أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مناقشة كتاب ما بين الأبيض والأسود















المزيد.....

مناقشة كتاب ما بين الأبيض والأسود


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7746 - 2023 / 9 / 26 - 01:01
المحور: الادب والفن
    


ضمن الجلسة الشهرية التي تعقدها دار الفاروق تم مناقشة كتاب ما بين الأبيض والأسود للكاتب همام الطوباسي، وقد افتتح الجلسة مدير دار الفاروق "رفعت سماعة" الذي أشار إلى أن هذا الكتاب الأول للطوباسي وكان الهدف من إصداره تشجيع الكاتب، وإعطاءه دافعا ليتقدم نحو عالم الكتابة.
ثم فتح باب النقاش وكان أول المتحدثين الأستاذ "سامي مروح" الذي قال في مداخلته: "بسم الله الرحمن الرحيم إلى قرأت للأخ الزميل الكاتب همام الطوباسي كتاب بعنوان ما بين الأبيض والأسود وكان موضوع الكتاب هي عباره عن خواطر نثريه تعبر عن حالته النفسية وتداعيات صراع داخليي لدى الكاتب الذي يحاول أن يتمرد على واقعه بكل قوه لكنه يصطدم بالمؤثرات الخارجية التي لا يستطيع اقتحامها إلا بالهجوم المعاكس لتحقيق حاله من النصر ونشوة تحقيق الهدف.
يبدأ بالحديث عن ذاته وعن طفولته وعن ذكريات جميلة وعن حبيبته المتخيلة وعن عشقه، ويعيش الكاتب أجمل لحظات الصدق مع نفسه ليكون حاله شعرية في معظم نصوصه ومن الملاحظ أن كلمة عشق تتردد في معظم نصوصه لتأكد حالة الصدق التي يعشها الكاتب مع نفسه، وأرى أن هناك بعض النصوص تحمل الشكل الإبداعي في بعض الجمل، وفي المجمل أقول إن هذه النصوص كتبت باسلوب تقليدي خاليه من الغموض، أي نصوص بريئة ليس فيها ما يدعو إلى التحليل أو تفكيك"
ثم تحدث الشاعر عمار خليل قائلا: "قلق الكتابة في كتاب ما بين الأسود والأبيض
تعتبر معرفة الكاتب الذاتية والشخصية جزء من قراءة كتاباته، ويقربنا بقدر كبير من انفعالاته ولغته وأفكاره.
يقدم لنا الكاتب همام الطوباسي نصاً أدبيا متفاوتا في جودته، فالنصوص عنده غير متكافئة مع ذاتها، فهو مرة يعلو بلغته ومرة يصل إلى الركاكة في الشكل وفي المضمون.
يختلط على القارئ تجنيس هذه النصوص، فهل هي نثر، ام سيرة ذاتية، أم خواطر؟
يتأثر الكاتب بثلاث عوامل أساسية في كتاباته وهي: الكتابة، المرأة والوطن، ولعل هذه الأمور هي مهربه من واقعه الحياتي، هذا الواقع الذي قال عنه في أول نص له في الكتاب عندما قال: "ليتني لم أكبر"
إذن الكاتب همام الطوباسي يكتب ذاته وعن ذاته، يكتب تجربته الشخصية الحياتية، يكتب متأثراً بحالته النفسية وشعوره المتناقض في حياته، ولعل ذلك يظهر جلياً في عنوان كتابه حين قدّم الأسود على الأبيض، وهذه دلالة واضحة على الشعور الذي يسيطر على الكاتب.
يتأثر الكاتب بالآخر من الكتاب والشعراء وهذا واضح في عدة نصوص، وقد كان هذا التأثر سلبياً لأن الكاتب لم يستطع أن ينتج شكلاً جديد من هلال تأثره، فالتأثر بالغير ليس عيبا ولا انتقاصا ولكن يجب أن يكون ذلك التأثر بالفكرة وليس باستخدام الألفاظ ذاتها، وحتى التأثر بالفكرة لا يجب ان يكون متوازيا حد التلاصق مع نص الآخر.
يبدع الكاتب حين يكتب عن المرأة والحبيبة، حيث تحتوي لغته على سلاسة وجمالية سهلة الفهم، على الرغم من قلة الصور الفنية في الكتابة، ولكن حين يكتب عن الوطن تجد الانفعال والبساطة التي تصل إلى حد الركاكة الأدبية، فالمباشرة في الكتابة سرعان ما ينتهي مفعولها عند القارئ.
لم تحتوي النصوص على الرمز، وهو من ام عناصر الكتابة الحديثة، سوى عنوان الكتاب (ما بين الأسود والأبيض) والذي فضحه الكاتب في نصه فلو تركه رمزاً لاحتوى على الكثير من التأويل الذي سيعطي النص اتساعا فنيا وفكريا في ذات الوقت."
أما الروائية فاطمة عبد فقدمت مداخلة مفصلة جاء فيها: "تستند نصوص همام إلى همومه الواقعية وانفعلاته العاطفية واستدراجه ماضيه وذكرياته وفيض حنينه وهذا ما يبدأ به همام أولى نصوصه (أبحث عن نفسي بأروقة الماضي).
ينبثق هذا البحث عن مرارة وألم حيث يصل إلى:
ها هو المستقبل موجود في الماضي وأحلامه لأن لا حاضر لي إلا التعب....ولا حلم لي إلا بطائرة من ظرف وحبل من "طبب". فقد قاده التأمل في الماضي إلى العويل وندب الذات (ويا ليتني لم أكبر) ص10.
يستذكر الكاتب أشخاص لهم مكانه خاصة في قلبه ووجدانه عرفهم في فترات مختلفة من حياته ،نلمس فيها صدق قلبه وأحاسيه ونجد هذا في نصه (أعادني ذلك الصوت) ص11، ونصه (شكرا يا بدر الدجى) ص18. ونص (كانت تقول لي)ص21 ،حيث يستذكر معلمة لها فضل عليه، وينكر همام نسيان صديق له المعلمة وفضلها، فتأتي جمله منهمرة باللوم والعتب وقد ترسخت لديه قناعات مختلفة (علمتني بكلامك ألا أرى الناس جميعهم بعين واحدة هي عين الطيبة
علمتني أن أكون جبلا أمام حزني وأنكم لا تملكون طيبة قلبي الكبير)ص22.
يعيش الكاتب تداعيات نفسية وحالة حزن مترعة تتجه إلى اليأس والسوداوية في نصه (لا يعجبني أحد)ص 24، فيبدأ النص بجملة لا يعجبني أحد وينتهي بذات الجملة وبينهما أشياء كثيرة لا تعجبه
لا يعجبني اسمي...ولا رقم ترتيبي بالعائلة
ولا رقم بطاقتي الشخصية ....ولا رقم هاتفي المحمول
لا يعجبني أحد
وحتى يعترف أن ما يربطه بعائلته هو حبه للمال_فيبدو أن عائلته غنية يستفيد هو من مالها_ لا يتنفس هذا النص بعض الأمل إلا بعودته للماضي وحين أن يتذكر أن له حياة ثقافية عليه أن يكملها.
أفعال تكشف تفكك كيانه النفسي والإنساني نص (لا يوجد لي )ص26 ، ففي قلبه تسكن حسرة ويسكن الدمع عينيه، ويصبح القلب خاليا
اقف هناك وحيدا في ظلام الليل الدامس
لا حلم لي يتحقق ولا حب فتاة يكتمل
وهكذا كل أفعال النص تقف في مواجهة مدججة بطوفان مشاعر سلبية وإحساس عنيف به صراخ مسموع.
كتلة الواقع الشخصي تهجم على جسد النص فيتداعى بالانفعال ( كل هذا خارج الموضوع)ص35 ،ينفعل بالحياة وخشونة الواقع
أخجل من بكاء الأطفال الرضع
من دموع الشيوخ الركع
جمل مترعة بالوجدان فارغة من الخيال متسارعة بسرد تجريدي، تتمازج بها خصوصية الكاتب بالهم الكلي وتنتهي بكل هذا خارج عن الموضوع ! ولا يصل القارىء إلى جدية ما إنما يقوده غضب ما من شيء ما ويتبع مزاج الكاتب العاصف وفورة الأنا ليخرج بروح طافحة بالتوتر.
أغلب نصوص الكاتب في حالة تشظي وانشطار ، بها تجاذب لفظي وإنساني وتنتهي بشعور منفرد متفتت
النص (يا بحر تمهل) ص40 عنوان به التباس فأي بحر يطلب منه التمهل ..هل هو بحر الزمان؟!
"يا بحر تمهل هيا بنا نرحل إلى الماضي لكي نبحر معا في ذلك الزمان الجميل "، وصولا إلى
"بل أريد أن أبقى هنا في هذا الزمن الجميل زمن الطيبة ......"
يا بحر توقف
يا بحر توقف
تدفق لفظي ضاج بالاسى والألم والشكوى بهم خاص ومحنة شخصية فهو في صراع عنيف ويأس لا يهدأ ،مدفوع برغبة عارمة في الصراخ والشكوى، ويظهر هذا أكثر ما يظهر في نصه (ليس لي متسع بين المفقودين) ص44
وليس لي كرسي بين الأموات
لماذا أستبق الأحداث
فأنا أمام حياة ولكن ميت لا وجود لي فيها
ونص (من أنا ومن أكون) ص49 ثمة تزاحم واضح بين الانفعال المباشر والفكرة والأسى الغامض تفقد النص التجانس والترابط، فلا يعيش القارىء لحظة اعتراف صادقة بالضعف وإقرار بالعجز وهي لحظات خصوصية تكسب النص التعاطف ولا يعيش القدرة على الإعجاب بشخصة ومدح مثابرته وتميزه الذي بدأ به.
(ما بين الأسود والأبيض ) عنوان الكتاب وعنوان نص داخلي ص46، والأبيض هنا لا يختلف نهائيا في دلالته عن الأسود فالأبيض إما ذروة الحياة أو دلالة على الموت، بياض واهن أقرب التلاشي والغياب، بياض منطفىء والمكان الذي يصفه في النص مفرغ من اي حضور إنساني داخلي إلا اشياء تحاصره، نوافذ ،وستائر، وشرفة، ومطر ، وحركة نحو الماضي فقط بتجريد خاوي ولغة بسيطة.
همام لا يحتاج أن يدعي الحزن ليكون شاعرا فهو حزين بالفعل ولكنه بحاجة للكثير من الخيال والصور الشعرية، يحتاج أن يحمل نفسه ووجدانه ويفرد جناحيه للريح ليملأ رئتيه بجمال اللغة ويخرج عن مألوف القول يحتاج أن يوسع ثقافته وينمي مفرداته ليثير الدهشة والجمال"
أما الكاتب علاء عاشور فقال: "نصوص جيدة، بعضها كان قويا وأخرى متواضعة، كان يمكن أن تكون أفضل."
أما الشاعر نسيم خطاطبة فقال: "اللافت في هذه النصوص أن فكرة الحرية لم تكن كاملة فيها، فهناك (شيء) يؤثر على الكاتب مما يجعله غي قادر على إكمال الفكرة، وهذا انعكس على البعد الأدبي في النصوص، وما المقاطع القصيرة إلا صورة عن عدم اكتمال القدرة/القوة عند الكاتب.
وتحدث رائد الحواري وقال: غالبا ما يكون العمل الأول للكاتب يحمل أكثر من توجه، أكثر من موضوع، كما أن حالة (التسرع والاستعجال) تطغى على بدابات الكاتب الذي غالبا ما يكون مندفعا وبقوة نحو النشر، يبقى هذا الكاتب بداية جيد للطوباسي الذي نريد أن نرى له كتابات أفضل وأجمل، خاصة أنه قارئ نهم.
وفي نهاية الجلسة قال الكاتب "همام الطوباسي": "أريد أن أوضح حقيقة، وهي عندما أكتب انعزل عن الناس، وأعيش الفكرة التي أريد تناولها، فهناك من تأثرت بهم وله الفضل في خروج هذا الكتاب، ما تأثرت بهم الأولى من خلصتني من جهل، والثانية من أنقذتني من الضياع، ولا أريد أن اشرح أو أوضح ما جاء فيه، وأنا احترم كل ما قاله الزملاء عن الكتاب.
وقد حضر الجلسة كلا من الكاتب سماحة حسونة وأحمد ذياب، وأم محمد ذياب، وبيان فرج وفاتن فرج، خديجة، وقد تقرر أن تكون الجلسة القادمة مخصصة لمناقشة كتاب "حسن اللاوعي" للكاتب "إسماعيل رمضان"



