أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - حساب الأرباح والخسائر ..















المزيد.....

حساب الأرباح والخسائر ..


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7792 - 2023 / 11 / 11 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد خمسة أسابيع من الحرب على الشعب الفلسطيني ، يطرح سؤال نفسه .. إلى أين وصلنا بالضبط ؟!
بداية .. من الصعب - وربما من غير اللائق - الحديث عن حسابات الربح والخسارة والمعارك مازالت محتدمة ، والدم مازال سائلا ، وأنين الجرحى والمصابين والمكلومين يفطر القلوب ..

ولكن الشعوب الحية والعاقلة لابد أن تقف مرة - ومرات - تجرد حساباتها ، وترى هل أصابت ام أخطأت ، هل كان مستوي الربح متناسبا مع فداحة التكلفة .. أم ماذا ..
لقد أعادت بريطانيا النظر في استراتيجيتها أكثر من مرة أثناء الحرب العالمية الثانية ، وفى كل مرة كانت تنظر في حسابات الربح والخسارة لكل بديل ، وأيها يستطيع أن يصل بها إلى تحقيق أهدافها ..

أي أن الهدف هو المهم .. والوسيلة متغيرة .
وتلافى الخسارة أولى .. قبل تحقيق أي أرباح ..

والحرب والصراعات كأي شيء آخر في الدنيا ، يخضع لحسابات المنطق ، أي لحسابات الربح والخسارة في لحظة ما ، وتسرى عليه قوانينها ..
بمعنى أننى يمكن أن اتقبل خسارة حاَلة في سبيل مكسب قادم ، بشرط أن تكون الخسارة من الممكن تقبلها ، وأن يكون المكسب مما يمكن حسابه وتوقعه ..
ونرجع إلى مناقشة ماذا حدث خلال الأسابيع الخمسة الماضية ، وإلى أين وصلت بنا ، وإلى أين وصلنا معها ..

نبدأ في البداية بتكلفة الحرب علي اسرائيل ، وما هي مطالب اسرائيل من تلك الحرب ؟
أولاً : الخسائر الاقتصادية لإسرائيل :
1 – انكماش معدلات الاستثمار في الشركات الاسرائيلية الناشئة ، وهي تعاني أصلا من تراجع كبير بعد فترة تقدم ، حيث اجتذبت رقما قياسيا تجاوز 27 مليار دولار عام 2021 ، وتراجعت في العام التالي بمقدار النصف تقريبا ، وبنسبة 68% في النصف الأول من العام الحالي ، ومن المتوقع زيادة تراجعها الان مع قوة المخاوف من ارتفاع التضخم في اسرائيل مع الحرب في غزة ..
وقطاع التكنولوجيا في اسرائيل يسهم بنحو 18% من اجمالي الناتج المحلي ، وقد شملت عمليات استدعاء الاحتياط في اسرائيل نحو 10 – 15 % من القوة العاملة الاسرائيلية في ذلك القطاع ، ونتيجة لذلك اعلنت اسرائيل في بداية الحرب تخصيص حزمة مساعدات بلغت 25 مليون دولار ( نحو 100 مليون شيكل ) لإعانة الشركات التكنولوجية الناشئة التي تأثرت بأحداث غزة ، وبدء الحديث الان في اسرائيل عن إدخال نظام للتناوب داخل قوات الاحتياط في الجيش ، خوفا من أن تظل الشركات والمؤسسات الانتاجية والخدمية في اسرائيل بدون فريق عمل وادارة لمدة طويلة ..

2 – وفي قطاع السياحة تخلو الفنادق الإسرائيلية بالكامل تقريبا من السياح ، وقد اضطرت اسرائيل ان تخصص نصف فنادقها تقريبا لإيواء النازحين الاسرائيليين من مستوطنات محيط غزة ( 29 مستوطنة ) وقري شمال اسرائيل ( 22 قرية ) بعد المناوشات مع حزب الله ، وذلك طبقا ليدوعوت أحرونوت ، وقطاع السياحة في اسرائيل يسهم بإيرادات ضخمة في الاقتصاد الاسرائيلي ، وبالكاد بدء في التعافي بعد سنوات فيروس كورونا والاغلاق العالمي ( حقق ايرادات بلغت 5,5 مليار دولار عام 2022 ، مقابل 2,2 مليار دولار عام 2021 ) ، وقد أثرت أحداث غزة علي حركة الطيران المدني الاسرائيلية ، فقد ألغت كثير من شركات الطيران رحلاتها الي اسرائيل ، ومنحت الشركات اجازة للمئات من موظفيها ..

3 – كما توقف بالكامل تقريبا أيضا قطاع التشييد والبناء في اسرائيل ، مع تزايد الرشقات الصاروخية القادمة من غزة ، ومع التزام عمال البناء بإجراءات أمان أشد حزما ، وهو ما يكبد اسرائيل – طبقا لموقع CNN الاقتصادي – نحو 37 مليون دولار ( 150 مليون شيكل ) يومياً ..

4 – في بداية الحرب علي غزة طلبت اسرائيل – طبقا لقناة – CNN من شركة شيفرون الامريكية وقف الانتاج في حقل تمار للغاز ، وهو ما يسبب خسائر شهرية لإسرائيل تبلغ 200 مليون دولار ..

5 – وفقا لبيانات الجيش الاسرائيلي تم تعبئة 360 ألف جندي احتياط ، كما اجلاء 250 ألف اسرائيلي من منازلهم ، وهو ما أثر بشكل مباشر علي حجم القوي العاملة المتاحة بالدولة ، ليكشف ذلك – علي سبيل المثال - عن تضرر كبير في قطاع الزراعة من نقص العمالة ، بالإضافة الي اغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية ، ومن ناحية ثانية فقد حدث نوع من الاختلال في سلاسل الإمداد بأسواق المواد الغذائية ، كما تراجعت المعاملات النقدية بكروت الائتمان بنحو 12% علي أساس سنوي خلال الاسبوع الماضي بجميع القطاعات ( ما عدا قطاع الغذاء ) ..

وقد قدر بنك هبوعليم الاسرائيلي تكلفة الخسائر الاولية للاقتصاد الاسرائيلي منذ بدأ الحرب في غزة بنحو 27 مليار شيكل ( ما يقترب من 7 مليار دولار ) وفق ما ذكرته صحيفة Times of Israel ، في حين أعلن البنك المركزي الاسرائيلي يوم الخميس 9 نوفمبر أن التكلفة التي يتحملها الاقتصاد الاسرائيلي بسبب نقص القوي العاملة تبلغ 600 مليون دولار أسبوعيا ..
وكان نتيجة ذلك ان خفض البنك المركزي الاسرائيلي توقعاته لنمو الاقتصاد في اسرائيل من 3% الي 2,3% ، كما حذرت وكالات التصنيف الائتماني العالمية – موديز وستاندرد أند بورز وفيتش – من أن تصعيد النزاع واستمراره من شأنه أن يؤدي الي خفض تصنيف الديون السيادية الاسرائيلية ، وخفضت وكالة موديز تصنيف اسرائيل الاسبوع الماضي عند A1 قيد المراجعة مع تخفيض محتمل ..
وتزامن ذلك مع هبوط قيمة الشيكل الي أدني مستوي له من عقد ونصف تقريبا ، وهو ما دعا البنك المركزي الاسرائيلي الي تخصيص 30 مليار دولار لدعم الشيكل ، وهو ما سيزيد بدوره من ارتفاع معدل التضخم في اسرائيل ..
وبذلك يمكن الاستنتاج ان الدعاية الاسرائيلية التي تتحدث عن حرب تستمر شهور هو نوع من الهراء ..

