أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الكاهن والسلطة وسلطة الكاهن علاقة تطفلية















المزيد.....

الكاهن والسلطة وسلطة الكاهن علاقة تطفلية


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7773 - 2023 / 10 / 23 - 20:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العلاقة بين الكاهن والسلطة قد تكون تطفلية في بعض الحالات و تطفلية في كل الحالات ، وذلك يعتمد على السياق الثقافي والتاريخي والاجتماعي للمجتمعات المعنية
في بعض الثقافات والتقاليد، يتمتع الكهنة بدور هام في المجتمع ولهم نفوذ وسلطة كبيرة. في هذه الحالات، قد يتطفل الكهنة على السلطة من خلال استغلال دورهم الديني واستخدامه لتعزيز نفوذهم وتحقيق مكاسبهم الشخصية أو المادية
على سبيل المثال، يمكن للكهنة أن يستغلوا سلطتهم الروحية للتأثير على القرارات السياسية أو الاجتماعية في المجتمعات التي يعيشون فيها. قد يطلبون الدعم المادي من المجتمع أو يستغلون الخوف والتبجح الديني للحصول تبرعات وهبات
يجب أن نتذكر أن هناك اختلافًا كبيرًا في الأدوار والأهداف والأعمال التي يقوم بها الكهنة في مختلف الديانات والمجتمعات
هناك بعض الثقافات التي شهدت تاريخيًا أمثلة على العلاقة التطفلية بين الكاهن والسلطة. ومن بين هذه الثقافات
القرون الوسطى في أوروبا, خلال هذه الفترة، كانت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تتمتع بنفوذ كبير وسلطة دينية وسياسية. وكانت هناك حالات تطفل من بعض رجال الكنيسة على السلطة العالمية من خلال تدخلهم في الشؤون السياسية واستغلالهم للدين لتحقيق مكاسبهم الشخصية
الإمبراطورية الرومانية القديمة, في بعض الحالات، استخدم الإمبراطور الروماني الدين والكهنة كأدوات لتعزيز سلطته وتماسك النظام السياسي. وقد يتطفل الكهنة على السلطة عن طريق التلاعب بالمعتقدات الدينية واستخدامها لتبرير الحكم الإمبراطوري
بعض الثقافات القديمة في الشرق الأوسط, في بعض الثقافات القديمة مثل البابلية والمصرية القديمة، كان للكهنة دور هام في الحكم والسياسة. وقد يتلاعب الكهنة بالأديان والطقوس الدينية لتعزيز نفوذهم وسلطتهم على الشعب

مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذه الأمثلة لا تمثل كل الثقافات أو الديانات. فالعلاقة بين الكاهن والسلطة تختلف تبعًا للثقافة والتاريخ والديانة،
هناك بعض الثقافات الأخرى التي شهدت العلاقة بين الكاهن والسلطة بصورة تطفلية في بعض الأحيان
اليابان القديمة: في فترة الأنظمة الشينتو والبوذية في اليابان، كان للكهنة دور هام في الحكم والسياسة. وقد استغل بعض الكهنة هذه السلطة لتحقيق مصالحهم الشخصية وتطفلوا على السلطة العالمية
الهند المبكرة, في بعض الفترات التاريخية في الهند، كان البراهمان (الفئة الكاهنة في النظام الهندوسي) يتمتع بنفوذ كبير في المجتمع. وقد توجد حالات تطفلية حيث يستغل البراهمان السلطة الدينية لتحقيق مكاسبهم الشخصية وتأمين مكانتهم في النظام الاجتماعي.
بعض الثقافات الإفريقية التقليدية, في بعض الثقافات الإفريقية التقليدية، يحتل الكاهن مكانة مهمة في المجتمع، ولكن هناك حالات تطفلية حيث يستغل الكاهن السلطة الروحية لتحقيق مكاسب مادية أو سياسية

في الثقافات الحديثة، لا يمكن القول بشكل عام أن العلاقة بين الكاهن والسلطة تكون تطفلية إلا في الأنظمة الشمولية الدينية. تتأثر العلاقة بينهما بعوامل متعددة مثل التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والسياسية والثقافية
في بعض الثقافات الحديثة، يكون للدين دور هام في المجتمع، ولكن الكهنة والقادة الدينيون قد لا يعملون بجد لخدمة المجتمع وتعزيز القيم الروحية والأخلاقية ويمارسون التطفل على السلطة. قد يقومون بتقديم خدمات دينية وروحية للمؤمنين والمجتمع بشكل عام، ويعملون على توجيه الناس نحو قبول مظالم السلطة على اعتبارها قدر منزل واختبار للمؤمنين
. قد يستغلون مكانتهم الدينية لتحقيق مكاسب شخصية أو للتأثير على القرارات السياسية
لذا، ينبغي التعامل مع العلاقة بين الكاهن والسلطة في الثقافات الحديثة بشكل حذر وعدم العمومية، ويجب تقييمها في سياقها الثقافي والاجتماعي الخاص بها
عندما تكون السلطة السياسية قوية، يكون للسلطة الدينية دور محدود في الحياة العامة. قد يكون للكاهن أو القادة الدينيين دور رمزي أو تمثيلي يرتبط بالشعائر الدينية والتقاليد. ويتم تنظيم الشؤون الدينية من قبل السلطة السياسية وتحكمها بشكل كبير
وعندما تكون السلطة السياسية ضعيفة، تلعب السلطة الدينية دورًا أكبر في المجتمع. في ظل ضعف السلطة السياسية، قد يلجأ الناس إلى السلطة الدينية لتوفير القيادة والاسترشاد. ويكون للكهنة أو القادة الدينيين دور في توجيه الشؤون العامة وتحقيق العدالة الاجتماعية. يتعامل الشعب معهم كمصدر للأمل والتوجيه في ظل ضعف السلطة الحكومية
إن فهم العلاقة بين السلطة الدينية والسلطة السياسية يتطلب دراسة تفصيلية للتاريخ والثقافة والدين في سياق محدد
هناك العديد من الثقافات حول العالم التي تعتبر السلطة الدينية جزءًا حيويًا ومهمًا من الحياة العامة. ومن بين هذه الثقافات
الثقافة الإسلامية: في العديد من البلدان ذات الغالبية المسلمة، يلعب الدين الإسلامي دورًا مهمًا في الحياة العامة. تكون السلطة الدينية، مثل العلماء والعلماء الدينيين، لها تأثير كبير في توجيه الشؤون الدينية والقضايا الاجتماعية والسياسية
الثقافة الهندوسية: في الهند، حيث الهندوسية هي الديانة الرئيسية، تلعب السلطة الدينية دورًا مهمًا في الحياة العامة. يتمتع البراهمان (الفئة الكاهنة) بتأثير كبير في الشؤون الدينية والاجتماعية والسياسية.
الثقافة البوذية: في بلدان مثل سريلانكا وتايلاند واليابان، يلعب البوذية دورًا مهمًا في الحياة العامة. تتمتع السلطة الدينية البوذية بتأثير كبير في توجيه القيم الأخلاقية وتنظيم الشؤون الدينية.
الثقافة اليهودية: في الثقافة اليهودية، يتمتع الحاخامات (القادة الدينيون) بتأثير كبير في توجيه الشؤون الدينية والاجتماعية والقانونية بين المجتمع اليهودي.
الثقافة السيخية: في السيخية، يلعب الجورو (الزعيم الروحي) دورًا مهمًا في توجيه الشؤون الدينية والاجتماعية والسياسية للمجتمع السيخي.
هذه أمثلة قليلة توضح كيف يؤثر السلطة الدينية في الشؤون السياسية. ومن المهم أن نلاحظ أن هذه الأمثلة تمثل حالات محددة ولا تنطبق على جميع البلدان والثقافات
إن وجود السلطة الدينية ليس ضرورة مطلقة لبناء مجتمع متقدم وحضارة إنسانية. يمكن أن تتطور المجتمعات وتحقق التقدم والحضارة بدون تأثير كبير من السلطة الدينية. هناك العديد من البلدان والمجتمعات التي تعتمد على فصل الدين عن الدولة وتتطور بشكل مستقل في مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والحقوق
يعتمد الأمر أيضًا على طبيعة وتفسير الدين نفسه، فمن الممكن أن يكون للدين تأثير إيجابي على الحضارة والتطور عندما يشجع على العدل والمساواة وحماية حقوق الإنسان وتعزيز التعليم والعلوم والابتكار. ومع ذلك، يجب أن يتم توجيه الدين بطريقة تشجع على التسامح واحترام حرية العقيدة والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع
بشكل عام، يمكن للمجتمعات أن تحقق التقدم والحضارة من خلال توفير نظام قانوني عادل وتعليم عالي الجودة وتشجيع الابتكار والتنمية الاقتصادية، بغض النظر عن وجود أو غياب السلطة الدينية, وذلك لان التقدم العلمي مبني على التجربة المعملية ولا علاقة له بالمحددات الدينية لأنها وجدت قبل وصول الحضارة الحديثة إلى تطورها الحالي ,ان اعتماد المحددات الدينية يؤدي الى
القمع الثقافي والعلمي, في بعض الأحيان، يؤدي الانحياز الديني إلى قمع الفكر والتقدم الثقافي والعلمي. عندما يتم رفض العلوم أو التقدم التكنولوجي أو الحرية الفكرية بناءً على تفسير ديني محدد، فإنه يمكن أن يعيق التطور والابتكار في المجتمع, كما يؤدي الى
الصراعات الدينية, تاريخيًا، كانت هناك صراعات دينية عنيفة تؤدي إلى تدمير المجتمعات وتعطيل التنمية. تتسبب الانقسامات الدينية في التوترات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهو أمر يعوق التقدم والسلام
من المهم أن نفهم إن تدخل الكاهن وتطفله على السلطة يودي بالاثنين إلى هاوية الحضارة الإنسانية, ويجب ان نعرف ان ما يهم الكاهن هو السلطة بكل مقترباتها لذا نجده انهزاميا في المواجهات المصيرية, ويفضل الحفاظ عليها مستخدما كل التبريرات الميتافيزيقية.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ بين الدين والاركيولوجيا
- فلسفة القطيع
- الهوس بالسلطة والوعي المهزوم
- الممارسات النكوصية وجلد الذات بين المعارضة والحكم
- التسليم للأسطوري والبنية العقلية للاعتقاد
- تزكية العقول والجهل المقدس
- الغباء السايكوباثي
- أمية الدولة والدول الأمية
- تردي المستوى العلمي في الكليات الأهلية في العراق
- نقد خطاب الاحتجاج السياسي والاجتماعي
- دوغماتية السلطة والثقافة في تطبيق القانون
- العولمة وانتشار المحتوى الهابط
- الجدل العقيم في التاريخ العربي والإسلامي إلى أين....؟
- ما زلنا ننتمي للتاريخ المزيف ولا نستحي
- التعليم العالي الاهلي في العراق مأ ساة ادارية
- النص بين النقد و التفسيرو السياق
- الشعائر والطقوس المجتمعية
- الفقراء يتبرعون والأغنياء يتمتعون
- كيف يقرا المثقفون الآن
- الثقافة والسياسة


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الكاهن والسلطة وسلطة الكاهن علاقة تطفلية