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية كحاملة للمشروع التحرري العربي في كتاب -الاتجاه القوم ...
- أثر المشاهدة السلبية في (رواية) -ثلاثية الهوى- علي شحادة
- -حب عابر للأزرق- كميل أبو حنيش
- التاريخ في كتاب -سؤال فلسطين الزمان والمكان- سعادة مصطفى ارش ...
- تاريخ العراق الحديث في رواية -خريف على شاطئ النورس- سمير الع ...
- نظرة في كتاب -موجوعة- لإسراء جعابيص
- الهجرة في رواية اغتيال الرحيل للروائية باسلة الصبيحي
- المرأة والوطن والأسطورة في ديوان -يكتبني اسمك يكتبك اسمي- إب ...
- السيد بالومار للكاتب ايتالو كالفينو
- الطرح الاشتراكي في رواية -سادة الندى- جاك رومان
- السواد والمرأة ديوان -في الماء دائما وأرسم الصور- زياد العنا ...
- الكتابة كعنصر فرح وتخفيف في ديوان -حمى في حسد البحر- أحمد ال ...
- اللغة ودورها في خدمة الفكرة في مجموعة -على شرفة حيفا- حسن عب ...
- قصائد مختارة للشاعر الروسي يسينين
- مناقشة رواية المرافعة لحسام الديك
- مجموعة -القطا لا ينام- غريب عسقلاني
- الأنثى وأثرها على الكاتب في -لقاء الياسمين بين الآهات والحني ...
- الاشتراكية في رواية -النهر- جان الكسان
- العادات السلبية في رواية -ظلام النهار- لجميل السلحوت
- رواية -جبينة والشاطر حسن-والتّعدّديّة الثقافيّة لجميل السلحو ...


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مناقشة كتاب ما بين الأبيض والأسود