الخجل الخفي الناجم عن حسرة القلب الرومانسية،ماري سي لمياء

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7812 - 2023 / 12 / 1 - 22:43
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

الخجل الخفي الناجم عن حسرة القلب الرومانسية

تستحضر حالات الانفصال ذكريات مؤلمة ولكنها أيضا تستحضر فرصا غير متوقعة.

بقلم ماري سي لمياء، دكتوراه
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

وجع القلب هو الطريقة التي نختبر بها انفصال الذات عن الآخر. عندما ينقطع أو ينتهي ما يشبه وحدة الحب مع الشريك، يمكننا أن ندرك تماما ضعفنا. ويشار إلى هذا الانفصال على أنه "خسارة غامضة"، حيث أن الشخص الذي يغادر لا يزال موجودا. ومع ذلك، فإننا نشعر بالحزن ليس فقط على الشخص الذي أحببناه وفقدناه (عن طيب خاطر أو بغير قصد)، ولكن أيضا في كثير من الأحيان بسبب خيالنا عن من كنا نظن أو نأمل أن يكون.

ذكريات مفجعة
===========
تكمن مشكلة حسرة القلب في ذكرياتنا المتعلقة بالارتباط العاطفي بالشخص الذي فقدناه. تلك الذكريات، إلى جانب آلام الخسارة، يمكن أن تجعلنا نتألم. إن ما يطارد أولئك الذين يحزنون على الحب المفقود هو شبح كل شيء جيد: ذكريات الرغبة والإنجاز. قد تؤدي الذكريات المؤلمة أو الغاضبة أو الحلوة المرة إلى إبعاد الذكريات الإيجابية مؤقتا، ولكنها تمثل أيضا ارتباطا مستمرا. المشاعر السلبية مثل الغضب أو خيبة الأمل أو الاشمئزاز لا تشير إلى غياب الحب؛ كل العواطف تجعلنا نهتم. الحب يعني الاهتمام، أي الاستثمار عاطفيا في الآخر، بشكل إيجابي أو سلبي.

وجدت الأبحاث أن شدة حسرة القلب الرومانسية تعادل تقريبًا بين الرجال والنساء. تتضمن تجربة الحزن بعد العلاقة أنماط استجابة عالمية من الضيق الجسدي والألم العاطفي الذي قد يشمل الغضب، والاكتئاب، والقلق، والذعر، والقلق، والحزن، والخدر العاطفي، والغثيان، وفقدان النوم، وفقدان الشهية، وانخفاض وظيفة الجهاز المناعي، والتدخل. الأفكار، وانخفاض النشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بالشعور والتحفيز والتركيز.

في حين أن بعض الأشخاص قد يتنصلون من أي خطأ أدى إلى انتهاء العلاقة، فإن آخرين ينخرطون في لوم أنفسهم أو يستمرون في البحث عن اليقين بشأن قرار الانفصال. غالبا ما يتمسك أولئك الذين فقدوا الحب بحزنهم بصمت، لكنهم قد يشعرون بوحدة أقل عندما يتردد صدى أغنية تعبر بشكل رائع عن معاناة الظروف التي يضيع فيها الحب أو لم يعد ممكنا.

الخجل، والطريق إلى التعافي
===================
غالبا ما يهيمن الخجل الخفي في أعقاب الخسارة الرومانسية، مصحوبا بشوق قوي لاستعادة ما فقده. نحن نعتبر العار بشكل عام شعورًا بالإهانة والعزلة، ونشعر به كعذاب داخلي أو مرض. ومع ذلك، فإنه يشير أيضا إلى تمزق الرابطة بين الأشخاص. تخيل أنك تمشي وتفكر في شخص قابلته مؤخرا وتشعر بجاذبية شديدة تجاهه. عندما تقترب من الزاوية ترى ذلك الشخص من بعيد، ويبدو أنه منخرط بشكل رومانسي مع شخص آخر. مثل هذه اللحظات من العار يمكن أن تجعلنا نشعر بالهزيمة والغربة والافتقار إلى الكرامة أو القيمة. قد تصبح تجربة العار الداخلي بعد فقدان العلاقة سامة للغاية بحيث يُنظر إليها على أنها اكتئاب.

نحن نعيش من خلال الآخرين وفيهم، لذلك عندما يبتعد شريك عنا قد نشعر أننا أصبحنا غير مرئيين، بمعنى أننا قد نعتقد أننا لم نكن كذلك. وقد استخدم بعض المنظرين مصطلح "صدمة الأنا" أو "الصدمة المعرفية" للإشارة إلى حالة من الشلل النفسي الناتج عن الضربات القوية التي يتعرض لها احترامنا لذاتنا أو كبريائنا، والتي لا نكون قادرين فيها على التفكير بوضوح وتكون لدينا أفكار مرتبطة بالخجل التي تقودنا إلى تخيل النسخة الأسوأ و الأكثر ضررا من أنفسنا.

لدينا القدرة على التعافي من جروح وجع القلب، لكن نظام ذاكرتنا، الذي تطور لحماية خياراتنا المستقبلية، قد يرفض السماح لنا بالنسيان. يتفاعل دماغنا بشكل نشط مع صور الماضي الذي يتذكره، وربما يقدم تجارب سابقة لم يتم حلها من العار والتي ربما تكون قد تضمنت خيانة ساحقة أخرى أو ذكريات علاقات شخصية مهمة أخرى كان لا بد من الاستسلام لها.

يمكن للجروح القديمة أن تتركنا في حالة من عدم التسامح مع عدم اليقين مما يزيد من ضعفنا في البحث عن حب جديد. ومع ذلك، إذا تمكنا من التعرف على العار، وتجربتنا التاريخية معه، فقد نكون قادرين على استخدام اللحظات التي نختبر فيها رابطا مكسورا كفرص غير متوقعة للنظر إلى داخلنا، والتعلم، وجعل أنفسنا مختلفين.


ماري سي. لمياء، حاصلة على دكتوراه، وهي طبيبة نفسية إكلينيكية في مقاطعة مارين، كاليفورنيا.

النص الأصلي:
=========
https://www.psychologytoday.com/us/articles/202303/hearts-and-minds

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل