أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - اللاهوت السياسي وحرية الفرد















المزيد.....

اللاهوت السياسي وحرية الفرد


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7780 - 2023 / 10 / 30 - 20:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حرية الفرد هو ارث الامبراطوريات القديمة على الانسان سلوكيا وفلسفيا ,و يتطلب التفكير في العديد من العوامل التاريخية والاجتماعية, يمكن القول إن بعض الامبراطوريات القديمة قد تركت تأثيرًا على تطور مبادئ حرية الفرد في المجتمعات اللاحقة، ولكنها لم تؤسس بشكل مباشر لمفهوم الحرية الفردية الذي نعرفه اليوم بل سحقتها ابان سطوتها.
عندما نتحدث عن الامبراطوريات القديمة، فإن العديد منها كانت تعتمد على نظم حكم مركزية وشمولية، حيث كانت السلطة تتركز في يد الإمبراطور أو الفرد الذي يحكم في هذه الأنظمة تكون حرية الفرد محدودة ومشروطة، و تعاني الاستبداد والتبعية للسلطة الحاكمة
مع تطور الحضارات وتغير الأنظمة السياسية والاجتماعية، بدأت مفاهيم حرية الفرد في التطور تدريجياً. حدثت ثورات وحركات اجتماعية في مختلف العصور والأصقاع، مما أدى إلى تقليص سلطة الحضارات القديمة وتعزيز حقوق الأفراد. على سبيل المثال، في العصور الوسطى في أوروبا، بدأت الثورة الصناعية والتغيرات الاجتماعية في تقليص سلطة الأنظمة الملكية وزيادة حرية الفرد

