أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - نفاق الحكام .. ونفاق الشعوب














المزيد.....

نفاق الحكام .. ونفاق الشعوب


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7673 - 2023 / 7 / 15 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نفاق السلطة لم يعد مجلبة للفوائد أو المغانم ، على العكس أصبح مجلبة للاتهامات ، ومع أن لكل حكم فى الدنيا مؤيديه المقتنعين به وبما يمثله وله أيضا معارضيه .. إلا فى مصر !!
المفروض الآن فى مصر ألا يكون للحاكم مؤيد ، بل معارض فقط !!
وفى حين ينظر إلى المؤيد - وأتكلم عن المؤيد باقتناع وبلا مصلحة - بأنه منافق أو مطبل بلغة هذه الأيام تخلع على المعارض - حتى لو كان مثالا للجهل أو الغوغائية أو الانتهازية - صفات البطولة والشجاعة والوقوف مع الحق .. والذى هو - طبعا - فى الجانب المقابل للسلطة ..
ومع ذلك .. فكل ذلك مفهوم ، وتم التعود عليه ..
لكن الأخطر من نفاق السلطة أو التطبيل لها هو نفاق الشعب - أو الجموع - والتطبيل لها ..
فمثلا ...
فى الزيادة السكانية .. تجد كثيرون ينافقون الجموع ولا يقولون لها ما يجب قوله بأن ذلك واحدة من كوارث الحياة فى مصر ..
بل تجد من يتكلم عن أن البشر ثروة لابد أن تستغل ، وأن سوء التوزيع هو المشكلة وليس زيادة السكان ..
وانه فى الصين الوضع كذا وكذا ، وفى الهند كيت وكيت !!
ليس فقط فى الزيادة السكانية يتم التطبيل للشعب .. بل فى أخلاقيات العمل !
المصرى بطبعه كسول ولا يحب العمل ، ولديه أعذار الدنيا والآخرة للتهرب منه ، وهو ما لا نجده في بلاد أخرى مثلنا ، وللأسف لا يتم مصارحة الشعب بعيوبه ، على الأقل لبدء طريق اصلاحها .. ولكن الأعذار تأتى مسرعة بأن الشعب مطحون وأنه يعانى وأنه وأنه وأنه ....
كأن ذلك مبرر لتدنى أخلاقيات العمل لدى المصريين وبالتالى قلة انتاجيتهم ..
ناحية ثالثة .. أخلاق الشعب .
كلنا يلمس ما هو عليه أغلب الشعب من أخلاق ..
وأقصد بالأخلاق السلوك الحسن وحسن التعامل ورقة الأقوال والتصرفات .. والجميع يرى أن عكس ذلك هو ما يحدث في الحياة اليومية للمصريين ..
ولا أحد يصارح الشعب بأن اخلاقه العامة أصبحت على غير ما يرام ، بل الأعذار هنا أيضا تأتى سريعا : الناس مطحونة .. الناس غلبانة .... إلخ !
وكأن ذلك أصبح مبررا للبذاءة أو سوء الخلق ..
ناحية رابعة .. الدين !
والشعب المصرى يصف نفسه بأنه متدين بطبعه ، ومظاهر التدين تملأ الأفق المصرى كله ..
ولكن لم يصارح أحد الشعب أن تدينه في بعض الأحيان ينسى الحد الفاصل بين التدين والتطرف ..
وأن كثيرين يذهبون إلى تفسيرات وآراء متشددة ويتركون آراء أخرى أكثر تسامحا ورحمة ..
فى علاقة المسلمين بالمسيحيين مثلا.. ضاع عند كثيرين ذلك الخيط الرفيع من زمن ، وأصبح المصرى المسلم - مثلا - يتحرج من تهنئه أخيه المصرى المسيحى بعيده !!
واذا فرضنا أن مسلما متزوجا من مسيحية فله الحق أن يفعل معها وبها ما يشاء .. إلا أن يهنئها بعيدها !!
وفى غير علاقة المسلم بالمسيحى هناك كثير جدا من مظاهر التطرف - وليس التدين - فى الحياة المصرية ..
ناحية خامسة .. إشارات المرور ، وآداب وسلوكيات قيادة السيارات والمركبات بأنواعها .. وهنا نجد تصرفات في غاية الغرابة ..
ناحية سادسة .. الرشوة لقضاء الحوائج والتى أصبحت من مفردات الحياة فى مصر ..
قد يقول قائل .. ولماذا لا تتدخل الدولة ؟!
لماذا لا تستخدم سلطتها ؟!
لماذا لا تفرض القانون ؟!
والجواب .. واين هى تلك الدولة التى تستطيع مراقبة مواطنيها كلهم وفى كل تصرفاتهم ؟!
وإذا انحرف المسئول عن مراقبة الناس فمن يراقبه ؟!
ومن يراقب من يراقبه ... إلخ .
التدخل الإدارى أو تدخل السلطة لا يأتى بنتيجة إيجابية فى امور السلوك أو الفكر أو الإعتقاد .. بل الأفضل تركها لدرجة تطور الشعب ونضجه ، ووعى مثقفيه وهمتهم ..
الخلاصة ...
السلطة فى النهاية - مهما بقت - فهى زائلة ، أما الشعب فهو خالد وباق ..
والاهم - على الأقل - علاج مشاكل الخالد والباقى جنبا إلى جنب مع مشاكل المؤقت والزائل ..
خلاصة الأمر ..
نفاق الحاكم والتطبيل له مضر .. ولكن نفاق الشعب والتطبيل له أكثر ضررا !!



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرتبات أساتذة الجامعات .. ومرتبات القضاة !!
- جددت حبك ليه
- هل تركوا ثورة 30 يونيو فى حالها ؟!!
- ثورة 30 يونيو .. نظرة على الأفق الأوسع .
- ثورة 30 يونيو 2013 .. ذكريات شخصية .
- الصناعة الأولى في مصر
- كيف تهبط أسعار اللحوم ؟
- الجمهورية ..
- مصطفى مشَّرفة .. ونجيب ساويرس !!
- الاستحواذ على الأراضى فى الخارج
- السودان .. هل يحل المشكلة ؟
- الغذاء .. والمياه .
- الربيع العربى .. والغذاء .
- الغذاء .. كيف وصلنا إلى الوضع الحالى ؟
- الغذاء والسياسة
- مشكلة الغذاء فى مصر والعالم العربي
- رباعيات الخيام .. وفلسفة اللذة
- حقيقة الديموقراطية .. فى بلاد الديموقراطية !!
- مجانية التعليم ... لمن ؟!
- فوز اردوغان ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يداهم مواقع في جنوب سوريا قرب الجولان ويضبط ...
- سي إن إن: تراجع كبير في دعم الديمقراطيين لإسرائيل
- خبير إسرائيلي: قد نواجه عزلة دولية بعد تسونامي الاعترافات بف ...
- أول خطف جماعي هذا العام في نيجيريا
- أثينا توبّخ سفير إسرائيل: لا نقبل دروسا من قتلة المدنيين
- جوبا وكمبالا.. توترات حدودية تعكس هشاشة التحالف السياسي والع ...
- -لم أستطع تجاوز الأمر-.. روبرت إيفريت يقول إنه طُرد من مسلسل ...
- بركان بروسيا يثور بعد قرون من السكون.. هل الزلزال هو السبب؟ ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة
- لبنان على مفترق حاسم حول ملف السلاح.. وزير العدل: لن نسمح ل ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - نفاق الحكام .. ونفاق الشعوب