عيد العمال العالمي

اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7602 - 2023 / 5 / 5 - 16:15
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي2023: دور وأهمية التضامن والتحالف الأممي للطبقة العاملة
    

الاحتفال بعيد العمال تقليد احاول التمسك به ، لانه يدفعني الى احترام العمل : صانع الثروة والغنى والرفاهية والقوة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية …

العمل هو الذي صنع امريكا ومنحها السيادة على العالم ، ولم تصنع امريكا حكايات عن ماضيها التليد ، وعن عصور بطولة عاشها الاجداد : لانها اصلا بلا امجاد تاريخية ، وبلا ارث حضاري ضخم . لقد نشأت منذ قرنين ونصف على شكل مستعمرات ، ولكنها دخلت الحياة الحديثة بوعي سياسي متقدم : دستور مبني على مفهوم المواطنة الذي يوحد المهاجرين من امم وثقافات ولغات مختلفة ، ولا يفرق بينهم كالدساتير الاسلامية المبنية على مفهوم ؛ الولاء والبراء الديني الذي يؤدي الى تفكك المجتمع ويقود الى حروب اهلية ، وحروب اهلية ، ولا يكتفي بحرب اهلية واحدة : 2006 - 2008…

كمية العمل التي تبذلها الشعوب هي التي تصنع الفوارق بينها ، ويقدم لنا الشعب الصيني ومعه الهندي : امثلة ساطعة على ان كمية العمل الذي يبذلانه هو السر وراء بزوغهما نجمين ساطعين ، ينافسان امريكا على الهيمنة الاممية …

يشعرني الاحتفال بعيد العمال العالمي بصحة ما آمنتُ به منذ وقت مبكر من حياتي : من الاهمية القصوى للاقتصاد على حياة الافراد والدول والشعوب ، وقد تعمق ايماني بها : نتيجة عيشي المتواصل منذ ربع قرن في افق حضاري آخر : تشكل فيه عدد ساعات عمل المواطن : الفيصل الحاسم في تحديد مستوى معيشته : وليس الانتماء الى الحزب الجمهوري او الحزب الديمقراطي . لا يحدد الانتماء الحزبي في امريكا : الوظيفة التي يشغلها الحزبي ابداً ، انما تحصيله الدراسي وخبرته …

في العراق الهارب دائماً من مناقشة قضايا حاضره ومستقبله الى ماضٍ سحيق ، يكتظ باحداث مضى عليها اكثر من 1400 سنة : تزداد استقالة الناس عن العمل بقدر استقالتهم عن رؤية وتلمس حاضرهم ، فالذي كان يعمل ثمان ساعات في اليوم في سنوات القرن الماضي ، انخفضت - في دوائر الدولة الخدمية والانتاجية - الى سويعات بل ساعة واحدة ، بتشجيع من الحكومة وزعماء الاحزاب والميليشيات …

#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل