أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - الإصلاح الحزبي في -كتاب كيف يحلو الحصاد، العودة إلى مبادئ النهضة السورية القومية الاجتماعية- إبراهيم يموت















المزيد.....

الإصلاح الحزبي في -كتاب كيف يحلو الحصاد، العودة إلى مبادئ النهضة السورية القومية الاجتماعية- إبراهيم يموت


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7777 - 2023 / 10 / 27 - 00:01
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الإصلاح الحزبي في
"كتاب كيف يحلو الحصاد، العودة إلى مبادئ النهضة السورية القومية الاجتماعية"
إبراهيم يموت
بداية أنوه إلى أهم مقولة تناولت الواقع السياسي العربي جاءت على لسان "مهدي عامل" عندما قال: إن المشكلة ليست في النظام الرسمي العربي، بقدر وجودها في حركة التحرر العربية، التي ينقصها برنامج واضح، وفي حالة وجود البرنامج، عدم وجود من يطبق/ينفذ هذا البرنامج" من هنا وجدنا تراجع الأحزاب الوطنية/اليسارية والقومة في المنطقة العربية، وتقدم التيارات الهدامة التي عملت لصالح أجندة معادية لكل ما هو عربي، وما الخراب الذي حدث في العراق وسورية واليمن وليبيا إلا نتيجة الهيمنة والسيطرة لتلك التيارات التي لبست ثوب الدين.
ورغم الدور القذر الذي قامت به الأنظمة الرجعية لإبقاء واستمرار الوضع المتردي، إلا أن هناك جزء من المسؤولية يقع على كاهل الأحزاب اليسارية والقومية التي تراجعت ولم يبق منها إلا بقايا (عجوز هرم) لا يحسن فعل شيء سوى الحديث عن أمجاده الماضية، وما وجود أكثر من تنظيم يحمل عين الفكر/النهج كما هو الحال في الأحزاب الشيوعية التي نجد أكثر من حزب في القطر الواحد، وكذلك حزب البعث العربي الاشتراكي الذي من المفترض أن يعي حجم الخطر المحدق بالأمة بعد أن تم احتلال العراق وتخريب سورية وليبيا وانقسام اليمن، وأيضا التنظيمات الناصرية التي تجاوز تعدادها أصابع اليد، وأيضا الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي نجده يتشظى إلى تجمعات يدعي كل منها أنه على نهج سعادة.
إذن هناك انقسامات أضعفت الأحزاب، إضافة إلى حجم الحصار المفروضة عليها والمطاردة من الأنظمة الرسمية العربية، مما جعلها في حالة لا تحسد عليها، من هنا نجد مجموعة من الكتاب تناولوا حالة الوهن الذي تمر به وطرحوا (حلولا وأفكارا) يمكن أن تسهم في إخراجها من المأزق الذي تمر به، ومن ثم تتقدم لتأخذ دورها كأداة تغيير فعالة على الأرض وبين الجماهير، من هؤلاء الكتاب "إبراهيم يموت" الذي تحدث عن مشاكل الحزب السوري القومي الاجتماعي، وطرح حلولا وأفكارا تسهم في الخروج من حالة الانقسام.
بداية نوه الباحث إلى دور الدولة القطرية في الخراب/الضعف الحاصل في سورية الطبيعية مشيرا إلى هذه الحقيقة: "بدأت شعوب هذه الكيانات تتعود على وضعها المصطنع، بل إن جماعات منها استطابت هذا الوضع، وأخذت بترغيب من الطامعين، تستميت في الدفاع عن كياناتها ولا تقبل بأن تمس هذه الكيانات وكأنها مقدسة ونهائية" ص23، تكمن أهمية هذا الطرح في موضوعاته، فلا يمكن لأي قطر منفردا أن يحقق إنجازا اقتصاديا في ظل التكتلات الدولية، أو أنجاز التحرير والخلاص من دولة الاحتلال التي تقوم بحماية المصالح الإمبريالية في المنطقة العربية، وتحديدا في سورية.
وهنا يستحضر موقف "سعادة" عن الخطر المحدق بالأمة السورية في حالة بقاء واستمرار دولة الاحتلال قائمة: "عبر سعادة عن هجرة واحدة لا يمكن أن تهضمها الأمة السورية، بل وتشكل خطرا دائما عليها، ألا وهي الهجرة اليهودية المشدودة إلى التحجر التوراتي، والمسنودة من المستعمر الذي خطط وأعطى الوعود والدعم ليكون اليهود في الجنوب السوري الشعب المعتمد لتثبيت التمزق الكياني والاستيلاء على ثروات الوطن السوري والطموح إلى أبعد من هذا الوطن" ص24، ضمن هذا الواقع الصعب والخطر يفترض على كل منتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي أن يعي حجم الخطر، ومن ثم يتجاوز الخلافات التي تمزق الحزب ـ الحزب الأداة الأهم في وحدة ونهضة الأمة السورية ـ ويتوجه نحو الوحدة الحزبية، ليكونوا قادرين على الفعل والقيام بالنهضة التي دفع "سعادة" حياته ثمنا لها.
من هنا يدخل إلى حالة الانقسام الحزبي والخطر الذي يشكله على الحزب وعلى الأمة: "لم يقتصر الاتجاه الانحرافي على طلب المظاهر بل تعداه إلى نشوء نفسية التسوية بين القضية القومية الاجتماعية الكلية وبين المآرب والمطامع الخصوصية الفردية في عدد غير قليل من الذين صاروا في الطبقة الظاهرية من الحركة القومية الاجتماعية" ص30، تكمن أهمية هذا النقد في أنه يقوي الحزب، الأداة التي يفترض أنها الوحيدة القادرة على تحقيق أهداف الوحدة السورية، لهذا لا يخاطب الباحث الفرق/التجمعات الحزبية فقط الأفراد في تلك التجمعات: "وحبذا لو يتجند أبناء الأمة في سبيل تفهم الأمراض التي أوصلتهم إلى الكوارث، والتي لا تزال تفتك بأجزاء الأمة وتعرض كيانها كله للزوال، حبذا لو يتسلحون من اجل القضاء على الأمراض قبل أن يتجندوا لحرب مع اليهود أو غيرهم" ص37، اللافت في هذا القول أنه يمكن أخذه إلى أكثر من جهة، من يطالب بالقطرية ويدعو لها متحصنا بها، وإلى أعضاء الجماعات الحزبية التي يدعي كل منها انه على صواب وغيره على باطل.
الباحث يخاطب العضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي بالمنطق الأخلاقي الذي تربى عليه، هناك قول ل"سعادة" يمثل حافزا لكل سوري ليتقدم من قضيته القومية: "إن لم تكونوا أحرارا فحريات الأمم عارا عليكم" ضمن هذه الروح يخاطب "إبراهيم يموت" المنتمين لفكر "سعادة" بقوله: "وإن الأفراد الذين يسمحون بأن تبقى أجسادهم على حساب حق الأمة ونقاء العقيدة هم أموات يدبون على الأرض، وأن الخلود للذين ما لانوا ولا ساوموا، وكانوا في حياتهم أو موتهم قدوة للشرفاء العاملين لعز الأمة ومجدها.
أن مبرر وجود العقيدة السورية القومية الاجتماعية هو في محاولتها القضاء على المفاسد التي لم تتمكن المنظمات والتشكيلات المعلومة من تفهمها وبالتالي القضاء عليها" ص86، فالباحث هنا يعمل على تذكير كل من يحمل العقيدة السورية بأنه مجرد فدائي/مضحي بنفسه في سبيل قضيته/أمته، وعليه نكران ذاته ومصالحه الشخصية ليكون عطاءه خالصا للحزب/للقضية التي يحملها، وهنا ذكرهم بقول سعادة وهو أمام قاتليه: "إن موتي شرط لانتصار قضيتي" ص87، فكيف لمن يدعي أنه ينتمي ل"سعادة" ولفكر "سعادة" أن يفضل ويقدم مصالحه الشخصية على مصالحة الحزب الذي سيقوم بنهضة الأمة!!
ويعطي مثلا على حجم الخراب الذي يحدثه الانقسام من خلال الحالة اللبنانية التي تتحكم فيها الطائفية التي جعلت لبنان في حرب استمرت خمسة عشر عاما كاملة: "تحاول أن تقنع جارك أن الطائفية بلاء هذا الوطن، وأنها ستؤدي بنا إلى الخراب، قلا يقتنع بالكلام، تنشب حرب طائفية لا تبقي ولا تذر، تخرب الزرع والضرع، وتشرد الإنسان، فيقتنع الجار حينئذ على صوت المدفع وليس على صوت العقل، عندما يغيب العقل يصبح الاقتتال احتمالا لحل المشاكل" ص100، رغم أن الحديث متعلق ويدور حول لبنان، إلا أنه يمكن أخذه إلى أي انقسام، وهنا نذكر بما حصدت الانقسام بين الفلسطينيين أثناء حرب المخيمات بين فتح "أبو عمار" وفتح الانتفاضة "أبو موسى".
يدخل الباحث بصورة مباشرة إلى خلافات الحزب السوري القومي الاجتماعي مبدي امتعاضه وسخطه على ما يجري في الحزب: "أيمكن لهاتين الفئتين أن تتوحدا وكأن الحزب قد تحدى؟ أيمكن لمقتنصي الفرص ومسخري الحزب من أولئك وهؤلاء أن يعودوا مسؤولين صالحين ويستلموا مقدرات الحزب وكأن الحزب سلعة تسخر لمطامع الطامعين وحقل تجارب للمغامرين؟" 107، ويتقدم أكثر مما يجري في الحزب من مماحكات تنعكس سلبا على الحزب والأعضاء: "إلا أن المنتفضين، وقد خبروا دهاء هؤلاء المتسلطين وعلموا بما فعلوه مع سلفه الرئيس السابق لفتوه إلى أن أعضاء المجلس الأعلى قد يشجعونه على الاتصال بالمنتفضين حتى إذا ما توسموا أن ذلك خطر عليهم، عمدوا إلى إقالته وهو في منتصف الطريق" ص110، التحدث بهذه الروح، وهذه الحدية يشير إلى حرص الباحث على الحزب، فهو يريده نقيا صافيا كما أوجده "سعادة" ويريد أن يطهره من المتسلقين الانتهازيين، لهذا نجده حادا وصريحا في نقده.
الباحث "إبراهيم يموت" يتقدم من جديد إلى الأخلاق والروح السمحة التي يتعامل بها السوري القومي الاجتماعي مع رفقائه: "إذا كان السيد بيار الجميل قد طلب سحق رأسي فأنا أريد سلامة رأسه، لأن المبدأ الذي أتمشى عليه هو مبدأ القومية، وهو المبدأ الذي يدعونا إلى محبة أبناء قومنا وجلب الإصلاح القومي لهم" ص113، ويتقدم أكثر من التفاني ونكران الذات، حتى أنه يتعامل بتسامح السيد المسيح مع خصومه: "السوري القومي الاجتماعي لا يأكل لحم أخيه المعتوه... بل يداريه ويعالجه ليعود إلى عقله ويثوب إلى رشده بالمحبة الواعية الشاملة السمحة الأبية" ص115، بهذا الشكل تم تناول حالة التمزق التي يمر بها الحزب السوري القومي الاجتماعي التي يمكن أخذها إلى العديد من الأحزاب في المنطقة العربي، فالانقسامات أحدى أسباب ضعفها واستمرار هيمنة الطبقات الرجعية في الحكم، لكن يجب معالجتها، فلا يوجد أي جسم/حزب بلا أمراض، لكن يجب على الأعضاء والقيادة معالجتها أول بأول: "وكما تتعرض الأجسام الصحيحة لأنواع الطفيليات والأمراض، تتعرض هذه التكتلات لأمثالها، مهمة القيادة التغلب عليها والاستمرار في مسيرة الإيمان" ص147، وكأن الباحث من خلال هذه الفقرة يؤكد أن الأحزاب/الأجسام تمرض ـ وهذه حالة طبيعية ـ لكن غير الطبيعي الاستسلام للمرض وعدم معالجته، وما فعله في كتاب كيف يحلو الحصاد، العودة إلى مبادئ النهضة السورية القومية الاجتماعية" يمثل علاج للمرض المتفشي في الجزب، لعل وعسى ينهض الحزب من كبوته ويتخلص من التشظى ليكون حاضنا لكل المؤمنين بفكر ونهج "سعادة"
الكتاب من منشورات بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1997.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر وتقديم الواقع في قصيدة -طفلان يبتسمان-
- دور الإيمان في قصيدة خبر جذوعك- زيد الطهراوي
- البعد الأسطوري للفرح في ومضة -ما تيسر من فرح- عبد السلام عطا ...
- أثر العدوان على الشاعر في ومضة -لم يتكروا- سميح محسن
- سفاهة الأدب في رواية -ليلة واحدة في دبي- هاني نقشبندي
- العدوان والمواجهة في رواية -الرب لم يسترح في اليوم السابع- ر ...
- يوميات غزة
- الفدائي بين الأمس واليوم
- لغة الشخصيات في رواية -إلا أنت- وفاء جميل العزة
- أثر الحرب في رواية -جرماتي، أو ملف البلاد التي سوف تعيش بعد ...
- دوافع التمرد في قصيدة -صاعدا شجرا عاليا- جمال قاسم
- الاجتماعية الفلسطينية في رواية -أمضي أم أعود- فوزي نجاجرة
- (الهولودية) في رواية -مليحة- محمد البيروتي
- مناقشة كتاب ما بين الأبيض والأسود
- الرواية كحاملة للمشروع التحرري العربي في كتاب -الاتجاه القوم ...
- أثر المشاهدة السلبية في (رواية) -ثلاثية الهوى- علي شحادة
- -حب عابر للأزرق- كميل أبو حنيش
- التاريخ في كتاب -سؤال فلسطين الزمان والمكان- سعادة مصطفى ارش ...
- تاريخ العراق الحديث في رواية -خريف على شاطئ النورس- سمير الع ...
- نظرة في كتاب -موجوعة- لإسراء جعابيص


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخضع -ميتا- للتحقيق.. ويوضح السبب
- مدينة طنجة المغربية تستضيف يوم الجاز العالمي
- ?? مباشر: آمال التوصل إلى هدنة في غزة تنتعش بعد نحو سبعة أشه ...
- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - الإصلاح الحزبي في -كتاب كيف يحلو الحصاد، العودة إلى مبادئ النهضة السورية القومية الاجتماعية- إبراهيم يموت