان على الشعب الآرامي بشكل مترادف لغاية القرن الثالث عشر إلى أن أنفردت تسمية سريان واحتجبت تسمية الآراميين عن الاستعمال وهذا واضح من الكتب الآرامية والسريانية من القرون الأولى للميلاد ولغاية القرن الرابع عشر.

يقول مؤرخو السريان وعلماؤهم (مار ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي، والمؤرخ الكبير مار ميخائيل) بأن كلمة السريان متأتية من سورس الملك (الذي قتل أخاه وملك على انطاكية) كنسبة اليه الذي ظهر قبيل النبي موسى وهو من الجنس الآرامي وقد أستولى على بلاد سوريا وما بين النهرين وبأسمه سُميت هذه البلاد سوريا وأهلها سورسيين ثم حذفت السين فصارت سوريين.

وقد دخل اسم سورية وسوريين وسريان قبل المسيح بشكل واضح في عهد السلوقيين الأغريق وعلى وجه التدقيق بعد ظهور الترجمة السبعينية للعهد القديم التي أستخرجت من العبرانية إلى اليونانية عام 280 ق.م. حيث أن المترجمين ترجموا لفظة آرام بسورية كبديل لها أو مرادف وأخذ يغلب الأسم السوري على الآرامي شيئاً فشيئاً.
كما أن الترجمتين اليونانية و اللاتينية جعلتا بدلاً منه أسماً يونانياً .
وإن الكتاب المقدس أثبت لفظ سوريا بالألف و نقله العرب عن السريان لا عن اليونان فقالوا سوريا و لم يكتبوا سيريا أو آثوريا أو آشوريا أو صوريا كأنه منسوب إلى سيري أو آثور.
أما العلامة يعقوب اوجين منا فيقول في قاموسه (كلداني-عربي) فيقول أن السريان شرقيين كانوا أم غربيين ما كانوا يسمون سرياناً بل آراميين، وإن التسمية (سريان) لا ترتقي إلى أزمنة قديمة ولم ترد لدى المؤرخين القدامى، ولا حتى في التوراة. إن التسمية (سريان) أطلقت على الآراميين بعد المسيحية وكذلك على سكان وادي الرافدين لان المبشريين بالمسيحية توافدوا اليهم من سوريا فحباً وتمسكاً بالمسيحية حمل هؤلاء المتنصرون اسم مبشريهم.
ومن هنا نستنتج أن التسمية (سريان) أطلقت على الداخلين من الآراميين المسيحية ثم شملت جميع الناطقين أو المتكلمين باللغة الآرامية من جميع الاعراق في حين ظل الاسم الآرامي محصوراً بالباقين على الوثنية.

وقد أجمع كثير من الباحثين على أن السريانية هي الآرامية ذاتها والآراميون هم السريان والفصل بينهما خطأ حيث أن التسمية السريانية كانت تستخدم الى جانب الآرامية وتطلق على المتكلمين بهذه اللغة، وعند انتشار المسيحية تغلبت التسمية (سريان) على الآرامية بسبب أن الرسل كانوا سرياناً من حيث اللغة، ومع الزمن أصبح من اعتنق المسيحية من الآراميين يدعى سريانياً ومن ظل على وثنيته يدعى آرامياً.

ما أبدعه الآراميون ولاحقاً السريان هو ما يطلق عليه بالحضارة الآرامية – السريانية. وتتصف هذه الحضارة بالمميزات التالية:

أولاً: انها حضارة عالمية، فقد كانت اللغة السريانية لغة العلم والفلسفة والأدب والتجارة قروناً طويلة. وقد امتد تأثير اللغة الآرامية القديمة منذ 700 ق.م. زمن الحكيم أحيقار وامتد إلى عام 1300 ق.م. زمن ابن العبري. لقد كتب وترجم إلى هذه اللغة كل منجزات حصارة ما بين النهرين من سومرية وأكدية وبابلية وأشورية وكلدانية.

ثانباً: كانت هذه الحضارة جسراً بين الحضارات القديمة.

الآراميون هم ورثة حضارات ما بين النهرين وبالتالي كان السريان حلقة وصل بين الحضارات النهرينية القديمة والتراث اليوناني. لم يدع السريان كتاباً في الحكمة الا وعربوه ولا سيما مؤلفات من اللغة اليونانية لانهم كانوا قد تعلموها وأتقنوها غاية الأتقان من القرن الرابع للميلاد وأدخلوا تدريسها في مدارسهم فلخصوا وزادوا وبوبوا وأصلحوا وألفوا.

