كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 80 – إسرائيل تُحشر كالوحش

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7837 - 2023 / 12 / 26 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع


*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


إسرائيل تُحشر كالوحش: نتنياهو يهدد بحرب لا نهاية لها

بوابة تسارغراد الروسية

24 ديسمبر 2023

تعمل إسرائيل على توسيع عمليتها العسكرية في قطاع غزة وستواصل الحرب حتى النصر على حركة حماس الراديكالية التي تحكم القطاع. وفي هذه الأثناء، تُحشر تل أبيب نفسها في الزاوية مثل الحيوان...

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جيش بلاده يعتزم توسيع منطقة العمليات في قطاع غزة، وبالتالي فإن الحرب ستستمر حتى هزيمة "حركة حماس ". بمعنى آخر، نتنياهو لا يتخلى عن سياسته المتمثلة في تدمير كل شيء في القطاع لخدمة مصالحه السياسية:

نحن نقوم بتوسيع عملياتنا العسكرية في قطاع غزة. سنواصل الحرب حتى النصر الكامل على حماس”، وزع مكتب نتنياهو هذا الاقتباس.

ويحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي إقناع شعبه بأن عملية عسكرية في قطاع غزة هي وحدها التي ستتيح إعادة الرهائن. كما أن العمليات العسكرية يجب أن تصبح ضمانة بأن “غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لإسرائيل”، كما حددت قناة 360 التلفزيونية.

بالحديث عن الرهائن..

ظهرت تفاصيل فظيعة عن الخطأ القاتل الذي ارتكبه الجيش الإسرائيلي في أواخر الأسبوع الماضي. وتبين أن ثلاثة رهائن إسرائيليين، قتلهم الجيش “عن طريق الخطأ”، خرجوا إلى الجنود حاملين علماً أبيض. لكن هذا لم ينقذهم من رصاص أبناء جلدتهم.
هذا ما قاله لتايمز أوف إسرائيل ضابط كبير في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي:

رأى جندي إسرائيلي ثلاثة رجال عراة يحملون علمًا أبيض في أيديهم، فقرر أن هذا قد يكون فخًا لمقاتلي حماس، فضغط على الزناد. وقتل رهينتين وأصاب ثالثا. وتمكن الرهينة من الاختباء خلف أحد المباني، لكنه لم يفلت من مصير زملائه الاخرين، إذ أطلق جندي إسرائيلي آخر النار عليه.

وفي وقت لاحق فقط أشار قائد الكتيبة إلى أن الثلاثة ربما كانوا رهائن إسرائيليين لدى حماس. تم تأكيد هذا. وأشارت وسائل الإعلام إلى أن الجندي الذي أطلق النار لأول مرة على الرهائن انتهك جميع البروتوكولات.

في ضوء ذلك تبدو تصريحات نتنياهو بشأن إنقاذ الرهائن وقحة على أقل تقدير.

وفي الوقت نفسه، اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بمسؤوليته عن الحادث. وأكد أن الرهائن قتلوا على يد جنود إسرائيليين.
"لقد بذل الرهائن الثلاثة قصارى جهدهم لكي نتعرف عليهم: كانوا بلا قمصان حتى لا نشك في وجود قنبلة على أجسادهم، وكانوا يحملون قطعة قماش بيضاء لإعطائنا إشارة. كان إطلاق النار على الرهائن انتهاكًا لقواعد الاشتباك الخاصة بنا. يمنع إطلاق النار على شخص يلوح بالعلم الأبيض ويحاول الاستسلام. إلا أن إطلاق النار وقع في خضم المعركة وتحت ضغط شديد"،
- صرح هاليفي بصراحة في مقابلة مع يديعوت أحرونوت.


وأضاف أيضًا أن الجيش الإسرائيلي يعزي عائلات الضحايا ويعرب عن تعاطفه معهم. وقال إن الجنود الإسرائيليين "يريدون في المقام الأول إنقاذ الرهائن أحياء".

أدلة على الإبادة الجماعية

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل استخدمت عمداً واحداً من أكثر أسلحتها تدميراً – القنابل – في منطقة غزة، حيث تم إخلاء المدنيين إلى أماكن أخرى من أجل "سلامتهم".

وباستخدام الذكاء الاصطناعي والتصوير الجوي، أجرت الصحيفة تحقيقًا ووجدت وجود آثار لانفجارات في المنطقة الموصوفة. وأصبح من المعروف أن إحدى أقوى القنابل من الترسانة الإسرائيلية تم استخدامها بانتظام في المناطق الجنوبية من غزة حوالي 200 مرة.

نحن نتحدث عن قنابل زنة 2000 رطل (907 كغم). وتؤكد صحيفة نيويورك تايمز أنه عندما تنفجر مثل هذه القنبلة، تنطلق موجة انفجارية وتتناثر الشظايا المعدنية، وتنتشر آلاف الأقدام في كل الاتجاهات.

