هاني عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 7163 - 2022 / 2 / 15 - 21:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل
أعد دراسة بعنوان "التاريخ المنسي..قرار التقسيم وإنشاء دولة لإسرائيل"، حيث سأستعرض مواقف الدول التي خرجت منتصرة بعد الحرب العالمية الثانية وهي: الاتحاد السوفياتي وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وسأنشر تباعاً فصول من هذه الدراسة، ويسعدني أن يشاركني القراء بملاحظاتهم وتعليقاتهم حول هذا الموضوع الهام.
موقف الولايات المتحدة الأمريكية -8
اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية
في عهد الاستعمار الكولونيالي لأمريكا، هاجر بعض اليهود السفارديم ( السفارديم يُطلق على اليهود الذي كانوا يعيشون في إسبانيا أيام الحكم العربي وهاجروا بعد سقوط هذا الحكم إلى أوروبة والولايات العثمانية، ثم أصبح يُطلق على اليهود الشرقيين او القادمينمن الدول الإسلامية) إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويُعتقد أن بعض بحارة كولومبوس قد يكونون من أصول يهودية. لقد كانت هجرة اليهود إلى أمريكا ضمن ثلاث موجات، الأولى كانت في العصر الاستعماري في القرنين السادس عشر والسابع عشر من اسبانيا والبرتغال إلى العالم الجديد وكانت محدودة العدد. بلغ عدد اليهود في عام 1770م حوالي 200-300 شخص وأرتفع هذا العدد إلى 3000 شخص في عام 1790م أي بعد حوالي عشرين عاماً. أما الموجة الثانية فترافقت مع عصر الثورات والاضطرابات في اوروبا في القرن التاسع عشر حيث بجأت هذه الهجرة من المانيا وفرنسا وقد بلغ عدد المهاجرين بنحو ربع مليون، منهم 230 ألف بسبب ثورتي 1830 و 1848م (1).
وكانت أكبر الموجات هي التي حدثت بين أعوام 1885م و 1914م وكان مصدرها روسيا والمجر والنمسا ورومانيا، فقد هاجر من روسيا وحدها بين أعوام 1881م و 1910م ما مجموعه 1562000 منهم 1119000 من روسيا و 281 ألف من النمسا-المجرو 67ألف من رومانيا. وبين أعوام 1900م و 1913م هاجر من روسيا 964 ألف و 60 ألف إلى كندا (1).
وهناك بعض المصادر تقدر عدد اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية عشية الحرب العالمية الأولى بحوالي ثلاثة ملايين نسمة، حيث كان معظم المهاجرين ممن إطلق عليهم اسم اليهود الاشكنازيم(الاشكنازيم يُطلق على اليهود الذين يتحدرون من أصول المانية وتضم هذه الفئة يهود بولونيا وروسيا، ويعد مصدر هذه الكلمة إلى اشكناز ومعناها بالعبرية الحديثة "الماني" والياء للنسبة والميم للجمع) الذين قدموا من روسيا والنمسا-هنغاريا ورومانيا وذلك هرباً من المذابح التي تعرض لها اليهود في تلك البلدان. بلغ عدد اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية عشية الحرب العالمية الثانية (1939م) ما مجموعه 4.5 مليون نسمة يشكلون ما نسبته حوالي 30% من كل اليهود في العالم (بلغ عددهم 15 مليون نسمة) ووصل عددهم في في سنة 1943 إلى حوالي خمسة ملايين نسمة.
يُبين الجدول التالي تطور عدد اليهود في العالم بين سنوات 1170م وحتى عام 1995م (2):
السنة العدد بالآلآف
المجموع اوروبا الغربية اوروبا الشرقية والبلقان آسيا وافريقيا أمريكا واوقيانوسيا
1170 1200 103 47 1050 -
1300 1200 385 65 750 -
1490 1300 510 90 700 -
1700 1100 146 573 377 4
1825 3281 458 2272 540 11
1880 7663 1044 5727 630 262
1939 16500 1350 8150 1600 5400
1948 11500 1035 704 4735 6583
1995 13059 1037 704 4735 6583
إن الأرقام الواردة في الجدول تختلف قليلاً عن تلك التي أوردها د. جمال حمدان في كتابه ]32[. ما يهمنا هو عدد اليهود في أمريكا غداة إعلان دولة إسرائيل وقد بلغ حوالي 6.5 مليون نسمة وهو أكبر تجمع يهودي في العالم وشكل ذلك حوالي 57% من العدد الكلي لليهود في العالم.
