أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - فنون التعامل مع الأسرى ما بين شعب فلسطيني متحضر وعصابات صهيونية مريضة نفسيا














المزيد.....

فنون التعامل مع الأسرى ما بين شعب فلسطيني متحضر وعصابات صهيونية مريضة نفسيا


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7809 - 2023 / 11 / 28 - 09:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب م. علي أبو صعيليك

نجاح منقطع النظير سجلته المقاومة الفلسطينية في الجوانب النفسية والأخلاقية لعمليات تبادل الأسرى، فقد قدمت المقاومة دروساً كبيرة جدا بحجم الإنسان الفلسطيني المتجذر بحضارة أرضه المباركة، وسجلت المقاومة منجزاً جديداً يضاف لمنجزاتها العسكرية وسط إذلال تام لقوات الاحتلال وقيادتهم التي تترنح من صدمات إلى خسائر إلى مشاكل وصراعات حتى مع حلفائها السابقين الذين انقلبوا عليها كما في حالة أسبانيا وبلجيكا.

تنظيم الإفراج عن الأسرى الصهاينة وغيرهم من الجنسيات الذي تصادف وجودهم يعملون في مستوطنات الغلاف تمت بشكل حضاري سيبقى عالق في الذكرى، فقد أثبتت كوادر المقاومة حسن التنظيم وعنصر المفاجأة عندما جاءت بالأسرى من أكثر من اتجاه ولم يستطع العدو ولا الصليب الأحمر ملاحظة أي شيء يمكن الاستفادة منه في الحرب ضد المقاومة.

تنظيم تسليم مجموعة من الأسرى وسط مدينة غزة في منطقة كانت قوات الاحتلال قد روجت أنها تسيطر عليها وخروج المقاومة بما يشبه "عرض عسكري" وسط حفاوة المواطنين من قطاع غزة والهتافات الوطنية الحماسية يؤكد أكثر من حقيقة أبرزها أولاً أن تقارير جيش الاحتلال العسكرية هي مجرد "أكاذيب" بعكس بيانات المقاومة والتي أثبتتها على أرض الواقع والسيطرة، ومن جانب آخر فقد أثبتت شباب وأشبال فلسطين ممن تجمعوا في محيط منطقة تسليم الأسرى بأن المقاومة هي خيارهم الأول والأخير وهي التي تمثلهم في الصراع مع المحتل الذي لا يحسب حساب أحد إلا القوة العسكرية.

من أهم الجوانب التي أبرزتها عمليات تسليم الأسرى كان الجانب الأخلاقي للمقاومة والتي تجلت في مشاهد وداع الأسرى اليهود لسجانيهم وتلويحهم بالأيدي ومن ثم أحاديثهم في وسائل إعلام العدو بحسن التعامل الذي تلقوه خلال فترة اعتقالهم والعناية بهم وإطعامهم وعدم وجود أي مظاهر إهانة وتعذيب تعرضوا لها على عكس ما تعرض ويتعرض له الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال، بل إن طريقة تسليم الأسرى اليهود كانت فيها مظاهر الفرح من الجانبين وقد ظهر مدى الراحة النفسية على ملامح رجال المقاومة وما قيام أحد المقاومين بحمل مسنة يهودية بيديه ووضعها داخل سيارة الصليب الأحمر إلا شاهد على مستوى الأخلاق الفريد من نوعه على مستوى العالم.

حسن تعامل رجال المقاومة الفلسطينية لم يأت من فراغ إنما هو جزء من العقيدة الإسلامية التي تميز بها المقاومة الفلسطينية، وقد جاءت في السيرة النبوية العديد من المواقف التي تدعو جيوش المسلمين لحسن التعامل مع الأسرى منها قوله ﷺ ( استوصوا بالأسارى خيرا ) رواه الطبراني، وكذلك جاء في القرآن الكريم قوله تعالى { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }(الإنسان:8) وقد شاهد العالم بأسره كيف ضرب رجال المقاومة الفلسطينية أروع الأمثلة في تطبيق تعالم الإسلام فيما يتعلق بمعاملة الأسرى الصهاينة.

على العكس تماماً من أخلاق المسلمين، فإن شهادات الأسرى الفلسطينيين وثقت مدى همجية ووحشية الاحتلال في التعامل مع الأسرى ومهما ذكرنا من أمثلة فإنها ستكون غيضا من فيض، فلا طفل ولا أمراه ذكرت لهم سوى التنكيل والإهانة والتعذيب وسوء التعامل المتعمد حتى وصلت في العديد من القصص إلى استشهاد الأسير على يدي قوة الاحتلال في السجون وهذا هو وجه أمريكا الحقيقي المتمثل بالكيان الصهيوني الذي تحدث أكثر من رئيس أمريكي أنه مشروع تمتلكه أمريكا ولذلك فإن هذه الهمجية الحيوانية ليست وليدة الصدفة بل هي نهج الولايات المتحدة في التعامل مع الأسرى وما الكيان الصهيوني إلا أداة تنفيذ.

والتاريخ يسجل صور تعذيب الأسرى في سجن أبو غريب العراقي من قبل الجنود الأمريكان وكذلك ما فعلته قواتهم من تعذيب للأسرى المسلمين في سجن غونتانامو، وهذا السلوك الحيواني الهمجي لا يمكن ربطه بالمسيحية لأنها دين سماوي لا تسمح نصوصه بما تفعله أمريكا، بل هو انعكاس للنظام الرأسمالي العالمي والذي بسببه قتلت أمريكا والدول الإمبريالية الكبرى من بريطانيا وفرنسا وغيرهما مئات آلاف الأبرياء من مختلف قارات العالم في آسيا وأفريقيا تحديداً.

الفلسطيني حتى وإن كان في موقف عسكري أضعف في مواجهة كل قوى الشر في العالم، إلا أنه أثبت تحضره وأخلاقه حتى في عز تفاصيل الحروب مع الاحتلال، ولذلك نؤمن بما لا يدع مجالاً للشك بأنه سينتصر لا محالة ويطرد مرتزقة الصهاينة المحتلين الذي جسدوا على أرض الواقع نهج أسيادهم الصهاينة الأمريكان في انعدام الجانب الأخلاقي في النظام الرأسمالي التي تتصدره أمريكا.

كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق لا يمكن تجاوزها في انتصار المقاومة الفلسطينية
- الفصل العنصري على طريقة النتن-ياهو
- نستودعكم الله يا أهل غزة العزة
- مجمع الشفاء الطبي: سياسة الاحتلال في القتل البطيء للحالة الم ...
- اكذب حتى يصدقك الآخرون ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك: النازي جو ...
- سيناريوهات فشل تحقيق الكيان المحتل لأهدافه تتزايد والمقاومة ...
- الفكر النازي الأمريكي-الأوروبي يتجلى في الحرب على مستشفيات غ ...
- مجريات الأمور تؤكد نجاح المقاومة الفلسطينية في مواجهة المشرو ...
- روايات الغرب عن الحروب تزييف للحقائق والديموقراطية غطاء لتجم ...
- الدبلوماسية فشلت تماما في إيقاف شلال الدم الفلسطيني ودول الع ...
- قتل الأطفال والنساء ليس بالخطأ، بل هو هدف إستراتيجي للعدو ال ...
- سعار الصهاينة على غزة هل يعني الفشل في تحقيق الهدف العسكري؟
- في عالم يخلو من القيم والمبادئ، ما هي المعايير لكي نصبح -بلد ...
- أفشلت قمة القاهرة للسلام: أوروبا تمارس دورها في إبادة الشعب ...
- عشرون شاحنة مساعدات لتلبية حاجات أكثر من مليوني إنسان، هذه ه ...
- مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني وصمة عار في جبين العالم‎
- شمس الحرية ستشرق على فلسطين رغم غطرسة الصهيونية العالمية
- العويل والبكاء ثقافة صهيونية قديمة وعميقة من أجل تحقيق المكت ...
- أسلحة الدمار الشامل العراقية وقطع رؤوس أطفال اليهود أكاذيب ل ...
- الجهاز الإعلامي يوثق أخلاقيات المقاومة الفلسطينية في -طوفان ...


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - فنون التعامل مع الأسرى ما بين شعب فلسطيني متحضر وعصابات صهيونية مريضة نفسيا