أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - (الهولودية) في رواية -مليحة- محمد البيروتي















المزيد.....



(الهولودية) في رواية -مليحة- محمد البيروتي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7747 - 2023 / 9 / 27 - 21:52
المحور: الادب والفن
    


عندما نقرأ عملا أدبيا متميزا نشعر بطاقة داخلنا تريد أن تنطلق، ونشعر بأننا ظلمنا هذا الكاتب وهذا الكاتب الذي لم نكن نعرفه ولم نتوقف عنده، اللافت في رواية "مليحة" امتداد الزمن والأحداث إلى أكثر من حالة، العمل الفدائي، الأسر عند الاحتلال، الاعتقال عند الأنظمة العربية، حرب أيلول، واتساع الجغرافيا من بيت لحم إلى مخيم الوحدات وعمان، إلى درعا والأغوار والكرامة إلى عبور النهر، ونجد تعدد وتنوع الشخصيات، من ياسر عرفات إلى الفدائي العادي، وبما أن الرواية تتحدث عن شخصيات حقيقية، فهذا جعلها رواية واقعية بامتياز، تمس الحالة الفلسطينية خاصة والعربية عامة، وهذا ما يؤكد أهمية الأدب ودوره (كوثيقة تاريخية) صيغة بطريقة أدبية، فالقارئ يشعر أنه أمام رواية (هوليودية) تتجاوز ما يقدم من روايات محدودة الزمن والمكان والأحداث والشخصيات.
المكان
نبدأ من المكان الذي لم يقدمه السارد بصورة منتظمة أو متسلسلة، وإنما كان يتنقل في أكثر من مكان وزمن خلال الفصول، وهذا ما منح الرواية الحركة وابتعادها عن الرتابة، فهناك أكثر من مكان، "الوحدات" الذي افتتح به السارد الرواية: " ذلك المخيم الضائع بين صحوة الماضي وغفوة الحاضر" ض5، وبما أن الفاتحة جاءت متعلقة بالوحدات دون غيره من الأماكن، فهذا يشير إلى مكانته عند السارد، والأثر الذي تركه فيه، وهذا ما نجده في أحداث الرواية.
ففي الوحدات نشأت المعرفة عند بطل الرواية "مراد": "النص على يافطته بقى كما كان "مكتبة فلسطين" بالخط العريض، وأسفلها بخط أقل حجما "لصاحبها توفيق السعدي" إنها المكان الذي شكل وعيه الطفولي، ووعيه المراهق إلى أن غادر مخيم الوحدات مع نهاية معارك جرش وعجلون" ص8، وهذا ما يجعل "الوحدات" المكان الأقرب على السارد، رغم أنه انتقل إلى أكثر من مكان، فالطفولة هي المفصل الأهم في حياة الإنسان، من هنا نجدها حاضره بكل تجلياتها: "بسبب هذه الساحة تم احتجازه عندما كان له من العمر عشر سنوات، وضعوه هو وتسعة من أقرانه أسفل بيت الدرج، مكان تخنقه القذارة، معلق من قضبان الحديد، تجرأ أولاد المخيم في سعيهم وراء اللعب على قص الأسلاك الشائكة المحيطة بالساحة وسقفها وقاموا بتجريدها من أشواكها وصنعوا منها ألعابا، سيارات وشاحنات وأفخاخا للعصافير، ذات المكان الذي سيحتجز به مجددا بعد سنوات طوال لسبب مختلف" ص8 و9، رغم انه مكان قاسي، إلا أن السارد يجد فيه الحميمة، فهو من أعطاه القدرة على التمرد وفعل ما هو محظور، ونلاحظ أن هناك تفاصيل دقيقة تم ذكرها، فالأسلاك وما يصنع منها يشير إلى ارتباط السارد بالمكان.

وبما أن الحديث يدور عن الوحدات فهذا سيقود السارد إلى مدينة "عمان" من هنا نجدها حاضرة، ومن يعرف "عمان" يجدها من أسرع المدن اتساعا، فهي توسعت بصورة سريعة وكبيرة، بحيث لا يمكن الحديث عنها كمكان (جامد/ثابت) ينقل لنا السارد هذا الأمر بقوله: "كانت عمان لا تتجاوز دوار فراس في جبل الحسين، ها هي قد تمددت حتى اختلطت بصويلح، الدوار الثالث نهاية جبل عمان ملتقى العشاق ضاع في متاهة الميادين الجديدة، غادره سريعا نحو الدوار الرابع والخامس وصولا إلى الدوار السابع، لا يتوقف البناء في عمان، ترتفع العمارات باستمرار وتتكاثر المباني الفاخرة التي ازدحمت بأبناء اللاجئين" ص6، فكرة الاتساع حاضرة، لكن اللافت في هذا المشهد الألفاظ التي استخدمها، فمنها ما يشير إلى السرعة والحركة كما هو الحال في: "تمددت، سريعا، تتكاثر، باستمرار" ومنها ما يشير إلى دوافع هذه الحركة: "ازدحمت" وهذا ما يجعل المشهد بتجاوز الصورة الفتوغرافية إلى اللوحة الفنية.
هذا المكان يمثل بدايات التكوين والتمرد التي اطلق منها السارد نحو أماكن وتمردات أخرى، لكن قبلها يعرفنا على مكان آخر، مكان عائلته وأسرته: "صميل لم تكن لديها فرصة، موقعها المتوسط في السهل الساحلي، وبالذات في المنطقة التي خططت المنظمات الصهيونية لتفريغها الكامل من سكانها، كانت قد أنشئت في الأصل كحصن صليبي وما زالت تحتفظ بأهميتها في محيط القدس" ص34، إذا ما قارنا هذه المقطع مع ما جاء عن مخيم الوحدات وعمان نجده مشهد (جامد) أقرب إلى معلومة جغرافية تاريخية منه إلى سرد روائي، وهذا يعود إلى أن نشأت السارد كانت في الوحدات وعمان، وليس في "صميل" رغم أنها غرب النهر، بمعنى أنها أصله كجغرافيا، لكن الطفولة والحميمية لم تكن في "صميل" وإنما في الوحدات وعمان، من هنا يمكن للقارئ أن يكتشف ارتباط السارد بالمكان من خلال العلاقة الاجتماعية، فمهما كان للمكان من (قدسية) تبقى العلاقة الاجتماعية هي الرباط الأقوى والأهم بالنسبة للإنسان.
يأخذنا السارد إلى سهل "حوران" بعد أن وصله كفدائي وكشاب ينبض بالحياة والحيوية والثورة: "حوران أرض الفضاء اللامتناهي، بلاد ممتدة على مرمى البصر، حشرها الله بين هضبتين، الجولان غربا، وجبل الدروز شرقا، تربة بنية لا نهاية في أبعادها، تسير فيها شمالا وجنوبا لساعات في سيارات الجاز الروسية التي لا تعرف الكلل دون أن تصل نهاية محددة إلى أن ترتطم بإحدى الهضبتين...بكل هذا المدى من الا2ث45رض المنبسطة، تشقها الأخاديد العميقة التي تشكلت قبل عشرات ملايين السنين، فتفجر من أحشائها الماء العذب ينابيع وأنهارا" ص308، نلاحظ جمال الألفاظ التي تتوحد مع جمال الفكرة/المشهد، فالسارد من خلال هذه المقطع يؤكد التماهي مع حوران، بحيث تصل فكرة انسياب السهول إلى القارئ من خلال انسياب الألفاظ، وبما أن هناك حاجز/الاحتلال يعيق تكملة تواصل الطبيعة السورية، فقد جاءت هضبة "الجولان" كمعيق أمام حركة التنقل، بهذا يكون السارد قد جمل صورة الطبيعة/الجغرافية بالواقع السياسي في المنطقة، مشيرا إلى أن هناك حواجز تعيق وتحد من التمتع بجمال سهل حوران.
اجتماعية المكان
إذا ما توقفنا عن المقاطع المتعلقة بالمكان، نجد درجة ارتباط السارد فيها تعتمد حسب علاقته به، فهناك علاقة تكاملية بينه وبين المكان، من هنا نجده يتحدث عن المكان كمكان اجتماعي/إنساني، وليس مجرد جغرافيا جميلة أو قبيحة، عندما يتحدث عن مخيم الوحدات يأخذنا إلى مخيم الوحدات وكيف كان حياة الناس فيه: "للشباب اللاجئ في سنوات الستينات في نهاية عقدهم الثاني وبداية الثالث، تلك السنوات التي استمع فيها اللاجئون الفلسطينيين لخطابات جمال عبد الناصر، خشعت قلوبهم على صوت المقرئ عبد الباسط وأطربتهم أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب على حد سواء" ص55، فهنا صورة عن الأمل بعبد الناصر، وخلاص الفلسطيني من حالة اللجوء التي يعانيها.
ويأخذنا إلى مخيم بيت لحم وكيف كانت علاقة الفلسطينيين ببعضهم، يحدثنا عن "حنظلية" التي تركت فيه أثرا لا ينسى بقوله: "ترتدي حنظلية كأمه، الثياب المطرزة" ص97، رغم أن الحديث متعلق بالشكل/الثياب، إلا أن أنه سيأخذنا لاحقا إلى جوهر "حنظلية" وكيف أنها من أربع نساء أثرن فيه بحيث ذكرهن كوحدة واحدة: "تعداد النساء عند مراد ثلاث، جدته مليحة، والدته رضا، أمه المسيحية حنظلية، ثم جاءت ختام لتحل رابعا توقف التعداد بعدها، ففي عالمه لم يكن هناك سوى اربع نساء، وما تبقى يمكن حشره في أي تصنيف مختلف" ص204، العلاقة التي نشأت بين حنظلية ومراد الذي اسمته "عيسى" جعلتها تفقد عقلها عندما قرر والده السكن في مخيم الوحدات وترك مخيم بيت لحم، حتى أنها: "انتزعت حلقات الذهب من معصمها ، وأزالت العقد الذي يزين عنقها وخلت من أذنيها اقراطها، مدتها نحو أبيه وقالت: بعني عيسى وأطلب ما تريد" ص99، وهذا يأخذنا إلى اجتماعية الفلسطيني/السوري الذي لم ينظر إلى الدين كعنصر تفرقة بين الناس، فالدين لم يحل دون توحد الناس اجتماعيا وأخلاقيا، فالروابط في المجتمع قوية وعناصر الجمع كافية لتبقيه قويا محصنا أمام الأخطار والشدائد.
يأخذنا إلى أم جريس في حوران وكيف تنظر إلى الدين: "أنهت صلاتها وسلمت على اليمن، ثم سلمت على اليسار:
ـ أم جريس ما الذي فعلتيه؟
ـ وما الذي أفعله، لقد صليت، هل في ذلك من خطأ؟
ـ أم جريس، أما أن تكوني مسيحية أو أن تكوني مسلمة، لا يستقيم لك الأمر مع الاثنين.
ـ وماذا تتوقع مني أنا المرأة العجوز؟ فهمي للأمور قليل، في الأصل أنا مسيحية ولكننا كمسيحيين نعيش بين جيران مسلمين، نحن في سرنا وجهرنا نقول أن المسلمين كفار، وأنهم على باطل، المسلمون يقولون أننا نحن المسيحيين كفار وإننا على باطل، قل لي أنت، من منا ومنهم على حق ومن منا ومنهم على باطل؟
ـ كيف لي أن اعرف.
ـ جيراني على اليمين مسلمون، انهم جيران طيبون وها أنت تراهم يزورني وهم مستعدون لخدمتي، جيراني على اليسار مثلهم تماما، نحن نشبه أحدنا الآخر ونعيش الحياة نفسها بحلوها ومرها، لا يفرقنا شيء سوى أنني مسيحية وهم مسلمون، أنا أحب جيراني كثيرا وأتمنى لهم الخير في الدنيا والآخرة وهذا ما يمتنونه لي، وكما ترى أنا محتارة بين حالي وحالهم.
الله موجود، أنا احس به كل يوم وكل ليلة لكنني لا أعرف كيف أتقرب إليهـ لذا اصلي على الطريقتين عل أحدهما يصيب فيشفق على جهلي ويدخلني ملكوته.
ـ يا الله كم هي شبيه بها، أمي الثانية في بيت لحم، كم هي قريبة من حنظلية لا يختلفان إلا في الزي الذي ترتديه كل منهما" ص305و306، اللافت في هذا المشهد حالة الإيمان التي تتمتع بها أم جريس، فهي أعمق وأبعد وأشمل من المفهوم العادي للدين، فهي انتمت لمجتمعها، لبيئتها، لحاضرها وليس لماضيها، وبما أنها جمعت في صلاتها ووحدت بين المسيحية والإسلام فهذا يعطي دلالة على أن العلاقات الاجتماعية الطبيعية أقوى من كل العقائد والتنظيرات الأخرى، فالإنسان المؤمن يستمع إلى ما في داخله هو، وليس إلى ما يبث له من أفكار، حتى لو كانت من أولي العلم أو أولي القربا.
وبما أن هناك امرأتان من أربع نسوة لهما حظوة ومكانة عند "مراد": "حنظلية وأم جريس" وهما مسيحيتان، فهذا يقودنا إلى أن المجتمع الفلسطيني/السوري مجتمع واحد موحد، وما العلاقة الحميمية التي جعلت "مراد" يقول عنهما أنهما من الأخيار المصطفين إلا تأكيد على اجتماعية الفلسطيني/السوري.
المسيح الفلسطيني
السارد يقرن صورة "مليحة" ويماثلها بصورة مريم، فهما تعرضتا لعين الأذية، ومن نفس الجهة، جاء في بداية الرواية:
"لا جديد على هذه الأرض
قبل ألفي عام حملت امرأة فلسطينية من الناصرة طفلها يرافقها نجار وحمار فرارا من وجه قاتل قديم، وها هي مليحة تحمل طفلها في ذات المكان فرارا من أحفاد القاتل ذاتهن نجت الفلسطينية القديمة بوليدها، أما مليحة فلم تفلح في إيصال وليدها بز الأمان" ص3 و107، اللافت في هذه الفاتحة التي بدأ بها النص الروائي والتي تكررت في متنها، أنها تأخذ القارئ إلى الظلم الذي حصل ويحصل للفلسطيني وللمرأة الفلسطينية، وبما انه جاء مقرونا بالطابع الديني المسيحي، وهذا له أبعاد جغرافية ودينية، فالمسيح فلسطيني وليس أوروبي، وأن المعتدين هم ذاتهم الذين أمروا بصلب المسيح وقتله، وبهذا يكون السارد قد أوصل فكرة مظلومية المسيح/الفلسطيني التي كانت وما زالت.
إذا كانت هذه فاتحة الرواية، فلا بد أن يكون هناك سند يدعم هذا التوجه الذي يتحدث حالة التوحد بين المسيح الفلسطيني وبين الفلسطيني الحاضر، يحدثنا السارد عن تعرض "مراد" للوخز بالإبر من أمه بعد أن خاطبها: "أعطني تعريفة أو بلعن أبوك" ص96، بهذه المشهد: "على صراخه خرجت حنظلية راكضة فزعة، انتزعته من تحت إبطها وأدخلته بيتها وصوتها يعلو بالتوبيخ،... وحنظلية تمسح الدماء عن شفتيه، وجهه للأعلى ونظراته عانقت المعلق على الخشبة والمسامير مغروسة بيديه وقدميه، لقد سال دمه عقابا له على شتم أمه، فما الذي فعله ذلك المعلق فوق الخشبة؟" ص96و97، المشهد لم يأت من فراغ، فهناك فكرة أراد السارد إيصالها تتمثل في وحدة الفلسطيني عبر الزمن والمكان، وما تركيزه على الفلسطيني إلا من باب الوحدة الاجتماعية الجامعة، فكرة تعذيب المسيح وما تعرض له من أذية، فالسؤال لم يأت من فراغ وإنما قصد من وراءه التوقف والتفكير فيما جرى ويجري للفلسطيني، وهذا ما اكد السارد حينما قدم هذا المقطع: "تخيل أن الطفل الذي انتزع من أمه لم يمت ولم يختف، بل علق على خشبة أمام البيت، مثبت عليها بالمسامير الصدئة، لا هو يموت ولا هي قادرة على تخليصه واستعادته، ماثل أبدا أمام عينيها يتقطر الدم من يديه وقدميه وصراخه الدائم يفجع قلبها، هذه تجربة مليحة ومحمود، تجربة رضا وأحمد، تجربة حنا وأنطون، تجربة انسحبت على مئات الآلاف من نساء ورجال وأطفال" ص103، إذن فكرة تشرد وتعذيب المسيح وقتله من أساسيات الرواية، وما الاجتماعية التي نجدها في الرواية، وتوازن ديانة النساء اللواتي بقين حاضرات في "مراد" إلا من باب تأكيد وحدة الفلسطيني والظلم الذي وقع عليه.
الفدائي
اللافت في الرواية أنها تقربنا من الفكرة النبيلة للفدائي، الفدائي البكر الذي لم يلوثه المال ولا المنصب، فكان يعطي كما أعطى الأبناء، ويتألق بإخلاصه وإيمانه، وأيضا يمتلك قدرة هائلة على الجلد والصبر، هكذا قدم الفدائي، فكان المكتب الذي يتخذ فيه القرار ويجتمع فيه القادة والعناصر كان يجهز بهذا الشكل: "بأن أحضروا طاولة شبيه بتلك التي كان أصحاب الدكاكين الصغيرة يضعون عليها الميزان والاوزان الحديدية، وبه جارور واحد، ولأنها كانت قديمة ومخدوشة فقد غطوا سطحها ببطانية، أما المقعد فلم يكن سوى صندوق خشبي (صحارة) غلفوها هي الأخرى ببطانية ثانية" ص90، هكذا كانت بدايات العمل الفدائي، وكانت النتيجة مذهلة وعظيمة، فكان المحتل يحسب ألف حساب له.
عملية الدخول إلى الأرض المحتلة لم تكن سهلة، وكانت تحتاج إلى قوة وإرادة وعلم وخبرة، خاصة عندما كان ينطلق الفدائي من لبنان ليصل إلى الضفة الغربية: "الوصول إلى نهر الأردن يتطلب اجتياز حدود ثلاث دول، الحدود اللبنانية السورية لم تكن شيئا يذكر، اجتيازها تم بسلاسة تامة، أما الحدود السورية الأردنية فالأمر مختلف" ص66، هذا السفر كان يتم على الأقدام، والفدائي يحمل سلاحه وذخيرته وطعامه وشرابه، فالرحلة شاقة قبل الوصول إلى الحدود، فكيف ستكون عند الوصول إلى الحدود؟: " كانت تنز الملح على أجسادهم وتدخله في أنوفهم وعيونهم، لم يكن ممكنا العودة شرقا إلى دير علا فالمخاطرة كبيرة ولم يكن أمامهم خيار سوى المضي قدما، لقد أفلحوا في تنظيف الممر من الألغام وما عليهم سوى التقدم ناحية السلك الشائك الأخير، قصه واجتيازه والمضي قدما" ص74، بهذه الشكل كان الفدائي يأتي ليقوم بعمله، فالأرض لم تكن معه، بل كانت ضده، ولم يقتصر الخطر على الاحتلال فحسب، بل وصل إلى الجيوش العربية التي وقفت حائلا بين الفدائي وأرضه، وهذا ما جعل مهمته في غاية الصعوبة.
هذه طريق البر، أما طريق البحر فكانت العملية الفدائية يلازمها مخاطر أخرى وتتطلب قدرات مغايرة تتمثل في: "لا يعود بوسع القارب المصنوع من الفيبرغلاس فعل شيء في مواجهة الزوارق الحربية المدججة بالسلاح، مصيرهم محتوم بالموت أو الاعتقال، حدث أن بعض الفدائيين تمكنوا من الغوص والعودة سباحة من سواحل حيفا وعكا وصولا إلى شواطئ الجنوب اللبناني، هذه تتطلب مقدرة خارقة لا يمتلكها إلا ندرة من الرجال" ص136، هكذا كان يدخل الفدائي أرض فلسطين، فعملية الدخول بحد ذاتها تعتبر عملا خارقا، لما فيها من مخاطرة وصعوبات ومشقة، فالنظام الرسمي العربي كان يقف كحارس لدولة الاحتلال، ويحمي حدودها من أي اختراق، لهذا كان وصول الفدائي إلى فلسطين ـ حتى لو فشلت العملية ـ يمثل عملا خارقا وانتصارا له.
أما بعد أن يصل إلى الهدف أو يتم كشفه، فكان خياره الوحيد هو المواجهة حتى الموت: "بدا واضحا أن المعركة محسومة فما الذي سوف يفعله خمسة مقاتلين مزودين ببنادق الكلاشنكوف والقنابل اليدوية في مواجهة قوة مهاجمه؟ خيار القتال كان هو الخيار الوحيد المتاح، الاستجابة لدعوات مكبرات الصوت بالاستسلام لم تجد صدى لديهم، محمود كان له رأي ثالث، إنه ابن البلد، هو يعرف خفايا المنطقة الوعرة وخفايا البيت الذي تحصنوا فيه، أرشدهم وأمرهم بالمغادرة قبل استدعاء التعزيزات وإحكام الحصار، وبقى وحيدا يدير الاشتباك من زوايا مختلفة، استمر في ذلك إلى أن قصفت الحوامات البيت وهدمته فوق رأسه، أخرج حيا وحيدا من تحت الأنقاض، بدا أن القوة المهاجمة شعرت بالإهانة حين اتضح أن الإشتباك تمت إدارته من قبل رجل واحد" ص49، هذا حال الفدائي فهو يضحي بنفسه في سبيل الآخرين، المهم أن يبقى من يوصل رسالته للآخرين، كما نجده يمتلك (كرامة) الأنبياء والأولياء، وما بقائه وحيدا يقاتل مجموعة كبيرة من الجنود، إلا صورة عن تلك الكرامة التي منحها الله له.
ينقلنا السارد إلى حالة الفدائي بعد أسره وكيف يكون حاله: "دخل عبد القادر السجن وهو مصاب بواحد وسبعين طلقة في كافة أنحاء جسده، وكانت جراحه رغم علاجه في مستشفى بئر السبع لثلاث شهور متواصلة ما زالت طرية... أعلن سجن عسقلان الإضراب المفتوح عن الطعام ...رفض عبد القادر كافة الضغوط التي مارستها قيادة المعتقل لإقناعه بعدم مشاركته ، فجراحه الطرية كانت تقض مضاجعه ليل نهار، ... باءت محاولات قيادة المعتقل بالفشل، كانت إجابته الدائمة على توسلاتهم "في أي مواجهة تخوضونها لن أكون في الخندق الأخير...في اليوم الخامس لإضراب عسقلان، فقد أبو الفحم قدرته على الحركة ثم فقد وعيه، حمل إلى المستشفى لكنه كما أخبرهم أحد المسعفين لاحقا، وصله وقد فارق الحياة" ص238، إذن الفدائي يستمر في فدائيته ولا يتوقف عند أي حاجز أو عائق، فما داما حيا هو فدائي ويقاوم، حتى داخل السجن هو فدائي، يحدثنا السارد عن "مظلوم" الفدائي الذي وضع علم فلسطين على سجن بئر السبع في عيد انطلاقة الثورة: "بخفة ورشاقة، تسلق السياج متشبثا بحافته الرقيقة، ومنه انطلق نحو سطح الغرفتين، وبقفزة رشيقة اعتلى السياج الحاجز فوقهما، رفع العلم في المنتصف، ثبته جيدا وعاد قفزا.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يرفرف فيها العلم الفلسطيني فوق بناء حكومي في مدينة بئر السبع السليبة منذ احتلالها قبل ثلاثين عاما" ص249، أليس هذا الفدائي قديس؟ الذي تجاوز كل شيء، تأمين قماش يحمل ألوان علم فلسطين وخياطتها وتشكيلها كعلم، ثم وضعها على جدران مبنى محصن للاحتلال، إنه الفدائي الذي يعاقب الآن على ما فعله من بطولات وأعمال خارقة، يعاقب من قبل أخوته ورفاقه الذين خانوه بسلوكهم ونهجهم الانتهازي والوصولي.
الجيوش العربية
مقابل بطولة الفدائي هناك انتكاسة رسمية عربية تتمثل في جيوشها الرسمية التي لم تشارك في الدفاع عن فلسطين وكان وجودها مجرد اسم بلا فعل: "كنا نعلم ان هناك جيوشا عربية تقاتل في الجوار، لم نر جنديا منهم، ثم جاء دورنا، بدأوا بإطلاق النار علينا ولم يكن عندنا من يدافع عن القرية،هناك من ذهب من شباب القرية للقتال ولم يعودوا، أربعة من أخوالك ذهبوا للقتال ولم يعودوا" ص105، هذا حالهم قبل قيام دولة الاحتلال، فهم جاءوا لنجدة فلسطين وأهلها، لكنها لم يكونوا أو لم يفعلوا ما جاءوا لأجله.
وبعد احتلال كامل فلسطين وقفت حارسة لدولة الاحتلال، بحيث كان من الصعوبة بمكان الدخول إلى الأرض المحتلة: فالجيش انتشر على الضفة الشرقية لنهر الأردن بكثافة والوصول إلى النهر بات مستحيلا" ص73، ولم يقتصر الأمر على الحراسة فحسب، بل وصل إلى التنسيق وتبادل المعلومات مع العدو: " بات لدى الجبهتين، الأردنية والإسرائيلية على حد سواء، معلومات مؤكدة عن وجود مجموعتهم، أما إنها اجتازت الحدود، أو أنها لم تجتز بعد، لذا كان الوضع متأزما على نهر الأردن، والانتشار العسكري الأردني كان كثيفا، ونقاط التفتيش منتشرة" ص163، من هنا كان الفدائي مطارد ومطلوب لكل الجهات، فالكل يريده أسيرا أو قتيلا، المهم أن تبقى دولة الاحتلال آمنة ومطمئنة.
الجندي العرب
في المقابل كان الجندي العربي يتصرف كجندي وطني قومي، يريد أن يحق الحق ويهزم العدو، فهو يرفض كجندي أن يقف مكتوف الأيدي أمام العدو، من هنا وجدناه يقدم على خرق الأوامر ويقدم المساعدة للفدائيين: "مع أول الخطوات هوت الخيمة المخفية في باطن الأرض تحت قدم "أبو زيد" كاد أن يسقط بكليته لولا أن تداركه مجاهد. من داخل الخيمة سمعوا جنديا يسأل الآخر:
ـ ماذا حدث؟
أجابه صوت مختلف:
ـ ربما هذا ثعلبا داس على طرف الخيمة
ـ اصعد وافحص، كادت الخيمة أن تنهار فوقنا.
وجدوا أنفسهم في مواجهة الجندي الذي ظهر رأسه صاعدا مكن داخل الخيمة، تجاهلهم، نظر يسارا ويمينا وعاد قائلا:
ـ كما قلت لك لا شيء في الأعلى" ص160، هذا الموقف يشير إلى أن الجندي العربي يقدم ما يستطيع للمواجهة مع الاحتلال، لكن كونه جندي ويخضع للأوامر فعليه التفنيذ، ومع هذا إذا وجد مساحة/فسحة للمساعدة فسيقوم بها رغم ما يحمل هذا الأمر من خطورة عليه ومن عقوبات.
ويحدثنا عن الجنود المصريين الذين كانوا الأقرب للفدائي حيث أصر رائد في الجيش المصري على غسل أقدام الفدائيين بعد عن عبروا منطقة ملحية: "تقدم نحونا ضابط يحمل على كتفه نسرا نحاسيا، هذه رتبة رفيعة، الابتسامة تعلو شفتيه ولسانه يهلج بالترحيب، انحنى وبدأ ينزع عنا أحذيتنا ، أخذتنا الدهشة، واستجمعت شجاعتي لمنعه من ذلك، إلا أنه أصر على القيام بالعمل بذاته، كان بإمكانه أن يأمر أي جندي كي يقوم بذلك، لكنه أبى، غسل أقدامنا بيديه، ثم بدأ يسكب الماء قطرة قطرة على ألسنتنا المتخشبة" ص170، السارد هنا أراد أن يقدم صورة موضوعية عن الواقع الرسمي العربي والواقع الشعبي/الفردي، فهناك هوة سحيقة بين القيادة الرسمية والجندي، بين السياسي الرسمي والشعب، من هنا كانت الهوة شاسعة بين موقف القيادة وسلوك الجندي.
الوحدة/القومي العربي
ما يحسب للرواية أنها قدمت صورة واضحة بدايات الثورة الفلسطينية التي لم تقتصر على الفلسطيني فحسب، بل طالت العربي، إن كان جنديا أم طالبا أم طبيبا، فتيا أم شيخا، مسلما أم مسيحا، فالثورة كانت لكل العرب الذي عملوا لإعادة الكرامة للأمة، فكانوا أنقياء أوفياء بعملهم وعطائهم، من مشاهد الوحدة العربية هذا المشهد: "رجا، ضابط في الجيش السعودي أسود البشرة أفريقي الملامح...شارك الضابط رجا في معارك حزيران على جبهة الجولان وفي نهايتها هرب من كتيبته وانضم لقوات الصاعقة الفلسطينية ... كان من شيوعيي الجزيرة العربية، التحق ضابطا بالجيش السعودي وأوفد مع كتيبة سعودية إلى جبهة الجولان، أدرك بعد الهزيمة إنه لم يعد بوسعه العودة إلى البلاد التي ولد ونشأ وتدرب فيها ووجد حياته ومستقبله أن يكون جنديا في قواعد الثورة الفلسطينية" ص140، هذا من الجزيرة العربية، وهناك من جاء من المغرب العربي: "إبراهيم جندي المارينزـ انضم إلينا هاربا من القاعدة العسكرية الأمريكية في المغرب واجتاز المسافة وصولا إلى الأردن حيث التحق بحركة فتح في أحراش جرش وعجلون، وهناك من جاء من شرق الأردن: "محمود طويط فدائي أردني رمثاوي ذو صفات جديرة بالملاحظة" ص141، ومن الشيوخ يحدثنا عن: "تجاوز أبو السعيد الخمسين هو سوري من دير الزور، لا أحد يعلم كيف انضم لقاعدتهم، وجدوه فيها وحسب" ص153، ومن العراق جاء: "المسيحي وليم صليوي كلكيليان من شمال العراق، شأنه شأن الكثير من العراقيين، ليساهم في تحرير فلسطين" ص232، ومن مصر هناك الدكتور عمر محجوب: "لكن عبد الفتاح القلقيلي كان مختلفا إلى حد بعيد، هو اقرب ما يكون إلى الدكتور محجوب المصري الذي عشق الثورة وعشقته الثورة وأحبه الثوار بلا استثناء" ص287، هؤلاء كلهم كانوا في الثورة الفلسطينية التي كانت منارة العرب ووسيلتهم لتحقيق كرامتهم واسترجاع مكانتهم بين الأمم، فالثورة كانت حلم كل عربي بعد أن قتل عبد الناصر، لهذا انطوى تحت لوائها الأحرار والمثقفين والثوريين العرب، دون أن يقولوا أنها فلسطينية، فالثورة كانت عربية فلسطينية.
الطرح الديني
ما يحسب للرواية أنها قدمت صورة رجال الدين وكيف أنهم خدموا ما هو رسمي على مدار التاريخ، فهم لا يتوانوا عن تقديم ساذجة تصب في مصلحة الأنظمة، دون أن يكلفوا انفسهم البحث عن الأسباب الموضوعية عما يجري، وما حديثهم عن أسباب احتلال فلسطين إلا طرح من الطروحات الغبية التي تحدثوا فيها: " كل الحروب في العالم وفرت مبررا في الدين، اختطاف عشرات الملايين من شعوب غرب أفريقيا واستعبادهم في زارعة القطن في أمريكا وجد مبرره في الدين، قتل مئة ألف امرأة في أوروبا المظلمة بتهمة تعاطي السحر وجدت مبررها في الدين، ذبح مئة ألف مسلم ويهودي في القدس مع بداية الحروب الصليبية وجد مبررا له في الدين، تفجير عبوة ناسفة في سوق مكتظة في بغداد وجد مبرره له في الدين، تشريد شعب بكامله تم تحت راية الدين... يا الله كم من الخطايا استمدت حياتها وديموميتها من الدين" ص117، هذا الحقيقة أكده رجال الدين حينما نسبوا أسباب الهزيمة بقولهم: "ألم نقل لكم، هذا غضب من الله انصب على رؤوسكم، نساؤكم كاشفات، نساؤكم عاريات، نساؤكم... استولى هذا التفسير الذي عفى الدول الثلاث من مسؤولية الهزيمة على عقول الناس وقلوبهم" ص255، من هنا رجال الدين أينما وجدوا وحيثما كانوا يمثلون الحاكم ويعطونه مبررا للعدوان وللقتل والتشريد الآخرين تحت تفسيرات دينية، ما هي في الحقيقة إلا دجل وخزعبلات وأكاذيب تنطلي على العامة.
الرواية من منشورات الرعاة للدراسات والنشر، والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين. رام الله، فلسطين.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة كتاب ما بين الأبيض والأسود
- الرواية كحاملة للمشروع التحرري العربي في كتاب -الاتجاه القوم ...
- أثر المشاهدة السلبية في (رواية) -ثلاثية الهوى- علي شحادة
- -حب عابر للأزرق- كميل أبو حنيش
- التاريخ في كتاب -سؤال فلسطين الزمان والمكان- سعادة مصطفى ارش ...
- تاريخ العراق الحديث في رواية -خريف على شاطئ النورس- سمير الع ...
- نظرة في كتاب -موجوعة- لإسراء جعابيص
- الهجرة في رواية اغتيال الرحيل للروائية باسلة الصبيحي
- المرأة والوطن والأسطورة في ديوان -يكتبني اسمك يكتبك اسمي- إب ...
- السيد بالومار للكاتب ايتالو كالفينو
- الطرح الاشتراكي في رواية -سادة الندى- جاك رومان
- السواد والمرأة ديوان -في الماء دائما وأرسم الصور- زياد العنا ...
- الكتابة كعنصر فرح وتخفيف في ديوان -حمى في حسد البحر- أحمد ال ...
- اللغة ودورها في خدمة الفكرة في مجموعة -على شرفة حيفا- حسن عب ...
- قصائد مختارة للشاعر الروسي يسينين
- مناقشة رواية المرافعة لحسام الديك
- مجموعة -القطا لا ينام- غريب عسقلاني
- الأنثى وأثرها على الكاتب في -لقاء الياسمين بين الآهات والحني ...
- الاشتراكية في رواية -النهر- جان الكسان
- العادات السلبية في رواية -ظلام النهار- لجميل السلحوت


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - (الهولودية) في رواية -مليحة- محمد البيروتي