|
عن تجربة مقتدى الصدر في القيادة
اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7628 - 2023 / 5 / 31 - 04:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجزء الأول
( 1 )
كاريزما مقتدى الصدر
يتمتع مقتدى الصدر بكاريزما خاصة : تجمع بين الجاذبية الدينية والجاذبية السياسية ، جعلته محط انظار مجموعة عريضة من شباب الشيعة الذين يرجون شفاعته في الدنيا بتوفير اسباب الرزق لهم وحمايتهم من الظلم ، ويرجون شفاعته في الآخرة عند الله والنبي لدخول الجنة . ومن اجل هذه الوعود السعيدة مهروا وثيقة العهد التي اصدرها في 29 ابريل بالدم : متطوعين للموت من اجله . فهم على يقين لا يتزحزح بأن مقتدى الصدر شفيع مقتدر في الدنيا والآخرة ، والشفاعة مبدأ شيعي اصيل : تشكل الى جانب مفهوم الامامة حجر الزاوية في معتقد الشيعة الاثني عشرية ، وبالالتزام بهما تثقل حسنات الفرد في ميزان العدالة الإلهية يوم الحساب : فيدخل الجنة …
( 2 )
الوراثة
لكن بعض ما يتمتع به مقتدى الصدر من عناصر جذب ( كاريزما ) كان قد ورثها من عائلته ، فبعد تصفية والده وشقيقيه برصاص الامن الصدامي : اصبح مقتدى الصدر وريثاً شرعياً لامجاد عائلة آل الصدر بابعادها الكاريزمية ورمزيتها عند عموم الشيعة وعند شيعة العراق خصوصاً . وقد سبقه الى وراثة كاريزما الآباء : اولاد آية الله محسن الحكيم ، واولاد آية الله الخوئي : الذين وظفوا سياسياً ما ورثوه عن ابويهما من شهرة وامجاد حوزوية ، يساعدهما في ذلك ما ورثوه عنهما من اموال ، بما فيها من استثمارات ومعظمها خارج العراق ، رغم انها ممولة باموال دافعي الخمس من شيعة العراق …
( 3 )
" الشغف "
- [ ] الحب العميق الذي يصدر من جانب اتباع مقتدى الصدر تجاه قائدهم المحبوب ، يجعلهم من اكثر قواعد الاحزاب العراقية الحالية : التزاماً وانضباطاً ، وتقيداً بطاعة قائدهم ، ومن اشدهم استماعاً لاوامره وتنفيذها : وهذا الشغف بالقائد هو احد الجوانب العاطفية الهامة التي حفرها القائد نفسه في قلوب اتباعه وانصاره . لقد تمكن مقتدى - خلافاً لكل زعامات ما بعد 2003 - من صناعة قيادته الخاصة التي تميزت فيها قراراته وتحركاته بالطابع الهجومي : فتاكتيكات الهجوم : هي اهم عناصر استراتيجيته القيادية ، وهي السر وراء جاهزية تنظيماته وتنفيذها السريع لاوامره . فقد نفّذَ التيار الصدري الكثير من العمليات الهجومية وهو يشارك في الحكومة بعدد من الوزراء ، بحيث توحي تلك القرارات بان معاييره السياسية لا تختلف عن معايير القبائل التي تأمر بعض شبابها القيام بهجوم مسلح مباغِت على دار ( المعتدي )، فيما يسمونها : دگة عشائرية ، كما لو كانوا يعيشون في خيام ما قبل 1500 سنة وليس في دولة . لقد ورث العراقيون عن اجدادهم من القبائل البدوية المهاجرة : حب التمرد وعدم طاعة القانون ، وكانوا في مضاربهم يأوون الخارجين على القانون : يتساوى لديهم الحزبي المتخفي او المجرم الهارب من العدالة ، ولا يسعون للوشاية بهم ، فالنذالة ليست من طباع البدو . وكانوا يسمعون بالاحزاب التي تزج السلطات بأعضائها في المعتقلات والسجون فيجلونها ويعدونها احزاب فرسان ، يتحملون مثلهم صعاب التنقل وشظف العيش . وحين اضطروا الى سكن المدن ؛ انتقل معهم مفهوم الفروسية هذا ، وحمله احفادهم الى الاحزاب التي انتموا اليها لاحقاً . مصرين على عدم الانتماء الّا للاحزاب ( الصِدامية ) ، أي الاحزاب التي تتبنى استراتيجية الهجوم . وقد اصبحت هذه النظرة البدوية للبطولة زاداً ثقافياً لاعضاء