نووي الصهاينة والنووي لدى غيرهم في رأي أمريكا

طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 21:26
المحور: القضية الفلسطينية
    

دأبت الدول الكبرى ،وخاصة أمريكا وحلفها الأطلسي ،على تفتيش ومحاسبة كل دولة تريد الحصول على الطاقة النووية ،حتى ولو كانت للأغراض السلمية ،وحتى لو لم تتوفر أدلة وبيانات قاطعة بهذا الشأن ،فيكفي الظن والشك بأنها قد تستخدمها للأغراض العسكرية،لتبدأ أمريكا وحلفها بأستخدام مجساتها المشبوهة من أمثال الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمفتشيين الدوليين وغيرها في مضايقة تلك الدول وقد يصل الأمر الى شن هجمات مسلحة وحروب كما حصل للعراق عند تدمير مقاعل أوروك ،رغم ان الفرنسيين وهم حلفاء أمريكا كانوا يعملون على بناءه ،وكما حصل في التفتيش الدولي على أسلحة الدمار الشامل في العراق قبل عام 2003م وماحصل من استهتار خارج السياقات الدولية في انتهاك حرمة دولة عضو في المجتمع الدولي !
وكذلك شاهد العالم بأسره، في هذه السنوات الأخيرة ،الحصار والتفتيش والمضايقة التي لانهاية لها من أمريكا وحلفها لأيران ، على ظنون لاسند قوي واضح لها على ان ايران راغبة في صناعة سلاح نووي ،بل انها تستخدم مفاعلاتها لأغراض سلمية ،وقد شاهد العالم تفتيش واتهامات ومن ثم اجتماعات ومؤتمرات لتجريد أيران من اي قدرة نووية حصلت عليها بجهودها الذاتية ،تريد بها خدمة شعبها اسوة بالدول الغربية المدللة ،ووصل الأمر الى اتفاقات وقعتها امريكا وحلفائها لتنظيم الأستخدامات النووية الأيرانية ،وكان هذا في عهد الرئيس الأمريكي أوباما ثم جاء ترامب ليتنصل من الأتفاق النووي ويعيد الأمر الى المربع الصفري وكأن شيئا ً لم يكن !
دويلة الصهاينة الدولة النووية المدللة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعرف الأصدقاء والأعداء ان دويلة الصهاينة المحتلة لفلسطين تملك مالايقل عن 90 رأس نووي ،غير انها بحماية أمريكا فلاتجرأ على تفتيشها أو محاسبتها لا الوكالة الدولية ولاغيرها ،كما ان زعماء العرب المتخاذلين يسهلون هذا الأمر فيحيكون المؤامرات ويشهرون بأيران ،التي لم تمتلك بعد أي سلاح نووي ،ولكن لايجرؤ أحدا ً منهم على الأشارة ولو فقط الأشارة للأسلحة الذرية المخزنة لدى الصهاينة !
حرب غزة "7أكتوبر 2023" كشفت الأقنعة الزائفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كشفت حرب غزة الأخيرة أقنعة العرب الخونة ،وأظهرت جبنهم وخوفهم على كراسيهم فقد كشفت مايخبئه الصهاينة من اسلحة ذرية لا يتكلم عنها أحد ، فمع فشل التوغل البري الإسرائيلي في غزة، دعا وزير التراث عميحاي إلياهو دعوة للإبادة الجماعية وجريمة كراهية لا يمكن السكوت عنها،حيث أنه طالب بقصف غزة بقنبلة نووية، وإن مقتل الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس جزء من ثمن الحرب ،وينتمي إلياهو لحزب القوة اليهودية اليميني المتطرف، بقيادة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهو حزب يؤيد بناء المستوطنات، واستعادة السيطرة على القطاع، ويتبنى أفكارا متطرفة .
ومع ذلك لم يكن هناك أي رد رادع للصهاينة ،و قالت وزارة الخارجية الروسية ، إن تصريح وزير التراث ‎الإسرائيلي عميحاي إلياهو الذي بدا وكأنه منفتح على فكرة شن إسرائيل ضربة نووية على غزة يثير العديد من التساؤلات منها أسئلة عن وجودها في البلاد ،وكأن روسيا التي هي عضو فاعل في مجلس الأمن الدولي لاتعرف ان الصهاينة يمتلكون السلاح النووي ومع ذلك فهي مشكورة إذ قالت ذلك فغيرها لم يتكلم !.
الصهاينة استخدموا اسلحة أسوء من الذرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ، فيما كانت حرب الصهاينة في بداياتها ، إن إسرائيل أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة في إطار حربها واسعة النطاق المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وهو ما يعادل قنبلة نووية بقوة 30 ألف طن .
ويشار إلى أن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأميركية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في آب 1945 قدرت بنحو 15 ألف طن من المتفجرات .
التهديد الصهيوني
ـــــــــــــــــــــ
ان التهديد الصهيوني باستخدام السلاح النووي يعد تحديا للمجتمع الدولي، يرى آخرون ان الكيان الصهيوني لم يعر يوما القانون الدولي الانساني ادنى اهتمام، ولا يكترث بوجود محكمة الجنايات الدولية، ولا حتى بالرأي العام الدولي الذي يندد بمجازره منذ منتصف القرن العشرين، فقادة هذا الكيان واثقون بأن الداعم الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية هم من سيقفون حجر عثرة أمام اي توجه في الأمم المتحدة لتقديم ملف انتهاكات دولة الكيان الى محكمة الجنايات الدولية او أي جهة دولية معنية بحقوق الانسان وانتهاكات القانون الدولي الانساني.
إن مثل هذا التهديد يعتبر إنذارا خطيرا للعالم بأسره، دالا ً على نازية هذا الكيان العنصري ولذلك فمكمن بقاؤهم قائم على القوة، وهذه القوة لا يستمدونها من الارض او الانسان، وانما من خارج الجغرافيا.
نييويورك تايمز على خطا الوزير الصهيوني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية ، أن صاروخ أطلق من غزة في 7 أكتوبر الماضي أصاب قاعدة سدوت ميشا يعتقد أن فيها رؤوس صواريخ نووية.
تسبب في اندلاع حريق اقترب من منشآت تخزين رؤوس الصواريخ النووية وغيرها من الأسلحة الحساسة.
ولم تعترف إسرائيل أبدًا بوجود ترسانتها النووية، على الرغم من أن المبلغين الإسرائيليين والمسؤولين الأمريكيين ومحللي صور الأقمار الصناعية يتفقون جميعًا على أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية .

العدل الدولي مفقود "القوي يأكل الضعيف "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مادامت الولايات المتحدة تسيطر على القرار الدولي ،وعلى عمل المنظمات والوكالات الدولية فأن العدل مفقود ،وان الحكم للقوي أما الضعيف فحقه مهضوم ،وخير مثال على ذلك هو الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون،فرغم أحتلال ارضهم وطردهم خارجها كلاجئين يعيشون في الشتات ،فأنهم ينعتون بالأرهابيين فيما هم يخوضون جهادا ً شرعيا ً لتحرير أرضهم ،وهم عرضه للأعتقال رجال ونساء واطفال وبالآلاف دون ان يناصرهم أحد ،ولكن الصهاينة المحتلين لايمكن ان يقع أي منهم بالأسر أو يقتل حيث ينعت الفلسطينيون وقتها بالأرهاب وبشتى النعوت السيئة !

#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل