أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل شاكر الرفاعي - ما يشبه السرد / 6














المزيد.....

ما يشبه السرد / 6


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7320 - 2022 / 7 / 25 - 14:48
المحور: الادب والفن
    


ما يشبه السرد : 6

" في امريكا "

انا لم اخطط للابتعاد عن ضوضاء الحي الذي ولدت في احضانه ،
ولم ترغب يداي بالعيش خارج فوضى أزقته ، وصراعات أرصفته ، وروائح باراته
وانا اعجبُ الآنَ : كيف قصصت أذرع حنيني وقطعتُ هذه المسافات الطويلة من مياه المحيطات ، وتركته ورائي
وكيف اخترتُ من بين عشرات الشواطيء : هذا الشاطيء الذي لا نهاية لتكسر أمواجه ،
ولا لزوابعه وأمطاره
حتى اصبحتُ على شاطئه كائناً حجرياً ضخماً مغلقاً : لم تزحزحني عواصفه العاتية ، رغم كثرة الامواج ، وكثرة الغيوم التي تدلت فوقي ،
ولم تفلح الأشجار الكثيرة التي تكسرت على جسدي في فك مغاليق الصندوق الحجري الذي : صرته
او في حفر تجويف يصلح ان يكون عشاً للطيور المهاجرة ...

2-
اليوم صممتُ على ان اخبر العجوز التي اعتادت المرور من امامي ، وهي تمارس رياضة المشي كل صباح : بأن الكائنات المغلقة من امثالي لا تسمع الطَرَقات الخفيضة على شبابيك وعيها ،
ولا تقوى على الحركة والكلام
فتسأني وهي تواصل دفع ساقيها الى الامام :
- وأي شيء يمكن لك ان تمارسه لتخرج من هذا الحجر الأسود الضخم الذي صرته ؟ لقد قتل فيك إنسانيتك حين شلّ قدرتك على حوار الضوء والظل اللذين يتساقطان فوقك ،
- فاجيبها بشيء من الهذيان والجنون : - احلام النهار هي الوحيدة التي أقوى على ممارستها ، وهي جميعاً لا تعدو ان تكون اكثر من استعادة لعالم ضاج بالفروسية والغزو ، وتمجيد قيم الحضارة الزراعية الغابرة ، ولا اثر فيها لقيم حضارة التصنيع والتحويل : ففي منهج الحضارة الزراعية الغابرة ، يكفي ان ترفع كفيك بالدعاء حتى تنهمر عليك سيول المعرفة من علٍ ، وانت جالس في فناء بيتك من غير تعب ولا كد ولا إرهاق .
- التفتت امرأة الرياضة الصباحية غير مصدقة ما تسمع ، واندفعت تسرع بخطواتها الى الامام ، انها لا تريد ان تسمع شيئاً من هذا الهذيان الذي ينطلق من بين شفتيّ الصخريتين .
3 -
ايتها المرأة التي تتحكم بحركات جسدها من غير شريك ؛ وتمارس رياضتها في هذا الصباح الذي تتساقط أمطاره ملفوفة بأشعة من شمس تموز : نحن لا نملك امام حريتك التي لا حدود لها ، والتي رأيتها تطوف الشوارع والأسواق والحانات ، الّا ان ننغلق ونتكوم كأحجار ضخمة : ننتظر ان يعيد الرب الينا ما وَصَفَنا به ذات يوم : من اننا خير أمة قد اخرجت للناس ، فهذه الشرعية السماوية تشحن طاقتنا فنندفع مجدداً الى ان نهبط شوارع مدنك الآمنة ، ونصرخ في جوفها :
لويزيانا بستان قريش
واشنطن بستان قريش
نيويورك بستان قريش ،
وذلك هو ديدننا منذ فتحنا العراق عنوة قبل 1400 عام ، وصرخنا في جوفه ؛
السواد بستان قريش ،
4 -
وها انا مشدود الى حلم الأجداد هذا : اتبختر كبدوي وانا اطوف
الطرقات على ظهر ناقتي
من غير عمامة او عقال
وارفض الترجل والخضوع لقوانين مرورها وتعاليم بلديات مدنها ...

لافاييت - هيوستن



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي واردوگان وجهان لعملة واحدة
- المالكي .. الصدر .. والتخلف
- عن زيارة الرئيس الامريكي
- تونس : خطوة تاريخية جبارة
- هل تغيير طوبغرافية الارض من فعل الشيطان ؟؟؟
- هل يجرؤ مجلس النواب على استجواب المالكي ؟
- في ان مفهوم : الترييف مفهوماً عنصرياً - الجزء الرابع
- في ان مفهوم : الترييف مفهوماً عنصرياً/ الجزء الثالث
- في ان مفهوم الترييف : مفهوماً عنصرياً / الجزء الثاني
- في ان مفهوم الترييف : مفهوماً عنصرياً / الجزء الاول
- ما يشبه السرد ( 5 )
- ما يشبه السرد ( 4 )
- عملاق الدهشة الشعبية
- خطاب مقتدى الصدر الاخير
- الأغاني وحدها
- تكنولوجيا الرمال
- عيد قوة العمل
- اي انسداد سياسي هذا ؟
- السؤال : كيف يمكن ايجاد حكومة متنورة
- ما يشبه القص ( 3 )


المزيد.....




- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل شاكر الرفاعي - ما يشبه السرد / 6