أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - اسماعيل شاكر الرفاعي - ماذا تعني حروب الثأر ؟














المزيد.....

ماذا تعني حروب الثأر ؟


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7812 - 2023 / 12 / 1 - 07:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ماذا تعني حروب الثأر

تعني حروب الثأر زمنياً  : قصرها ، انها حروب قصيرة خاطفة ، تشبه الغزوة من حيث الفترة الزمنية التي تستغرقها ، ولكنها تختلف عنها من حيث تكنولوجيتها  ، وقوة نارها التدميرية ، وسرعتها .  اهدافها الحقيقية مُضمرة ، رغم ازدحام الفضائيات وعموم الفضاء الإعلامي بأهدافها المعلنة . وهي لا تمعن بتدمير قوة العدو القتالية ، وبنيته التحتية ، وثرواته الطبيعية : من اجل هزيمته فقط : وانما من اجل هدفها المضمر المتمثل بإثارة الكراهية والبغضاء بين الشعوب ، وتهييج غرائز العدوان لديها ، وتجديد ولاءها لمجموعة خرافاتها واوهامها السيئة . فهي حروب مقصودة لذاتها : حروب من أجل الحروب . انها حروب التناقضات الضخمة بين المعلن من اهدافها وبين الدوافع الأساسية التي ستتولى تكذيب صراخها الإعلامي من أنها : حروب من أجل تحرير الأرض .  يحدث هذا مع انتهاء كل دورة من دورات حروب الثأر ، فالوثائق التي ستتولى نشرها : مراكز القوى المتصارعة لفضح منافسيها : ستشير إلى أن الدوافع الحقيقية للحرب كامنة في صراعاتها الداخلية التي يطمح كل منها إلى التفرد بالسلطة والقرار ، ونفي المعارضة . ولم تقم هذه الحروب من أجل : تحرير الأرض ، فالحرب دائماً هي العلاج الجاهز لحل  ازمات الداخل وصراعاته المستمرة ...

ستبقى قضية فلسطين تدور في أروقة عقول اليمين العربي والصهيوني لسبعين سنة أخرى دون حسم : طالما صدقت الشعوب العربية بأن الميليشيات التي انتشرت في العالم العربي من ليبيا الى العراق مروراً بلبنان وسوريا واليمن هي القوة البديلة المرشحة لتحرير فلسطين بقيادة الولي الفقيه ( الذي تقيّدَ بأوامر السفينتين الامريكيتين  فلم يطلق صاروخاً بالستياً واحداً ، وفضَّلَ أن يستمر ببيع طائراته الدرونز الى بوتين الروسي على أن يرسلها لحماية غزة ) . ولهذا لم تخسر ايران ولاية الفقيه خلال خمسين يوماً من حرب غزة ، قتيلاً واحداً . واذا مرت ٧٠ : عاماً على الفلسطينيين من التشرد واللجوء والسكنى في الخيام : فسيتلوها سبعون اخرى يتشرد فيها الفلسطينيون : ليس بفعل القصف والتهجير  الصهيوني الاسرائيلي فقط  ، وانما سيتشرد أهالي غزة بفعل الرصاص العربي ، وبفعل الميليشيات الولائية ، وربما بفعل الصراع الفلسطيني الفلسطيني . ولا غرابة في ذلك : الم يسقط العالم العربي في دوامة العنف ، ويقتل بعضه بعضاً ، منذ العشرية السوداء في الجزائر ، وما تلاها من ذبح العراقيين لبعضهم البعض في حربهم الطائفية القبيحة في اقل من عشرية : تفجرت بعدها سلسلة من الحروب الأهلية التي بدأ فيها السوريون واليمنيون والليبيون بالانتحار الجماعي من غير أن  تكون فلسطين هي السبب . كل حروب العرب الاهلية منذ أعوام ٢٠٠٣ وحتى اليوم  هي محاولات للانتحار الجماعي : خوفاً من الحرية (الخوف من الحرية :  اسم كتاب اريك فروم )  العرب في جميع البلدان العربية : يتصارعون فيما بينهم من أجل أن يضعوا القيود في أيدي من يحاولون الإشارة إلى ان الطريق هو للمستقبل وليس للماضي ، فكيف يحبون غيرهم  ؟
اذا لم يتحرر العرب من عقدة الخوف من المستقبل ، فلن يحبوا غيرهم ابداّ ، وسيظل حوارهم مع غيرهم : حوار الحرائق والدخان والموت  ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على الحرب الدائرة في غزة ( ٣ من ٣ )
- هوامش على الحرب الدائرة في غزة ( ٢ )
- هوامش على الحرب الدائرة في غزة ( ١ )
- الاقتراب من الحقيقة
- انهم يسرقون صفات الآلهة ولا يستخدمونها ( ٤ : ايران )
- انهم يسرقون صفات الآلهة ( ٢ )
- إنهما يسرقان صفات الله
- حروب ثأر لا حروب تحرير
- لا قداسة دينية للقدس
- امكنة لم تتدثر بعباءة باشلار / الجزء الثاني
- أمكنة من غير عباءة باشلار ١ من ٢
- اللهجة التونسية
- الشابي وابو رقيبة والعفيف الاخضر وفتحي المسكيني
- عن كريم العراقي والشعر الغنائي
- تونس العاصمة
- اقصوصة
- الجنوب والاساطير ووظيفة الدين السومري ( 9 )
- اركض بلا تعب في برية افكاري
- الجنوب واله المدينة والشريعة ( 8 )
- الجنوب والدولة القومية ( 7 )


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة غمر فيضانات مفاجئة قطارًا في نيويورك
- هل مات حل الدولتين أم ينتظر لحظة التحول؟ دبلوماسي إسرائيلي س ...
- -غزة ليست مزرعة حيوانات-.. مسؤول في حماس يعلق على زيارة مبعو ...
- إطلاق نار على فتاتين في غزة - بي بي سي تنظر فيما حدث وفي عشر ...
- ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بفرض رسوم جمركية على 90 دولة
- تظاهرة في أثينا دعمًا لغزة ومطالبة بمساعدات إنسانية
- -يجب إغراق غزة بالمساعدات-.. وزير خارجية فرنسا: لم نعد نملك ...
- عودة -بينيوايز- إلى المحيط: إطلاق سلحفاة بحرية ضخمة بعد شفائ ...
- متطرفون يمينيون يمتلكون آلاف الأسلحة القانونية في ألمانيا
- أبرز المواقف الدولية بشأن الاعتراف بدولة فلسطين


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - اسماعيل شاكر الرفاعي - ماذا تعني حروب الثأر ؟