احزاب المعارضة كحزب الدعوة والحزب الشيوعي ، اذ كانوا يتعرضون من اجهزة نظام البعث الصدامي لشتى انواع التعذيبٍ الرهيب يصل بهم حد الموت : دون ان يبيحوا ببعض الاسرار الحزبية البسيطة : وكان كسب الشقاوات الى صفوف الاحزاب : قد عكس عمق تأثير نظرة البطولة والفروسية البدوية على حراك هذه الاحزاب ، وهذا ما منح لشقاوة مثل صدام حسين فرصة الصعود الحزبي ، وان يصبح رئيساً للعراق . وكانت معاييرهم البدوية التي انتقلت معهم ، واندمجت بتقاليد الحرفيين في المدن التي سكنوها قد جعل : الغزوة البدوية دائمة الحضور ، ولكنها لبست في المدن شكل : الفرهود ، الذي تتجاوز قيمة مردوده العينية من الحلي الذهبية والاثاث المستورد : قيمة غنيمة الغزوة : من المواشي والاثاث البسيط ، كما حدث عام 1941 في ما تمت تسميته بفرهود اليهود ، وقد زادت قرارات البكر عام 1971 وقرارات صدام عام 1980 في تسفير الكرد الفيليين - الفرهود وحشية ، اذ اباح كلاهما لاجهزتهما الامنية نهب ما يملك الكرد الفيليين من عقارات ، وهكذا مهد فرهود اليهود وفرهود الاكراد الفيليين لما حدث من فرهود للمسيحيين والايزديين بعد عام 2003 ، وقد اضافت الاحزاب الاسلامية عبر مكاتبها الاقتصادية ، وعبر مزاد البنك المركزي اليومي للدولار : فرهوداً جديداً للمال العام ، على مرأى ومسمع ودراية كاملة من فقهاء المذهبين : السني والشيعي ، بحيث يمكننا القول : ان كل ما حدث من فرهود بعد 1941 ، يؤكد حصول فرهود 1941 ولا يلغيه ، كما يحاول البعض دفاعاً عن ( سمعة ) الامة …
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قوات العم السريع السودانية والحشد الشعبي العراقي
-
في سياسة رئيس مجلس الوزراء العراقي
-
عيد العمال العالمي
-
واهداني الكاتب احمد الفارابي هدية العيد
-
هل كانت امريكا هي التي تثير التناقضات الطائفية بين السعودية
...
-
- المحتوى الهابط - في طريقة اختيار رئيس مجلس الوزراء العراقي
-
اليمين الاسرائيلي واليمين الفلسطيني وجهان لعملة واحدة
-
القوّة وحدها تملك امكانية تسمية الامكنة
-
في العام الجديد ( 2 ) المستوى السياسي
-
في العام الجديد
-
تسريبات الصحافي علي فاضل وشكل الحكم القادم في العراق .
-
هل هي صورة مجرم ام صورة لفائز بجائزة ؟
-
بنية الاحزاب الشيعية أم النظام النيابي وراء استمرار العنف في
...
-
بنية الاحزاب الشيعية أَم النظام السياسي النيابي وراء استمرار
...
-
بنية الاحزاب الشيعية أم النظام النيابي وراء العنف في العراق
...
-
النظام النيابي ام البنية الطلئفية وراء عنف الحوار في العراق
...
-
ثورة المرأة الايرانية : الجزء الثالث
-
ثورة المرأة الايرانية : الجزء الثاني
-
ثورة المرأة الايرانية
-
نقيضان لا يلتقيان : الحشد والدولة
المزيد.....
-
-صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح
...
-
فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا
...
-
مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو
...
-
استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
-
قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي
...
-
مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
-
ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق
...
-
بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا
...
-
وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا
...
-
صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|