أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - السواد والمرأة ديوان -في الماء دائما وأرسم الصور- زياد العناني














المزيد.....

السواد والمرأة ديوان -في الماء دائما وأرسم الصور- زياد العناني


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 09:28
المحور: الادب والفن
    


أن نجد من كتب قصائد الومضة قبل ما يزيد على العشرين عاما فهذا يمثل ظاهرة إبداعية، حيث لم يكن هذا الشكل من القصائد قد ظهر وأثبت مكانته في الساحة الأدبية، فتقديم ما هو مخالف لما هو سائد يمثل تمرد وهذا ما يجعل صاحب المبادرة يتعرض لانتقادات كثيرة يمكن أن تؤدي به إلى الموت الأدبي، لكن يبدو أن "زياد العناني" أراد أن يقدم (وجهة نظره) في الحياة وفي الأدب من خلال: "في الماء دائما وأرسم الصور".
وبما أن الواقع العربي بائس فنجد فكرة السواد حاضرة في العديد من الومضات، لكن الشاعر لم يكتفي بالمضمون القاتم الذي قدمه، بل أوصل الفكرة للقارئ من خلال الألفاظ المجردة أيضا، وإذا علمنا أن الومضة بطبيعتها تأتي قصيرة ومختزلة ومكثفة، نصل إلى الفكرة من خلال قلة/ قصر الكلام، فالشاعر يظهر سخطه من وعلى الواقع بعدم رغبته في الإسهاب في الحديث، مكتفيا بإشارات تشير إلى الفكرة التي يريد تقديمها:
"(30)
كلما
صادف الشارع
أعمي
قال: أف
وتنحى" ص40.
فكرة الموضة متعلقة بطريقة تعامل (الشارع) غير الإنسانية مع الأعمى، ونجد ألفاظ قاسية تتمثل في "أعمى، أف، وتنحى" فهذه الألفاظ بمعناها المجرد تعطي القارئ نظرة سوداء عن مضمون الومضة، وإذا ما توقفنا عند عددها سنجدها سبع كلمات، وهذا أيضا يشير إلى امتعاض الشاعر وعدم رغبته في الحديث، فكلمة "أف" تبدو وكأنه خارجة من الشاعر وليس من الشارع.
فكلمة "أف" التي أطلقها الشارع نجد صداها عند الشاعر الذي يتأفف من الموقف غير الإنساني تجاه الأعمى، فبدا تأفف الشارع يعود عليه بتأفف الشاعر، وكما تنحى الشارع عن الأعمى تنحى الشاعر عن الشاعر وأنهى المشهد بسرعة.
"(31)
المقبرة
هدوؤنا الدائم" ص41.
بثلاث كلمات أوصل الشاعر فكرة قرفة من الحياة، وبما أنه افتتح الومضة ب"المقبرة" التي عرفها، وهذا له مدلول أنها تعيش فيه ويعيش فيها، من هنا لم يرد الإكثار في الحديث فظهرت مشاعره ليس في المضمون فحسب، بل في قلة والكلمات التي تحدث بها أيضا.
أسباب هذا الموقف مكن الحياة يوضحه الشاعر في ما هو أت:
"(32)
ثمة
مدن
يهدمها الزلزال
+
أنا المدينة
التي
ذاقت خراب
الأصدقاء" ص32.
اللافت في هذه الومضة أن الشاعر (يضخم) نفسه مشبه حاله بالمدن الخراب، فبدا وكأنه يذكر القارئ بمدن الملح/التيه/الظلمات، فهو خرب كحال تلك المدن، وبما أنه انتحل شخصية أنثى "أنا المدينة" وهذا جعل المتلقي يتعاطف معه أكثر، لضعفه ولخذلان الأصدقاء له.
ومن مشاهد الألم يقول:
"(41)
بي
تزدحم القوافل
قائلة:
إلى الرحيل
إلى الرحيل" ص51.
إذا ما توقفنا عند هذه الومضة التي تتحدث عن الرحيل/الهجرة وما قبلها التي تحدث فيها عن خراب المدن، نصل غلى أن الشاعر كان صاحب نبوءة/كرامة يعرف ما سيؤول عليه حالنا في المنطقة العربية من خراب وقتل وتشريد وهجرة، من هنا تم تكرار "إلى الرحيل" واستخدام "قوافل" بصيغة غير محددة.
المرأة
ضمن هذا الواقع الأسود لا بد من وجود شيء (يعين) الشاعر على كتابة هذه الومضات وتحذير القارئ بما سيكون عليه الحال إذا ما استمر الواقع على حاله، من هنا كانت المرأة ملاذ الشاعر ومن تمنحه القدرة والقوة على تقديم ما يريد طرحه:
"(12)
وأرتوي
من بئرها الذي كان مرآتي
ها أنا
في الدلو
أهبط
ثم أصعد
ثم أسرى
في العروق اليانعات" ص19.
إذا ما توقفنا عند الألفاظ سنجد لمسة من البياض تكمن في: "أرتوي، اليانعات" وبما أن الشاعر افتتح الومضة ب"أرتوي" وهذا له علاقة بالماء/بئرها/الدلو، فكانت الخاتمة "يانعات" منسجمة ومتصلة مع الفاتحة.
هذا على صعيد دلالة الألفاظ المجردة، لكن هناك إيحاء تحمله الومضة والمتمثل بالحركة الجنسية: "أهبط، أصعد/ أسري" وما استخدامه "أرتوي" إلا إشارة إلى اخذ حاجته منها.
إذا كانت هذه الومضة متعلقة باللقاء الجسدي والرغبة فيه، فهناك جانب روحي/عاطفي يتمثل في صوتها:
"(19)
مصل ساحر
أحبس أصوات الخليقة
في شخص الأثير
وأترك صوتك الناعم
للغناء" ص28.
هناك أربعة ألفاظ متعلقة بالصوت" أصوات/صوتك، الناعم، للغناء" وهذا يخدم مضمون الومضة الأبيض، فالشاعر عندما ركز على صوتها بعد أن أستخدم القسوة "أحبس" تجاه الآخرين، أشار إلى حالة الانسجام والوحدة بينهما، فكان (غناؤها) له وحده ولا يشاركه أحد فيه، من هنا جاء البياض في غالبية الألفاظ.
الديوان من منشورات أمانة عمان الكبرى، الطبعة الأولى 201.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة كعنصر فرح وتخفيف في ديوان -حمى في حسد البحر- أحمد ال ...
- اللغة ودورها في خدمة الفكرة في مجموعة -على شرفة حيفا- حسن عب ...
- قصائد مختارة للشاعر الروسي يسينين
- مناقشة رواية المرافعة لحسام الديك
- مجموعة -القطا لا ينام- غريب عسقلاني
- الأنثى وأثرها على الكاتب في -لقاء الياسمين بين الآهات والحني ...
- الاشتراكية في رواية -النهر- جان الكسان
- العادات السلبية في رواية -ظلام النهار- لجميل السلحوت
- رواية -جبينة والشاطر حسن-والتّعدّديّة الثقافيّة لجميل السلحو ...
- القسوة في قمريات (7) قمر عبد الرحمن
- بدايات كتابة الرواية عند الشعراء هارون هاشم رشيد في رواية -س ...
- التجديد في رواية قطعة من السماء هيا عماد
- أثر السواد على السارد في رواية -حر انفرادي- محمد عزام
- فقدان المكان عند يونس عطاري
- التجديد في كتاب -فهم الدين، بحث تنويري- سعادة أبو عراق
- البحر في ديوان -أوراد تدخّن أورادها- خليل إبراهيم حسونة
- العلاقات الجسدية في رواية غزة 87 يسري الغول
- مشاكل الفلسطيني في كتاب -الوطنية والمواطنة- أيمن عودة
- رواية النجوم تحاكم القمر حنا مينه
- محاكاة الواقع في رواية -خنجر سليمان- صبحي فحماوي


المزيد.....




- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - السواد والمرأة ديوان -في الماء دائما وأرسم الصور- زياد العناني