أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 24 - في ذكرى العدوان الثلاثي 1956...ما هي العبرة؟















المزيد.....

كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 24 - في ذكرى العدوان الثلاثي 1956...ما هي العبرة؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع






*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


في ذكرى العدوان الثلاثي 1956...ما هي العبرة؟


تيمور شيرزاد
كاتب صحفي روسي

31 أكتوبر 2023

لماذا لم تسمح الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي لإنجلترا وفرنسا وإسرائيل بالاستيلاء على قناة السويس؟

في 31 أكتوبر 1956، بدأت عملية الفارس Musketeer – هاجمت القوات البريطانية والفرنسية مصر. وكانت إسرائيل التي لا تزال يافعة وهشة متورطة في الحرب للسيطرة على قناة السويس والقضاء على عبد الناصر رائد القومية العربية. فات المعتدين أمر واحد – لم يأخذوا في الحسبان سوى "شيء صغير" واحد – الدول العظمى على هذا الكوكب.

تربط قناة السويس، التي بنيت في القرن 19، بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. فهي تختصر بشكل حاد الطريق البحري من أوروبا إلى آسيا، مما يلغي حاجة السفن للإلتفاف حول القارة الأفريقية. كان هذا الإختصار في المسافة يعني توفيرًا لوجستيًا كبيرًا – في الوقت والمال. لذلك، فإن من يسيطر على القناة يمكنه ممارسة الضغط السياسي على المشاركين الآخرين في التجارة العالمية وكسب المال.

وفي خلال الحربين العالميتين، كانت مصر التي تمر القناة عبر أراضيها، مستعمرة بريطانية، بينما كان الهيكل نفسه تحت السيطرة الأنجلو-فرنسية. صحيح أن القاهرة حصلت على استقلالها المنقوص في عام 1936، لكن القوات البريطانية كانت لا تزال متمركزة على أراضيها وبالذات في منطقة قناة السويس.

وسمحت المعاهدة الموقعة عام 1936 لبريطانيا بالسيطرة الكاملة على منطقة القناة لمدة 20 عامًا أخرى على الأقل. وحاولت الحكومة المصرية باستمرار تقليص هذه الفترة بأثر رجعي، لكن البريطانيين، بطبيعة الحال، لم يظهروا الكثير من التفهم في هذا الشأن. وفي الوقت نفسه، كان موضوع السيادة على القناة في المجتمع المصري ساخنًا جدًا ويثير الاضطرابات. وفي عام 1951، وسط مظاهرات حاشدة، أنهى المصريون أخيرًا المعاهدة من جانب واحد.

في الواقع، القوات البريطانية بقيت موجودة في منطقة القناة. لكن البريطانيين في لحظة واحدة فقدوا الكهرباء والاتصالات السلكية وإمدادات المياه. اختفى العمال المصريون الذين يخدمون مصالح الجيش البريطاني. لكن ظهر مسلحون عرب مجهولو الهوية وبدأوا في إطلاق النار على البريطانيين من الكمائن، ونسف البنية التحتية وإلحاق الأذى بهم بأي طرق أخرى متاحة.

رد البريطانيون على ذلك بإطلاق النار على أي شخص بدا لهم مشبوهًا. وتم نشر تعزيزات في منطقة القناة تضم مظليين ودبابات. بحلول يناير 1952، كانت هناك معارك كاملة تجري بالفعل في منطقة القناة بنيران المدافع الرشاشة وطلقات من مدافع الدبابات. رد القوميون العرب بضرب لكل ما هو بريطاني في القاهرة. وبعد ذلك، وجدت لندن أخيرًا طريقة للضغط بشكل جدي على الحكومة الملكية، التي أعادت الكهرباء وكبحت جماح الثوار.

لكن رداً على ذلك، لم يتلق الشارع الغاضب سوى ثورة – في يوليو 1952، تمت إزاحة السلطة الملكية، وترأس مصر البكباشي جمال عبد الناصر. استمرت حرب الفدائيين، وبحلول عام 1954، انتهى الوجود البريطاني أخيرًا – وبدأوا في سحب القوات، والذي انتهى في صيف عام 1956.
وعلى الفور تقريباً، أعلن عبد الناصر تأميم القناة، على الرغم من أن امتيازها لا ينتهي إلا في عام 1968.

ضربة تحت الحزام

وبدأ البريطانيون والفرنسيون، الذين يمتلكون حصة كبيرة من اسهم شركة قناة السويس، بالتفكير بعمق. كانت فترة الخمسينيات من القرن الماضي مختلفة بشكل لافت للنظر عن فترة الثلاثينيات من القرن الماضي - الإمبراطوريات الأوروبية كانت التي كانت عظيمة ذات يوم مزقتها الحرب العالمية الثانية، وغدت تنهار عند ومن اساسها. ولم تعد لديها القوة لممارسة الضغط العسكري على السكان المحليين. ولكن بعد فشلهم في التعامل مع الأمر بمفردهم، كان بوسع البريطانيين أن يراهنوا على شخص آخر. وهنا كان هناك خيار جيد.

وتبين أنها إسرائيل اليافعة. هزمت الدولة اليهودية العرب في حرب 1948-49، لكن في الخمسينيات، اشترت مصر أحدث السلاح من تشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفياتي بكميات ضخمة. وكان من الصعب على الدولة اليهودية أن تتعامل مع هذه المشكلة بمفردها. لكن ماذا لو توفرت المساعدة من قوتين...

بعد أن سيطرت مصر على القناة، كانت على استعداد للسماح لأي شخص بالمرور عبرها – فالمال لن يسقط من السماء. ولكن كان هناك استثناء واحد - السفن الإسرائيلية. وهكذا، كانت لدى إسرائيل وفرنسا وبريطانيا دوافع لبدء حرب ضد مصر، بعضهم لاستعادة السيطرة على قناة السويس، و اخرين لاحتلال قطعة أرض من جار خطير.

هاجمت إسرائيل مصر في 29 أكتوبر، وبدأت في الاستيلاء بنجاح على شبه جزيرة سيناء بعد احتلال قطاع غزة، وفي 31 انضمت إليها القوات الأنجلو-فرنسية، واستهدفت قناة السويس. كانت القوة الضاربة الرئيسية لمجموعتهم البحرية هي حاملات الطائرات – حيث تم حشد 7 منها. أما الباقي فكان عبارة عن سفن مرافقة، بما في ذلك سفن حربية من حقبة الحرب العالمية الثانية. لعبت سفن الإنزال دورًا مهمًا. في المجموع، يتكون أسطول الغزو من أكثر من 130 سفينة.

أغلق المصريون القناة على الفور، وأغرقوا العشرات من السفن الصغيرة هناك، وحشدوا القوات للدفاع عنها. لكن هذا لم ينقذهم – ففي 5 نوفمبر/تشرين الثاني، قامت القوات البريطانية والفرنسية بإنزال جوي في بورسعيد، عند مدخل قناة السويس، وسيطرت على أهداف رئيسية - على سبيل المثال، المطار. في اليوم التالي كان هناك إنزال من البحر. تلا ذلك معارك المدن – قاتل المصريون بشدة، لكن العدو كان يتحرك في عمق البلاد. وبدا أن دعم المدفعية البحرية والطيران والتفوق النوعي للقوات الأنجلو-فرنسية سيؤدي وظيفته.
ولكن في اليوم التالي سادت الدهشة عواصم العدوان.

الحطاب الذي طرد الجميع

وكانت الخطة برمتها مبادرة من إنجلترا وفرنسا. كان من المفترض أن بقاء السيطرة على قناة السويس أمر مهم للغاية وأن العملية ستقابل بالتفهم من قبل جميع الحلفاء.

ولكن هذا لم يكن صحيحا. كان الرئيس الأمريكي أيزنهاور غاضبًا لأنه لم يكلف أحد نفسه عناء إبلاغه. وكان جاهزًا للعب ضد فرنسا وإنجلترا.

سواء كانت القناة في أيدي لندن أو باريس أو القاهرة لم يزعجه بشكل خاص - فقد كان يعتقد أن أدوات الأمم المتحدة ستكون كافية لكي تعمل القناة كما ينبغي. وطالب المصريين بالسماح لجميع السفن بالمرور، بما في ذلك السفن الإسرائيلية. مصر، التي فقدت للتو شبه جزيرة سيناء بسبب هجوم الجيش الإسرائيلي وكادت أن تفقد قناة السويس، لم تعترض الآن.

وكان خروتشوف غاضباً أيضًا . لقد لعب بأوراقه الرابحة من خلال تهديد إنجلترا وفرنسا بحرب نووية.

ولم تتمكن باريس ولندن، بل وأكثر من ذلك الجانب الإسرائيلي، من تحمل مثل هذا الضغط غير المتوقع من الجانبين في وقت واحد. وسرعان ما تم نشر قوات حفظ السلام في منطقة القناة، واضطرت القوات البريطانية والفرنسية إلى المغادرة. وأجبر التهديد بفرض عقوبات إسرائيل على الجلاء عن شبه جزيرة سيناء المحتلة.

العبرة

أظهرت هذه الأزمة بوضوح شديد أنه عندما تتفق القوى العظمى على أن كائنا من كان على هذا الكوكب يتصرف بشكل غير صحيح، يتم حل المشكلة بسرعة كبيرة. ولا يمكن للاعبين الإقليميين أن يمارسوا إلا القليل من المعارضة.
وعندما تكون هناك خلافات (أو ان القوى العظمى لا تهتم)، تستمر الحروب لسنوات، وربما حتى لعقود. وأوضح الأمثلة على ذلك هي فيتنام وأفغانستان وقضية فلسطين.

في عام 1991، عانت بلادنا من أكبر انهيار لها ولم تعد قوة عظمى. ولم يتبق في العالم سوى قوة واحدة، وهي الولايات المتحدة. وإذا كان نشاط شخص ما غير مقبول بشكل أساسي بالنسبة لواشنطن، فقد انتهى كل شيء بالنسبة لمثل هذا "الممثل" بخسارة كبيرة – يتذكر الجميع المصير الذي لا يحسدون عليه، مثلا، الصرب والعراقيين والسوريين والليبييين والقائمة تطول.

ولكن اليوم هناك صدع ما في هذا النظام العالمي أحادي القطب. ولم تعد القوى الإقليمية مستعدة للوقوف عند أول صيحة من القوة المهيمنة. إن معارك اليوم تدور أيضاً حول القدرة على حل المشاكل الخاصة دون النظر إلى رأي الولايات المتحدة - وفي مثل هذا العالم، كان الوضع الذي تكشف في أكتوبر 1956 سينتهي بشكل مختلف تماماً.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 23 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 22 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 21 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 20 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – حماس في موسكو - ط ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – الحرب البرية – طو ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – أنفاق غزة - طوفان ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 17
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 16
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 15
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 14
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 13
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 12
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – حول جريمة مستشفى ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – دوغين عن سيناريو ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 9
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – دوغين عن اللوبي ا ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 7
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 6
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 5


المزيد.....




- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 24 - في ذكرى العدوان الثلاثي 1956...ما هي العبرة؟