ورغم أن نسبة اليهود في أمريكا بالنسبة لعدد السكان هي نسبة متواضعة الاّ أن لهم تأثير كبير في السياسة والاقتصاد والأدب والتعليم الجامعي حيث تتركز الجاليات اليهودية في المدن الكبرى مما يعطيها وزناً كبيراً في انتخابات الرئاسة الأمريكية. ويبين الجدول التالي عدد الجالية اليهودية في الولايات الأمريكية الكبرى.
عدد اليهود ونسبتهم من سكان المدن الأمريكية
المدينة عدد اليهود نسبتهم من عدد سكان المدينة، %
نيويورك 1772470 8.77
نيوجرسي 546950 5.89
ميريلاند 238600 3.86
كاليفورنيا 1187990 3
كونتكيت 118350 3.28
مقاطعة كولومبيا 57300 7.81
فلوريدا 657095 3.05
ايلينوي 297735 2.32
ويحرص اليهود على تلقي ابناؤهم تعليماً جامعياً عالياً، فنجد أن نسبة اليهود المقبولين في الجامعات عالية مقارنة بنسبتهم من عدد السكان، ويشكل الطلبة اليهود المقبولين في جامعات مثل هارفارد وجورج واشنطن وبنسلفانيا حوالي 30% من عدد الطلاب المقبولين، وفي كثير من الجامعات الأمريكية فالنسبة تصل إلى 20%.
أسس اليهود مئات المنظمات والمؤسسات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في الولايات المتحدة الامريكية وكان الهدف الرئيس لهذه المنظمات الحفاظ على تماسك وتعاون اليهود فيما بينهم والتأثير على الرأي العام والمواطن الأمريكي لضمان دعم الأهداف الصهيونية ولاحقاً الدعم المادي والعسكري لأسرائيل لتظل متفوقة على العرب لتشكل قوة أقليمية في المنطقة وتكون رأس حربة للسياسات الأمريكية في الشرقين الأوسط والأدنى. ونظراً للعديد من المنظمات اليهودية والصهيونية فسنذكر أهمها، وهي:
1. لجنة الشؤون العامة الأمريكية الاسرائيلية American Israel Public Affairs Committee AIPAC.
2. اللجنة الأمريكية اليهودية American Jewish Committee AJC.
3. المؤتمر اليهودي الأمريكي American Jewish Congress.
4. جمعية الصحافة اليهودية الأمريكية American Jewish Press Association AJPA.
5. الحركة الصهيونية الأمريكية American Zionist Movement AZM.
6. المجلس الأمريكي الأسرائيلي Israel American Council IAC.
7. الاتحاد اليهودي لشمال أمريكا Jewish Federation of North America JFNA.
ساهمت هذه المنظمات والاتحادات في توثيق العلاقات مع الادارة الأمريكية (البيت الأبيض) بغض النظر عن الحزب الفائز في الانتخابات ومع الكونغرس بمجلسيه ومع النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحفية بحيث سخّرت هذه العلاقات لدعم السياسات الاسرائيلية. وكثيراً ما مارست هذه المنظمات الضغط على الادارة الأمريكية والكونغرس لتمرير قوانين وسياسات تدعم اسرائيل في مجالات عديدة.
المراجع:
1. د. أكرم حجازي
الجذور الإجتماعية للنكبة. فلسطين 1858-1948. مدارات للأبحاث والنشر، الطبعة الأولى، 2015.
2. Sergio Della Pergola
Some fundamentals of Jewish demographic history. Jewish Demography 1997, Jerusalem, the Hebrew University, 2001, pp. 11-33.
#هاني_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