أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 62 – كيف نجحت حماس في خداع إسرائيل؟















المزيد.....

كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 62 – كيف نجحت حماس في خداع إسرائيل؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7818 - 2023 / 12 / 7 - 13:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

كيف تمكن الفلسطينيون من خداع إسرائيل - جيشها ومخابراتها؟

يفغيني كروتيكوف
كاتب صحفي روسي وناشر مشهور
خبير عسكري، باحث سياسي، خبير في شؤون البلقان والقوقاز
صحيفة فزغلياد الالكترونية

8 أكتوبر 2023

مقدمة من المترجم:
هذا مقال نشر في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى. وبعد مرور شهرين يلفت النظر دقة التحليل وصواب التوقعات لمجرى الأحداث كأنما كتب اليوم، مما يعطي مصداقية لهكذا تحليلات.....

***********

لقد أدى الهجوم الفلسطيني على إسرائيل إلى إرباك المجتمع الدولي بأسره. أولئك الذين كان يُنظر إليهم في السابق على أنهم فلاحون يرتدون نعالًا من الخيزران، قادرين في أحسن الأحوال على تفجير محطة للحافلات، دمروا إحدى الأساطير حول دولة إسرائيل في ساعات قليلة. كيف أصبح هذا ممكنا؟

دخلت مجموعات من الفلسطينيين، التي نزلت على متن قوارب، إلى مراكز المدن الكبرى على الساحل. السيطرة على المدينة - لا تعني بالضرورة تنظيفها. أحرق المهاجمون مبنى الشرطة في عسقلان وتمركزوا ببساطة في وسط المدينة بالقرب من مطعم للبيتزا، وأطلقوا النار على كل من حولهم. ويبلغ عدد الضحايا المدنيين في إسرائيل المئات بالفعل.

ولم تكن الكيبوتسات والمستوطنات اليهودية محمية على الإطلاق. ولكن ذات مرة كانت هذه المستوطنات الأكثر تحصينا في العالم. وكانت هناك وحدات للدفاع عن النفس، وتم الاحتفاظ بإمدادات من الأسلحة في منزل الحاخام. والآن ساق الفلسطينيون ببساطة المستوطنين إلى عمق غزة لإنشاء "صندوق صرف للعملات" (أي لمبادلتهم بالاسرى في سجون الإحتلال-المترجم).
بدأت الهجمات العفوية في النقب وفي المستوطنات المحيطة بالقدس، والتي لم يكن السكان اليهود مستعدين لها أيضًا.
وفي الوقت نفسه، سقطت عدة آلاف من الصواريخ من غزة على إسرائيل دفعة واحدة. اتضح أن نظام القبة الحديدية، الذي تم تقديمه لسنوات عديدة على أنه الأكثر تقدما في العالم، لا يمكنه التعامل مع الأمر. وبدأت الصواريخ تتساقط حتى حيفا، أي أن كامل أراضي إسرائيل من الجنوب إلى الشمال كانت بلا دفاع. نعم هذه الصواريخ بدائية، لكن عندما يكون هناك الآلاف منها فإن أي نظام دفاع جوي يصبح عديم الفائدة. لا يستطيع اثنا عشر صاروخًا للدفاع الجوي إسقاط ألفي هدف في وقت واحد.

ونتيجة لذلك، تم تدمير ما يسمى بخط الدفاع ضد غزة بالكامل من قبل الفلسطينيين في ثلاث ساعات، وتم نقل النار إلى عمق الأراضي الإسرائيلية. ثم عادت بعض المجموعات إلى غزة ومعها الجوائز والأسرى، وتحصنت المجموعات الأكثر ثباتًا في عدة مستوطنات في نقاط محددة مسبقًا مثل مراكز الشرطة المحلية والقواعد العسكرية.

ما حدث للوهلة الأولى فقط قد يبدو وكأنه عملية فلاحين فوضوية من نوع "الغزوات". كان مقاتلي حماس يعرفون الأهداف مسبقاً، وكانت لديهم خرائط مسبقة، وكانت المجموعات تنسق تحركاتها. كانوا يعرفون ترددات الاتصال وكلمات المرور الأمنية. كل هذا يعني أن وضع الخطة واستطلاع المنطقة استغرق ستة أشهر على الأقل.

الموساد والشاباك (أو الشين بيت، جهاز مكافحة التجسس الإسرائيلي) يعتبران أن أحد أهدافهما ذات الأولوية هو السيطرة على حصول حماس على الأسلحة والمواد اللازمة لإنتاج الصواريخ. ويتم تنفيذ الضربات الاستباقية على غزة بشكل أساسي على مواقع ومستودعات إنتاج الصواريخ. فكيف حدث إذن أن حماس تمكنت من إطلاق عدة آلاف من الصواريخ على إسرائيل على دفعتين في يوم واحد؟

وشارك مئات الأشخاص في الإعداد للهجوم. من أولئك الذين اشتروا الأسلحة إلى قادة «عربات الشحن» الفردية الذين حصلوا على «اوامر الحركة». كلما كانت العملية أكبر، كلما زاد عدد الأشخاص الذين يعرفون عنها. لكن الموساد والشاباك لم يعرفا ذلك. مما لا شك فيه أننا نشهد فشل الاستخبارات الإسرائيلية المضادة. وعندما حدث ذلك قبل 50 عاما، استقال قادة المخابرات فيما بعد، ومن بينهم الأسطوري إيسر هاريل، ولكن بعد فوات الأوان.

