أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - الفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار: الخطيئة التي قد تقلب الموازين














المزيد.....

الفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار: الخطيئة التي قد تقلب الموازين


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 07:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب م. علي أبو صعيليك

أكثر من ستين يوما وفشل قوات الاحتلال مستمر في تحقيق أي نصر على المقاومة الفلسطينية، وفي نفس الوقت تنتقم يوميا من المدنيين الفلسطينيين بوجود دعم عسكري وسياسي أمريكي مطلق، والفشل يشمل حتى تحرير أسير واحد، ولذلك كان من المنتظر أن تجد الولايات المتحدة لها مخرجاً من العار والخزي الذي لحق بها على مدار شهرين، لكنها أبت إلا أن تستمر على حقيقتها التي قامت عليها منذ البداية وهي استنزاف دماء الشعوب من أجل تحقيق مصالحها والشواهد لا تعد ولا تحصى في العديد من البلدان.

خسرت الولايات المتحدة كثيراً في الجانب الشعبي على مستوى العالم وازدادت صورتها الوحشية قذارة بسبب دعمها وتمويلها ومساهمتها العسكرية في إبادة الأبرياء من الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق مصالحها، ورغم الفشل الذريع لجيش الاحتلال إلا أن الفيتو الأمريكي منح مزيداً من الوقت والغطاء السياسي للاستمرار في الإبادة التي تستهدف من خلالها تهجير الفلسطينيين نحو سيناء المصرية وذلك هو الهدف الحقيقي الذي تعمل الولايات المتحدة على تحقيقه ولكن المقاومة الفلسطينية كانت كالشوكة في حلقها، ولا يبدو أن تمديد مدة الحرب سيؤدي إلى نتائج سوى إبادة المزيد من المدنيين الفلسطينيين جنباً إلى جنب مع استمرار سقوط المزيد من القتلى والجرحى من جيش الاحتلال والخسائر المادية والعملياتية.

صحيح أنها القوة العسكرية الأكبر في العالم، لكن حديث مسؤوليها السياسي أصبح مكشوفاً وساذجاً لما يحتويه من أكاذيب هزلية متناقضة، مثلا خلال حرب روسيا وأوكرانيا التي طمسها إعلاميا طوفان الأقصى، خرج المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكي جون كيربي يحاول منع دموعه (دموع التماسيح) عندما تحدث عما قال عنه في حينها "الفضائع التي يرتكبها بوتين في أوكرانيا" وكان يتنهد ويتألم عندما تحدث عن الصور التي رأها لقتل الأبرياء في رواية أمريكية كلها أكاذيب مزيفة، بينما ظهر نفس الشخص في مؤتمر صحفي يتعلق بالحرب على غزة بوجه آخر خالٍ من المشاعر الإنسانية عندما سأله صحفيا عن إبادة المدنيين في غزة وكان تعليقه بأنها حرب دموية قبيحة يتعرض فيها المدنيون للأذى، كان يبرر الإبادة بأنها نتيجة طبيعية للحرب، يا لقذارتك.

على المستوى الشعبي، لم يعد شيئاً كما كان قبل طوفان الأقصى، ومع توثيق الجرائم ضد المدنيين التي يرتكبها جيش الاحتلال والجنود الأمريكان الذين تم الإعلان عن مشاركتهم في الحرب، وعدم تحرج الولايات المتحدة من الإعلان عن استخدام قنابلها وإلقائها على بيوت المدنيين، لم يعد هناك أي طريقة لتجميل الوجه القبيح، وبالتالي هل أمريكا قادرة وللأبد أن تحافظ على قوتها واقتصادها والسيطرة على العالم؟ طبعا لم تدم أي قوة سابقة في التاريخ، ولذلك فإن حجم الانتقام سيكون كبيراً جداً ومؤلماً، صحيح أننا نتعامل مع الواقع، لكننا أيضا مؤمنون ولن تذهب أرواح أطفال غزة دون انتقام رباني عجيب سيكون درس يخلده التاريخ.

الفيتو الذي استخدمته الولايات المتحدة وتفردت لوحدها دون جميع دول العالم في الاستمرار بدعم وحماية جرائم الاحتلال في الإبادة الجماعية كان مؤلماً جداً، ستون يوماً والأبرياء في غزة يدفعون ثمنا باهظا للطموحات الأمريكية في المنطقة، وأمريكا غارقة في وحل الأكاذيب الصهيونية، وفي كل الأحوال وحسب التاريخ فإن كل ما فعله الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من خمسة وسبعين عاما من جرائم بحق الشعب الفلسطيني إلا أنها عجزت تماما عن مسح الهوية الوطنية الفلسطينية والتي ستبقى شامخة كما ظهرت المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر.

عموماً وبعد يومين من تصويت الولايات المتحدة المشين، بدأت التسريبات الإعلامية من الجانب الصهيوني عن مفاوضات مجدداً من أجل صفقة تبادل أسرى، وما كان لهذه التصريحات أن تخرج من وزير الدفاع غالانت إلا لأن حجم الألم الصهيوني كبير جدا من حيث عدد الضباط والجنود الذين يسقطون يومياً ويتم التغطية على أعدادهم الحقيقية.

ما ارتكبته الولايات المتحدة منذ السابع من أكتوبر ليس بالخطأ الإستراتيجي، بل هو الخطيئة التي لا تغتفر، فلعنة أرواح أطفال غزة ستبقى تلاحق جميع مسؤوليها، ولا يمكن إلا أن تدفع الثمن باهظا حتى لو كانت هي الأقوى عسكرياً، فقد أصبح حتى رؤساء بعض الدول يتحدثون بوضوح أن العالم أفضل دون ما تفعله أمريكا.

كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض رواية الصهاينة عن تحرير الأسرى يؤكد مصداقية المقاومة ا ...
- حرب انتقامية صهيونية على الشعب الفلسطيني فمتى تتدخل الدول ال ...
- فنون التعامل مع الأسرى ما بين شعب فلسطيني متحضر وعصابات صهيو ...
- حقائق لا يمكن تجاوزها في انتصار المقاومة الفلسطينية
- الفصل العنصري على طريقة النتن-ياهو
- نستودعكم الله يا أهل غزة العزة
- مجمع الشفاء الطبي: سياسة الاحتلال في القتل البطيء للحالة الم ...
- اكذب حتى يصدقك الآخرون ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك: النازي جو ...
- سيناريوهات فشل تحقيق الكيان المحتل لأهدافه تتزايد والمقاومة ...
- الفكر النازي الأمريكي-الأوروبي يتجلى في الحرب على مستشفيات غ ...
- مجريات الأمور تؤكد نجاح المقاومة الفلسطينية في مواجهة المشرو ...
- روايات الغرب عن الحروب تزييف للحقائق والديموقراطية غطاء لتجم ...
- الدبلوماسية فشلت تماما في إيقاف شلال الدم الفلسطيني ودول الع ...
- قتل الأطفال والنساء ليس بالخطأ، بل هو هدف إستراتيجي للعدو ال ...
- سعار الصهاينة على غزة هل يعني الفشل في تحقيق الهدف العسكري؟
- في عالم يخلو من القيم والمبادئ، ما هي المعايير لكي نصبح -بلد ...
- أفشلت قمة القاهرة للسلام: أوروبا تمارس دورها في إبادة الشعب ...
- عشرون شاحنة مساعدات لتلبية حاجات أكثر من مليوني إنسان، هذه ه ...
- مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني وصمة عار في جبين العالم‎
- شمس الحرية ستشرق على فلسطين رغم غطرسة الصهيونية العالمية


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - الفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار: الخطيئة التي قد تقلب الموازين