أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مظهر محمد صالح - التَّضحِيَة…كربلاء انموذجاً















المزيد.....

التَّضحِيَة…كربلاء انموذجاً


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7689 - 2023 / 7 / 31 - 22:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


1-ادهشني سقراط فيلسوف اليونان عند تناوله التضحية في اصغر نطاقاتها وهي الصديق عندما يقول : ليس من الصعب ان تضحي من اجل صديق لكن من الصعب ان تجد ذلك الصديق الذي يستحق التضحية .
من هنا اعتملت في نفسي معركة عمياء بلا حساب وتلاشت روح الزمالة العتيدة مع الأصدقاء الطغاة وكانني اقاتل مجهول استباح براءة الحياة وحل محل الصداقة ساحة موحشة كاسرة للنزاع بلا حساب وحذر .اذ ادارها صديقي ليظل حلمه شهوة الاستبداد والاذى بصمت اخرس عبر اركان اربعة تفجر في قلبها الظلام ، لتقام على انقاضها اول ظاهرة( اغتراب )في التاريخ الانساني .
2- هالني ما كتبه المفكر حسين العادلي في التضحية وهو يقترب من معركة الطف ودماء سيد التَّضحِيَة الحسين ابي الاحرار وهو يبحث في مكنوناتها ليصيغ لنا معناً فلسفيا لاهباً في التضحية ، قائلاً :
• (الشهادة)، تضحِيَة طوعية بموتٍ رائع.

• (المجد) دونما تّضحِيَة، (لصوصيّة).

• المُضحّي يَسَع (الكون)، والأناني لا يَسَع إلْا (نفسه).

• على قدر التَّضحِيَة تكون (الشّجاعة)، فامتحن المواقف بها.

• عندما لا يُضحّي (القائِد)، يصبح (الشَّعب) ضَحيَّة.

• (القائِد) أوّل مَن يُضحّي لك، و(الحَاكِم) أوّل مَن يُضحي بك.

• أذكى الناس (المُضحّي)، إنه يحوّل ذاته إلى قضية.

• التَّضحِيَة كالعِطر، لا (يختبئ)، ولا (يُذم).
3-بين الفيلسوف سقراط والمفكر حسين العادلي لايخفى المفكر السياسي ابراهيم العبادي الشخصية الفذة التي ابحرت في عالم الحريات ليبحث عن خريطة الطريق لاصلاح ذلك العالم .ففي عمود ساخن عنوانه: ((الحسين صانع التواريخ ومؤسس فقه الاعتراض والاصلاح)) صحت بغداد من نومها وهي تتنفس عبق الحكمة من فوهات العقل والمنطق الي تسلح بهما العبادي قائلاً :
((….ومع كل تجربة تخفق ،تستعاد كربلاء مجددا برسالتها السياسية وفكرها الاصلاحي ضد الذين (اتخذوا عباد الله خولا وماله دولا ) ويدور التاريخ دورته الاولى بين معارضة وحكومة كل منها يدعي الحقانية والصواب ،الا ان منهج الحق كان لصيق العدل والانصاف والمشاركة والمشورة ،فما من حكم اتسم باقل القليل من هذه المواصفات الا وخرج عن نطاق فقه الخروج والمعارضة الى فقه المداراة والمناصحة ،وكان ذلك هو التوازن الحق وتوكيدا لمناسبات الحكم والموضوع ،فليس الخروج سمة عامة ولا المصانعة والسكوت استثناء نادرا ،بيد ان فقه الاحكام السلطانية نسي او تناسى حقوق الناس واهتم بحقوق الحاكم خضوعا واعتذارا ، خشية وقوع الفتن وضياع معاش الناس وحظوظهم من الامن الضروري،حتى تخلقت الناس باخلاق الهارب من كل سلطة ، المتفلت من كل قانون المضطجر من كل مقصد من مقاصد الشريعة ،فغدت بعض شعوبنا كالبراكين ،ما ان تهدأ لها ثورة حتى تعود الى هيجان ،وفي كل مرة يحضر شعار العدل والانصاف ثم يتصاعد الى (لا حكم الا لله )، فيما ان معاش الناس وامنهم لايستقيم الا بضرورة وجود الدولة والدولة التي نقصدها في قاموس اليوم هي حكومة الحاكم الذي ينوب عن الناس ويحكم بتفويضهم .
لقد علمت كربلاء الناس الموت من اجل العدل والحرية والكرامة والحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف ،وبقي على الناس ان يتعلموا فقه المصانعة والمدارة والمقاصد الشرعية والسياسية ،فليست الثورة ملاكا عاما لكل ظرف وزمان ولا القعود معيارا ثابتا لمنع الانزلاق الى الفوضى ،بل الوسطية والاعتدال اللازمين لبناء الاوطان وصيانة حقوق الانسان )).
4- فبين (التضحية ) وبين (فقه الاعتراض والإصلاح) تعلو منهجية الحسين من محراب الحرية والثورة والتصدي لدورة حياة الطغاة والاستبداد في معادلة زمنية عنوانها (الثورة الدائمة ) . فمهما تبدلت اشكال الاستبداد وعناوينه ومسمياته عبر التاريخ ، فان تلك المنهجية مازالت تشكل الاساس الحسي والموضوعي المنسجم والموحد لكل احرار العالم كي يضمهم معسكر الثورة الحسينية .فمنهج الحسين التاثر في وجه اركان الاستبداد والطغيان هو منهج فاعل يمتلك عبر التاريخ القدرة على كشف وتمزيق كل الاغطية الوهمية المزيفة التي تصطدم مع الثورة الحسينية بكونه منهجا للحرية وخريطة طريق يتبعها الاحرار حصريا و تلفض الطغاة في مسار الحريات عبر التاريخ.
فقد بات اليوم من اليسر الجمع بين مجموعات الاحرار في العالم من جيفارا ونلسون مانديلا وحتى الثورة الجزائرية عبر التاريخ الانساني من جهة وبين منهج الحسين عبر قضية واحدة :هي فقه الحريات والدفاع عن صلاح الانسان على وجه الارض والتصدي للاستبداد و العبودية والفصل العنصري ومحاربة الطغيان . ولكن يبقى اساسها مرتسم الحريات الذي وسمه الحسين عليه السلام في بناء فقه الحرية والثورة والتصدي للطغاة والاستبداد مهما تبدلت اشكالهم وعناوينهم ومسمياتهم عبر التاريخ .
اذ شكلت تلك المنهجية الاساس الانساني المنسجم والموحد لكل احرار العالم كي يضمهم معسكر الثورة الحسينية .
اذ يمتلك منهج الحسين التاثر عليه السلام في تحدي اركان الاستبداد والطغيان عبر التاريخ القدرة على كشف وتمزيق الاغطية الوهمية المزيفة التي تصطدم مع مباديء الثورة الحسينية بكونه منهجا للحرية الثائرة وخريطة طريق يتبعها الاحرار حصريا .ك.
فهكذا تصطف مناهج الاحرار تلقائياً مهما اختلفت اديولوجيانهم في معسكر اسسه الحسين الثائر بالفطرة النقية وفي مسار واحد لم تنطفئ جذوته ويظل اساسه هو الدفاع عن حقوق الانسان ووقف الطغيان وقمع الاستبداد وبناء طريق الاصلاح .
فهي في الوقت نفسه حركة تلقائية مستمرة في مواجهة (اضدادها ) اذ مازالت الثورة الحسينية تظهر لنا جليا وعبر التاريخ بان اصطفافا مضادا جامعا بالمقابل يلتحم فيه نُهاب الثروات والطغاة (مهما اختلفت مذاهبهم واديانهم )في معسكر مضاد منسجم يجمع الطغاة على مر التاريح ومهما زوقت اوجه استبدادهم بمظاهر التدين الزائف ،فهم الخصم التاريخي للثورة الحسينية مهما بلغ الزيف مداه .
5- ختاماً ،انها الثورة الدائمة ثورة الحسين عليه السلام ملهم الاحرار على مر التاريخ وفي معسكر جمعي عالمي واحد عنوانه مقارعة غلو دورة حياة الطغاة عبر ازمنة الشعوب وحرياتها .(انتهى)