ومن الجدير بالذكر أن الباحث كريستنسن المتخصص في تاريخ الفرس قد أشار إلى أن السريان تعلموا كتب الحكمة الهندية ونقلوها إلى السريانية ومن بينها كليلة ودمنة وقطع نثرية وشعرية في الحكمة ويبدو أن كليلة ودمنة ترجمت في وقت مبكر من القرن السابع إلى اللغة العربية.

ثالثاً: كان السريان رواداً في تأسيس المدارس التي وضعوا لها نظاماً خاصاً.

أسس السريان مدارس فكرية متعددة وكانت هذه المدارس امتداداً لمدرسة اثينا والاسكندرية حيث لعبت المسيحية وظهور البدع دوراً في ظهور السريان في مجال الفلسفة والفكر واللاهوت. وعندما نذكر المدارس فإننا نعني أمرين: الأول وهو المدارس كأماكن لتلقي العلم، أما الأمر الثاني فنعني به أتجاه فكري معين أسس على يد أستاذ ومفكر متميز وجذب اليه طلاب العلم والمعرفة.

أما المدارس الفكرية فكان أهمها المدرسة الرواقية التي أزدهرت في العصر الروماني على يد السرياني بوزيدونيوس Posidonios (153-51 ق.م.) ووصلت إلى العرب عن طريق شرّاح أرسطو مثل: اسكندر الافرديسي ويحي النحوي. أما الديصانية التي كانت منتشرة في حران فقد أسسها برديصان الرهاوي الذي ظهر في النصف الأخير من الجيل الثاني للميلاد.

المدرسة الأخرى فهي الافلاطونية المحدثة وهذا الفكر الجديد أسسه أفلوطين Plotinus ولكن من زرع بذورها هو نومينيوس الافامي Numenius apamea صاحب كتاب مذاهب افلاطون السرية.أما شارح الافلاطونية المحدثة فهو السرياني موزموزيوس الصوري، وهو صاحب كتاب "المدخل إلى المقولات" وهو أول من وضع حجر الزاوية في الفلسفة العربية الاسلامية.

رابعاً: كان السريان رواداً في تأسيس المكتبات، حيث لعبت هذه المكتبات دوراً طليعياً في حفظ ذخائر الحضارات القديمة وخاصة بعد تدمير مكتبة الاسكندرية. وبسبب كثرة المكتبات إزدهرت صناعة الجلود ورق الغزال وتطورت عملية النقل والنسخ وأصبحت حرفة يمتهنها الكثيرون وبالتالي تطورت فنون الخط والزخرفة.

ولأهمية المدارس والمكتبات في الحضارة السريانية سنستعرض أهم المدارس والمكتبات.

المدارس السريانية

اما المدارس التي ظهرت في كنف الاديرة ولاحقاً استقلت عنها فكانت مدارس أنطاكية وحران وقينسرية ونصيبين وجنديسابور وقطسفون (المدائن) ودير برصوما بملطية. وقد بلغ عدد المدارس السريانية خمسون مدرسة وكان يتبع هذه المدارس مكتبات فيها كثير من الكتب المترجمة.

كانت مدرسة أنطاكية من أهم المدارس حيث انتقل اليها الرسل وتأسس فيها الكرسي الأنطاكي، وأسسها الكاهن لوسيان بحدود عام 290 م واشتهرت حتى النصف الأول من القرن الخامس وتأسست لمقاومة الوثنية وارد على الهرطقات. وتجمع فيها لوقيانوس ودورثاوس (الذين يعتبران من المؤسسين ايضاً) وأنضم اليهما اوسابيوس ابو التاريخ الكنسي والقس اريوس واوسطاثاوس أسقف انطاكيا، وبعد ذلك ظهر ديودوروس ويوحنا الذهبي الفم ودوريطوس ونسطور. كان من أهم اهتمامات هذه المدرسة التوفيق بين العقل والايمان أو العلم والدين. كذلك اشتهر في هذه المدرسة اسحق الانطاكي الكبير والطريركان بولس الثالث وبطرس الثالث ويعقوب الرهاوي.