ومع اندلاع الحرب، أغلقت إسرائيل حدود غزة بشكل كامل، وأعلنت نيتها حماية المدنيين من تعرضهم لإطلاق النار من خلال إنشاء منطقة آمنة وإعلان الإخلاء نحوها. وتم إخطار أكثر من مليون شخص بالانتقال إلى جنوب غزة لضمان سلامتهم. ويظهر التحقيق أنه خلال الأسابيع الستة الأولى من الحرب، تم إسقاط قنابل زنة 2000 رطل بشكل منتظم على جنوب غزة.

اليمن تنتصر لغزة

قررت اليمن أن تأتي لمساعدة فلسطين. وقال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، إنه من المقرر تنظيم تعبئة عامة للرجال شمالي البلاد. إنهم يخططون للاستعداد للمشاركة في الصراع من جانب حماس. وأشار خزام الأسد إلى أن عشرات الآلاف من الشباب المحليين قد توجهوا بالفعل للتسجيل كمتطوعين. ودعا الجيش الشعبي اليمني إلى حماية الفلسطينيين العاديين وحياتهم من الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

هل أصبحت إسرائيل طيرا جارحا؟

لقد وصل الشرق الأوسط إلى نقطة خطيرة. لا نهاية في الأفق للحرب في غزة. الغيوم تتجمع في سماء لبنان. وأغلق الحوثيون اليمنيون البحر الأحمر أمام إسرائيل، وجاءت حاملة طائرات أمريكية للتعامل معهم. في اليمن – التعبئة. وفرضت ماليزيا عقوبات على إسرائيل. ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مواطنيها إلى مغادرة لبنان والعراق وسوريا واليمن فوراً. أين يتجه كل شيء ومن سيتذكر أوكرانيا قريبًا؟ حاول الصحفي الدولي والمؤرخ سيرغي لاتيشيف الإجابة على هذه الأسئلة في مراجعته. وأكد:

عندما تشتعل النيران في جواركم (غزة) لمدة شهرين ونصف، وتطفئونها بالكاز، عندما تهددون بإحراق البيت المجاور (لبنان)، الذي لا يعجبكم بعض سكانه، فلماذا الاستغراب من أي شيء؟ حتى البابا فرانسيس تساءل وقارن مرة أخرى أفعال اسرائيل بالإرهاب، في حين أن آخرين، الذين نفذ صبرهم، فرضوا حصارًا تجاريًا (اليمن وماليزيا) وبدأوا التعبئة العامة (اليمن).

وهذا هو على وجه التحديد سلوك إسرائيل التي تفقد عقلها تماماً، حيث تهدد أيضاً حزب الله (هذه الجماعة الشيعية أقوى كثيراً من حماس) بشن حرب في جنوب لبنان، وتتخيل في هوس ديني زائف وجنون قومي أن كل شيء مباح لها. لكنها لا تزال تأمل في أن يتم تغطيتها، حسب التقاليد، من قبل الأميركيين، الذين ليس لديهم الآن وقت للإسرائيليين. هناك خلاف داخل الولايات المتحدة، ولا توجد ميزانية، ولهذا السبب لا يمتلك البنتاغون المال أيضًا (تم إرساله كله إلى أوكرانيا)، ثم هناك حرب قادمة في الشرق الأوسط، تايوان...

ولكن هناك أيضا جانب تجاري لهذه القضية.

وبحسب البنتاغون، نفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن في البحر الأحمر منذ تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي - باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ. وتمت مهاجمة 10 سفن تجارية، مما أثر على مصالح أكثر من 35 دولة، وفي مقدمتها إسرائيل. ويعد الحوثيون بعدم التوقف حتى تتوقف إسرائيل عن تدمير غزة.

تهدد العديد من الهجمات من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بما في ذلك هجمات 3 ديسمبر/كانون الأول على ثلاث سفن تجارية في جنوب البحر الأحمر مرتبطة بـ 14 دولة، التجارة الدولية والأمن البحري. إن استيلاء الحوثيين على سفينة "غالاكسي ليدر" في 19 نوفمبر/تشرين الثاني واحتجاز 25 من أفراد طاقمها أمر مروع، وما زالوا محتجزين ظلما،
- كما ورد على وجه الخصوص في بيان مشترك للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان وبعض الدول الأخرى.

10-15% من التجارة العالمية كانت تتم عبر البحر الأحمر. وغيرت شركات الشحن الدولية مساراتها بسبب قصف الحوثيين، فأرسلت السفن عبر رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى زيادة أوقات تسليم البضائع بعدة أسابيع. وتتكبد إسرائيل والدول الأخرى التي تدعمها خسائر فادحة. الحوثيون بطائراتهم المسيرة وصواريخهم الباليستية وصواريخ كروز (من أصل إيراني) لا يمسون السفن الروسية.. والخصوم الغربيون يخسرون ملايين الدولارات.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات