أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - حرب انتقامية صهيونية على الشعب الفلسطيني فمتى تتدخل الدول الكبرى














المزيد.....

حرب انتقامية صهيونية على الشعب الفلسطيني فمتى تتدخل الدول الكبرى


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7816 - 2023 / 12 / 5 - 00:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب م. علي أبو صعيليك

اشتدت حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة بعد انتهاء فترات الهدنة، واستمرت قوات الاحتلال في استهداف التجمعات السكنية للمدنيين الفلسطينيين وأصبح سقوط المئات من الشهداء والجرحى حدث يومي وكأنه تقليدي وسط صمت عالمي مطبق لا يوجد فيه إلا الاجتماعات والتصريحات والانتقادات ولكن دون أفعال تؤدي إلى لجم آلة القتل الصهيونية فهل أصبح العالم أحادي القطبية تتحكم فيه الولايات المتحدة الأمريكية المحكومة من اللوبي الصهيوني؟!

لا يوجد أي مبرر لعودة الحرب خصوصاً بعد أن بدأت المفاوضات بخصوص الأسرى من الطرفين في العاصمة القطرية بشكل إيجابي وبوجود رؤساء المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والمصرية والقطرية وكذلك ممثلي حركة حماس، والمفاوضات فيها طرفان يجب أن يتوصلا لتحقيق الأهداف وليس فقط تحقيق أهداف طرف على حساب طرف آخر، خصوصاً أن المقاومة الفلسطينية ليست في موقف عسكري ضعيف لكي تقدم تنازلات، ولم يستطع الاحتلال أن يفرض عليها شروط التفاوض بل هي من فرضت شروط التفاوض منذ البداية.

أحاديث قيادات مجلس الحرب من النتن-ياهو وغالانت وغانتس والناطق العسكري جميعها أكاذيب لخداع الرأي العام الإسرائيلي والغربي، حيث يصرون على الكذب بشأن إطلاق سراح أسراهم نتيجة العملية العسكرية، بينما الحقيقة أن تنفيذ تبادل الأسرى تم وفق ما طالبت به المقاومة الفلسطينية منذ البداية، وفق قاعدة أسرى مقابل أسرى، ولكن الراواية الصهيونية مستمرة في فلسفة الكذب التي لا تؤدي إلا لمزيد من الانتقام من المدنيين الأبرياء وسط صمت عالمي مريب لأن الولايات المتحدة فوق المساءلة والقوانين؟!

كل يوم تتكشف تفاصيل الحرب الحقيقية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال وكيف لقنت المقاومة جيش الاحتلال العديد من الدروس المؤلمة مترافقة بسقوط المئات من القتلى وخسائر كبيرة في الآليات والمعدات ويبدو أن فشل جيش الاحتلال في تسجيل أي نصر على المقاومة نتج عنه القصف الهمجي البربري على المدنيين الأبرياء في حرب انتقامية لا يوجد فيها أي قيم ولا مبادئ وهو ما يجسد حقيقة الاحتلال الصهيوني الذي يقوم على نظرية القتل والتهجير ومن ثم التوطين وهو ما يهدف إليه من خلال جرائمه بحق المدنيين في غزة لأنه يهدف كما تحدثت قياداته لتهجير الشعب الفلسطيني في نكبة جديدة، ولكن كل التفاصيل حتى الآن تؤكد للاحتلال "خسئت".

أنفقت الولايات المتحدة ولا زالت المليارات من أجل تعزيز قوة جيش الاحتلال ورغم ذلك فإن مجموعة شباب فلسطينيين بأدوات بسيطة استطاعوا تركيع جيش الاحتلال وتلقينه الدروس وشكل قطاع غزة "عقدة" للاحتلال وقد يكون القطاع هو بداية تحرير فلسطين خصوصاً مع اقتران المقاومة بالعقيدة الصحيحة والشاهد أنها متفوقة ميدانياً رغم عدم تكافؤ موازين القوى، ولكن الفارق كبير في العقيدة بين جندي مرتزق يتلذذ في قتل الأطفال والنساء ويعمل من أجل الدولارات مقابل شباب يقاتلون من منطلق عقيدة يبحثون من خلالها عن إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، ولذلك فإن رهان الولايات المتحدة فاشل مهما بلغ الإجرام والانتقام من المدنيين منتهاه.
جرائم الهولوكوست التي ترتكبها قوات الاحتلال فضيحة وعار سيبقى خالد في تاريخ البشرية، ولا يمكن أن يتم غفرانها في يوم من الأيام، ولا شك بأنها ستؤدي لا محالة إلى انتشار العنف في العالم بمرور الوقت والولايات المتحدة وبريطانيا المتسببين الرئيسيين من خلال إعلانهم عن دورهم العسكري في الحرب، وكذلك دول العالم الكبرى التي تتابع الأحداث دون أن يكون لها موقف حقيقي ضد الكيان المحتل، واستمرار العمليات النوعية للحوثيين في مضيق باب المندب قد يؤدي في أي لحظة إلى اتساع دائرة الحرب.

صحيح أن الدول العربية والإسلامية عليها مسؤولية دينية وأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، لكن ذلك لا يعفي الدول الكبرى من مسؤولياتها الكاملة عن استمرار جرائم الاحتلال الهمجية بحق الشعب الفلسطيني، فنحن لا نعيش في غابة يحكمها الأسد، هناك قوانين بشرية ومؤسسات دولية، وتمتلك الدول الكبرى العديد من الطرق غير العسكرية التي من الممكن استخدامها من أجل إيقاف هذه المجازر، العلاقات السياسية والاقتصادية التي تربط الكيان المحتل بالعديد من الدول هي أدوات مهمة ومؤثرة إذا توفرت فعلا الإرادة السياسية، ولا تمتلك الولايات المتحدة الهيمنة على دول بحجم روسيا والصين وتركيا وأندونيسيا وغيرها من الدول، فماذا تنتظر هذه الدول لكي تعمل على وقف إطلاق النار؟


كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنون التعامل مع الأسرى ما بين شعب فلسطيني متحضر وعصابات صهيو ...
- حقائق لا يمكن تجاوزها في انتصار المقاومة الفلسطينية
- الفصل العنصري على طريقة النتن-ياهو
- نستودعكم الله يا أهل غزة العزة
- مجمع الشفاء الطبي: سياسة الاحتلال في القتل البطيء للحالة الم ...
- اكذب حتى يصدقك الآخرون ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك: النازي جو ...
- سيناريوهات فشل تحقيق الكيان المحتل لأهدافه تتزايد والمقاومة ...
- الفكر النازي الأمريكي-الأوروبي يتجلى في الحرب على مستشفيات غ ...
- مجريات الأمور تؤكد نجاح المقاومة الفلسطينية في مواجهة المشرو ...
- روايات الغرب عن الحروب تزييف للحقائق والديموقراطية غطاء لتجم ...
- الدبلوماسية فشلت تماما في إيقاف شلال الدم الفلسطيني ودول الع ...
- قتل الأطفال والنساء ليس بالخطأ، بل هو هدف إستراتيجي للعدو ال ...
- سعار الصهاينة على غزة هل يعني الفشل في تحقيق الهدف العسكري؟
- في عالم يخلو من القيم والمبادئ، ما هي المعايير لكي نصبح -بلد ...
- أفشلت قمة القاهرة للسلام: أوروبا تمارس دورها في إبادة الشعب ...
- عشرون شاحنة مساعدات لتلبية حاجات أكثر من مليوني إنسان، هذه ه ...
- مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني وصمة عار في جبين العالم‎
- شمس الحرية ستشرق على فلسطين رغم غطرسة الصهيونية العالمية
- العويل والبكاء ثقافة صهيونية قديمة وعميقة من أجل تحقيق المكت ...
- أسلحة الدمار الشامل العراقية وقطع رؤوس أطفال اليهود أكاذيب ل ...


المزيد.....




- شاهد.. مسافرون يصفون الوضع في درعا وإجراءات الدخول إلى الأرد ...
- مسؤولون أمريكيون لـCNN: الولايات المتحدة تعتقد بشكل متزايد أ ...
- هولندا.. انفجار ضخم يدمر عدة شقق في لاهاي
- لافروف: سندعم سوريا في مواجهة الهجمات
- عمّان.. تعزيز أمني على الحدود مع سوريا
- الجولاني: دعوا المدن المحررة للشرطة ودمشق تنتظركم
- ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تبقى بعيدة عن الصراع في سوريا ...
- باريس تستضيف قادة العالم وماكرون يلتقي بترامب وزيلينسكي في ا ...
- حزب -البديل- الشعبوي.. خطر متنام على الديمقراطية الألمانية؟ ...
- هل تحارب الشوكولاتة الداكنة السكري وهل يزيد الحليب الوزن؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - حرب انتقامية صهيونية على الشعب الفلسطيني فمتى تتدخل الدول الكبرى