أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظهر محمد صالح - الصديق الخائن..














المزيد.....

الصديق الخائن..


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7678 - 2023 / 7 / 20 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


اختلس المكر بريق عينيه وابتلعت حافات جلد وجهه الاصفر طياتها
وتعار يجها التي اخفت مكائدها ، وصرتُ حينها احدثه بعقل انفتحت اساريره ولكن دون ان ادرك ان نظرات صفراء بدأت تلسع بقايا جبينه وانحناءات محياه التي انظمت في طياتها وتبعثرت من فورها مع بعضها . وما برحت في تلك الدقائق التي جمعتني به ، وهي تلتقي بالغريزة مع الهامات صدري لتخبرني بشكلٍ مفاجئ:ان سُحب المكر قد انعقدت لامحالة وانها ستمطر زيفاً !! .
ايها الرجل ،انها معركة غادرة ، يجب ان تتحملها وهي آخر معارك الحياة في عقدك السبعيني الذي تعدى النصف قبل ان يعزلوك في دسيسة خائنة وينصرفوا عنك بحركة حاسمة طاردة وبحقائق فارغة لم تخلو من سخريات القدر وخباثه .
قضيت ليلتي البارحة وانا اتقلب في بطون النصوص والعبرات ونظرات الحياة كي اعثر عن معنى (الصديق الخائن او الصديق العدو) وقد عثرت على بضعة كلمات جاءت من رجل يحذرني في خاطرة عن (الكلب الخائن )وهي قيلت حتى قبل ان يسكب سم القلق في نفسي اوحتى قبل ان يفتعل الغدر فعلته : ((تقول السطور: «احذر عدوك مرة، واحذر صديقك (الخائن )ألف مرة»، ويقول الفيلسوف والسياسي الشهير أوسكار وايلد: «الصديق يطعنك من الأمام»، ويقول المثل الإيرلندي: «من الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس على أن يكون وراءك كلب خائن»، ولا نكاد نحصي مثل هذه المقولات، التي تتحدث عن عمق خطر خيانة الصديق، فنحن نعرف أعداءنا، ومن ثم نحذر ونأخذ احتياطاتنا منهم، لكن عندما يتقمص الصديق دور العدو، فإنه يستطيع اختراقنا، وإيقاع أقصى الأضرار بنا، دون أن نعرف ذلك، إلا بعد فوات الأوان)).
تطلعت صباحاً على ما اورده الادب الانكليزي من مصطلح بدأ متداولاً منذ تسعينيات القرن الماضي ، يشير الى عبارة الصديق الخائن او الصديق العدو ( فرينمي Frenemy )
واخذت ابحث من فوري عن الجذر الاصطلاحي وما تعرض اليه الكثير من امثالي من غدر الكلب العقور الذي انتزع وفاءه في لحظات تعج بالسلام . انها Frenemy" فهي تناقض لفظي ومتحمل لكلمة "صديق" و "عدو" ويشير إلى "الشخص الذي يكون الشخص صديقًا له ، على الرغم من الكراهية الأساسية ويتصرف غدراً .
أو "الشخص الذي يجمع بين خصائص الصديق والعدو في آن واحد".
كما وجدت ان العالم الواسع يعج اليوم بلا هوادة في استعمال او تطبيق مصطلح Frenemy على ارض الواقع لوصف العلاقات الشخصية والجيوسياسية والتجارية بين الأفراد والجماعات أو المؤسسات.
ففي العالم الغربي وجد علماء الاتصال ، امثال كارول ميلز وبول مونجو Carol Mills and Paul Mongeau ، في بحثهما الموسوم:

‏Frenemies: Acting like friends but feeling like enemies.
والمنشور مؤخراً في العام 2023 في الدورية العلمية المعروفة: Western Journal of Communications
انه حتى في العلاقات الشخصية هناك حد ادنى من الحفاظ على العلاقات دون تغليب العداء الاحمق وزجه في مصالح ضيقة . فغالباً ما يتم الحفاظ على الصداقة الحميمة لأن "الفوائد العلائقية (على سبيل المثال ، كحفظ ماء الوجه ، والحفاظ على الشبكات الاجتماعية ، والحفاظ على الروابط الفعالة المحتملة) تفوق التداعيات السلبية للتعامل مع العلاقة أو إنهائها." ففي هذه العلاقات ، تنخرط الأطراف في تفاعل مدني في الأماكن العامة ، لكنهم في الأساس لا يثقون أو يكرهون بعضهم البعض .
وبالرغم من ذلك لم نفلت في مجتمعاتنا المشرقية من السلوك الحقود والتصرف البدوي المتطرف الذي تلبس المدنية فيه لباس زائف وهو مازال متعلق بعقدتي ( الغلبة والغنيمة ) وقمع ظاهرة التمدن وسحق ارثها التاريخي وتراكمها المدني بتصرفات وعقد سالبة تكاد تكون اقرب الى تطبيقات متهالكة من لعب المجموعة الصفرية zero sum game ،اذ تبقى تطبيقاتها سيان في نهاية المطاف ويجسدها محتوى سلوكي واحد هو ( عضة سامة مفاجئة من صديق عدو او من كلب خائن ).



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبيحة الثورة في عيون الفتية: 14 تموز 1958
- حوار النقد والاستجواب:النقد الاجتماعي والدولة
- حرق الكتب السماوية:حرب ناعمة جديدة.!!!
- التغيير الاجتماعي والسياسي الهجيني : ديناميات المجتمع المأزو ...
- الدمعة الناطقة: طفرة في جذور المدرسة التفكيكية المشرقية
- الحفلة التعاونية: بين المطرقة والسندان
- السرد وملامح علم الدلالات :( السيمائيات-Semiotics )في الفكر ...
- التصوف الريعي: قراءة في الفكر الاقتصادي العراقي المعاصر.
- أميران عربيان في ضيافة البيت الابيض
- التصارعية وازمة الثقافة المشرقية
- على تخوم المسألة الشرقية .. حرب الخرطوم انموذجاً.
- خرائط اعالي الشرق السياسية: المصالحة السعودية- الايرانية
- حجاب الجهالة أم الغشاوة المعاكسة
- المُراوَغة القسرية: خداع ام خلاص
- اللَّذَّة والحرية الهايدونية
- تفجر الخصومات وظاهرة (الهبيتوتس ) المشرقية : ثنائية ( الحرية ...
- ملامح الفلسفة التفكيكية المشرقية: العادلي انموذجاً.
- مملكة الكلام الرافديني -القوة العظمى
- مملكة الكلام الرافديني (القوة العظمى)
- العولمة الموازية والتطرف الايديولوجي


المزيد.....




- العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها ...
- معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
- فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا ...
- جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
- مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
- كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا ...
- الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا ...
- بين الذاكرة والإرث.. إبداعات عربية في مهرجان الإسكندرية السي ...
- شاهد: معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
- السفير الإيراني في دمشق: ثقافة سيد نصرالله هي ثقافة الجهاد و ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظهر محمد صالح - الصديق الخائن..