أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مظهر محمد صالح - العراق والمسالة الفلسطينية: اغتراب التطبيع و حفر الدم














المزيد.....

العراق والمسالة الفلسطينية: اغتراب التطبيع و حفر الدم


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7780 - 2023 / 10 / 30 - 21:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


مازالت بلادنا على مفترق طرق في التعاطي مع المسالة الفلسطينية التي غاب القانون الدولي عن عدالتها ، فمخلفات احتلال العراق بعد العام 2003 وشروط ومناخات التغيير التي جرت من حوله اقليميا ودوليا ازاء المسالة الفلسطينية ، هي مازالت في مساحة الجدل التي تؤرق الحياة وتشحن الغيوم السياسية العراقية تجاه منع التعاطي مع شرعية الاحتلال الاسرائيلي . اذ تمثل تلك الجدالات وحتى اللحظة نقطة الاثارة بين شرعية الحرب ضد الاحتلال وزيف السلام مع المحتل وعلى وفق معطيات الاغتراب الاقليمية والدولية الراهنة:
1- فازاء الوضع الاقليمي الذي تعيش المنطقة تداعيات ابهامات وجهته ، تجد ثمة عواصف داخلية تخلفها عجالة عزل ملفات قضية العرب المركزية على مستوى التفرد الرسمي العربي ،ليعيد جلها كتابة جداول اعماله القائمة على لملمة القرار الداخلي في ايجاد تعريف مستحدث للمساءلة الفلسطينية ،يفضي الى تغيبها وهو الايهام الاول الذي تتناغم فيه هرمونية انزلاق العدالة في اجزاء من النظام العربي والاستقطاب في مستقرات النظام السياسي الدولي الخالي من فكرة العدلة .
2- وعلى صعيد فراغات البعد القومي التقليدي من المسالة الفلسطينية نفسها فقد اخذت هي الاخرى منهجاً يتسم بالانعزالية المصطنعة والغربة في تلمس شروط الحد الادنى للتضامن ،لتستقطب اليوم جميعها في منحدر الذوبان في ذلك التكتل (العربي التجميعي الهش )الخالي من اي عقيدة تعريفية في الحفاظ على الهوية دون تشتت ، ومازال يعيش افرازات نتائج الحرب العالمية الثانية وظروف الحرب الباردة اسمها :
جامعة الدول العربية ، وهو الايهام الاخر في التعاطي مع تغييب المسالة الفلسطينية واغترابها دون تاثير يذكر .
3-وبين الايهام الاول والايهام الثاني
انحاز مسار المسالة الفلسطينية صوب جدول اعمال عقائدي شبه معولم في الدفاع عن الحق من زاوية ثيولوجية في هذه المرة غابت حدود الارض فيها ومحداتها واقتصرت على غزة في مواجهة حرب تلفها عقائد مبهمة ما قبل الميلاد و هي غارقة في الاساطير والاوهام والخوض في مخيال زائف يسوغ ديمومة الاحتلال .
وبالمقابل لم يتوافر للمحيط الاقليمي العربي سوى اندفاعات شعبية عفوية يلفها موروث اديولوجي ديني ويتبلور بلا انتظام خارج جداول الاعمال المضطربة عربيًا في التعاطي مع الشأن الفلسطيني وهو الايهام الثالث .
4-لم يجنِ العالم العربي بعد مرور 75 عاما من احتلال فلسطين سوى جغرافية سياسية منقسمة بين معسكرين: الاول ،هو معسكر تنامت فيه بمرور الوقت كتلة اغتربت عن المسالة الفلسطينية تماماً وبنت جدران القبول لها داخل المحيط الاقليمي العربي وتعد بلدانها مستقرة سياسيًا وتنموياً كثمن للاغتراب والتمتع باجازة السلام عن مجريات قتل الحق واستلابه استعدادا للسير المباشر صوب برنامج التطبيع مع اسرائيل بهارمونية اخرى لما بعد غزة post Gaza era . اذ يسوغ المعسكر المذكور الاحتلال ويحوله الى حق بسلام خائن .انها الكتلة التطبيعية الاكثر استقراراً ونمواً حتى وان كان ذلك الاستقرار مصطنعاً .
اما العسكر الثاني ، الذي افرزته الاحداث الاقليمية خلال اكثر من عقد من الربيع العربي المضطرب ، فهو قائم اليوم على نشوء اوضاع تضرب باطنابها مجموعة دول عربية مازالت تتعثر في صراعات وجودية وتلطع جراح حروبها الانقسامية المبهمة النهايات .انها المجموعة العربية التي يُغيب السلم الاهلي عنها و أسيرة الحروب الداخلية التفكيكية وهي ترقد في اجندة اطارها العام مشروع سياسي إمبريالي قادم .وتعد تلك المجموعة في الوقت نفسه قوى معسكر تائه يبحث عن مصفوفة مستقبله في جغرافيا سياسية شديدة الابهام وبلا نهايات.
بعبارة اخرى انها مجموعة تمضي تحت هشيم إستراتيجيات امبريالية ترسم خرائط التفكيك والدمج لولادة شرق اوسط جديد يبتلع خرائط الماضي ويرسم الجغرافيا السياسية لبلدان المنطقة بادوار تفرغ سهام القضايا المركزية للامة من جعبة شعوبها .
5- ختاماً ، فقد مضى عقدين من الاحتلال وتبدل المعادلة السياسية في العراق والمحيط العربي والاقليمي يتقاذفه معسكران احدهما يعيش السلام الزائف عبر التطبيع والاخر يبحث عن السلم الاهلي في حروبه الداخلية ،لذا فان بلادنا هي مازالت تتعاطى بوعي وضمير شديد التحسس مع عدالة المسألة الفلسطينية في وقت تتقلب فيه المنطقة من حولنا بين معسكر التطبيع بسلام زائف وبين معسكر الرفض المستنزف بانشغالات حروبه الاهلية غير المقدسة . وان كلا المعسكرين مازالا يقبعان في مرتسم الاغتراب ،وان محدداته في الجغرافية السياسية مازالت شديدة التقاطع تلفها ضبابية التوحش ، ونحن ننظر الى خرائط الاغتراب ،فمنهم من سقط في فجوات التطبيع بسلام زائف ومنه من تلفه حفر من دم تعج بلا شي من العدالة الانسانية، والمسالة الفلسطينية تتخبط غارقة بين فجوات التطبيع وحفر الدم.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنف اللادولة:غزة و الميكافيلية الجديدة.
- المسألة الفلسطينية: المعادلة الايديولوجية .
- الرأسمالية المركزية الموازية :بين الوجود والانصهار
- ‏‎المعادلة السياسية المشرقية في القرن العشرين : الحزب- الدكت ...
- الاحزاب المشرقية من داخل وخارج مصفوفة نضالاتها السرية .
- الاقطاع السياسي الموازي : تراجع الدولة- الامة.
- انشطار الوعي على جدران العقد الاجتماعي.
- الإِستِبدَال الثنائي السالب : بين العالم المركزي ومحيطه.
- الاحتواء الموسع :الكانتونية الجديدة -New Cantonism
- التَّضحِيَة…كربلاء انموذجاً
- الصديق الخائن..
- صبيحة الثورة في عيون الفتية: 14 تموز 1958
- حوار النقد والاستجواب:النقد الاجتماعي والدولة
- حرق الكتب السماوية:حرب ناعمة جديدة.!!!
- التغيير الاجتماعي والسياسي الهجيني : ديناميات المجتمع المأزو ...
- الدمعة الناطقة: طفرة في جذور المدرسة التفكيكية المشرقية
- الحفلة التعاونية: بين المطرقة والسندان
- السرد وملامح علم الدلالات :( السيمائيات-Semiotics )في الفكر ...
- التصوف الريعي: قراءة في الفكر الاقتصادي العراقي المعاصر.
- أميران عربيان في ضيافة البيت الابيض


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مظهر محمد صالح - العراق والمسالة الفلسطينية: اغتراب التطبيع و حفر الدم