مع تطور الفكر السياسي والفلسفي، بدأت الأفكار الليبرالية والديمقراطية تؤمن بأهمية حرية الفرد وحقوقه الأساسية. تأثرت هذه الأفكار بتجارب الماضي والتاريخ ,أن حرية الفرد تعتبر قضية معقدة ومتنوعة، وتختلف من مجتمع إلى آخر ومن ثقافة لأخرى.يعتمد الفهم الحديث لحرية الفرد على توجهات فلسفية وقيم اجتماعية وتشريعات حقوق الإنسان التي اصبحت قانونا في العصور الحديثة
ان مفهوم حرية الفرد فلسفيًا يشير إلى المفهوم الفلسفي العام للحرية والحقوق الفردية. يتناول هذا المفهوم القضايا المتعلقة بالحرية الشخصية والقدرة على اتخاذ القرارات الخاصة والتصرف وفقًا للإرادة الشخصية دون تدخل أو قيود خارجية
في الفلسفة يتناول هذا المفهوم العديد من الأسئلة الأساسية، مثل
ما هو المصدر الأساسي للحرية؟ هل هي حق طبيعي للإنسان أم يمنحها المجتمع أو الحكومة؟
ما هي الحدود المشروعة لحرية الفرد؟ هل يجب أن تكون هناك قيود للحفاظ على النظام الاجتماعي والمصلحة العامة؟
ما هو الدور المناسب للحكومة في ضمان حرية الفرد؟ هل يجب أن تحمي حقوق الأفراد أم أنها قادرة على تقييد حرياتهم من أجل المصلحة العامة؟
ما هي العلاقة بين حرية الفرد والمسؤولية الاجتماعية؟ هل يجب أن يكون للفرد حرية تامة دون أي تبعات أو التزامات اجتماعية؟
يجب ملاحظة أن هذه المسائل لا تزال موضوع نقاش اليوم، وتختلف الآراء حولها بين الفلاسفة والمفكرين المختلفين. يعتبر المفهوم الفلسفي لحرية الفرد قضية معقدة ومتنوعة، وتتأثر بالثقافة والتاريخ والقيم الاجتماعية في كل مجتمع وفي كل فترة زمنية.ان الفهم الحديث لحرية الفرد يعتمد على عوامل متعددة وتطورات تاريخية واجتماعية
ان النظرة الفلسفية للعلاقة بين حرية الفرد والمسؤولية الاجتماعية تختلف بين المدارس الفلسفية المختلفة, هناك اتجاهان رئيسيان في النظر إلى هذه العلاقة
وفقًا للمدارس الليبرالية الكلاسيكية مثل الليبرالية الكلاسيكية والليبرتارية، تعتبر حرية الفرد حقًا أساسيًا وطبيعيًا يجب أن يحمى ويحترم. وفي هذا السياق، تكون المسؤولية الاجتماعية للفرد اختيارية وغالبًا ما تكون مقتصرة على احترام حقوق الآخرين وعدم إلحاق الضرر بهم. يعتبر الفرد هنا مسؤولاً عن نفسه ومصالحه الشخصية بشكل رئيسي.
ومن الجانب الآخر، تركز بعض المدارس الفلسفية مثل الفلسفة الكميونية على الواجبات الاجتماعية والتضامن الاجتماعي. وفقًا لهذه النظرية، يتحمل الفرد مسؤولية تجاه المجتمع بشكل أكبر من مجرد احترام حقوق الآخرين. يعتبر الفرد جزءًا من الجماعة ويتعين عليه المساهمة في تحقيق المصالح الاجتماعية العامة، وتحقيق العدالة الاجتماعية وتقاسم الموارد
تجدر الإشارة إلى أن هناك مدارس فلسفية ومفكرين آخرين يتناولون العلاقة بين حرية الفرد والمسؤولية الاجتماعية بطرق مختلفة. قد تشمل هذه النظريات النظرة الأخلاقية والعقلانية والدينية.
وفي البحث عن دور الدين نجده يجب ان يعمل على تعزيز القيم والمعتقدات في المجتمع، يكون له تأثير كبير في تشكيل وجهات نظر الأفراد والمجتمعات بشأن حرية الفرد. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذا التأثير ليس ثابتًا وقد يختلف من دين إلى آخر ومن رجل دين إلى آخر
وبذلك يؤدي دور الدين إلى تعميق الهوة بين حرية الفرد والحكومات في بعض الحالات. يتم ذلك عن طريق تشجيع الانتماء الأعمى والانقياد الكامل للأفراد و التعاليم والأوامر الدينية، وقد يؤدي ذلك إلى قمع الحرية الفردية وتقييد حقوق الأفراد في اتخاذ القرارات الخاصة بهم
وهناك بعض الأمثلة التاريخية تشير إلى أن رجال الدين قد استخدموا نفوذهم لدعم الحكومات القمعية والأنظمة الاستبدادية، وقد قدموا تفسيرات دينية لتبرير قمع الحريات الفردية والتضييق على حقوق الأفراد بدعوى حماية القيم الدينية والاستقرار الاجتماعي
بشكل عام، يمكن القول إن دور رجال الدين في تعميق الهوة أو تقريبها بين حرية الفرد والحكومات يعتمد على السياق الثقافي والتاريخي والديني الذي يعيشون فيه، فضلاً عن القيم والمبادئ التي يؤمنون بها وينشروها. وهذه بعض الأمثلة التاريخية على تأثير رجال الدين في تعميق الهوة بين حرية الفرد والحكومات تشمل
اللاهوت السياسي, قد يستغل البعض من رجال الدين, الدين لتبرير السلطة السياسية المطلقة للحكومات، ويعززون فكرة أن الحاكم هو فوق القانون وأنه يتمتع بتفويض إلهي. يتم استخدام هذا التفسير لقمع الحريات الفردية وتقييد حقوق الأفراد.
الحماية الطائفية, في بعض البلدان التي تشهد تواجدًا قويًا للدين، قد يتم استغلال الدين لتعميق الانقسامات والتوترات الطائفية. يمكن لرجال الدين أن يلعبوا دورًا في تشجيع الانتماء الطائفي وتعزيز الفروقات الدينية، مما يؤدي إلى تقويض التعايش السلمي وحرية الفرد.
القمع الأخلاقي, قد يستخدم بعض رجال الدين الأخلاق والقيم الدينية لتقييد حرية الفرد وفرض قوانين وتشريعات صارمة تتعارض مع الحقوق الفردية. قد يشمل ذلك تنظيم السلوك الشخصي والممارسات الاجتماعية ومنع الحريات المدنية والسياسية
دعم الأنظمة الاستبدادية, قد يدعم بعض رجال الدين الأنظمة الاستبدادية والحكومات ذات الطابع القمعي، مما يعزز تقوية سلطة الحاكم وتقييد حرية الفرد. يستخدمون التفسيرات الدينية لتبرير القمع والتقييدات التي تفرضها الحكومات على الأفراد.
لذا ينبغي أن نراعي التنوع الثقافي والديني والتاريخي في العالم، وأن ننظر إلى السياق الكامل لفهم تأثير رجال الدين على حرية الفرد والحكومات, وعدم فسح المجال للاهوت السياسي ان يمارس دور الراعي للعقد الاجتماعي واعتباره الوحيد القادر على صيانة وتنظيم الحرية الفردية للأشخاص والجماعات.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباراديغم ,الدوغماتية والإيبستمولوجيا
- أساليب هابطة للوصول إلى الشهرة والسلطة
- الكاهن والسلطة وسلطة الكاهن علاقة تطفلية
- التاريخ بين الدين والاركيولوجيا
- فلسفة القطيع
- الهوس بالسلطة والوعي المهزوم
- الممارسات النكوصية وجلد الذات بين المعارضة والحكم
- التسليم للأسطوري والبنية العقلية للاعتقاد
- تزكية العقول والجهل المقدس
- الغباء السايكوباثي
- أمية الدولة والدول الأمية
- تردي المستوى العلمي في الكليات الأهلية في العراق
- نقد خطاب الاحتجاج السياسي والاجتماعي
- دوغماتية السلطة والثقافة في تطبيق القانون
- العولمة وانتشار المحتوى الهابط
- الجدل العقيم في التاريخ العربي والإسلامي إلى أين....؟
- ما زلنا ننتمي للتاريخ المزيف ولا نستحي
- التعليم العالي الاهلي في العراق مأ ساة ادارية
- النص بين النقد و التفسيرو السياق
- الشعائر والطقوس المجتمعية


المزيد.....




- البنتاغون: انتصار روسيا في الصراع الأوكراني سيكلف الولايات ا ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في رفح (فيديو)
- زخارف ذهبية وعرش خشبي.. مقاطع مسربة من -قصر بوتين- تكشف عن ...
- ممثلة إباحية تدلي بشهادتها عن علاقتها الجنسية بترامب في المح ...
- غموض يحيط بمقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر، ما الذي نعرفه عن ...
- محيطات العالم تعاني من -ارتفاع قياسي- في درجات الحرارة هذا ا ...
- بعد أشهر من المماطلة.. اتهامات تطال فون دير لاين بتجاهل وعرق ...
- اتفاق أوروبي على استخدام الأموال الروسية المجمدة لتسليح أوكر ...
- وزير مصري سابق يوضح سبب عدم تحرك جيش بلاده بعد دخول إسرائيل ...
- كيم جونغ أون يودع -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - اللاهوت السياسي وحرية الفرد