.. وبرغم كل ذلك فإن التكاليف الاقتصادية – في رأيي – ليست هي الصعب والأقسى علي اسرائيل برغم فداحة تكاليفها ، فهناك دائما واشنطن مستعدة للخدمة والانقاذ ، وقدمت واشنطن بالفعل يد الانقاذ لذراعها الطويلة في الشرق الأوسط ، وأعلنت عن حزمة مساعدات - أولية – بلغت ما يقارب 15 مليار دولار ، هذا غير تبرعات المنظمات اليهودية والصهيونية في الغرب ، وهي منظمات قوية وغنية ..

ومن تجربة أوكرانيا ، فأن واشنطن وحلفاءها يقفون بقوة – بالسلاح وبالدعم المالي والاقتصادي – وراء أوكرانيا منذ عامين تقريبا ، وهي تحارب دولة عظمي عسكريا ( روسيا ) ، والاقتصاد الاوكراني مصاب بالشلل تقريبا وأغلب الايدي العاملة توجهت الي ميادين القتال ..

ثانيا : الخسائر غير الاقتصادية لإسرائيل :
وهي خسائر لا تقل فداحة عن خسائر الاقتصاد بل ربما تزيد ، ويمكن اجمالها في الاتي :
1 – قتلي اسرائيل وأسراها وجرحاها .. علي مدي خمسة أسابيع بلغ قتلي اسرائيل 348 جنديا ، 23 منهم قتلوا بعد الهجوم البري ، و 240 أسير لدي حماس ، وفي المجمل فانه بعد خمسة اسابيع من الحرب كان اجمالي قتلي اسرائيل – المدنيين والعسكريين – حواي 1600 شخص ، واصابه نحو ثمانية ألاف ، وهي أرقام اسرائيلية ، وهو ما يضرب هيبة اسرائيل بصورة ربما لم تعرفها منذ 1973 ، ومن هنا هذا الجنون الاسرائيلي في ضرب غزة الي درجة الهمجية ..

2 – تدمير 136 ألية اسرائيلية بوسائل مختلفة ، منها ما حدث في بداية العملية البرية من استخدام صاروخ موجه للدبابات دمر ناقلة جند اسرائيلية من نوع نمر ، وبها 11 جندي اسرائيلي ، وهي سلاح استثمرت فيه اسرائيل أموالا وجهدا كبيرا ، بالإضافة الي مرور الصواريخ البدائية لحماس من القبة الحديدية الاسرائيلية ، وهي فخر صناعات الدفاع الجوي الاسرائيلي ، واستثمرت فيها اسرائيل – مع الولايات المتحدة - أموالا طائلة ، وهو ما يلقي ظلالا كثيفة علي نوعية وكفاءة بعض أنواع الاسلحة في إسرائيل ، وانها ليست بالكفاءة التي تقدمها اسرائيل بها ، وهوما يصيب سمعة السلاح الاسرائيلي بصورة ليست هينة ، واسرائيل – لمن لا يعلم – ضمن أكبر عشرة دول مصدرة للسلاح عالميا ..

3 – انتهاء الحرب بدون تحقيق اسرائيل نصر حاسم سوف يترك أضرارا وتداعيات لا يمكن حسابها في الداخل الاسرائيلي ، وفي الاقليم ..
والنصر الحاسم من وجهة نظر اسرائيل يمكن ترتيبه - تنازليا - كما يلي :

أ – نقل الفلسطينيين في غزة الي سيناء المصرية ، ونقل الفلسطينيين في الضفة الغربية الي المملكة الاردنية ، وهو الحل الامثل – والكامل – من وجهة نظر اسرائيل ، وبه تستطيع اسرائيل ان تنام ملء جفونها بعد زوال أكبر خطر علي وجودها .. ولو مؤقتا .
ب – اذا تعذر تحقيق الهدف الاول ، فيمكن الانتقال الي الهدف الثاني – والاقل بريقا – وهو ما يتم الحديث عنه الان ، وهو انهاء حكم حماس في غزة ، وتقسيم غزة الي نصفين ، شمال غزة خاضع لنفوذ اسرائيل ، يعمل كحاجز أمني بين اسرائيل وأهل غزة ، وجنوب غزة : وهو كردون يتجمع فيه اثنين مليون فلسطيني ويختنقون فيه حتي الموت ، او يذهبوا – اذا جدت ظروف مواتية – الي مصر ، وتنتقل بالتالي مشاكل غزة وأهلها الي مصر ..
ج – واذا تعذر تحقيق الهدف الثاني ، فيظل اخر وأقل أهداف اسرائيل من هذه العملية ، وهو اجبار حماس علي اطلاق سراح الاسري الاسرائيليين لديها ، وهو أقل ما يستطيع نتنياهو تقديمه للإسرائيليين ..

هذا عن الجانب الاسرائيلي .. فماذا عن الجانب الفلسطيني ..
اولا .. هل حققت حماس أهدافها ؟
لا يعرف أحد بالضبط ما هو هدف أو أهداف حماس من هذه العملية أو من غيرها ، حتى يمكن القول أن حماس حققت هدفها المعلن من هذه العملية أم لا ..
وبالتالي ليس أمامنا إلا الافتراضات والتخمين !!

١ - هل هدف حماس - مثلا - من وراء عمليتها الي تحرير فلسطين ؟
من غير المتصور إن يكون ذلك هو الهدف ، لا قوة حماس ولا حتى كافة الفصائل الفلسطينية قادرة على تحقيق هذا الهدف الكبير ، ومن الظلم تحميلهم عبئه ..
ان الدول العربية والاسلامية لم تستطع تحقيق هذا الهدف الغالي ، وبالتالي فما لم تستطع دول بأكملها انجازه لن تستطع منظمات ينتسب إليها المئات أو الآلاف تحقيقه ..

٢ - هل كان هدف حماس - مثلا - إجبار إسرائيل على إعادة حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته على حدود ١٩٦٧ ؟
حماس كما تعلن دائما غير مؤمنة بمسار المفاوضات مع إسرائيل كوسيلة لإرجاع الحقوق ، وبالتالي ليس هدفها تحقيق حل الدولتين أصلا ؟!

٣ - هل كان هدف حماس - مثلا - البدء بعملية كبيرة ، وأثناء القتال والحرب ربما تسحب في زخمها دولا عربية أو إسلامية لدخول الحرب ضد إسرائيل وبدء تحرير فلسطين ؟!
لقد جربت حماس تلك العمليات ضد إسرائيل حوالى خمس أو ست مرات منذ ٢٠٠٦ ولم تتحرك دولة عربية واحدة ، كما لم تتحرك دولة إسلامية واحدة ...
وبالتالي فما هو الجديد في وسيلة جربت أكثر من مرة لتحقيق هدف ثبت بالدليل القاطع عدم إمكانية تحقيقه ..

٤ - هل كان هدف حماس - مثلا - الانتصار على إسرائيل بالنقاط وليس بالضربة القاضية ، وبالتالي فإن عمليات مقاومة مسلحة كل سنتين أو ثلاث كفيلة بتذكير إسرائيل بوجود الفلسطينيين ، وأنهم مازالوا شوكة في حلقها ؟!
ربما كان هذا المنطق مقبولا ، ولكن تحقيقه يمكن أن يتم بوسائل أخرى اقل تكلفة من عمليات المقاومة المسلحة ، على الاقل في هذه المرحلة التي وصلت فيها سيطرة الغرب العالمية – وهو أب اسرائيل وحاميها - إلى ذروتها ..

٥ - هل كان هدف حماس الانتصار للمسجد الأقصى ، أو لإخراج المسجونين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ؟!
ربما كان ذلك أيضا من اهداف حماس ..
.. ولكن هل تحقق أي شيء مما سبق ؟!
حتى الآن لم يتحقق ..

ما تحقق فعلا - في حسابات الربح - هو الآتي :
١ - رجعت قضية فلسطين لتصبح في مقدمة اهتمامات العالم ، بعد أن نسيها العالم كثيرا ..

٢ - أعادت تذكير العرب أن عدوهم الرئيسي هو إسرائيل ، وأعادت العقول إلى عرب الخليج الذين وصل تلهفهم على صداقة إسرائيل إلى حدود غير معقولة ..

٣ - أعادت التذكير بطبيعة المشروع الإسرائيلي في قلب المنطقة العربية ، كمشروع استعماري ، يأتمر بأمر الغرب ويحقق مصالحه ..

.. ولكن - برغم كل ما سبق - فهو ربح من الناحية المعنوية أكثر منه ربح مادى ملموس ..
وبالنسبة للربح المادي ، فيمكن اجماله فيما يلى :

١ - اوقعت حماس قتلى إسرائيليين بلغوا1600 منذ ٧ أكتوبر الماضي ، واوقعت عدد من الجرحى والمصابين بلغوا حوالي 7000 شخص ...

وهذه هي الأرقام الإسرائيلية ، وهى أرقام لا يمكن القول انها حقيقية أو صادقة ، فنزعة تقليل إسرائيل من خسائرها معروفة على طول صراعها مع العرب ..
وبرغم ذلك فيمكن القول أنها أرقام كبيرة بالنسبة لكل عمليات حماس السابقة وكذلك لكل عمليات حزب آلله ، أي أنها الخسائر الأكبر في صراع إسرائيل منذ تحول صراع العرب معها من صراع دول إلى صراع منظمات مسلحة معها ..
٢ - فرضت على إسرائيل نقل جزء من شعبها من بيوته إلى أماكن أخرى بعيدة عن أماكن الصراع ..

وهكذا نقلت إسرائيل سكان المستوطنات المحيطة بغزة إلى الداخل الإسرائيلي خوفا من رشقات الصواريخ الآتية من غزة ..

٣ - فرضت على إسرائيل استدعاء احتياطي هائل من جنودها استعدادا لاقتحام قطاع غزة المنيع ، وهو ما فرض توقف دولاب العمل الحكومي والإنتاجي في إسرائيل - أو جزء لا يستهان به على أقل تقدير - وقد أنتج ذلك أثره الفوري بطلب إسرائيل مساعدات عاجلة - بالمليارات - من أمريكا ، قدمتها أمريكا على طيب خاطر ..

٤ - تدمير عدد لا بأس به من الدبابات والمدرعات الإسرائيلية أثناء محاولتها اقتحام غزة وبها اطقمها العاملة من الجيش الإسرائيلي ..

... هذه - حتى هذه اللحظة - مكاسب حماس الظاهرة من العملية ..

ننتقل إلى الجانب الآخر من حساب الأرباح والخسائر وهو ناحية الخسارة ..

١ - بلغ القتلى من الجانب الفلسطيني أكثر من عشر ألاف انسان وأضعافهم من الجرحى والمصابين .. وهي تكلفة انسانية كبيرة .

٢ - تدمير هائل للبنية الأساسية في قطاع غزة ، من محطات الوقود إلى محطات الكهرباء إلى محطات الشرب ، إلى جانب دمار جزء لا يستهان به من منازل وبيوت أهل غزة .. وهو ما يحتاج بناءه وإعادته إلى حالته إلى عدة مليارات من الدولارات ..

٣ - تهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها ، وبدء صنع منطقة آمنة لإسرائيل داخل قطاع غزة ذاته ، وطبقا للمعلن من تصريحات الإسرائيليين فإن التفكير قائم الآن على تقسيم قطاع غزة ، إلى شمال يسيطر عليه الإسرائيليين وجنوب يتكدس فيه الفلسطينيين من أهل غزة ..

٤ - استغلال إسرائيل عملية حماس للانتهاء بصورة كاملة من القضية الفلسطينية ..
وخرج إلى العلن ما كان مكتوما لفترة طويلة ، وإذا خطط إسرائيل ترمى بلا لبس إلى تهجير الفلسطينيين في غزة إلى سيناء ، وتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الأردن ..
وأصبح الضغط على مصر والأردن محسوسا ، وفى بعض الأحيان لا يطاق ..