ما الذي كان يجب على أجهزة المخابرات والجيش الإسرائيلي فعله؟

كان ينبغي على العملاء المزروعين أن بلاحظوا النشاط الزائد بشكل استثنائي للجماعات الفلسطينية قبل عدة أشهر. كان من المفترض أن تكشف أنظمة الاستخبارات الإلكترونية والحرب الإلكترونية عن نشاط غير عادي في مجال الاتصالات وظهور كلمات رمزية جديدة فيه. كان لا بد من الالتزام بقواعد الحراسة، على الرغم من السبت وحفلات الرقص في يوم الغفران. يتم بالضرورة حراسة الأمن الخارجي للموقع المؤقت للوحدة على طول المحيط. وفي بلد يتمتع بموارد مالية غير محدودة وإمكانية الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة، كان ينبغي أن يكون هناك نظام للمراقبة الخارجية خلف الحدود.

وهكذا تكبدت إسرائيل خسائر أهم من مجرد خسائر مأساوية في الأفراد والعتاد. لقد دمر الهجوم الفلسطيني الهالة حول عمل أجهزة الأمن الإسرائيلية ومدى قدراتها الخارقة.

وتبين أن قوات الأمن الإسرائيلية كانت تتكىء على أمجاد انتصارات الأجيال السابقة. فالاستخبارات والاستخبارات المضادة غير فعالة، وقد غفل الجيش الإسرائيلي عن التغيرات في التكتيكات القتالية التي تحدث في الصراعات المعاصرة.

لقد تلقت إسرائيل ضربة حساسة لا يمكن مقارنتها إلا بحرب يوم الغفران، التي تم توقيت الحدث الجديد لذكرى مرور نصف قرن عليها. سادت الفوضى في تل أبيب لعدة ساعات. وكانت قيادة الجيش الإسرائيلي في غيبوبة. وهو حتى الآن، لم يقدم إجابة واضحة حول كيفية حدوث كل هذا. نعم، لقد تم بالفعل الإدلاء بتصريحات سياسية عالية الصوت، ومن الواضح بالفعل أن الرد الإسرائيلي سيكون قاسياً وتعبيرياً، وفي المستقبل القريب. ومع ذلك، فقد تم بالفعل تلقي الضربة الأولى، ومع ذلك تم إعدادها تحت أنظار المخابرات الإسرائيلية والاستخبارات المضادة.

في الوقت الراهن، تتخذ القيادة الإسرائيلية قراراً صعباً: إما اجتياح غزة بعملية برية أو الاقتصار على إطلاق الصواريخ من الجو فقط. يوضح نتنياهو أنه مستعد لمسح غزة عن وجه الأرض، وهو ما يعني تلقائيا حمام دم، بما في ذلك بين السكان المدنيين. ومن وجهة نظر سياسية، لا تستطيع إسرائيل أن تكتفي بالرد بالهجمات الصاروخية على غزة واستعراض قوتها النارية من خلال إعادة نشر ألوية دبابات النخبة في الجنوب مثل غولاني . وبينما يقومون بتطهير المستوطنات من المجموعات الفلسطينية، سيكتشف الموساد أقبية وخنادق كاملة مليئة بجثث الجنود الإسرائيليين.

لم يتكبد الإسرائيليون مثل هذه الخسائر منذ عقود عديدة. هذا موضوع حساس للغاية، وردًا على ذلك لا يمكنك ببساطة إطلاق النار ثم القول "لقد إنتصرنا". ولذلك، فإن الرد الإسرائيلي يجب أن يكون أقوى بكثير وأكثر إقناعاً مما كان عليه من قبل في حالات تفاقم الصراع العربي - الإسرائيلي السابقة.

ومن الواضح أن إسرائيل أقوى من الناحية التكنولوجية. وإذا كانت مثابرة في هجومها، عاجلا أم آجلا، سيتم تحقيق مستوى من الدمار في غزة يمكن لتل أبيب أن تعلن عنه انتصارا. ولكن الفلسطينيبن انجزوا الشيء الرئيسي بالفعل: فقد دمروا الأساطير المحيطة بالأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، وهذا النصر الأخلاقي أكثر أهمية من الهجوم العسكري المضاد البحت الذي تنظمه الدولة العبرية الآن ضدهم.

علاوة على ذلك، فإن أحداث هذه الأيام يمكن أن تعيد صياغة البنية العسكرية والسياسية برمتها في الشرق الأوسط، مما يؤدي إلى ظهور تحالفات جديدة وخطوط جبهات جديدة. ومقارنة بجميع الأحداث العالمية الأخرى – ربما يكون هذا هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 61 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 60 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 59 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 58 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 57 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 56 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 55 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 54 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 53 - ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 51 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 52 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 50 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 49 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 48 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 47 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 46 – ...
- ألكسندر دوغين - جوهر الصهيونية
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 45 - ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 44 - ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 43 – ...


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 62 – كيف نجحت حماس في خداع إسرائيل؟