أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاجتماعية الفلسطينية في رواية -أمضي أم أعود- فوزي نجاجرة














المزيد.....

الاجتماعية الفلسطينية في رواية -أمضي أم أعود- فوزي نجاجرة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7748 - 2023 / 9 / 28 - 18:06
المحور: الادب والفن
    


الاجتماعية الفلسطينية في رواية
"أمضي أم أعود"
فوزي نجاجرة
إحدى سمات نجاح العمل الأدبي تتمثل في سهولة تناوله من القارئ، فهذا مؤشر على أن السارد استطاع جذب القارئ إلى المادة التي يقدمها، هذا على مستوى التقديم، أما بخصوص الفكرة فتتحدث عن "خديجة" الأم التي تفقد زوجها "خالد" بعد أن يطلق عليه الاحتلال الرصاص، مما جعلها وحدة مع ابنها "وسيم" الذي تربيه وتعطيه كل ما يريد، إلى أن يشب ويبدأ في العمل، وفجأة يعامل أمه بقسوة بالغة بسبب تافه ـ ارتداء ثوب بلون أحمر أو أصفر ـ حتى أنه يحاول قتلها من خلال إلقائها في بئر الماء، وهنا تقرر أن تترك له البيت والمدينة وتنتقل إلى مدينة أخرى التي تصلها بعد رحلة مضنية بالتعب الجسدي والنفسي.
هناك تبدأ حياتها من جديد بعد أن تغير اسمها من خديجة إلى "زبيدة أم الوفا" حيث تبدأ في العمل كبائعة للخضار مع "أم بشير" التي تقيم معها ومع أسرتها علاقة حميمة، ثم تتحول إلى بيع القهوة والمشروبات الخفيفة بعد أن تقرر البلدية ترميم سوق الخضار، تنجح في عملها وفي علاقتها الاجتماعية إلى تُصاب بمرض "الوسواس القهري" فتمر بحالة في غاية السوء، يتم معالجتها والاعتناء بها من خلال عائلة "أم بشير" وتحديدا من الدكتورة "بسمة" ومن خلال "أقبال" طالبة الجامعة، وهنا يقترح الدكتور عليها أن تقوم بالكتابة، فهي أهم وسيلة للخروج من مرضها واستعادة عافيتها، تبدأ بالكتابة، فيتشكل عندها رواية تتناول موضوع الصراع النفسي مما يدهش الدكتورة "بسمة" التي اعتبرتها من أبرز الأعمال الأدبية، تقترح عليها المشاركة في مسابقة مدعومة من بنك "الأسرة السعيدة" فتحصل على الجائزة الأولى، وأثناء الاحتفاء بالفائزين يلاقيها ابنها "وسيم" مدير البنك ويتعرف عليها بعد غياب عشرين سنة، وتجد أن "إقبال" هي بنت "وسيم" وبهذا الموقف تنتهي الرواية.
نلاحظ أن السارد يغيب "وسيم" تماما عن الأحداث ولا يذكره لا من قريب أو بعيد، بينما يركز بصورة كاملة على "خديجة" وما تقوم به، وكأنه من خلال هذا التغيب يريد معاقبته على ما فعله بأمه "خديجة" التي أعطته كل ما تملك وتقدر عليه، وما ظهوره في نهاية الرواية إلا من باب الرأفة ب"خديجة وإقبال" فرغم أنهما أقامتا علاقة حميمية بينهما، إلا أنهما لم يتعرفا بأنهما يمثلان جدة وحفيدتها، إلا بعد أن عرف "وسيم" أمه بنفسه أثناء الاحتفال.
فلسطينية الرواية
رغم أن مكان الأحداث غير محدد، إلا أن السارد أشار إلى فلسطين عامة ولم يحدد المدينة/المكان الذي جرت فيه الأحداث، وذلك من خلال استشهاد "خالد" زوج "خديجة" على يد جندي محتل، ومن خلال الحديث عن "أبي بشير" الذي اعتقل في سجون المعتقل لمدة واحد وثلاثين سنة حيث تم الإفراج عنه في صفقة "وعد الأحرار/شاليط" فهناك بعد وطني في الرواية يشير إلى فلسطينية الرواية رغم أنها تتناول موضوع اجتماعي.
كما أن ذكر مدينة حيفا" من خلال القصة التي كتبتها "خديجة" أكد فلسطينية الرواية.
ونجد الصورة السلبية للاحتلال من خلال قتل "خالد" ومن خلال أسر "أبا بشير لمة واحد وثلاثين" سنة، ومن خلال صورة اليهودي: مجموعة شباب مثليين يهود يمارسون الشذوذ بكل حرية" ص122، ومن خلال: " أنظري يا شاهدة إلى تلك المرأة الشابة العارية اليهودية، فإنها تقف على رأسها وترفع ساقيها ضارعة نحو السماء" ص123، وهذا ما يجعلنا نقول إن الفلسطيني لا يمكنه أن يتجاهل وقعه كشعب مُحتل من قبل الصهاينة، مهما حاول أن يبتعد عن هذا الواقع.
واللافت في الرواية أنها تتحدث عن الكتابة وأهميتها في علاج "خديجة": "أكتبي كل ما واجهتيه في حياتك من أفراح وأتراح، أكتب ما وجدتيه في حياتك من المرض وأعراضه في الفترة الأخيرة، كذلك رحلة علاجك" ص142، وبما أن الكتابة حررت "خديجة " من مريضها وجعلتها تستعيد ابنها "وسيم" وتتعرف أن "إقبال" حفيدتها، بمعنى أنها أوجدت السعادة فيها كما أوجدتها في المتلقي، فهذا يدعم ويؤكد أهمية الكتابة/القراءة ودورها في تخليصنا من قسوة الواقع وشدته.
رغم بساطة الرواية والمتعة التي تحدثها في القارئ، إلا أن هناك بعض العفوات نجدها فيها استخدام الاحتلال لرشاش الخمسمائة حينما قتل "خالد" وهذا السلاح لا يستخدم عندما يكن هناك جنود من نفس الجهة التي ستطلق النار، لأنه غير دقيقة الإصابة كحال السلاح الفردي (ميم ستة عشر)، وهناك هفوة متعلقة ب"وسيم" حينما وصفة السارد: "دخل الصف الثالث الابتدائي هو يرضع من صدر أمه" ص44، أعتقد أن هذا الوصف كان يمكن استبداله بفكرة أخرى متعلقة بالعطاء الكبير الذي أعطته "خديجة" ل"وسيم".
وهناك خطأ فني حينما استخدم السارد اسم "سماح" بدل خديجة: " لم تنتبه سماح لهذا الرجل" ص61، والصواب كان "لم تنتبه "خديجة" وهناك مبالغة نجدها في زمن ترميم السوق الذي تعمل به "خديجو زأم بشير": "علمت أم بشير أن أعمال الترميم لن تنتهي قبل سنتين" ص93، كما أن اسم البنك "الأسرة السعيدة" لا يتناسب وأساء البنوك، أعقد أن هذه هفوات بحاجة إلى معالجة أدبية لتكون الرواية أكثر جمالا.
الرواية من منشورات الرعاة للدراسات والنشر، رام الله، فلسطين، ودار جسور للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2023.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الهولودية) في رواية -مليحة- محمد البيروتي
- مناقشة كتاب ما بين الأبيض والأسود
- الرواية كحاملة للمشروع التحرري العربي في كتاب -الاتجاه القوم ...
- أثر المشاهدة السلبية في (رواية) -ثلاثية الهوى- علي شحادة
- -حب عابر للأزرق- كميل أبو حنيش
- التاريخ في كتاب -سؤال فلسطين الزمان والمكان- سعادة مصطفى ارش ...
- تاريخ العراق الحديث في رواية -خريف على شاطئ النورس- سمير الع ...
- نظرة في كتاب -موجوعة- لإسراء جعابيص
- الهجرة في رواية اغتيال الرحيل للروائية باسلة الصبيحي
- المرأة والوطن والأسطورة في ديوان -يكتبني اسمك يكتبك اسمي- إب ...
- السيد بالومار للكاتب ايتالو كالفينو
- الطرح الاشتراكي في رواية -سادة الندى- جاك رومان
- السواد والمرأة ديوان -في الماء دائما وأرسم الصور- زياد العنا ...
- الكتابة كعنصر فرح وتخفيف في ديوان -حمى في حسد البحر- أحمد ال ...
- اللغة ودورها في خدمة الفكرة في مجموعة -على شرفة حيفا- حسن عب ...
- قصائد مختارة للشاعر الروسي يسينين
- مناقشة رواية المرافعة لحسام الديك
- مجموعة -القطا لا ينام- غريب عسقلاني
- الأنثى وأثرها على الكاتب في -لقاء الياسمين بين الآهات والحني ...
- الاشتراكية في رواية -النهر- جان الكسان


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاجتماعية الفلسطينية في رواية -أمضي أم أعود- فوزي نجاجرة