رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7775 - 2023 / 10 / 25 - 00:54
المحور:
الادب والفن
دور الإيمان في قصيدة
خبر جذوعك"
زيد الطهراوي
"خبِّر جذوعكَ أنْ في النجم مسكنها
و قاتل البرعم الفواح مخذول
يا يوم غزة كان الصبر قائده
و روض مجدك بالآمال مأهول
لما تقاعس كل الكون و انهمرت
منكَ الدماء و سيف البذل مسلول
شنوا على الضعفاء الحرب في صلف
حتى يقال : هو الإرهاب مقتول
و قتَّلوا قبلها الأخيار من رسل
و شُتِّت الجمع و التنكيل موصول
هذا سواد قلوب محدق أبداً
لكنه في ظلام القبر مغلول
صبر جميل على الآلام في ثقة
فالقلب يوقن أن الصبر مقبول
و الموعد الجنة البيضاء يصعدها
روح الشهيد و وعد الله مفعول
و استنصر الله يا قلباً يكابدها
تلك الحياة و باب الناس مقفول
الله يجبر و الإنعام متصل
و فضله فوق كل الخلق مسدول"
قصيدة ناعمة/هادئة رغم أنها تتناول فكرة قاسية، وما وجود لفظ الجلالة "الله" إلا من باب بث/تثبيت فكرة الإيمان الذي سينعكس إيجابيا على القارئ، ومن ثم سيخرجه من واقع/ حالة الموت/الدمار الذي تعانيه غزة، فلسطين وشعبها، إذن الإيمان/الله هو المخرج من الواقع البائس.
كما أن وجود ألفاظ بيضاء مثل: "النجم، البرعم، الفواح، روض، مجدك، بالآمال، رسل، قلوب/قلبا، جميل، ثقة، يوقن، الموعد/وعد، الجنة، روح، الحياة، فضله، فوق" كل هذا يجعلنا نتأكد أن هناك بياض/أمل موجود رغم وجود القسوة/الخراب/الموت.
ومثل هذه الرؤية تمثل تجاوزا للقصيدة العادية التي تتحدث عن الموت كصورة/كواقع، فالأدب ليس انعكاس للواقع، بل هو حامل آمال/تطلعات الأمة/الشعب/الناس، وبهذا يكون الشاعر قد رسخ فكرة دوره كشاعر/كمبشر بالخير/بالفرح/بالنصر الآتي، وما وجود صيغة النداء التي افتتح بها القصيدة "يا يوم غزة" إلا من باب الرسالة التي يحملها للقارئه/لأمته/لشعبه، من هنا نجده يكرر لفظ "الموعد/وعد" فهو يؤكد أن نهاية الخراب ونهاية المخرب/المجرم قادمة لا محال: "وستنصر الله، الله يجبر" بهذا الشكل استطاع الشاعر "زيد الطهراوي" أن يقدم قصيدة تتجاوز الطرح الواقعي إلى الفرح/الخير الذي سيأتي به الله مالك الكون.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