أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - عينة بسيطة من الديمقراطية الامريكية















المزيد.....

عينة بسيطة من الديمقراطية الامريكية


جيلاني الهمامي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية الامريكية هي نموذج الحكم الديمقراطي المثالي الذي بلغه المجتمع البشري هذا ما جرى تسويقه ونشره على أوسع نطاق لأكثر من قرن. الديمقراطية الامريكية هي صورة العالم الحر وممثله الرسمي والوصفة الجاهزة المنصوح بها لكل الشعوب وهي الوصفة التي تشن من أجلها، عند الاقتضاء، أفظع الحروب وترتكب بسببها أشنع الجرائم كالتي ارتكبت في العراق وأفغانستان وفي أماكن أخرى كثيرة من العالم.
هذا النموذج الذي في ظاهره "أبهر" أوساطا لا محدودة من الناس في العالم قاطبة كشف ويكشف عن اختلالات بل ومساوئ ترقى في الكثير من الحالات الى فظاعات رهيبة.
وقد بينت أكثر من حادثة ومناسبة أن هذا النموذج من الديمقراطية ليست غير ديمقراطية طغمة رأس المال وكبار الملاكين العقاريين والمضاربين وسماسرة البورصات والبنوك. هي ديمقراطية أكبر شركات التصنيع الحربي وتجار الأسلحة عبر القارات. هي ديمقراطية أخطر اللصوص وأكثرهم قساوة وإجراما. هي ديمقراطية الوحوش وكواسر الغرف المظلمة وعصابات التجسس، هي الديمقراطية التي تبشر بها أكثر الأيديولوجيات انغلاقا وغرقا في الظلامية والعنصرية والتمييز والكراهية والإرهاب والاجرام. هي الديمقراطية التي يبشر بها ويدافع عنها اليمين المتطرف والنازيون الجدد والفاشيون وكل ضروب التطرف الفكري والسياسي والثقافي.
هذه الحقيقة كشفت عنها الحرب الصهيونية على غزة. الرئيس الأمريكي دجو بايدن، زعيم الحزب الديمقراطي ورمز "الديمقراطية" الامريكية ووزيره للخارجية انطوني بلينكن ووزيره للدفاع أوستين ونائبته في الرئاسة كامالا هاريس وعدد لا يحصى ولا يعد من الوزراء والمستشارين وكبار المسؤولين والمديرين في مختلف فروع الإدارة الامريكية والمؤسسات الملحقة بها الذين يعملون ليلا نهارا على اقناع العالم بأن قمة الديمقراطية والحرية وأرغد العيش وأكثر فترات تاريخ البشرية ازدهارا وتقدما هي هذه الفترة التي يقع فيها العالم تحت سيطرتهم، هؤلاء الذين وقفوا كلهم بوضوح ودون ادنى مواربة مع اشنع جريمة ترتكب في تاريخ البشرية، الحرب على شعب غزة بل وعلى سائر الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
الرئيس الأمريكي يحرض علنا الكيان الصهيوني على القتل والابادة. وإدارته تمد الكيان الصهيوني يوميا عبر جسر جوي يعمل على مدار الساعة بكميات لا محدودة من أسلحة القتل والفتك. ووزيره للخارجية يحضر جلسات الحكومة الصهيونية المصغرة "الكابينيت" ليتدارس معهم سبل القتل الجماعي في غزة. خبراؤه العسكريون والجواسيس وجنوده من الفرق الخاصة "دلتا" يشاركون جنود الدولة الصهيونية الاعمال الحربية الميدانية في غزة. يضغط عمن يسميهم حلفاؤه وشركاؤه في المنطقة، عميل مصر وأبو مازن الدمية وملوك الأردن والخليج وكذلك اذنابه الأوروبيين، ورثاء الامبراطوريات الاستعمارية القديمة والنازية والفاشية في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا من أجل، أن يلزموا الفرجة لا بل ان يؤيدوا القتل والابادة الجماعية في غزة باسم محاربة الإرهاب.
لقد عرت الحرب الصهيونية في غزة عن الوجه القبيح والشنيع لما يسمى بالديمقراطية الغربية. لقد افتضحت على انها أبغض النظم التي تسوس المجتمع الإنساني المعاصر لا فقط بالنظر لما تتسبب فيه لشعوب العالم من مظالم وإنما أيضا لما تتسبب فيه للشعب الأمريكي نفسه من مآسي.
في هذا الصدد نسوق عينة بسيطة مما حصل مؤخرا في الولايات المتحدة الامريكية لعمق دلالاتها وكشاهد على ما نقول.
تشن هذه الأيام في أمريكا حملة على ثلاثة رؤساء جامعات أمريكية وتتصاعد مطالب عزلهم واتخاذ عقوبات في حقهم فقط لأنهم لم يعبروا عن موقف يرضي الأوساط الامريكية اليمينية مما يسمى بمعادة السامية في الأوساط الطلابية التابعة لهم.
صورة الامر أن لجنة التربية واليد العاملة التابعة للكونغرس الأمريكي استمعت في الأيام الأخيرة لرؤساء جامعة هارفارد وبنسلفانيا وماساشوستس بخصوص تصاعد خطاب الكراهية ضد اليهود في مؤسساتهم الجامعية. وقد أثار الحوار بطبيعة الحال الوضع في غزة منذ يوم 7 أكتوبر الماضي وتوجه النواب أعضاء اللجنة بأسئلة لرؤساء الجامعات الثلاث حول ما اعتبروه "خطاب كراهية ضد اليهود" و"تصاعد للنزعة المعادية للسامية" معبرين عن استيائهم من عدم احترام حركة التضامن الطلابية الواسعة في الفضاء الجامعي مع فلسطين لقواعد السلوك المعمول بها في هذه المؤسسات الجامعية. ومن جملة ما استدل به النواب على هذه المزاعم هو الشعار الذي كان الطلبة رفعوه في مظاهرات المساندة للقضية الفلسطينية "الحل في الثورة والانتفاضة" معتبرين أن لفظ "الانتفاضة" هو في حد ذاته دعوة للعنف ضد اليهود الإسرائيليين ويتعارض تماما مع قواعد السلوك المفروض على الطلبة في هذه الجامعات والمطلوب من رؤساء هذه المؤسسات الجامعية عدم السماح به والتدخل بكل قوة ضد من يرفعه كشعار.
كان سعي النواب، أعضاء الكونغرس، يهدف الى الحصول على إدانة صريحة من رؤساء الجامعات الثلاث للتحركات الطلابية. غير أن هؤلاء، والتزاما منهم بالحد الأدنى من الشرف المهني والأكاديمي لم يستجيبوا لهذا المسعى فأصبحوا، وبسرعة، هدفا لحملات تشهيرية التي أثمرت ضغوطها رضوخ مكتب جامعة بنسلفانيا الى مطالبة رئيسة الجامعة ليز ماجيل الى الاستقالة. ومن المتوقع أن يلقى البقية نفس المصير تحت وقع تأثير الحملة المستمرة والمتصاعدة.
لقد طالبت عضوة اللجنة ليز ستيفانيك بعزل الرؤساء الثلاث وصرحت بعد الجلسة لوكالة الانباء فوكس نيوز "انهم لا يستحقون شرف الاستقالة، يجب طردهم". وأذنت لجنة الكونغرس بفتح تحقيق في الغرض. وانخرط في حملة التحريض على رؤساء الجامعات العديد من النواب ونائب الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض نفسه فيما حذر رئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ من "استغلال الحركة المؤيدة للفلسطينيين لتبني الكراهية والتعصب تجاه الشعب اليهودي".
هذه عينة من الديمقراطية والحق في "حرية التعبير" كما رد رؤساء الجامعات عند الاستجواب امام لجنة الكونغرس، التي تتبجح بها الامبريالية الامريكية التي ترعى هذه الأيام أشنع أعمال الإبادة والقتل الجماعي كما سبق أن فعلت في فيتنام وأفغانستان والعراق والقائمة طويلة.



#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة فرنسية بريطانية بطعم صهيوني
- ميزانية 2024: أعلى نسبة تداين تجسيما لشعار -التعويل على الذا ...
- لماذا أجل وفد صندوق النقد الدولي زيارته الى تونس؟
- وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
- وشهد شاهد من أهلها
- من يدفع ثمن سياسة -التعويل على الذات-؟
- هل انطلق قطار الهجوم على الاتحاد العام التونسي للشغل؟
- الاسيرة شروق دويات وفلسطين تشتركان في 7 أكتوبر
- قيس سعيّد واتّفاق الشّراكة مع الاتّحاد الأوروبي: ابتزاز وخضو ...
- الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد لماذا انعقدت وبماذا خرجت ؟؟
- وعادت الشعبوية الى أمريكا الجنوبية من بوابة الارجنتين
- سؤال الامس ... سؤال اليوم هل انطلق قطار الهجوم على الاتحاد؟
- مستشفى -الشفاء- وصمة عار على جبين الإنسانية وجبين العرب بالد ...
- حبيبتي تونس ... عزيزي قيس سعيد
- الخيانة العظمى ... والكذبة العظمى
- تقرير البنك العالمي لفصل الخريف حول الأوضاع الاقتصادية في تو ...
- الزيادة في أسعار القهوة والمشروبات إشاعة أم مقدمة لتمرير الز ...
- حتى لا تنزعج سفارة فرنسا بتونس العاصمة
- البرلمان الليبي يقطع خطوة شجاعة في تجريم التطبيع
- تقرير البنك العالمي حول الاوضاع الاقتصادية في تونس


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - عينة بسيطة من الديمقراطية الامريكية