أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - موت الأصنام















المزيد.....

موت الأصنام


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7793 - 2023 / 11 / 12 - 00:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مفهوم "موت الأصنام" يشير في العادة إلى تجاوز أو تخلي المجتمع عن العبادة أو التقديس للأصنام أو الأوثان ويكون لهذا المصطلح معاني متعددة وتطبيقات في السياقات المختلفة، سواء في الديانات أو في السلوك البشري بشكل عام.
في الديانات ، الأصنام هي رموز مرئية تعبّر عن إله أو ألهه أو قوة روحية. يكون للأصنام دورًا مهمًا في العبادة والتعبير الديني، حيث يعتقد المؤمنون أنهم يمثلون الوجود الإلهي ويستحقون الاحترام والتبجيل. ومع ذلك، يمكن أن يحدث "موت الأصنام" عندما يتغير الاعتقاد الديني للمجتمع أو يتحول إلى نظام ديني آخر يرفض العبادة والتقديس للأصنام القديمة.
من ناحية أخرى، يمكن استخدام مصطلح "موت الأصنام" في السياق الثقافي أو الاجتماعي للإشارة إلى تحول في القيم والمعتقدات والعادات السائدة في المجتمعات البشرية. مع تطور المجتمعات وتغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، قد يتلاشى الاهتمام بالأصنام التقليدية ويحل محلها اهتمام بقيم وأفكار جديدة. يشير "موت الأصنام" في هذا السياق الى تغيير الاهتمامات والتحول الثقافي والاجتماعي
و يتطور الاهتمام إلى مجالات أخرى مثل العلم والفلسفة والفن والتكنولوجيا. قد يتغير النظام الأخلاقي والأخلاقيات المتبعة في المجتمع، ويتطور الشعور بالمعنى والغاية في الحياة.
يمكن أن يكون "موت الأصنام" عملية طبيعية في تطور المجتمعات البشرية. تتغير المجتمعات وتتطور على مر الزمن بسبب تغيرات في الثقافة والتكنولوجيا والاقتصاد والسياسة والعديد من العوامل الأخرى.
من الناحية التاريخية، يمكن رؤية أمثلة عديدة على "موت الأصنام" في تطور المجتمعات البشرية. على سبيل المثال، في العصور القديمة، كان العديد من الثقافات تعتنق العبادة الوثنية وتقديس الأصنام، ولكن مع تطور الأديان الإبراهيمية مثل اليهودية والمسيحية والإسلام، حدث تحول في الاعتقادات وتركزت العبادة على إله واحد بدلاً من الأصنام.
عندما يتم استخدام مصطلح "وثن" أو "صنم" في السياق السياسي لوصف دكتاتور أو نظام سلطوي، فإن ذلك يكون استخدامًا مجازيًا أو رمزيًا لدكتاتورية الحاكم و لا يعني ذلك بالضرورة أن الدكتاتور أو النظام السياسي يتبع الديانة الوثنية أو يعبد صنمًا في المعنى الحرفي للكلمة
تستخدم هذه المصطلحات في العادة للتعبير عن استبداد القائد السياسي ونظامه، وتجاهله لحقوق الأفراد وحرياتهم، وتمثيله السلطة بشكل غير ديمقراطي وعبادته بطريقة تشبه عبادة الأعمى للأصنام. وقد يرتبط هذا الاستخدام بالتقدم الاجتماعي والثقافي المحدود وقلة الوعي السياسي والتعليمي في بعض المجتمعات ذات التبعية الدينية او السياسية, ان تعبير الصنم كرمز للاستبداد، هل يكون قابلًا للموت بالمعنى الحرفي؟، نعم حيث ان الصنم في هذا السياق ليس كائنًا حيًّا. إنه رمز يستخدم لتمثيل الاستبداد والقمع والسلطة اللاشرعية.
