أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - خطوة مهمة فى طريق طويل















المزيد.....

خطوة مهمة فى طريق طويل


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7712 - 2023 / 8 / 23 - 22:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حدث في مجموعة البريكس خطوة مهمة فرضتها المرحلة الحالية من تطور العالم ، وهى مرحلة سبقتها مراحل وستليها مراحل ..

سبقها المراحل التالية :
- بعد قرون من سيطرة الغرب - بريطانيا لمدة ثلاثة قرون وأمريكا منذ ثلاثة أرباع قرن - على العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، ظهر منذ عقدين أو ثلاثة اخيرا ضوء فى نهاية النفق ..

- ظهرت أسيا الجديدة لتتحدى سيطرة القرون بواسطة أوربا ثم أمريكا ، وبدأ الجنس الأصفر يكتب كلمته ، بعد أن ظل الجنس الأبيض متحكما في مصير الدنيا لخمسة قرون كاملة ..

ظهرت اليابان أولا فى ستينات وسبعينات وثمانينات القرن العشرين ..
ثم ظهرت الصين فى تسعينات القرن العشرين والعقود الأولى من القرن الواحد والعشرين ..
ومع اليابان والصين ظهرت قوى آسيوية أخرى ، من كوريا إلى اندونيسيا ، ومن فيتنام إلى الهند ..

والنتيجة أنه ضمن القوى الخمسة الكبرى اقتصاديا في العالم اليوم هناك ثلاثة منها فى آسيا : الصين واليابان والهند ..

- وإذا أضفنا القوة الإقتصادية للأسيويين الى القوة العسكرية لروسيا نستطيع أن نقول ان بقاء الغرب سيدا على العالم أصبح لأول مرة محل شكوك جدية ..

فحتى فى سنوات الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية كان مفهوما أن التحدى أيديولوجيا في المقام الأول ثم عسكريا في المقام الثانى ..
ولكن التحدى الاقتصادى والتحدي التكنولوجي لم يكن موجودا ..

لكن الآن التحدى اقتصاديا - وهو الأهم ، لأن عليه تبنى كل العوامل الأخرى - وتكنولوجيا وعسكريا ..
وإن توارى التحدى الأيديولوجي ، وترك الغرب يلعب في هذه الساحة بمفرده ..

.. والعالم لا يتغير بين يوم وليلة ، ولكن يتغير بصورة بطيئة ، وفى صورة مراحل ..

وما يحدث هذه الأيام يمثل عنوانا على مرحلة من مراحل نزع قوة الغرب وتقليم اظافره .. وهى هذه المرة فى ساحة الاقتصاد ..

ومجموعة البريكس تستحوذ على ٣١،٥% من الناتج العالمى مقابل ٣٠،٧% لمجموعة الدول الصناعية السبع .. أى أمريكا وحلفاءها ..

وتستحوذ دول البريكس على ٢٩% من التجارة العالمية ، كما أصبح لها مؤسساتها الاقتصادية المناظرة لمؤسسات الغرب :

بنك التنمية الجديد مقابل البنك الدولى ..
وألية ترتيب احتياطي الطوارئ (CRA)، وهي آلية سيولة مصممة لدعم الدول الأعضاء التي تواجه صعوبات في الدفع ، وتسمى صندوق بريكس ، ويعد منافسا لصندوق النقد الدولي ..

والمؤشر الأهم هو محاولات زحزحة الدولار عن سيطرته الخانقة على اقتصادات العالم ، سواء بعملة موحدة جديدة تابعة للبريكس أو سلة عملات ، أو التعامل بالعملات المحلية بدون حاجة للدولار ..

خاصة وأن حجم التعاملات العالمية بالدولار انخفض من ٩٠% من عقدين من الزمن إلى نحو ٥٨ - ٦٠% فقط اليوم ..

كما هبط نصيب الاحتياطيات الدولارية لدى البنوك المركزية حول العالم إلى ٥٩% - وهو أدنى مستوى له - خلال عام ٢٠٢٠ ..

والمرحلة الحالية سوف يستتبعها مراحل أخرى مهمة ، فى صراع طويل وشاق ومرهق للأعصاب ، حتى يأتى اليوم الذى ستتنفس فيه الشعوب الصعداء بعد زوال غمة استمرت قرونا ، ومجئ عصر فيه نوع من توازن القوى ، يسمح للشعوب الصغيرة بالتنفس والحياة كما تريد ، وليس كما يفرض عليها ..

فالحقيقة اننى لا أرى حلا لمشاكل مصر الاقتصادية ، ولا مشاكل الدول النامية بصورة جذرية - وأقصد المشاكل الأساسية المستمرة خلال العقود الماضية - إلا من خلال نظام اقتصادى دولى أكثر عدلا ..

وحديثى ليس عن الأزمة الاقتصادية الحالية في مصر ، فهى فى النهاية أزمة صغيرة ، وهى عرض لمرض قديم يخبو مرة ويظهر مرات ، أبرز ملامحه أننا فقدنا قدرتنا علي فعل ما نريده - اقتصاديا - فى بلدنا ، وهى قضية تشترك فيها معنا أغلب دول العالم ..

فقد فرض علينا نظام اقتصادى دولى ظالم ، تحرسه أساطيل منتشرة فى كل بحار ومحيطات الدنيا ، وتحميه قواعد برية وجوية وقوات منتشرة في أغلب دول العالم ..

لذا فالخطوات التالية تستدعى اليقظة والفطنة ، وقبلها العقل والتدبير ، حتى تتخطى الشعوب المكافحة فخاخ بلا حصر ستنصب لها ..

فالغرب لن يسكت بالطبع ، ورده فى رأيي لن يأتى فى مجال الاقتصاد .. فلم يعد لدى الغرب فى هذه الناحية الكثير ، ولكن رده فى الغالب سيكون في مجال الفتن وخلق التوترات والنزاعات .. وهو مجال برع فيه الغرب إلى درجة الإبداع ..

ومن تلك الوسائل :

- تأليب الشعوب على حكامها .. بنداءات الثورة والتغيير والحكم الرشيد ... إلخ ، وخلق حروب ثقافية ودينية وعرقية ولغوية ومناطقية في الجبهات الداخلية للدول ..

- تأليب الشعوب على بعضها ، بدواعى تفوق تلك الدولة على غيرها فى المال أو التاريخ أو المواقف أو القوة الناعمة ، وهو ما نجد تطبيقاته كثيرا في منطقتنا ..

- خلق حزام من الدول المعادية أمام الدولة المستهدفة .. ومن ينظر إلى حجم الدول المعادية للصين في محيطها أو حجم الدول المعادية لروسيا حولها سيفهم المقصود ..

- الثورات الملونة ، واغراء الشعوب بقصة الديموقراطية ..
مع إن من يختاره الغرب لإيصاله إلى السلطة بعد تلك الديموقراطية اسوأ بمراحل من سابقه ، ولا يمت إلى الديموقراطية وقيمها بصلة ، ولكن هى وسيلة لخداع الشعوب ببريق يحسبه الظمأن ماء ..

وهو ما دلت عليه كل تجارب الثورات الملونة خلال العقود الثلاثة الماضية ، من اوكرانيا إلى صربيا ، ومن مصر إلى جورجيا ..

ويجب الاعتراف - للأسف - أن ما لدى الغرب من وسائل قوى ومؤثر ، وأن تلك الوسائل ناجعة في أغلبها ، وبسبها انهارت دول مهمة بل وامبراطوريات عظمى .. وتجربة الاتحاد السوفيتي عبرة لمن يريد ..

كما أثبتت التجارب أن الشعوب يمكن خداعها للأسف ، والمشى وراء سراب الغرب أغرى كثير من الأمم ، سارت وراءه مغمضة العينين في طرق شديدة الخطورة على تماسكها وعلى مستقبلها ، بل وعلى حياتها ذاتها ..

لذا فالحرب على الشعوب ليست على جبهة الاقتصاد وحدها ، ولكن على جبهات أخرى أكثر نعومة وخبثا ..
وأولها وأهمها جبهة الفهم والوعى .. وهى أخطر الجبهات ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف أنقذ الله مصر من عشر سنوات من مصير السودان اليوم ؟
- المعارضة المصرية .. واللحظة المناسبة .
- سلفى .. وفتاة الجيش الأمريكى !!
- حديث مع ناصرى كبير ..
- ناشط اقتصادي
- نفاق الحكام .. ونفاق الشعوب
- مرتبات أساتذة الجامعات .. ومرتبات القضاة !!
- جددت حبك ليه
- هل تركوا ثورة 30 يونيو فى حالها ؟!!
- ثورة 30 يونيو .. نظرة على الأفق الأوسع .
- ثورة 30 يونيو 2013 .. ذكريات شخصية .
- الصناعة الأولى في مصر
- كيف تهبط أسعار اللحوم ؟
- الجمهورية ..
- مصطفى مشَّرفة .. ونجيب ساويرس !!
- الاستحواذ على الأراضى فى الخارج
- السودان .. هل يحل المشكلة ؟
- الغذاء .. والمياه .
- الربيع العربى .. والغذاء .
- الغذاء .. كيف وصلنا إلى الوضع الحالى ؟


المزيد.....




- صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط ...
- -رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن ...
- ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل ...
- هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
- الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب ...
- نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح ...
- السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي ...
- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - خطوة مهمة فى طريق طويل