أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - تأثر الكاتب -في داخلي- الحسن اوموج-














المزيد.....

تأثر الكاتب -في داخلي- الحسن اوموج-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7793 - 2023 / 11 / 12 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


" في داخلي كلُّ شيءٍ قد ٱنطَفَأ
و ٱنغَلَق
و ٱنْعَلَق
و ٱنـكَـفَأ
*****
في خارجي كُلُّ شيءٍ قد تَفَفَّــهَ
و رَخُص
و نَقُص
و تَـسَفَّهَ
*****
في داخلي كلُّ شيءٍ قد تَجَدَّد
و نَهَـض
و نَـبَض
و تَمَـدَّد
*****
في خارجي كلُّ شيءٍ قد ٱختلَط
و سَمُج
و خَمِج
و ٱغْتلَط"

ما يجري في غزة ينعكس علينا، فحجم القتل والتدمير الذي يمارسه العدو لم يعد يحتمل، كما أن تخاذل النظام الرسمي العربي يزيد من ألمنا، حتى أصبح المواطن لا يدري (منين يتلاقها) من الأعداء أم من الحكام.
ضمن هذا الواقع يأتي دور الأدباء، الكتاب الذين يعبرون عنا، عما نحس به، حتى أننا نشعر فيبدو وكأن ما يكتبونه كأننا نحن من كتبه، أو كنا نريد أن نكتبه، ما كتبه "الحسن أوموج" في داخلي، نموذج على هذا الأمر:
" في داخلي كلُّ شيءٍ قد ٱنطَفَأ
و ٱنغَلَق
و ٱنْعَلَق
و ٱنـكَـفَأ"
اللافت فيما قدمه الشاعر التراكمية التي فيه: أنطفأ ـ أنغلق، أنعلق، أنكفأ" فهذه الألفاظ تخدم معنى القسوة، كما أنها متماثلة في شكل كتابتها: "أنطفأ/أنكفأ، أنغلق/أنعلق" وهذا يجعل فكرة القسوة تصل إلى المتلقي بأكثر من طريقة، المضمون/المعنى الذي تحمله الألفاظ، والشكل الذي قدمت به، كما أن طريقة لفظها توصل فكرة الألم، فكرة الشدة والقسوة للمتلقي، فوجود الهمزة في آخر "أنطفأ، أنكفأ" تحمل فكرة الألم، كما أن لفظ حرف القاف في أنغلق، أنعلق" يحمل من الشدة والقسوة ما يجعل المتلقي يشعر أن هناك فكرة/شيء قاسي/ موجع.
وإذا ما أخذنا معنى الألفاظ نجدها بمجملها متعلقة بما هو داخلي، بما هو ضيق، محبوس، وهذا ما يجعل القارئ يشعر أن الكاتب لا يكتب بقلمه، بل بقلبه، يكب ألمه بما يشعر به، من هنا تنشأ الألفة بينه والقارئ لما في النص من صدق وتماهي بين الكاتب وما يكتبه.
"في خارجي كُلُّ شيءٍ قد تَفَفَّــهَ
و رَخُص
و نَقُص
و تَـسَفَّهَ"
وعندما يتحدث عما هو خارجي، نجده فيه معنى الفض/البعد/الكره من هنا نجد "تففه ـ رخص، نقص، تسفيه" وكما جاء التناسق التكامل في المعنى، والتماثل في شكل كتابة اللفظ في ما هو داخلي، جاء بما هو متعلق بالخارجي : "تففه/تسفه، رخص/نقص" وبهذا يمكن للمتلقي أن يجد التقارب والتماثل والتكامل في قدمه الشاعر، حتى أن لفظ حرف الهاء الذي يأتي بعد الفاء ويبدو كأنه (بزق) على ما هو حاصل "تففه، تسفه"
هذه الحالة/المشاعر جاءت بعد مشاهدة ما جرى للأطفال في غزة، وما تسببه من إحباط ألم للمشاهد.
في داخلي كلُّ شيءٍ قد تَجَدَّد
و نَهَـض
و نَـبَض
و تَمَـدَّد"
لكن بعد سماع "أبو عبيدة" الناطق الرسمي للمقاومة الفلسطيني تكون المشاعر بحلة أخرى مغايرة، فالأمل يكون حاضرا، والشعور بالنصر يحصل: من هنا نجد الشاعر يقدم ألفاظا مغايرة وجديدة تخدم حالة الفرح/الأمل التي يمر بها: "تجدد/تمدد، نهض/نبض" نلاحظ التكامل والتواصل في المعنى وفي اللفظ الذي يحمله: "تجدد/تمدد" فبدا لفظ تكرار لفظ حرفي الدال وكأنه صدى للخير القادم، وكأنه الرعد الذي يحمله الإله السوري "هدد"
لكن اللافت في حالة الفرح/الأمل أن الشاعر يقدم ألفاظا تحمل معنى الانطلاق/التحرر وليس الانغلاق/الحبس كما جاء في حالة الألم/القسوة، وهذا يقودنا إلى أن الشاعر لا يكتب من خلال العقل، بل بما يحمله في العقل الباطن، لهذا جاءت الألفاظ الداخلة تحمل معنى الانطلاق، فبدا الشاعر وكأنه يريد أيصال فرحه/سعادته لنا نحن المتلقين.
" في خارجي كلُّ شيءٍ قد ٱختلَط
و سَمُج
و خَمِج
و ٱغْتلَط"
لكنه عندما يتحدث عما هو خارجي يؤكد القسوة/القبح/الفساد التي جاءت أول مرة: "اختلط/اغتلط، سمج/خمج" وكأنه يريد أن يقول إن داخله يتغير/يتبدل بما يشاهده ويتأثر به، لكن ما هو خارجي يبقى قبيح/قاسي/مؤلم.
النص منشور على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارون والمجازر الصهيونية في كتاب -قلب الحمار- عبد الرحيم الش ...
- الحرب في رواية -أحزان حزيران- سليمان فياض
- استنهاض المتلقي في قصيدة -وستنتهي مثلما اتفق- عبد الله عيسى
- الحركة في ومضة -في كل صباح- سمير البرقاوي
- أثر الألم في ومضة -سنجمع أشلاءهم- سميح محسن
- حكمة التمرد في قصيدة -الغيوم المثقلة- محمد داود
- رواية الشمس تولد من الجبل محمد البيروتي وموسى الشيخ
- كلمة الحق يجب أن تقال
- الشكل والمضمون في رواية -الخطوات- عزت الغزاوي
- المجازر الصهيونية في كتاب -مجرم لا متهم- سحر أبو زلام، ريم م ...
- القيادة في كتاب -لكي لا تكون القيادة استبدادا- خالد الحسن أب ...
- الإصلاح الحزبي في -كتاب كيف يحلو الحصاد، العودة إلى مبادئ ال ...
- الشعر وتقديم الواقع في قصيدة -طفلان يبتسمان-
- دور الإيمان في قصيدة خبر جذوعك- زيد الطهراوي
- البعد الأسطوري للفرح في ومضة -ما تيسر من فرح- عبد السلام عطا ...
- أثر العدوان على الشاعر في ومضة -لم يتكروا- سميح محسن
- سفاهة الأدب في رواية -ليلة واحدة في دبي- هاني نقشبندي
- العدوان والمواجهة في رواية -الرب لم يسترح في اليوم السابع- ر ...
- يوميات غزة
- الفدائي بين الأمس واليوم


المزيد.....




- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - تأثر الكاتب -في داخلي- الحسن اوموج-