علم الحب من النظرة الأولى

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7802 - 2023 / 11 / 21 - 23:21
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

كيف تتلاقى الشخصية والهرمونات لتخبرك: هذا هو الشخص المناسب الذي تبحث عنه.
بقلم هيلين فيشر
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
أنا أغني عن الحب الرومانسي، وهو دافع تلاقي أساسي متأصل بعمق في الدماغ البشري وتطور منذ ملايين السنين ليهيئ أسلافنا للبحث عن شريك خاص، وإنجاب الأطفال، وإرسال حمضهم النووي إلى الغد والمستقبل. وهو يشبه الخوف والغضب والمشاعر الأساسية الأخرى، إذ يمكن تحفيز دوائر الدماغ الخاصة بالحب الرومانسي على الفور، وهو ما أصبح يسمى بالحب من النظرة الأولى.
الناس تجربه بانتظام. أقول هذا لأنني أقوم بدراسة سنوية تُعرف باسم "العازبين في أمريكا". في كل عام، منذ عام 2012، نقوم بمسح عينة على المستوى الوطني تضم أكثر من 5000 عازب بناء على التعداد السكاني في الولايات المتحدة. ولا يؤمن 63% من الرجال و53% من النساء بالحب من النظرة الأولى فحسب، بل إن 41% من الرجال و29% من النساء قد جربوه وخاضوا التجربة.
ومع ذلك، هناك مسألة أكثر تعقيدا بكثير، وهي سبب تحفيز نظام الدماغ هذا فورا عندما تقابل شخصا واحدا بدلا من آخر. لماذا هو؟ لماذا لها؟ وهنا يكمن تأثير التجارب الثقافية. ينجذب الناس بانتظام إلى أولئك الذين ينتمون إلى نفس الخلفية العرقية والاجتماعية والاقتصادية، ويتمتعون بنفس الدرجة من المظهر الجميل، والذكاء، والتعليم، ويحملون نفس القيم الاجتماعية، والأهداف الاقتصادية والإنجابية.
ولكن من المرجح أيضا أن تساهم مجموعة من القوى الخفية في هذا الانجذاب الفوري.
على سبيل المثال، أظهرت دراسات العزاب في أمريكا أن الأشياء الثلاثة الأولى التي نلاحظها في الشريك المحتمل هي أسنانه (أبلغ عنها 76 بالمائة من المشاركين)، ومنطقه وقواعده النحوية (83 بالمائة)، وثقته بنفسه (78 بالمائة). وهذه الأشياء تقدم الكثير من المعلومات. تشير الأسنان إلى الصحة والعمر العام؛ و يشير المنطق و القواعد اللغوية إلى الخلفية ومستوى التعليم الخاص بك؛ والثقة بالنفس تظهر الاستقرار النفسي. من المرجح أن تلعب هذه السمات الجسدية والنفسية والثقافية الأخرى التي لا تعد ولا تحصى دورا في الانجذاب الفوري.
كيمياء الجذب العفوي
من الواضح أن الشخصية الأساسية متورطة أيضا. باستخدام فحوصات الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي والتعمق في الأدبيات الطبية، وجدتُ أن البشرية قد طورت أربعة أنماط أساسية من التفكير والتصرف، مرتبطة بأربعة أنظمة دماغية أساسية. ومن خلال النظر إلى عينة مكونة من 28,128 عازبا على أحد مواقع المواعدة، يمكننا معرفة من انجذب تلقائيا إلى من.
إن الأشخاص الذين يتمتعون بالفضول والإبداع والحيوية والمجازفة بشكل خاص، وهي سمات مرتبطة بنظام الدوبامين في الدماغ، ينجذبون بشكل غير متناسب وعلى الفور إلى أشخاص مثلهم. أولئك الذين هم أكثر تقليدية وحذرا ومهتمين بالتفاصيل، والسمات المرتبطة بالسيروتونين، ينجذبون أيضا بسرعة إلى الأشخاص ذوي السمات المماثلة.
لكن النساء والرجال الذين يتمتعون بشكل خاص بصفات تحليلية، ومتشككة، وقاسية، ومهارة مكانية، وهي سمات مرتبطة بهرمون التستوستيرون، ينجذبون في البداية إلى أضدادهم بدلا من ذلك - الأشخاص المتعاطفون، والمهارات الاجتماعية، والمفكرون الشاملون على المدى الطويل، وجميع السمات مرتبطة ببعضها البعض. مع هرمون الاستروجين. والرجال والنساء الذين لديهم هذه السمات المرتبطة بالإستروجين ينجذبون أيضا إلى أضدادهم، تلك التي تعبر بشكل خاص عن السمات المرتبطة بالتستوستيرون. لدينا جميعًا بعض السمات في هذه الأشكال الأربعة الأساسية للمزاج الطبيعي، ولكننا نعبر عن بعضها أكثر من غيرها، مما يجعل كل واحد منا فريدًا من نوعه. في الواقع، لم أقابل قط شخصين اعتقدت أنهما متشابهان تماما، وأنا توأم متطابق.
ومع ذلك، هناك أربعة أنماط أساسية للشخصية. وعندما تكون مستعدًا للعثور على شريك، يمكن لكل منهما أن يجذبك على الفور إلى شخص واحد بدلا من شخص آخر ويشعل الدافع البشري القوي والبدائي للحب، مما يساهم في تلك التجربة السحرية على ما يبدو، الحب من النظرة الأولى.
هيلين فيشر، حاصلة على دكتوراه، وهي عالمة أنثروبولوجيا بيولوجية وزميلة أبحاث أولى في معهد كينزي، وكذلك المستشار العلمي الرئيسي لموقع المواعدة عبر الإنترنت ماتش دوت كوم . وقد كتبت ستة كتب عن الزواج.

المصدر:
The Science of Love at First Sight, By Helen Fisher, Ph.D
https://www.psychologytoday.com/us/articles/202307/when-should-you-follow-your-sixth-sense , July, 2023.

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل