أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - شارون والمجازر الصهيونية في كتاب -قلب الحمار- عبد الرحيم الشيخ














المزيد.....

شارون والمجازر الصهيونية في كتاب -قلب الحمار- عبد الرحيم الشيخ


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7791 - 2023 / 11 / 10 - 22:52
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


شارون والمجازر الصهيونية في كتاب
"قلب الحمار"
عبد الرحيم الشيخ
من يتابع سلوك دولة الاحتلال سيجد أنها خارج القانون الدولي، فلم يتم محاسبة أو محاكمة أي مجرم من الصهاينة على مر تاريخ الكيان الإجرامي، وإذا عدنا إلى الأسس قامت عليها دولة الاحتلال سنجدها أسس غير صحيح، حيث أعطى بالفور أرضا ليست له أو لحكومته لليهود، ونجد أن سلوك من شكلوا هذه الكيان كان سلوكا إجراميا، فالعديد من قادة العدو كانوا متهمين ومطلوبين للإنجليز لقيامهم بجرائم إرهابية، منهم رؤساء وزراء مثل "بيغن وشامير" وبعد قيام الدولة التي أسست على تهجير الفلسطينيين من وطنهم بعد ترهيبهم بالمجازر كما حدث في دير ياسين والطنطورة وغيرها، استمر هذا النهج من خلال مجازر السموع ومجزرة قبية التي كان فيها شارون المخط والمنفذ ورأس حربة، ومع هذا لم يتم استدعاء أي مجرم للمحاكمة، وهذا ما يجعل القائمين والمتنفذين في الكيان يتغولوا أكثر في إجرامهم، فهم خارج نطاق القانون الدولي.
الكتاب يعطينا مشهد عن هذا الأمر من خلال مقابلة أجرتها وكالة رويتر مع الكاتب "عبد الرحيم الشيخ" عام 2000: "سألني فيها عن شعور الفلسطيني العام تجاه تدهور حالة شارون الصحية وإمكانية إعلان وفاته في أية لحظة، فقلت: "إن أهل مكة أدرى بشعابها، وضحايا الأرض أدري بعقوبة جلادهم، ولذا لا ينبغي أن يغادر شارون هذه الأرض دون محاكمة تنال من قلبة الدموي قبل أن تنال منه ملائكة العذاب" ص18، هذا الموقف استثار دولة الاحتلال وجعلها تلصق بالكاتب تهمة (معادة السامية)، التهمة التي يمكن لصقها بأي شخص أو جهة أو مؤسسة تطالب بتحقيق العدالة ضد هؤلاء المجرمين.
مجزرة قبية تعد محطة مهمة في النهج الإجرامي الصهيوني وذلك لأنه اعتمد عليها كنموذج في التعامل مع الفلسطينيين وبقية دول المنطقة، وإذا علمنا أن من وضع هذه الأسس هو شارون، أمكننا فهم ومعرفة لماذا جرت مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، يقول الكاتب عن هذه المجزرة وكيف أنها أسست ومهدت لبقية المجازر الصهيونية بعدها: "لم تكن مجزرة قبية إلا أول القتل، ولكن انتصابها كأنموذج معرفي "ريادي" في العسكراتاريا الإسرائيلية قاد إلى الاحتفال بشارون بدل محاكمته، وتكرس نظرية "وجود إسرائيل أهم من صورتها" بدل من ركسها، ولذا عندما استدعى شارون بعد مجزرة قبية للقاء بن غوريون لأول مرة في مكتبه في القدس، حيث دار الحوار الشهير الذي سيستخدم مقولته كل القادة الإسرائيليين في تبرير الجرائم والمجازر التي يقترفها جيش الاحتلال، وهي أن "بقاء إسرائيل أثمن من صورتها لدى العالم" وهذا ما قاله بن غوريون، حرفيا لشارون: "ما سيقال في العالم بشأن قبية قلما يهم، فالمهم هو كيف ستفهم في هذه المنطقة من العالم، منطقتنا، أعتقد أننا بفضلها سنتمكن من الاستمرار في العيش هنا" ص88، أهمية هذا الاقتباس تكمن في تبيان حقيقة دولة الاحتلال التي تعتمد على أسس إجرامية في تعاملها المنطقة العربية، فكل دولة أو جهة أو شخص يحاول أن يؤذيها أو يمسها تقوم بالقضاء عليه وعلى من حوله دون مراعاة لأي قوانين أو مفاهيم قانونية أو أخلاقية، من هنا جاءت مجزرة صبرا وشاتيلا التي لم يكن لها أي مبرر، خاصة بعد خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت ولم يبق فيها إلا النساء والأطفال.
لكن العقلية الإجرامية والانتقامية هي التي تتحكم وتقود دولة الاحتلال لفعل الجرائم والمجازر: "التحريض على قتل بسطاء البدو على يد العصابي الأسطوري مئير هارتسون، رامبو الوحدة (101) في النقب وتزويده بأدوات الانتقام، إلى إقرار هوس دوان جالوتس، مجنون سلاح الجو ورب الجنود، بإلقاء القنابل "الذكية" زنة طن ونصف على أطفال حي الدرج في انتفاضة الأقصى، وأطفال قانا في الحرب على لبنان في تموز (2006) ص23، إذن عدم محاكمة أو محاسبة المجرمين الصهاينة هو أحد الأسباب وراء استمرارهم في جرائهم، كما أن عقلية "يهوة": "لا تبق فيها نسمة حياة" هي وراء هذا النهج.
من هنا، واهما كل من يفكر أو يرى في الكيان صورة الحمل الوديع، أو صورة الدولة الديمقراطية، فقد قاموا وأسسوا وبنوا دولتهم على القتل والمجازر وما زالوا يقومون بإجرامهم، وما يجري في غزة الآن ما هو ألا صورة عما فعلوه في الماضي.
الكتاب من منشورات بيت الشعر الفلسطيني، رام الله، فلسطين، الطبعة الأولى2007.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب في رواية -أحزان حزيران- سليمان فياض
- استنهاض المتلقي في قصيدة -وستنتهي مثلما اتفق- عبد الله عيسى
- الحركة في ومضة -في كل صباح- سمير البرقاوي
- أثر الألم في ومضة -سنجمع أشلاءهم- سميح محسن
- حكمة التمرد في قصيدة -الغيوم المثقلة- محمد داود
- رواية الشمس تولد من الجبل محمد البيروتي وموسى الشيخ
- كلمة الحق يجب أن تقال
- الشكل والمضمون في رواية -الخطوات- عزت الغزاوي
- المجازر الصهيونية في كتاب -مجرم لا متهم- سحر أبو زلام، ريم م ...
- القيادة في كتاب -لكي لا تكون القيادة استبدادا- خالد الحسن أب ...
- الإصلاح الحزبي في -كتاب كيف يحلو الحصاد، العودة إلى مبادئ ال ...
- الشعر وتقديم الواقع في قصيدة -طفلان يبتسمان-
- دور الإيمان في قصيدة خبر جذوعك- زيد الطهراوي
- البعد الأسطوري للفرح في ومضة -ما تيسر من فرح- عبد السلام عطا ...
- أثر العدوان على الشاعر في ومضة -لم يتكروا- سميح محسن
- سفاهة الأدب في رواية -ليلة واحدة في دبي- هاني نقشبندي
- العدوان والمواجهة في رواية -الرب لم يسترح في اليوم السابع- ر ...
- يوميات غزة
- الفدائي بين الأمس واليوم
- لغة الشخصيات في رواية -إلا أنت- وفاء جميل العزة


المزيد.....




- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...
- جامعة كولومبيا الأمريكية تشرع في فصل الطلاب المشاركين في الا ...
- القيادة المركزية الأمريكية تنشر الصور الأولى للرصيف البحري ق ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 64 مقذوفا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - شارون والمجازر الصهيونية في كتاب -قلب الحمار- عبد الرحيم الشيخ