اضاءات على انتخابات المجالس المحلية في العراق

اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7838 - 2023 / 12 / 27 - 07:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اضاءات على موضوع انتخابات المجالس

تظل الانتخابات على اي صيغة جاءت ، وفي اي شكل قانوني مورست : ممارسة سياسية . فهي تختلف عن المظاهرات المطلبية او مظاهرات الشغب والاعتصام التي تتركز شعاراتها على تغيير النظام السياسي ، كلا ، الانتخابات واحدة من تمظهرات النظام السياسي التي ستشير إلى قوة النظام أو إلى ضعفه ، قوة ايمان الناس به أو رفضهم لتوجهاته : من نسبة المشاركة . ثم إن متابعتي أوحت لي بانني أمام مشهد صراع : عائلي ، مناطقي ، عشائري ، طائفي ، تغلب على خطابه لهجة الگدية ( وهي لغة معروفة عند : شعراء الگدية ) ...

المشكلة دائماً في الأنظمة السياسية الفاسدة : هي هي ، فاجراءاتها ترتد دائماً بالسلب على المسار العام ، اذ كلما قامت بإجراء ما ( انتخابات او سواه ) زادت الأزمة العامة اشتعالاً . بريك مشهد الانتخابات علل أزمة النظام مكبرة على شاشة الحدث الانتخابي بوضوح ، ولكن النظام الصانع للأزمة العامة والفارق بها في الوقت نفسه : لا يراها ، لان حساباته منصبة على عدد الفائزين من أنصاره ، أنه بحسبها من زاوية الربح والخسارة بمعناها الانتخابي: اما ما تسببت به من إثارة روائح كريهة : اجتماعية وثقافية فحواس الشم عنده ضعيفة ...

هذه الممارسة هي جزء من آلياتاشتغال الفعاليات الادارية والتنظيمية لإدارة دولة فيدرالية لا مركزية ، ولكنها أهملت منذ سنوات طويلة : في العراق شيء غريب أن قيادة البلاد لا تؤمن بالدستور . الإطار التنسيقي يتكون من ميليشيات لا تؤمن بالدولة ولا بالقائد العام للجيش الذي يسلمها شهرياً ملايين الدولارات كرواتب ، فكيف تؤمن بمجالس محلية تخطط للتنمية والخدمات ؟ الحكومات المتعاقبة لم تكن تؤمن ابداً بإطار الدولة اللامركزية الموصوفة في احد فقرات دستور ٢٠٠٥ . الاحزاب الإسلامية في طول بلاد العرب وعرضها هي أحزاب تلح برامجها على بناء الدولة المركزية التي لا بد وأن تكون على شكلة الدولة الإسلامية العباسية أو الأموية أو العثمانية ، او على شاكلة دولة : ولاية الفقيه في إيران . انتخابات اللامركزية تصدرتها في الترشيح عناصر : لا تؤمن باللامركزية : اذ لم اقرأ لأي مرشح منهم شعاراً يؤكد على أهمية هذا النوع من الدول حضارياً ، او محاضرة عن تجارب الدول اللامركزية ، كما أنني لم اسمع تنبيهاً الى ضرورة الربط بينها وبين ضرورة اصلاح هيكل الدولة العام : الفيدرالي ، الذي يعيش اسوأ علاقة بين المركز والاقليم ...

#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات