اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7770 - 2023 / 10 / 20 - 13:43
المحور:
المجتمع المدني
انهم يسرقون صفات الآلهة ( ٢ )
لم يزل الشرق الأوسط المكان المفضل لصراع الآلهة : كان مكان الصراع المفضل عند آلهة اساطير الحضارات القديمة السومرية والفرعونية التي انتهى صراعها الى تأسيس السماوات والارضين وفرض قواعد قانونية واخلاقية نظمت علاقات الناس فيما بينهم من جانب ، وفيما بينهم وبين الدولة التي تسوسهم من جانب آخر ، كما بينتها شريعة حمورابي والشرائع السومرية التي سبقتها ...
الآلهة التي حلت محل آلهة الحضارات القديمة ، والتي جاءت بها الكتب المقدسة الثلاثة : لم يتعب أنصارها من الصراع فيما بينهم رغم مرور اكثر من ألف عام على هذا الصراع . بحيث تجاوز الدم المسفوك في الشرق الأوسط : اضعافاً مضاعفة كمية الدماء التي سفحتها البشرية في حروبها من أجل اراضيها ومقدساتها ...
اختفى وجود آلهة الحضارات القديمة ما أن انطفأ نور حضارات سومر وأكد وبابل وآشور . تناقضاتها الداخلية استدعت الغزو الخارجي الذي قضى عليها . الحقيقة التاريخية التي نستنبطها من الاكتشافات الأثرية ، وليس من المماحكات اللاهوتية ، هو أن موت الآلهة القديمة كان نتيجة لانهيار الحضارات التي اخترعتها لحاجات داخلية . وقد ساعد اختراع الآلهة على حلها وتجاوزها ( ومن بينها تحريك الجموع الضخمة لاستصلاح اراضي الآلهة وبناء دور العبادة الضخمة وقصور الملوك وحفر الترع وشبكات السقي والصرف ) ...
تتشابه المفاهيم السياسية لمنظومتي الآلهة : التي ماتت ، والتي ما زال اتباعها احياء يرزقون . وتشابه القيم السياسية قائم في أن كليهما - نتيجة لكونه غائب ومستقل بوجود خاص به عن البشر - فانهما أوعزا للمحضوضيين من البشر : ان يكونوا نواباً عنهما في الارض ويحكمون باسمهم ....
استمر الملوك يحكمون كنواب للآلهة ، وبعضهم ادعى بانه من نسل الآلهة : الى الوقت الذي قامت به ثورات الانسان في اوربا وامريكا وفرنسا وبريطانيا وكذلك الثورتين : العلمية والصناعية ، فكذّبت هذه الثورات منطق : الوكالة عن السماء ، وجاءت بمنطق بديل يقوم على : ان البشر يحكمون أنفسهم بأنفسهم ، وبنتخبون قادتهم بانفسهم ، لكن الى وقت محدد ، وليس طوال العمر ...
الحرب القائمة الآن بين وحوش اليمين : الاسلامي والصهيوني تنتمي في مقولاتها السياسية إلى الفترة التي كان فيها الملوك يحكمون باسم : يهوه ، او باسم الثالوث المقدس او باسم الله ...
ايقاف هذه الحرب مشروط بثورة اتباع الديانات الثلاث : ضد الصهيونية ، وضد السلفية السنية والوهابية ، وضد التشيع بمختلف طبعاته ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