مدرسة جنديسابور: أسسها الامبراطور الفارسي كسرى أنو شروان في بداية القرن السادس كمعسكر لمعالجة المرضى وتعلم الطب، وعندما أغلق الامبراطور زيتون مدرسة الرها هاجر علماؤها إلى هذه المدرسة. اهم أساتذتها جورجيوس بن بختيشوع الذي عالج الخليفة المنصور.

مدرسة قنسرين السريانية: قنسرين باللغة السريانية القديمة تعني "قن النسور" وتعرف الآن بالعيس على سفح جبل العيس الجنوبي مقابل مدينة جرابلس حالياً على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتأسست عام 530 م وكانت أكبر مدرسة لاهوتية سريانية علمية، وكانت تعلم باللغتين السريانية واليونانية في مجالات الأدب والمنطق والفلسفة والطب واللاهوت. ظلت تعلم طيلة أربعة قرون وأضحت في القرن السابع من أهم المدارس الفكرية للسريان إلى أن تهدمت في القرن التاسع الميلادي ثم استعادت دورها حتى أواسط القرن الحادي عشر وبقيت المدينة عامرة حتى القرن الثالث عشر. ونشير هنا إلى أن دير قنسرين تأسس على يد القديس يوحنا الرهاوي المهروف بيوحنا بن افتونيا. أبرز علماؤها ساديرا سابوخت الفيلسوف والعالم الرياضي الذي بحث في العلوم الفلكية والطبيعة وكتب في الانالوطيقا (تحليل القياس) وشرح بعض نقاط من كتاب الفصاحة لارسطو وله شرح للعبارة والحساب والمساحة والفلك والموسيقى ومقالة مهمة في الاصطرلاب وفي صور البروج، وتتلمذ على يديه البطريرك مار اثناسيوس الثاني المتوفي عام 686 م ومار يعقوب الرهاوي الذي كتب كثيراً في قواعد اللغة السريانية واليه تنسب دخول الحركات اليونانية الخمسة إلى اللغة السريانية وهو مؤلف كتاب "انشريدون" المختصر في العبارات الفلسفية. كذلك، ألف كتاب الأيام الستة وهو أول محاولة لوصف العالم وظواهره الطبيعية في إطار قصة الخليقة بحسب ما ورد في التوراة ويقع في سبعة أبواب.

مدرسة الرها: أنشأها ملوك الاباجرة ويقول البعض أن مؤسسها هو مار أفرام بعد هروبه والبعض يقول بوجودها ولكنه طورها، وقد ترأسها في القرن الرابع ثم جاء بعده أسقف الرها وبولا وخلفه يهيبا. من أشهر أساقفتها ايضاً مار ترساي الذي نشر التعليم النسطوري. أُغلقت هذه المدرسة من قبل الامبراطور زيتون عام 489 م.

مدرسة نصيبين: أُنشأت هذه المدرسة من قبل أسقف الرها أفراهاط في مدينة نصيبين عام 325 م وأشتهرت تحت رئاسة مار أفرام السرياني وعند الاحتلال الفارسي عام 363 م هرب أساتذتها إلى مدينة الرها. أمتازت هذه المدرسة بنظام فريد من نوعه في التعليم ودخلت قوانينها إلى بقية المدارس الفكرية. أما مدرسة نصيبين الثانية فقد أنشأت عام 471 م بسبب الاختلاف الفكري بين الشرق والغرب حول طبيعة المسيح. هاجر اليها أساتذة مدرسة الرها الذين يتبعون الفكر النسطوري وأهم أساتذتها برصوما ثم مار ترساي ونبغ فيها يعقوب الكبير وباباي الكبير.

مدرسة دير برصوما بملطية: أنجبت علماء مثل يعقوب بن الصليبي مطران آمد وثئودوروس بردهيون وميخائيل الكبير والمفريان غريغوريوس بن العبري.

مدرسة دير البارد: ظلت هذه المدرسة موطناً للتعليم والتأليف حتى عام 1243 م وقد أشتهر رؤسائها بإنشائهم بعض صلوات وأناشيد تفردوا باستعمالها وأدخلوها في الطقس السرياني.

المكتبات السريانية

مكتبة الرها الملكية
أنشأها الملوك الأباجرة، ومن مخطوطاتها تاريخ الأزمنة تأليف البطريرك ميخائيل الكبير ومواعظ يوحنا فم الذهب ومار باسيليوس القيصري. وعندما أجلي السريان من مدينة الرها عام 1922 بأمؤ من الحكومة التركية نقلوا معهم تلك المخطوطات إلى حلب وغيرها من المدن.

مكتبة المفارنة في تكريت

كانت تحتوي على مخطوطات نادرة قديمة العهد وأستطاع السريان أن يخفوا قسماً منها عندما غزا البرابرة المنطقة حيث نقلوها إلى دير مار متى الشيخ بجوار الموصل وبعضها إلى دير والدة الآله في زادي النطرون.

مكتبة آمد (ديار بكر)

مدينة آمد لها كرسي متروبوليتي في قيود الكنيسة السريانية وقد جمع مطرانها مارا الثالث كتباً نفيسة
نقلها تلامذته بعد وفاته ووضعوها في كنيسة آمد، وعندما أتخذ السريان تلك المدينة مركزاً لهم في القرون الوسطى عززوا مكتبتها وأغنوها بالذخائر العلمية. وقد ساهم في هذه العملية العلامة يعقوب الصليبي الذي تولى كرسي آمد من عام 1167 وحنى عام 1171.

مكتبة مذيات

تعتبر مدينة مذيات حاضرة عبدين وفيها كنيسة بأسم الشهيدة شموني واشتملت إحدى غرفها على مخطوطات قديمة العهد نُقِلَت اليها من شتى الديار. من أهم وثائقها "ديدشعالية الرسل" وكتاب نادر ذكره الرحالة باري بانه "من الذخائر النادرة التي لم يرِد التاريخ مثلها، ومخطوطة ثمينة للأنجيل كانت مصوغة في مذيات ويرتقى كتابتها إلى القرن التاسع وتحتوي هذه المخطوطة غلى نص للأنجيل باللغة اليونانية مكتوباً بحروف سطرنجيلية.

مكتبة دير مار متى الشيخ

أقدم مكتبات الشرق وأوفرها ثروة، غنية بالمخطوطات النادرة. من أثمن ما أحتوت عليه نسخة سطرنجيلية قديمة "هكسبلة" اشتملت على كتاب العهد القديم نقلها طيمثاوس جاثليق النساطرة بأن كلف جبرائيل بن بختيشوع بنسخها.

مكتبة دير قرتمين

أسس هذا الدير مار جبرائيل القسطني في السنة 397م، وبلغ عدد رهبانه 150 راهباً واحتوى مكتبة ضخمة أصبحت آية في غرائبها وعجائبها. أضاف اليها المطران شموني الزيتزني (734 م) مائة وثمانين مجلداً ثم نسج على منواله داود ابن اخته ويوحنا مطران الدير الذي جدد الكتابة السطرنجيلية ثم الراهب عمنوئيل ابن اخي المطران يوحنا الذي كتب بخط يده على رق الغزال سبعين مجلداً من ترجمة الكتاب المقدس البسيطة والسبعينية والحرقلية. وفي سنة 1169 أضاف جبرائيل بن بطريق واليشع اخوه وموسى الكفرسلطي مائتين وسبعين مجلداً. وقد نهب الفرس المكتبة وأحرقوا الدير.

مكتبة والادة الآله في وادي النطرون بمصر

أنشأ السريان في النطرون ثمانية عشر ديراً وجمعوا في أغلب تلك الديارمكتبات حوت كنوزاً ثمينة، وقد أغار البربر ونهبوا ممتلكات الرهبان وهدموا الكنائس. وقد نجا من هذه الحوادث دير والدة الآله المعروف بدير السريان بوادي النطرون. تأسس هذا الدير عام 603 م وجمع الرهبان فيه مخطوطات قديمة العهد وأسسوا مكتبة ضخمة أصبحت كما وصفها بعضهم "أشهر خزائن الكتب السريانية بل أقدم مكتبات الدنيا". وقد جُمع في مكتبتها ما تم إنقاذه من مكتبات الرها وآمد وملطية.

