أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 58 – القضاء على اسرائيل؟















المزيد.....


كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 58 – القضاء على اسرائيل؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7814 - 2023 / 12 / 3 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

فياتشيسلاف ماتوزوف
الدبلوماسي الروسي المخضرم والخبير في شؤون الشرق الأوسط
في مقابلة مع صحيفة "زافترا"

أجراها – إيغور شيشكين
مؤرخ، باحث سياسي وكاتب روسي

29 نوفمبر 2023


سؤال – اليوم، فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي المتصاعد، بدأ المزيد والمزيد من الخبراء، بما في ذلك الأجانب، يتحدثون عن وجود خطة تنص على تصفية إسرائيل. لقد انخرطتم بعمق في قضايا الشرق الأوسط لمدة 50 عامًا. من وجهة نظر تجربتكم، ما مدى واقعية هذا السيناريو؟

جواب – كان هنري كيسنجر أول من تحدث بجدية عن هذا الموضوع، وتنبأ بتدمير إسرائيل في السنوات القادمة. هذه لعبة جيوسياسية مثيرة للاهتمام ولها أهداف بعيدة المدى.

ولكنني أعتقد أن إسرائيل لن تتوقف عن الوجود، لأنه قبل 126 عاما، تقرر في المؤتمر الصهيوني الأول في بازل سويسرا "وضع حجر الأساس لبيت سيصبح ملجأ للشعب اليهودي". كل هذا ورد في وعد بلفور عام 1917، عندما قررت الإمبراطورية البريطانية إنشاء، كما قالوا، "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين. وهذا هو هدفهم الأساسي. ولا أعتقد أن هذه الأهداف الاستراتيجية ستتغير بسبب أي ظروف سياسية أو عسكرية راهنة في الشرق الأوسط أو على مستوى العالم.

أنا لا أؤمن بتوقعات كيسنجر أو علماء السياسة لدينا الذين يدعمون مثل هذه الفكرة وينظرون إلى المستقبل وفقًا لخطط إعادة تنظيم العالم، وقبل كل شيء ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير الجديد ب"حدوده الدموية". إنها "دموية" لأنه، لسوء الحظ، من المستحيل تغيير التكوين الجيوسياسي هناك من خلال قرار دبلوماسي - فقط من خلال الكثير من الدماء.

لكن حقيقة أن الأحداث في غزة اليوم مرتبطة بما يحدث في أوكرانيا أمر طبيعي تمامًا. وهذان جزءان من خطة واحدة كبيرة. النقطة الوحيدة هنا ليست أن إسرائيل "تنتهي" وأن "القدس السماوية" الجديدة، كما يكتبون، "تنفتح" في المناطق الجنوبية من أوكرانيا والقرم، والتي من المفترض أن تصبح بديلاً لإسرائيل. أرى مفهومًا مختلفًا تمامًا هنا. والحقيقة هي أن السياسة العالمية لا تعتمد على العوامل الاقتصادية والاجتماعية بقدر ما تعتمد على العوامل الدينية. ولا يمكن تجاهل هذه العوامل عند تحليل الوضع في قطاع غزة والعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد السكان الفلسطينيين...

سؤال – بالمناسبة، ليس في غزة فقط.

جواب – نعم، في نفس الوقت يتم إنخراط الفلسطينيين في عدد من مناطق الضفة الغربية. وهكذا يدور قتال في نابلس، على الرغم من عدم وجود سبب لذلك: فلا توجد هناك حماس أو الجهاد الإسلامي أو أي هياكل فلسطينية متطرفة أخرى.

يرتبط الصراع في الشرق الأوسط ارتباطًا مباشرًا بالصراع الأوكراني. وينظر العديد من السياسيين الإسرائيليين بالفعل إلى العمليات العسكرية في أوكرانيا على أنها تنفيذ لخطة معينة، كان من حلقاتها الانقلاب في أوكرانيا عام 2014 والإطاحة بالرئيس يانوكوفيتش. وحتى صعوده السابق إلى العرش كان أيضاً بمثابة استفزاز كبير، لأنه إذا أصبح عنصر شبه إجرامي رئيساً للدولة، فمن الأسهل عزله. والروابط السابقة للخطة تعود إلى أوقات أبعد، فهناك تطور عميق للخطة.

تعتبر أوكرانيا عنصرا مهمًا في إعادة تشكيل العالم، والذي أساسه يعتمد على مصير القدس، والمسجد الأقصى - ثالث أقدس موقع في الإسلام، وكذلك بناء الهيكل اليهودي الثالث – هيكل سليمان. هذا بالتأكيد موضوع ديني. وهذا الموضوع هو محور كل الأحداث الجارية.

وهذه آلية محفزة ليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط، بل أيضا لبلدان آسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان، وهي تؤثر على كل من الهند والقارة الأفريقية. هناك حركة عالمية للصفائح التكتونية التي بني عليها العالم الحديث بعد الحرب العالمية الثانية. إن الأمم المتحدة، بالهيكل الإداري الذي لدينا اليوم، وصلاحيات مجلس الأمن، وقرارات ووظائف الجمعية العامة، والأمين العام، والهياكل الدولية داخل منظومة الأمم المتحدة – كل هذا يخضع الآن للتدمير وإعادة الهيكلة.

هناك قصف غير إنساني في فلسطين، ويتم تدمير المستشفيات والمدارس، بما فيها الدولية وتلك التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط – الأونروا. لقد مات أكثر من 100 من موظفي الأمم المتحدة هناك بالفعل.

سؤال – حتى أن الأمم المتحدة أعلنت الحداد على القتلى...

جواب – لذلك، على الرغم من كل الدبلوماسية المكوكية للأمريكيين، الذين لا يغادرون الشرق الأوسط، يظهرون حرفيًا كل أسبوع في إسرائيل، ثم في مصر، ثم في بغداد، ثم في دول الخليج، بزعم رغبتهم في وقف هجوم الجيش الإسرائيلي، كل هذا أداء مسرحي لا يمكن الوثوق به. شخصياً، لا أصدق ذلك لسبب واحد بسيط: لم يتم الكشف رسمياً حتى الآن عما يقف وراء مشروع «صفقة القرن»، الذي كان مؤلفوه دونالد ترامب، وجاريد كوشنر (صهر ترامب) وبنيامين نتنياهو. هذه الخطة الأمريكية للتسوية في الشرق الأوسط تبنتها الإدارة الأمريكية الحالية.

وفي هذا الصدد، أود أن أشير إلى ما يلي: الجميع متفاجئ كيف استطاعت أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن تنام خلال هجوم قوي لحماس؟

سؤال - وتبين أن أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية كانت نائمة أيضًا خلال بداية العملية ...

جواب – نعم، رغم أنهم حشوا الأراضي الفلسطينية بعملائهم لدرجة أنهم ربما يستطيعون حتى قراءة أحلام القيادة الفلسطينية. أنا مقتنع بأن السيناريو قد تم إعداده لغزو حماس الناجح والمجهز جيدًا للأراضي الإسرائيلية.

لقد أعطوهم الفرصة لإطلاق الرصاص على المشاركين في مهرجان لموسيقى الروك، كما لو كان "بالصدفة"، وكان يقام على الحدود مع قطاع غزة. هناك أدلة على أنه ليس الفلسطينيون الذين كانوا على مركباتهم الرباعية الدفع وقذائف آر بي جي على أكتافهم هم الذين قتلوا المشاركين، بل تم اطلاق النار من الأعلى على السيارات المتراكمة، من المروحيات التي حلقت حول الموقع، في حين أطلق مقاتلو حماس النار فقط على أفراد الجيش الذين كانوا يحرسون المهرجان. ومن الواضح تماما أن كل هذا هو استفزاز مخطط له جيدا.

سؤال – ما الفائدة من هذا؟

جواب – خطة صفقة القرن تحتاج إلى تبرير. وبما أنه أصبح من الواضح أنه لن يكون من الممكن طرد الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء دون دماء، فقد تم تنظيم حمام الدم هذا من أجل إضفاء الشرعية على العملية العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي اليوم. كانوا يأملون أن ينظر المجتمع الدولي إليها بالتعاطف، لكن الأمر لم ينجح. لأنه في عصر الإنترنت من الصعب إخفاء أي شيء. رأى الناس أن هذه كانت مسرحية. ومهمتها واحدة - تنفيذ الخطة المرسومة. وهي لا تهدف بأي حال من الأحوال إلى تدمير إسرائيل. بل على العكس من ذلك، فهي تهدف إلى تعزيز قوتها.

اسمحوا لي أن أذكركم: في ربيع عام 2001، رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الأمريكي بيل كلينتون حاولوا إقناع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بالتوقيع على ورقة تسمح بتقسيم المسجد الأقصى: لوضع أساس مصطنع قوي تحت المسجد الإسلامي - رفع المسجد إلى ارتفاع معين عن الأرض حتى يتسنى بناء الهيكل اليهودي الثالث. هذا هو المكان الذي يحدث فيه كل شيء!

سؤال – أي أن كل هذا يحمل طبيعة دينية.

جواب – بالضبط. أنا مندهش عندما يقولون إن الدين لا يلعب أي دور هنا. ولكن أين، على سبيل المثال، سوف تجد دولة علمانية بحتة بين الدول الإسلامية؟ إن العالم الإسلامي بأكمله تقريباً مبني على مبادئ دينية. يشكل القرآن الأساس لمعظم الدساتير في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. في إسرائيل، تم استبدال الدستور بالعهد القديم والتوراة، أي كتب دينية.

وفي المقابل، تذكروا زيارات جورج دبليو بوش للكنيسة الإنجيلية القريبة من البيت الأبيض، حيث قال: «لقد بدأت الحرب على العراق بعد استشارة الله!» وقد تشاور بالفعل مع أسقف ذلك الهيكل. وتم استشارة والده. وقام دونالد ترامب، كرئيس، بإشعال الشموع هناك. في رأيي أن الكنيسة الإنجيلية هي "اليهودية" في المسيحية، لذلك فهي تشترك تماماً في مفهوم الشرق الأوسط الكبير الجديد، وفكرة هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل الثالث، وبناء القدس الجديدة في أوكرانيا. لذلك، الآن على أراضي جمهورية أوكرانيا السوفياتية السابقة، لا نواجه الأوكرانيين، ولكن خطة عالمية لإعادة تشكيل العالم. يتم إلقاء الجنود الأوكرانيين التعساء في ما يسمى بالهجوم المضاد على الأراضي التي أصبحت جزءًا من روسيا وفقًا لقرار السكان في الاستفتاء، وهؤلاء الجنود الأوكرانيون، الذين يموتون بعشرات الآلاف، يحررون أوكرانيا بالفعل من أنفسهم من أجل هذه "القدس الجديدة". لكن في رؤوسهم يتم زرع فكرة ان هناك حربًا مع بوتين، ومع روسيا، والإمبراطورية ـ وكل هذا الهراء الذي ارتكبوه للأسف ـ يخلطون بين أفكار النازية والصهيونية، الأمر الذي أدى إلى ظهور البانديرية الجديدة التي سادت أوكرانيا اليوم.(نسبة إلى ستيبان بانديرا الزعيم الاوكراني الذي تحالف مع هتلر - المترجم).

لكن العلاقة بين إسرائيل وقيادة بانديرا الجديدة في أوكرانيا أصبحت الآن أكثر وضوحا. حتى أن زيلينسكي طلب أن يتم استقباله في القدس كدليل على دعم إسرائيل في الحرب ضد الفلسطينيين في غزة. لكن نتنياهو امتنع عن مثل هذه الدعوة. إن زيلينسكي ببساطة لا يفهم أن طلباته لا تتناسب مع الخطط التي تم وضعها قبل فترة طويلة من وصوله إلى السلطة في أوكرانيا.

وفقًا لخطة “صفقة القرن”، هناك الآن مرحلة يقوم فيها الفلسطينيون والإسرائيليون بتقسيم المنطقة، حيث يمكنك التعاطف مع أحدهما أو الآخر، اعتمادًا على مزاج المتحاورين. ولكن هناك بالفعل حديث عن أنه من المفترض أن يتم نقل ما بين خمسة إلى ستة ملايين شخص من إسرائيل إلى أوكرانيا.

سؤال – ويعيش في إسرائيل حوالي 10 ملايين نسمة فقط..

جواب – نعم. وأولئك الذين سيبقون سيحملون السلاح في أيديهم للتوصل إلى حل للمهمة الرئيسية – تعزيز حدود إسرائيل الجديدة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن الحدود مع مصر إلى الحدود مع لبنان. إلا إذا كان السؤال مطروحاً بطبيعة الحال عن لبنان أيضاً. في الآونة الأخيرة، نشر صحفي لبناني معروف مادة على قناة تيليغرام حيث دق حرفيا جرس الإنذار حول حقيقة أن طائرات سلاح الجو الأمريكي تهبط كل ليلة على أراضي قاعدة الجيش اللبناني الجوية في شمال البقاع، في مطار حامات العسكري ...

سؤال – طائرات النقل الثقيل.. في أي اتجاه يمكن استخدام هذه المعدات العسكرية في المستقبل؟

جواب – يعتقد بعض الخبراء أن الضربة ستنفذ على سوريا بحجة البحث عن وحدات الحرس الثوري الإيراني التي يُزعم أنها تتواجد هناك. لكن الهدف في رأيي مختلف. ومن الخطورة بمكان أن يبقى حزب الله في لبنان ومنصات إطلاق صواريخه موجهة نحو إسرائيل. وهناك ما يصل إلى 150 ألف صاروخ لديه.

وقد باءت محاولات تحميل إيران المسؤولية عن هجوم حماس على إسرائيل بالفشل. ولو تم الاتفاق على هذه العملية تحت سقف إيران، لكان حزب الله قد انضم إلى اللعبة أيضاً. ومن ثم فإن الصواريخ التي يتم إطلاقها على إسرائيل ستكون عرضة للتدمير الكامل. إيران دولة ذات تكنولوجيا عالية. لا إسرائيل ولا أميركا تريدان التورط معها. وعندما يقولون إن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل أو أن إسرائيل تخطط لضرب إيران، فإن الجميع يفهم استحالة مثل هذا السيناريو. هذه حيل دعائية بحتة. يتم خلق الارتباك المعلوماتي بشكل مصطنع من أجل إرباك الوعي والانحراف عن الاتجاهات الرئيسية التي يتم تنفيذها الآن في غزة وأوكرانيا وفيما يتعلق بالدول العربية بشكل عام.

علاوة على ذلك، فقد تمت الآن مصالحة بين إيران والسعودية، حيث جلس قادة هاتين الدولتين إلى طاولة المفاوضات. الحلم الأسوأ الذي لم يكن الإسرائيليون ولا الأميركيون يريدون رؤيته أصبح حقيقة. ففي نهاية المطاف، كان أحد الأهداف الرئيسية للسياسة الأميركية يتلخص في تحريض عرب الخليج، الذين يُزعم أنهم مهددون بالقنبلة النووية الإيرانية، ضد إيران. وعلى الرغم من أن القيادة الإيرانية تقول باستمرار إنها لن تفعل ذلك، فإن إيران قوية بما فيه الكفاية حتى بدون أسلحة نووية.
إن أسلحتهم الحديثة تجبر الجميع بالفعل على التحدث بأدب مع هذا البلد، وتمنح إيران نفسها الفرصة للتصرف من موقع قوة مع كل من الأميركيين والإسرائيليين. واليوم لا يريد الإسرائيليون ولا الإيرانيون الحرب فيما بينهم، ناهيك عن حرب عالمية.

لذلك، فإن الأحداث المذكورة في مطار حامات العسكري قد تشير إلى وضع خطير يبرز بالنسبة لمؤخرة حزب الله، التي تقع جغرافياً في جنوب لبنان، وفي جنوب سهل البقاع. وتقع حامات في شمال البقاع. وهناك احتمال لتوجيه ضربات مستهدفة إلى المناطق التي تتركز فيها عدة آلاف من منصات إطلاق الصواريخ، مما يشكل تهديدا خطيرا ليس لإسرائيل فحسب، بل أيضا للسفن الأمريكية الموجودة بالقرب من قبرص وإسرائيل.

ما أقوله يعتمد على تحليل المواد الواردة من مصادر عديدة. يواجه الأمريكيون الآن مشكلة هائلة – موقف غامض للغاية تجاههم.
إن استنتاجاتهم موضع شك كبير بعد "الهجوم الإرهابي" في نيويورك في 11 سبتمبر 2001. أضع علامات الاقتباس هنا لأنه يجب أيضًا تحديد هوية منظمي تلك العملية وإلقاء الضوء عليهم. تمامًا مثل المحرضين على الهجوم الإرهابي المرتبط بتفجير خط أنابيب "نورد ستريم". هذا هو مستوى واحد من الاستفزاز. في الهجوم الأول فقط، مات حوالي 4 آلاف شخص عندما تم تفجير البرجين التوأمين في نيويورك.

وبعد ذلك الانفجار في نيويورك انطلقت حملة “الإسلام – هو العدو الرئيسي لأمريكا بعد انهيار الشيوعية العالمية”. وبعد ذلك بقليل، تم قمع الإسلاموفوبيا قليلاً داخل الولايات المتحدة، لأن نفس المجمع الصناعي العسكري كان غير راضٍ عن حقيقة أن السوق في الشرق الأوسط والعالم العربي بدأ في الإغلاق أمام الولايات المتحدة. ومنذ عام 2005، حدث تغيير في اتجاه السياسة الخارجية الأمريكية: فقد أزالوا أطروحة "الإسلام كعدو"، وعلى العكس من ذلك، بدأوا يتحدثون عن حبه، وعن ضرورة مساعدة شعوب العالم الإسلامي في النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والانتخابات الحرة. وفي ذلك الوقت جرت هذه "الانتخابات الحرة" في الضفة الغربية وغزة على الرغم من أن الجميع فهم نتائجها. لقد تم استخدام الفلسطينيين الفقراء والمضطهدين والمسروقين في قطاع غزة لإنشاء جيب في غزة يعارض القيادة الفلسطينية، التي كان يتزعمها في السابق عرفات ثم محمود عباس، زعيم فتح. (الإشارة إلى انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 التي خاضتها حماس لأول مرة وما تبعها عام 2007 من سيطرة حماس على قطاع غزة والانفصال عن الضفة الغربية بقيادة ابو مازن – المترجم).

سؤال – لقد أظهرتم الآن أن خطة بناء الهيكل الثالث يتم تنفيذها بمثابرة. مجزرة غزة ضرورية لتطهير الأرض من الفلسطينيين الذين يعارضون تنفيذها، مع توقع أن تختبئ الدول الإسلامية والعربية تحت الكرسي من الخوف. لكن في التاريخ، تتحقق دائمًا العديد من الخطط في وقت واحد. فهل يمكن الافتراض أن هناك مركزاً لصنع القرار يعمل على تطور الأحداث المختلفة في الشرق الأوسط؟ فهل هذا هو السبب الذي يجعل منظمة تعتمد على الولايات المتحدة مثل الأمم المتحدة تبدأ فجأة في انتقاد إسرائيل بشدة؟ يدلي غوتيريش بتصريحات حول هجوم اسرائيل لم يكن من الممكن تصورها قبل عام واحد فقط. منظمات حقوق الإنسان، التي لم تواجه أي جرائم للجيش الإسرائيلي من قبل، بدأت فجأة في اتهام الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب. وما إلى ذلك وهلم جرا. هل تركوا فجأة التبعية العالمية؟ أم أن سيناريو آخر مختلفاً عن السيناريو الإسرائيلي قد بدأ يتحقق، وهو ربما تصفية إسرائيل نفسها؟

جواب – أوافق على ذلك، هناك دائمًا العديد من الخطط. لذلك، يتحدث الكثيرون عن الصراع بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أو حتى داخل بريطانيا نفسها، داخل المخابرات البريطانية. هناك خلافات بين آل "روكفلر" و"روتشيلد"، وكذلك داخل التجمعات نفسها. وما إلى ذلك وهلم جرا. لقد استمر هذا لعدة قرون. ولكن هناك اتجاهات أساسية وراء كواليس العالم، ومن بينها ترميم الهيكل الثالث. وقد اختلفت الآراء حول هذا الأمر فيما يتعلق بتفاصيله. على سبيل المثال، يعتقد البعض أن هذا الهيكل يجب أن ينزل من السماء، ولا يبنيه البشر، ولا داعي لقتال المسلمين من اجل المسجد الأقصى. وهذا اتجاه مؤثر إلى حد ما، لكني أصنفه على أنه يشتت انتباه المشاهدين.

خذوا نفس المشروع الأوكراني. بعد كل شيء، يقول بعض السياسيين الإسرائيليين إن دنيبروبيتروفسك، حيث يقع أكبر كنيس يهودي في العالم، هي العاصمة السياسية لإسرائيل الجديدة، وعاصمتها الثقافية هي أوديسا. وقد تجاوز هذا الرأي بالفعل نطاق المناقشة الداخلية، ويناقش على نطاق واسع للغاية. وليس من قبيل الصدفة أنهم يكتبون عن زيلينسكي، أو شميجال، أو ريزنيكوف المتقاعد حديثًا، الذي يحمل جواز سفر إسرائيليًا (رئيس أوكرانيا ورئيس الوزراء ووزير الدفاع بالترتيب، كلهم يهود-المترجم).

يمكنك أن تتذكر كيف أنه بعد قرار المؤتمر اليهودي العالمي في عام 1917 بشأن الحاجة إلى إنشاء دولتهم المستقلة، كان هناك حديث عن مكان إقامتها. وهذا يعني أن حقيقة الرغبة في وضع إسرائيل في فلسطين كانت غير واضحة في عدد كبير من الخيارات. بالمناسبة، في الاتحاد السوفياتي، قاموا أيضًا بإنشاء منطقة الحكم الذاتي اليهودية. واليوم يمكنك سماع الرأي، كما يقولون، دعونا ننقل الجميع من إسرائيل إلى بيروبيدجان وننشئ منطقة يهودية حقيقية هناك.

ولكن على الرغم من كل الخيارات العديدة، لا توجد سوى خطة واحدة - هذه هي "صفقة القرن" التي ناقشها نتنياهو وترامب وكوشنر. وهذا هو نتاج مؤامرتهم. إنها تفترض إبادة جماعية كاملة للسكان الفلسطينيين، وطردهم من أراضيهم. عندما أتحدث إلى الجماهير العربية، أقارن هذه الخطة بالهجوم الإرهابي الذي تم تنفيذه عام 1948 في فلسطين بهدف طرد الفلسطينيين من أكبر قدر ممكن من أراضيهم. هذه هي مذبحة دير ياسين، عندما تم ذبح 254 من سكان قرية عربية في ليلة واحدة على يد مسلحين صهاينة من جماعتي الإرغون وليهي شبه العسكريتين، وهي منظمات إرهابية أنشئت في تلك السنوات لهذا الغرض بالتحديد. واليوم، يتعرض السكان المدنيون في غزة، الذين لا علاقة لهم بحماس، للتدمير بلا رحمة. والهدف واحد: تخويف الناس وإجبارهم على الفرار إلى مصر والأردن، وبالتالي تطهير الأراضي الفلسطينية.

سؤال – نعم، كما حدث في عام 1948 – تم ذبح قرية واحدة، وأجبر الباقي على الفرار...

جواب – نعم الوصول إلى نهر الأردن في أسرع وقت ممكن والعبور إلى أراضي دولة عربية...

إنني أشاهد دائمًا خطابات الخبراء حول هذا الموضوع بعناية، وأسمع آراء متخصصين جيدين جدًا، لكنهم لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا ما يحدث في غزة، في فلسطين، وما هي أهداف إسرائيل النهائية في هذه المنطقة. هذا ليس تدميرا، ولكن تعزيز مواقفها وإنشاء "موطىء قدم احتياطي" على أراضي أوكرانيا، حيث يوجد مناخ رائع، أراضي رائعة، موارد ممتازة – الغاز الصخري والمعادن النادرة والفحم والقمح، الحقول الذهبية ل في منطقة الأرض الخصبة – هذا هو هدف الحرب. هنا تم تحديد الهدف، تم حل مهمة إنشاء قاعدة خلفية في أوكرانيا وطليعة متقدمة تشارك في بناء المعبد - وليس في دنيبروبيتروفسك، وليس في أوغندا، وليس في بيروبيدجان، ولكن في القدس. وليس من قبيل الصدفة أن عرفات، الذي تحدثت معه شخصياً، قال إن كل مشاكل الشرق الأوسط يمكن حلها من خلال المفاوضات السياسية، باستثناء مشكلة واحدة: المسجد الأقصى والهيكل الثالث. هذا هو السؤال المركزي.

خاتمة - شكرًا لكم على التعبير عن وجهة نظركم حول هذا الموضوع المعقد والمربك والمهم!



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 57 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 56 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 55 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 54 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 53 - ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 51 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 52 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 50 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 49 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 48 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 47 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 46 – ...
- ألكسندر دوغين - جوهر الصهيونية
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 45 - ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 44 - ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 43 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 42 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 41 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 40 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 39 – ...


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 58 – القضاء على اسرائيل؟