اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7356 - 2022 / 8 / 30 - 03:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اشتداد الصراع بين التيار الصدري وبين الاطار التنسيقي مستمر وعميق الغور ، وانه لا ينفع معه تهدئة ولا دعوات سلام . الصراع بينهما : حاد وقوي وسيتعرض فيه جميع الذين يريدون ان يلعبوا دور الحياد والوسيط ، ومنهم : الحكومة والأجهزة الأمنية لأذى شديد ...
قوة ارادة الصراع من قوة ارادة الخصمين المتناحرين ، اللذين تغذيهما خلفيتهما الفكرية الدينية : التي لا تعرف التنازل والتفاوض والحوار . لان الدين - اي دين - عبارة عن مفاهيم مقدسة متساندة ، واي تفريط بمفهوم منها يؤدي الى انهيار المنظومة الفكرية الدينية بكاملها ، وهكذا بالنسبة لصراع المذاهب والطوائف الدينية التي تدعي كل منها بانها : الفرقة الناجية والباقي على كفر وضلالة ...
يلعب قطبا الصراع الى ما قبل اليوم : الاثنين 29 - 8 تكتيك الضغط . والدعوة الى الحوار من قبل الاطار التنسيقي ، تدخل في باب الضغط ، لانه ليس في نيته تقديم اي تنازل ...
يحرك مقتدى الصدر أنصاره كوسيلة من وسائل الضغط ، ويستخدم الاطار التنسيقي قوة ايران الاخطبوطية في الضغط : وقد حققت ايران باستقالة آية الله الحائري ، ودعوته شيعة العراق للاصطفاف وراء ( الولي الفقيه ) الإيراني : تكون ايران قد حققت للإطار التنسيقي نصراً يعرف أهميته المطلعين على صراع آيات الله حول هوية مرجعية الشيعة : إيرانية ام عراقية ، واين في مدينة قم او طهران ، وعادة ما ينشطر آيات الله في الولاء لقم او للنجف انطلاقاً من توازنات : أمنية ( التملص من التهديدات ) وبراجماتية : التي تعني استشراف اهمية الانحياز لاحد الولائين في الصعود الى موقع : المرجعية ...
لكن الضغط الاخير الذي مارسته ايران على آية الله كاظم الحائري : أوصل الامور الى نتائجها الطبيعية : انتهاء دور الضغوط السرية والانتقال الى المواجهة العسكرية بين فصيلين شيعيين ، ما ان ولغا في دماء بعضهما البعض حتى ولدت في العراق فرقتان شيعيتان جديدتان تكفر احدهما الاخرى بناء على الولاء المذهبي ( التقليد ) الى قم الايرانية او الى النجف العراقية ...
نجاح ايران في صغوطها على آية الله كاظم الحائري يكمن وراءه ايضاً : الارادة الصُلبة لعراقية مقتدى الصدر التي تستمد قوتها من طموحه في ان يكون هو المرجعية بعد وفاة آية الله على السيستاني ، اذ ان ولاءه الى قم الايرانية يحرمه من تحقيق هذا الطموح .
من زاوية نظر اخرى عمقت استقالة آية الله الحائري من نظرتنا الى العلاقة بين السياسة والدين تتمثل بتابعية الدين للسياسة ، وان كل المفاهيم الدينية ذات جذور سياسية ، فالحائري اتخذ قراراً سياسياً ، ولم يكن بالمرة دينياً ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