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصديق الخائن..
- صبيحة الثورة في عيون الفتية: 14 تموز 1958
- حوار النقد والاستجواب:النقد الاجتماعي والدولة
- حرق الكتب السماوية:حرب ناعمة جديدة.!!!
- التغيير الاجتماعي والسياسي الهجيني : ديناميات المجتمع المأزو ...
- الدمعة الناطقة: طفرة في جذور المدرسة التفكيكية المشرقية
- الحفلة التعاونية: بين المطرقة والسندان
- السرد وملامح علم الدلالات :( السيمائيات-Semiotics )في الفكر ...
- التصوف الريعي: قراءة في الفكر الاقتصادي العراقي المعاصر.
- أميران عربيان في ضيافة البيت الابيض
- التصارعية وازمة الثقافة المشرقية
- على تخوم المسألة الشرقية .. حرب الخرطوم انموذجاً.
- خرائط اعالي الشرق السياسية: المصالحة السعودية- الايرانية
- حجاب الجهالة أم الغشاوة المعاكسة
- المُراوَغة القسرية: خداع ام خلاص
- اللَّذَّة والحرية الهايدونية
- تفجر الخصومات وظاهرة (الهبيتوتس ) المشرقية : ثنائية ( الحرية ...
- ملامح الفلسفة التفكيكية المشرقية: العادلي انموذجاً.
- مملكة الكلام الرافديني -القوة العظمى
- مملكة الكلام الرافديني (القوة العظمى)


المزيد.....




- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس ...
- مباشر: التعريف بأهم قضايا الطبقة العاملة وقرائة أولية لفعالي ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس
- الغد الاشتراكي العدد 38
- نداء المشاركة بتظاهرات فاتح ماي بالدارالبيضاء
- الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا ...
- الشرطة تشتبك مع المتظاهرين لمنعهم من دخول ساحة -تقسيم- في إس ...
- اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في ميدان تقسم بإس ...
- في يوم العمال العالمي تيسير خالد : يدعو الى استنهاض دور الحر ...
- رغم تحصين المتظاهرين الأبواب.. شاهد كيف دخلت شرطة نيويورك مب ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مظهر محمد صالح - التَّضحِيَة…كربلاء انموذجاً