أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل شاكر الرفاعي - اللهجة التونسية














المزيد.....

اللهجة التونسية


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 08:08
المحور: المجتمع المدني
    


واحدة من اللهجات اللغوية التي تتكلم بها الشعوب الناطقة بالضاد والممتدة من شمال افريقيا وحتى الخليج والعراق . تعود صعوبة النطق بها من قبل الزائر العراقي او السوري او الخليجي لتونس : الى قلة تمرنه على الاستماع لها ومحاكاة نطقها من خلال مشاهدة الكثير من المسلسلات والافلام ، كما حدث مع اللهجات المصرية ، اذ ساعدتهم هذه المشاهدة الدائمة على فهم اللهجة المصرية وتمثلها . ان غياب التفاعل الثقافي والفني بين شعوب المشرق وشعوب شمال افريقيا : حقيقة واقعة ، وذلك سيؤبد اختلاف اللهجات ويعمقه ، ومعه يظل سبب الاختلاف اللهجوي قائماً باستمرار …

يعود اختلاف اللهجات بين البلدان الناطقة بالضاد الى الصراع المكتوم بين لغة اهل البلاد الاصليين وبين اللغة الوافدة ، ومع ان سكان البلاد المهزومة يميلون الى محاكاة اسيادهم كما يقول علم الاجتماع : الّا ان تاريخ الشرق الاوسط منذ الغزو العربي الاسلامي له بيّنَ لنا : ان لغات الشعوب المهزومة لم تنطفيء تماماً ، وانها تركت اثراً بارزاً لها في اللغة الوافدة بطريقة ، بحيث يصعب على العربي الايمان بانه يستمع الى لغته العربية …

اللهجات المتعددة في البلد الواحد تعود الى اختلاف الخلفيات الثقافية ، وطريقة النطق اللغوية جزء من الخلفية الثقافية : فالجنوبي العراقي يختلف عن سكنة الهور ، اختلافه عن محافظات المنطقة الغربية في لفظ الكثير من المفردات . وحين تقوم بتجربة كتابتها ، فستجد انها واحدة في الكتابة ، ولكنها تختلف في طريقة نطقها . كذلك يختلف الصعيدي عن الاسكندراني او عن ساكن القاهرة في طريقة نطق الكثير من المفردات : مما يشير الى اختلاف الجذور الثقافية للجماعة ، اذ تحاول كل جماعة ثقافية تكييف اللغة الوافدة عليها ، واعادة انتاجها بتصويت مخارج الحروف بالضبط وفقاً للطريقة التي كان الاجداد ينطقون بها لغتهم الاصلية . لقد جردت السنةُ السكنةِ الاصليين : اللغةَ الزاحفةَ من خاصية التشديد ( اهم الخواص النفسية لاي لغة ) على مقاطع الكلمات التي تعبر عن حالات الفرح او الالم او الشعور بالحزن ، وضختها بطريقتها الخاصة في التشديد ناقلة شعورها واحساسها الخاص …

ستجد لا محالة بان طريقة التشديد اللغوي لدى التونسيين لم تختلف عن طريقة اجدادهم : لقد نطقوا اللغة الوافدة بطريقتهم في التشديد ، ولم تستطع السيوف ان تفرض نطقاً خاصاً باللغة العربية . لقد احتفظت حناجر التونسيين والسنتهم وشفاههم بطريقة نطق لغتهم الاصلية ، واعادوا من خلالها انتاج قالب لغوي الصقته باللغة العربية الوافدة عليها …

يقول البنيويون ان تشكل اللغة كان اعتباطياً ، فيما يرجّح المؤمنون : ان اللغة نتجت عن وعي بضرورتها ، وان " الغيب " كان قد شكلها بناءً على هذه الضرورة ، فالغيب هو الذي علم الانسان الاسماء كلها . لكن الطرفين يتحدثان عن لغة عالمة ، متعالية ومنفصلة عن التكوين النفسي والفكري للانسان .
هل اللهجات العربية هي الاقرب الى التعبير عن حالات الانسان حين يتوق ويحلم ويشعر بالخوف والحزن ، والاشمئزاز والسخط ، او يشعر بالفرح والسرور ؟؟؟
قبل سنوات قليلة حين عدتُ الى العراق ، وعملت لسنتين في التعليم لاحصل على التقاعد ، كنت في الصباح اعمل في جريدة الاتحاد وانام مع ساطع راجي المحرر وصاحب العمود البارع في شقة تابعة لجريدة الاتحاد : وصادف ان وقعت بين يدينا - انا ومحمد ثامر يوسف ، سكرتير التحرير - مذكرات لامرأة عراقية مكتوبة باللهجة العراقية الدارجة : فاتفقنا على نشرها في الصفحة التي اشرف عليها بشرط ان اعيد كتابتها بالفصحى : وحين نشرتُ الحلقة الاولى منها ، اتصلت صاحبة المذكرات ، ورفضت هذه الفصحى التي شوّهت مشاعرها واحاسيسها ، قائلة : انا لم اجد نفسي فيها …

تونس العاصمة
4 / 9 / 2023



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشابي وابو رقيبة والعفيف الاخضر وفتحي المسكيني
- عن كريم العراقي والشعر الغنائي
- تونس العاصمة
- اقصوصة
- الجنوب والاساطير ووظيفة الدين السومري ( 9 )
- اركض بلا تعب في برية افكاري
- الجنوب واله المدينة والشريعة ( 8 )
- الجنوب والدولة القومية ( 7 )
- لقد امر السلطان العثماني : اردوغان بهذا ، فماذا انتم فاعلون
- الجنوب ( 6 ) / الجنوب ومفهوم الدولة الحديثة
- الجنوب / 5 ، الجنوب والفعل الحضاري
- الجنوب ( 4 ) الجنوب والسوق - الى حقي الرفاعي
- الجنوب / 3 : السوق والهويات
- الجنوب ( 2 ) الى : حقي الرفاعي
- الجنوب ( 1 ) الى الصديق حقي الرفاعي
- هل يوجد مجتمع سياسي حديث في العراق ؟ الجزء الرابع
- سلم رواتب شعبين لا شعب واحد
- اوهام الاغلبية ، الجزء الثالث من مقالنا عن : قيادة مقتدى الص ...
- الجزء الثاني من : في قيادة مقتدى الصدر
- عن تجربة مقتدى الصدر في القيادة


المزيد.....




- أونروا: المدينة الإنسانية في غزة ستكون معسكرات اعتقال جماعية ...
- الأونروا: إسرائيل تقتل في غزة يوميا بالمتوسط صفا دراسيا من ا ...
- محمد فرج الغول وزير الأسرى والعدل السابق الذي اغتالته إسرائي ...
- المجاعة تقيد متبرعي الدم بغزة لإنقاذ جرحى الإبادة الإسرائيلي ...
- حملة اعتقالات واسعة واعتداءات جديدة للمستوطنين بالضفة
- خلال حملة مداهمات واعتقالات.. الاحتلال يعتلق 8 فلسطينيين في ...
- الاتحاد الأوروبي يبحث خطوات محتملة ضدّ إسرائيل بسبب الوضع ال ...
- الضفة تحت النار.. اقتحامات واعتقالات وسط استيلاء على ممتلكات ...
- تحرير أكثر من 100 مهاجر من قبضة عصابة شرقي ليبيا واعتقال خمس ...
- استقالة اللجنة الأممية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بإسر ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل شاكر الرفاعي - اللهجة التونسية