يمكن استخدام مفهوم "موت الصنم" على المستوى الرمزي للتعبير عن انهيار السلطة الاستبدادية أو النظام القمعي، وانتهاء سيطرته ونفوذه. و يكون ذلك نتيجة لتغيرات سياسية واجتماعية وثقافية، أو نتيجة لحركات احتجاجية وثورات شعبية.
في هذا السياق، يمكن أن يعني "موت الصنم" نهاية النظام القمعي وانتصار الحرية والعدالة. من المهم أن نلاحظ أن الحرية والعدالة لا تتحقق بمجرد سقوط الصنم الرمزي، بل تتطلب جهودًا مستمرة لبناء مؤسسات ديمقراطية وتحقيق التغيير الحقيقي في المجتمع.
لذا، يمكن استخدام مفهوم "موت الصنم" في السياق السياسي والاجتماعي للتعبير عن تحولات وتغيرات في السلطة والنظام، ولكنه يبقى تصورًا رمزيًا لا يشير إلى الواقع الحي للمجتمع بعد "موت الصنم"
قد تستمر هذه الصنمية مع السلطة الجديدة باعتبارها تمجيدا للسلطة والقوة الموروثة واثبات الهوية الصنمية من جديد ان استمرار هذا الفهم والسلوك في السلطة الجديدة
يتيح لنا رؤية تأثيرها السلبي في الثقافة وسلوك الانسان على عدة أصعدة:
: التمجيد الشخصي
: الاعتقادات القومية والعنصرية
: التسويق والإعلان
: وسائل التواصل الاجتماعي
لذا، يجب أن ننظر إلى موت الأصنام السلطوية من منظور أوسع يأخذ في الاعتبار العوامل التاريخية والثقافية والاجتماعية التي تؤثر على تشكلها وتراجعها.
ان حاجة الإنسان إلى صنم سلطوي للحكم يمكن أن تكون مرتبطة بعدة أسباب وحاجات نفسية واجتماعية،
وان الاعتقاد بصنم سلطوي هو نوعً من الهروب من الواقع وتدني مستوى الوعي الحضاري لدى عباد الصنم. يمكن للأفراد أن يلجؤوا إلى الاعتقاد بصنم سلطوي أو ديني كوسيلة للتهدئة أو التخلص من الضغوط والتوترات النفسية التي يمرون بها في الحياة اليومية.
إن استخدام الاعتقاد بصنم سلطوي كوسيلة للهروب من الواقع يحول دون التعامل مع المشاكل الحقيقية و الواقعية في التفكير والتحليل، قد يكون له تأثيرات سلبية على الفرد وحياته. ومن الآثار السلبية المحتملة على الحالة النفسية للفرد:
الانعزال والانفصال: قد يؤدي الانغماس المفرط في الاعتقاد بالصنم السلطوي إلى انعزال الفرد عن الواقع وعن العلاقات الاجتماعية. قد يفقد الاتصال بالأشخاص الآخرين ويعيش في عالم مغلق يركز فقط على الاعتقاد الشخصي.
التجاهل للمشاكل الحقيقية: إذا تم استخدام الاعتقاد كوسيلة للهروب من الواقع، فإن الفرد قد يتجاهل المشاكل الحقيقية التي يواجهها ولا يبحث عن حلول فعالة لها. قد يتجاهل الأوضاع العملية، العلاقات الشخصية، أو المسؤوليات اليومية، مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشاكل وتأثير سلبي على الحياة العامة.
القيود على التنمية الشخصية: إذا كان الاعتقاد بالصنم السلطوي يستخدم كوسيلة للهروب من الواقع، فقد يؤدي ذلك إلى تقييد نمو الشخصية والتطور الشخصي. قد يتجاهل الفرد فرص التعلم والتطور والتجارب الجديدة، وبالتالي يعيش حياة محدودة ومنعزلة عن التغير والتطور
ويمكن أن تعبد الأصنام السلطوية على هيئة أشخاص أو حكام يمتلكون المال والسلطة. يتم تصوير الأشخاص الذين يحظون بالاحترام والتقدير في المجتمع كأصنام سلطوية تُعبد أو تُحترم. هذا النوع من الأصنام يعكس طقوس الشخصية والقوة التي يتمتع بها هؤلاء الأفراد في المجتمع.
