أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - القوّة وحدها تملك امكانية تسمية الامكنة














المزيد.....

القوّة وحدها تملك امكانية تسمية الامكنة


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7488 - 2023 / 1 / 11 - 04:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القوّة وحدها تملك امكانية منح الامكنة اسماءها وصفاتها

احتجاج ايران على التسمية العربية لدورة كأس كرة القدم الخليجية المقامة في البصرة : يعكس رعب ايران من التحولات التي تجري في المنطقة ، ويدل على انها مستمرة في غفوتها العميقة على مخدة احلامها الامبراطورية القديمة التي تعود الى اكثر من 2500 سنة ، رافضة اي تغيير حدث ويحدث في المنطقة منذ ذلك التاريخ ...

هذا الرفض يشير بوضوح الى بؤس الوعي الاستراتيجي لنظرية الولي الفقيه و ( نيابة امام غائب ) ، والى فقدانهما الواضح الى الحس التاريخي ، اذ ان فقدان الحس التاريخي ( وهو السمة الاساسية الذي تتميز به الحركات القومية والاسلامية في منطقتنا ) يفقدها القدرة على ادراك ان اصل التطورات والتغييرات الجيوسياسية التي حدثت في المنطقة : كانت نتيجة من نتائج تبدلات القوة وتحولاتها وانتقالها بين الاعراق والجماعات والشعوب والقبائل …

لا تريد نظرية الولي الفقيه ادراك حقيقة : ان تسمية الامكنة باسماء محددة لا يقدر عليها سوى مالك القوّة الدينية او العسكرية او الاقتصادية او الثقافية ( ولا يسأَل الولي الفقيه نفسه : لمَ يسعى لامتلاك ناصية القوة النووية ) . وتزداد اهمية اطلاق الصفات والاسماء على هذه الامكنة ، خاصة اذا كانت معالم بارزة من معالم جغرافية المنطقة . فالقوة وحدها تملك صلاحية اضفاء الصفات والاسماء على الامكنة بالطريقة التي تجعلها اكثر حضوراً لتوحي بديمومة حضور قوتها . وهذا يحدث حين يكون تأثير القوة قد تجاوز الحدود وانتشر على مساحة جغرافية واسعة تضم اكثر من قارة : انئذ يبرز دور القوة الناعمة التي تجعل جميع سكنة الامبراطورية على اختلاف ثقافاتهم واعراقهم ودياناتهم يصادقون على تسمية " القوة الجديدة " للامكنة والاشياء والعلاقات …

الخليج الفارسي تسمية حدثت يوم اصبحت ايران امبراطورية ، اي يوم مرَّ على تاريخ المنطقة سيطرة القوة الامبراطورية الفارسية عليها . ولكنها القوة الامبراطورية التي جاءت بعد - وليس قبل - امبراطوريات عراقية عديدة سبقتها كالاكادية ( وهي اول امبراطورية في التاريخ ) وكانت عاصمتها قريبة من الخليج : اقرب من عاصمة الامبراطورية الاخمينية الايرانية 550 - 330 ق م ، التي جاءت بعدها بحوالي 2000 سنة ، ولا بدّ وان تكون العاصمة الاكدية قد اضفت على
الخليج : التسمية التي تنسجم وتتساوق ومصالحها ، ولا احد بامكانه الاعتراض : اذ ان المنتصر وصاحب القوة هو مَن يمنح الامكنة مسمياتها ويفرض عليها ضرائبه وديانته وكبير آلهته . كانت سومر - قبل الاكاديين - تنظر الى الخليج نظرة احترام وخشوع كونه مكان جنة عدن ، وهذا ما يتبدّى بين سطور ملحمة جلجامش حيث نرى مياه الخليج هي المقر الدائم لاتنوبيشتام ، والى ذلك المقر ذهب جلجامش لسؤاله عن كيفية حصوله على الخلود .. عن سر خلوده رغم انه من البشر وليس من الآلهة . كان الخليج قبل ان يسمع احد بالفرس : مكاناً سومرياً بامتياز ثم تحوّلت ملكيته وهويته الى الكلدانيين فالبابليين فالآشوريون قبل ان يدخل الملك " كورش " الفارسي بجيوشه ارض بابل بالاف السنين ...

