أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - هل ستنفذ الدول الكبرى قرار دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة كما ينبغي؟














المزيد.....

هل ستنفذ الدول الكبرى قرار دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة كما ينبغي؟


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7835 - 2023 / 12 / 24 - 03:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب م. علي أبو صعيليك

اعتمد مجلس الأمن قرارا يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار، وامتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت بدلا من استخدامها التقليدي لحق النقض "الفيتو" في تعطيل أي قرار فيه فائدة للشعب الفلسطيني، ولذلك نرى أن القرار لن ينفذ بطريقة تؤدي إلى إدخال المعونات التي يحتاجها القطاع وأيضا سيتم التلاعب بوتيرة دخول المساعدات من أجل استمرار التضييق على الأبرياء الفلسطينيين من أجل الاستمرار في مخطط التهجير، ولكن في نفس الوقت ستعمل الولايات المتحدة من خلال وسائلها وأذرعها الرسمية في العالم أن تبيض وجهها القبيح على المستوى الشعبي بعدما ساهمت بفعالية في تنفيذ الإبادة المستمرة في قطاع غزة.

تستمر الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الحرب في تقديم كل وسائل الدعم لجيش الاحتلال من أجل إبادة الأبرياء الفلسطينيين في قطاع غزة بحجة الحرب على حماس، من أسلحة ثقيلة وسفن حاملات طائرات وجنود وغطاء سياسي في مواجهة الجميع من خلال "الفيتو" في وجه أي دعوة لوقف الحرب حتى وصل عدد الضحايا من الأبرياء أكثر من عشرين ألف، فهل هناك أكثر من هذا الشاهد لنكتشف أن أمريكا تنفذ الفكر الصهيوني الذي نشأ عليه الكيان المحتل وهو "القتل ومن ثم التهجير والتوطين".

صحيح أن أمريكا سمحت بتمرير قرار تسريع وتيرة دخول المساعدات، ولكنها وفق أهدافها المعلنة في هذه الحرب لن تسمح بتنفيذه كما يجب، فهي تمثل "القاتل والقاضي" كيف لا وهي التي منعت التعديل الذي اقترحته روسيا من أجل وقف إطلاق النار، وهنا يأتي دور دول العالم في العمل على تطبيق القرار خصوصا من الجانب الإنساني، بداية من مصر حيث يقع معبر رفح، وطالما أنها أصبحت تمتلك الغطاء السياسي وهو "قرار مجلس الأمن" فإنه لم هناك مبرر للتلكؤ في تنفيذ القرار لكي يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأبرياء الذي يدفعون ثمن الغطرسة والوحشية الصهيو-أمريكية.

على جانب موازٍ، ستكثف الولايات المتحدة العمل من خلال أذرعها الإعلامية والسياسية من أجل تبييض وجهها الوحشي القبيح على المستوى الشعبي بعد أن اتضح للجميع أنها رأس الشر في الكون، وقد بدأت بالفعل مباشرة بعد إعلان القرار من أجل إعادة الاعتبار لشعبيتها التي تزلزلت، حيث صرحت مندوبتها لدى الأمم المتحدة بأن بلادها تعمل على حماية المدنيين وإيصال المساعدات لهم وهذا استمرار للسردية الصهيونية القائمة على الكذب المستمر لتحقيق الأهداف، ولا شك بأن لوسائل الإعلام الصهيونية دورا كبيرا في توجيه الرأي العام الغربي ولكن بعد مشاهد قتل الأطفال والنساء في غزة فإن أمريكا قد لا تنجح في إصلاح شيء، فلن يصلح قرار بسيط لا يحتوي على أمر بوقف إطلاق النار ما أفسدته الولايات المتحدة لإشباع رغبتها في السيطرة!

ودول العالم الكبرى وخصوصاً روسيا والصين وكذلك تركيا وحتى مصر العربية على المحك في تطبيق القرار رغماً عن أمريكا، حيث يتوفر الغطاء السياسي ولن يكون من المقبول الاستمرار في تفرد وتغول الولايات المتحدة على القرارات العالمية، فهل يترك الجميع أمريكا لكي تصبح القطب الأوحد؟ وحصول ذلك يعني توسع مشروعها الذي تسيطر من خلاله على ثروات الشعوب وهذا يؤثر كثيراً على مصالح الآخرين وخصوصا روسيا والصين.

صحيح أن مشروع القرار تقدمت به الإمارات نيابة عن الدول العربية، إلا أنه من المؤسف جدا استمرار غياب القوة في الموقف العربي في مواجهة ماكينة الحرب على الأشقاء في غزة، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود العديد من أدوات القوة، ولكن عدم استخدام هذه الأدوات واستمرار سقوط هذا العدد الضخم من الضحايا يزيد من حالة فقدان الثقة في الشارع العربي وزيادة الضغط الذي قد يولد الانفجار.

اقتربت الحرب من إكمال ثلاثة أشهر منذ السابع من أكتوبر ولم يحقق الصهاينة النصر المزعوم بل إن لغة المقاومة الفلسطينية تزداد قوة وثقة وازدادت شعبيتها خصوصا أنها تقدم الأدلة بشكل شبه يومي على روايتها في مقابل هشاشة الرواية الصهيونية، وقد تغيرت مواقف الكثير من الشعوب في نظرتها لفلسطين من ناحية والاحتلال من ناحية أخرى ولا نستبعد أن تهرب الولايات المتحدة قريبا إلى الأمام والبحث عن وقف إطلاق النار لأنها بدأت تستوعب استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية.

كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد زيارة سوليفان: هل اتخذت أمريكا القرار بإبادة قطاع غزة عن ...
- الفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار: الخطيئة التي قد تقلب الم ...
- تناقض رواية الصهاينة عن تحرير الأسرى يؤكد مصداقية المقاومة ا ...
- حرب انتقامية صهيونية على الشعب الفلسطيني فمتى تتدخل الدول ال ...
- فنون التعامل مع الأسرى ما بين شعب فلسطيني متحضر وعصابات صهيو ...
- حقائق لا يمكن تجاوزها في انتصار المقاومة الفلسطينية
- الفصل العنصري على طريقة النتن-ياهو
- نستودعكم الله يا أهل غزة العزة
- مجمع الشفاء الطبي: سياسة الاحتلال في القتل البطيء للحالة الم ...
- اكذب حتى يصدقك الآخرون ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك: النازي جو ...
- سيناريوهات فشل تحقيق الكيان المحتل لأهدافه تتزايد والمقاومة ...
- الفكر النازي الأمريكي-الأوروبي يتجلى في الحرب على مستشفيات غ ...
- مجريات الأمور تؤكد نجاح المقاومة الفلسطينية في مواجهة المشرو ...
- روايات الغرب عن الحروب تزييف للحقائق والديموقراطية غطاء لتجم ...
- الدبلوماسية فشلت تماما في إيقاف شلال الدم الفلسطيني ودول الع ...
- قتل الأطفال والنساء ليس بالخطأ، بل هو هدف إستراتيجي للعدو ال ...
- سعار الصهاينة على غزة هل يعني الفشل في تحقيق الهدف العسكري؟
- في عالم يخلو من القيم والمبادئ، ما هي المعايير لكي نصبح -بلد ...
- أفشلت قمة القاهرة للسلام: أوروبا تمارس دورها في إبادة الشعب ...
- عشرون شاحنة مساعدات لتلبية حاجات أكثر من مليوني إنسان، هذه ه ...


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - هل ستنفذ الدول الكبرى قرار دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة كما ينبغي؟