ومع ذلك، يجب أن نفهم أن الاحتفاء بالأشخاص الذين يمتلكون المال والسلطة في صورة الأصنام السلطوية ليس بالضرورة ممارسة دينية. يكون لهذا النوع من الأصنام دلالات سياسية أو اجتماعية، حيث يُعبَّر عن القوة والحكم الذي يتمتع به هؤلاء الأشخاص في المجتمع والمبني على المصلحة الخاصة اعتباريا.
يجب أن نلاحظ أن هذا النوع من الأصنام ليس موجودًا في جميع الثقافات أو الديانات، وقد يكون هناك تباين كبير في الاعتقادات والممارسات المرتبطة بهذا النوع من الأصنام بين المجتمعات المختلفة.
في بعض الحالات، قد يؤدي احتفاء المجتمع بالأصنام السلطوية التي تمثل الحكام أو الزعماء إلى الاعتماد الزائد على هؤلاء الأفراد. يمكن أن ينشأ تبعية وتبجح في السلطة والتفاني المطلق للزعيم، مما يؤدي إلى تقوية الهيمنة السياسية وقمع الحريات والديمقراطية مما يؤدي إلى
الاستبداد, في بعض الحالات، يستخدم الزعماء أو الحكام الأصنام السلطوية لتبرير القمع والاستبداد. يمكن استغلال التعبير عن الاحترام والتبجيل للأصنام لتثبيت السلطة وتقوية السيطرة القمعية على المجتمعات.
يجب أن نلاحظ أن هذه التأثيرات السلبية ليست متعلقة بالأصنام السلطوية في حد ذاتها، بل هي نتيجة لاستغلالها وتفسيرها بطرق سلبية من قبل الأفراد الذين يمتلكون السلطة والنفوذ وكذلك الشعوب التي تذعن لكذا ممارسات وبالتالي ان موت الأصنام يجب ان يكون حتمية تاريخية للنهوض والعودة إلى الروح الحقيقية للإنسان الحر لأنها تفتح نافذة واسعة على المستقبل.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف والطقوس في اللاوعي
- لذة الايمان وإرادة الشك
- المحللون الاستراتيجيون والخبراء الامنيون في الإعلام العربي
- الأيديولوجيا ,الدين ,السلطة
- السرد الفلسفي غير المطلسم
- اللاهوت السياسي وحرية الفرد
- الباراديغم ,الدوغماتية والإيبستمولوجيا
- أساليب هابطة للوصول إلى الشهرة والسلطة
- الكاهن والسلطة وسلطة الكاهن علاقة تطفلية
- التاريخ بين الدين والاركيولوجيا
- فلسفة القطيع
- الهوس بالسلطة والوعي المهزوم
- الممارسات النكوصية وجلد الذات بين المعارضة والحكم
- التسليم للأسطوري والبنية العقلية للاعتقاد
- تزكية العقول والجهل المقدس
- الغباء السايكوباثي
- أمية الدولة والدول الأمية
- تردي المستوى العلمي في الكليات الأهلية في العراق
- نقد خطاب الاحتجاج السياسي والاجتماعي
- دوغماتية السلطة والثقافة في تطبيق القانون


المزيد.....




- صحة غزة: عشرات القتلى جراء غارة إسرائيلية على مخيم للنازحين ...
- الحوثيون يفرجون عن أكثر من 100 أسير من قوات الحكومة
- إسرائيل تحقق في ملابسات غارة على رفح.. والرئاسة الفلسطينية ت ...
- شتاينماير وماكرون يدعوان إلى الدفاع عن الديمقراطية في أوروبا ...
- -حزب الله- ينعى 6 من مقاتليه يوم الأحد
- السعودية..الداخلية تعلن القبض على 3 وافدين مصريين وتكشف عن ا ...
- الهلال الأحمر الفلسطيني: عدد كبير من الضحايا في قصف إسرائيلي ...
- دخول أول شحنات المساعدات إلى غزة بعد اتفاق جديد لاستئنافها
- السلفادور تنشر 3000 جندي لمكافحة العصابات
- بوتين يضع إكليلا من الزهور على نصب الاستقلال التذكاري في عاص ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - موت الأصنام