ولا يمكن القول - حتى الآن - أن إسرائيل صرفت النظر عن ذلك المشروع المجنون بل إن محاولات تنفيذه - خطوة خطوة - تجرى على قدم وساق ، وبمساعدة غربية واضحة ، حتى وإن أعلنت التصريحات الرسمية خلاف ذلك ، ولكن الكلام شيء والواقع على الأرض شيء آخر تماما ..
أي - وبصرف النظر عن أي شيء آخر - فإن نتيجة ما فعلته حماس يمكن أن يؤدى - لا قدر الله - إلى ضياع فلسطين إلى الأبد ، ومعهما وضع مستقبل دولتين عربيتين - مصر والأردن - في مهب الريح ، وأمام مخاطر وجودية لا يستهان بها ..
أي - كما قالوا قديما - أن الطريق إلى جهنم مفروش دائما بالنوايا الحسنة .. وذلك بافتراض حسن النوايا ..

ان استراتيجية حماس من هذه العملية ليست واضحة ، وبالتالي فمطالبها منها ايضا غير واضحة ، ومن غير المعروف بالضبط النقطة التي تستطيع حماس ان تقول عندها انها حققت أهدافها من هذه العملية المكلفة أو جزء منها ، وبالتالي حققت شيئا لها وللقضية الفلسطينية ..
بل العكس هو ما حدث ، لقد وفرت تلك العملية لإسرائيل الجو المناسب للانتهاء من القضية الفلسطينية وتصفيتها ، أو علي الاقل ابعاد مشكلة غزة عنها ..

هذا - كما يسمي في العلوم العسكرية – تقدير موقف ، حاول ان يكون متوازنا بقدر الطاقة ، وعقلانيا وليس عاطفيا ، ويمكن في ضوئه فهم شيء من الدراما الهائلة التي تجري أمامنا ، والي أين تقودنا وتقود أوطاننا ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة على الأمس .. في ضوء ما يجرى اليوم .
- حكاية .. بلا بداية ولا نهاية .
- أقصى درجات العنف ..
- لقد وقعنا في الفخ !!
- لماذا ؟! السؤال الخطير .. وما وراءه من أمور أخطر .
- أسبوع الغضب علي القاهرة ..
- الممر الآمن ... ماذا يدور في الكواليس من أمور خطيرة ؟!
- أين القاعدة وأنصار بيت المقدس وداعش ؟!!
- سيناء ..
- مصر ... وما يحدث في فلسطين
- كلمة عن اليوم الأول من الحرب ..
- عبد الناصر ... والشيوعيين .
- جمال عبد الناصر .. واليمين الدينى
- جمال عبد الناصر .. واليمين السياسى .
- جمال عبد الناصر .. والفئات الأربع الغاضبين عليه !!
- المخدرات ... والسياسة !!
- الحرب على بريكس في مصر .. لماذا ؟!
- خطوة مهمة فى طريق طويل
- كيف أنقذ الله مصر من عشر سنوات من مصير السودان اليوم ؟
- المعارضة المصرية .. واللحظة المناسبة .


المزيد.....




- قضية التآمر على أمن الدولة في تونس: -اجتثاث للمعارضة- أم -تط ...
- حمزة يوسف يستقيل من رئاسة وزراء اسكتلندا
- ما هو -الدارك ويب- السبب وراء جريمة طفل شبرا؟
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر ...
- أكاديمي يدعو واشنطن لتعلم قيم جديدة من طلاب جامعاتها
- وزير خارجية نيوزيلندا: لا سلام في فلسطين دون إنهاء الاحتلال ...
- جماعة الحوثي تعلن استهداف مدمرتين أميركيتين وسفينتين
- لماذا اختلف الاحتفال بشهر التراث العربي الأميركي هذا العام؟ ...
- إسرائيل قلقة من قرارات محتملة للجنائية الدولية.. والبيت الأب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - حساب الأرباح والخسائر ..