بعد دخول الملك الفارسي " كورش " : ارض بابل بقرنين من الزمن ، دخل المنطقة : الاسكندر المقدوني وانتزع الشرق الاوسط من السيادة الاخمينية : وكأي قوة جديدة بدأَ بتسمية الاماكن والمعالم البارزة للمكان ، واضفى اسمه الشخصي على اهم اثر ومنارة ثقافية خلفها وراءه هي الاسكندرية في مصر …

ثم اصبح العرب هم اصحاب القوة بعد نجاح غزوهم للمنطقة : فازاحوا قوة البيزنطيين عن الشام وقوة الفرس عن العراق ، واصبح الخليج خليجهم فاطلقوا عليه ما شاؤوا من التسميات : خليج البصرة ، خليج العرب وخليج عمان وسواها من الاسماء التي ارتأوها . لقد زرعت سيوفهم هويتهم غير المنفصلة عن الديانة التي جاؤوا يبشرون بها : فترافق انتشار الاسلام بانتشار القبائل العربية التي حوّلت سيوفها فضاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى مكان مفتوح لسكنهم واستعمارهم شاملين بهجراتهم العمق الجغرافي الايراني نفسه …

علناً وعلى لسان رئيس الوزراء وزعيم التيار الصدري تم اطلاق : اسم الخليج العربي على الدورة 25 ، وهذا يدل على تغير في ميزان القوى في الشرق الاوسط ، وبروز قوّة جديدة في الخليج : واهم علامات بروز القوّة يتمثل بمباشرة تسمية الاماكن واطلاق الصفات عليها …

يعيش الخليج اليوم لحظة سؤدده : سياسياً واقتصادياً وثقافياً ، فيما تعيش ايران أسوأ لحظات تاريخها : رغم تبجحها الذي يشبه تبجح صدام في كونها تقاوم ( الشيطان الاكبر ، وانها تحتل اربع عواصم عربية ) . فمنذ ثورة 1979 ، وهي محاصرة دولياً ، وتفقد عملتها الوطنية الكثير من قيمتها سنوياً : وهي تحاول ان تدفع عملاءها في العراق الى التآمر الدائم على السيادة والاقتصاد العراقي من اجل تهريب الدولار اليها : مما افقد ايران الكثير من قوتها الناعمة ، وفضح طموحها الامبراطوري الذي بدأَ علناً يستغل مقولات الشيعة الدينية ويستثمرها في هذا البناء …

هنالك قوّة اقتصادية خليجية صاعدة بالتحالف مع الرأسمال العالمي ، ومع الصهيونية العالمية ، وهي توجه نجاحاتها ورفاه شعوبها بالتساوق والتنسيق مع الامبريالية العالمية ضد : ايران .. وتحاول ايران ان تستنهض قواها الذاتية وقوى حلفائها الطائفيين ( خونة اوطانهم ) للصمود والمقاومة .. لكن كل الدلائل تشير الى ان تجفيف منابع تزويدها بالدولار العراقي ودولار حزب الله ، ودولارات شركات سرية سوداء اخرى : سيقصم ظهرها ( وانا لا افهم لمَ لم يطلب الولي الفقيه النجدة من الامام الغائب وينهي هذا الصراع الذي طال .. طال ؟؟؟ )



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العام الجديد ( 2 ) المستوى السياسي
- في العام الجديد
- تسريبات الصحافي علي فاضل وشكل الحكم القادم في العراق .
- هل هي صورة مجرم ام صورة لفائز بجائزة ؟
- بنية الاحزاب الشيعية أم النظام النيابي وراء استمرار العنف في ...
- بنية الاحزاب الشيعية أَم النظام السياسي النيابي وراء استمرار ...
- بنية الاحزاب الشيعية أم النظام النيابي وراء العنف في العراق ...
- النظام النيابي ام البنية الطلئفية وراء عنف الحوار في العراق ...
- ثورة المرأة الايرانية : الجزء الثالث
- ثورة المرأة الايرانية : الجزء الثاني
- ثورة المرأة الايرانية
- نقيضان لا يلتقيان : الحشد والدولة
- - ناسا - زيارة الى وكالة الفضاء الامريكية
- عن : سامي مهدي
- القاتل والمقتول في النار
- استمرار اللامعقول
- خضراء العراق وخضراء الدمن
- يوميات عاشوراء (4) - ليلة الوحشة
- يوميات عاشوراء ( 3 ) نهار قطع يد العباس
- حين تجردت من غيومي


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - القوّة وحدها تملك امكانية تسمية الامكنة