ظلت هذه المكتبة تنمو حتى بلغ عدد مخطوطاتها ألف مجلد، وذكر القس توما المارديني أنه شاهد عام 1624 م في تلك المكتبة "صحفاً كبيرة مكومة بلا حساب ولا عدد"



مكتبة دير سرجيسية

أسس السريان هذا الدير عام 958 م في جوباس بجوار ملطية تيمناً باسم الشهيدين سرجيس وباخس، وقصده العلامة الشهير يوحنا تلميذ مارون وكان هذا الدير يحتوي على كنيسة ومكتبة وسكن للاساتذة والكتبة والنسّاخ والتلامذة. أطلق ابناء ذلك العصر على مؤسس الدير يوحنا "ملفان وبحر الحكمة"، وتوفي في عام 1003 م.

مكتبة دير الزعفران

أنشأت في القرن الثامن على يد مار حنانيا مؤسس الدير، ثم جددها وأضاف اليها يوحنا مطران ماردين الرهاوي وأزدهرت مخطوطاتها عندما صار الدير مقراً للبطاركة. أثمن ما أحتوت عليه انجيلان سطرنجيليان مكتوبان على رق الغزال ومنها سبعة مجلدات تضمنت ميامر مار يعقوب السروجي وشرح ايريثاوس ونسختان من كتاب أخبار القديسين مكتوبان بحروف سطرنجيلية.

مكتبة دير مار مرقس في القدس

مكتبة قديمة أعتنى بها مطارنة الكرسي الاوروشليمي وأضيف اليها في القرن الرابع عشر بقايا خزانة دير المجدلية في القدس بعد إندثاره، كذلك نقلت اليها بعض مخطوطات دير الزعفران بعد الحرب العالمية الأولى. حوت هذه المكتبة على ذخائر نفيسة مكتوبة بخطوط سطرنجيلية عددها 32 مجلداً منها ميامر مار يعقوب السروجي في ثلاثة مجلدات ضخمة، كذلك إحتوت على صكوك ووثائق وحججاً قديمة العهد.

ونشير أيضاً إلى أن هناك بقايا مخطوطات لكنيسة مار بطرس ومار بولس في الرهان ومكتبة دير الشاغورة في صيدنايا ومكتبات إندثرت في طور عبدين وجبل الآزل وأنطاكيا وغيرها.



#هاني_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة إلى قرار التقسيم
- التاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة لإسرائيل
- التاريخ المنسي - الولايات المتحدة الأمريكية - 8
- التاريخ المنسي - دور بريطانيا - 7
- تاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل. صفقات الأسل ...
- التاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل، ستالين وف ...
- التاريخ المنسي. قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل. موقف الاتح ...
- التاريخ المنسي قرار التقسيم وإنشاء دولة لإسرائيل- موقف الاتح ...
- التاريخ المنسي- قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل، موقف الاتح ...
- التاريخ المنسي-قرار التقسيم وإنشاء إسرائيل. موقف الاتحاد الس ...
- نظرات في علم الهندسة عند الأغريق
- ذكريات - 3 مذكرات أندريه غروميكو
- ذكريات -2 مذكرات أندريه غروميكو
- عرض كتاب -ذكريات- مذكرات أندريه غروميكو
- ما اختزنته الذاكرة عن فلسطينيي الداخل -2
- ما خزنته الذاكرة عن فلسطيني الداخل-1
- قراءة جديدة لوعد بلفور
- البحث العلمي
- التفكير العقلاني في حل المشاكل


المزيد.....




- روسيا تبدأ تدريبات بالأسلحة النووية التكتيكية.. وأمريكا: موس ...
- -اتصل بنا وإلا سننشر أنك وشيت بجيرانك لحماس-.. صحيفة عبرية ت ...
- مجتمع الميم-عين: ماذا يعني أن تكون مثليا في العراق؟
- بلينكن: الإدارة الأمريكية ستعمل مع الكونغرس لصياغة -رد مناسب ...
- مظاهرة احتجاج صاخبة ضد عمدة العاصمة الألبانية تيرانا
- روسيا والعالم الإسلامي.. عرى صداقة ثقافية لا انفصام لها
- زيلينسكي يدعو السوداني للمشاركة في قمة سويسرا حول أوكرانيا
- السفارة الروسية: العقوبات الكندية الجديدة كسابقاتها عديمة ال ...
- تايلور غرين تصف زيلينسكي بالديكتاتور لإلغائه الانتخابات الرئ ...
- أبرز مواصفات هاتف Xiaomi الجديد


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هاني عبيد - السريان ودورهم الحضاري في التاريخ