أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مظهر محمد صالح - حرق الكتب السماوية:حرب ناعمة جديدة.!!!














المزيد.....

حرق الكتب السماوية:حرب ناعمة جديدة.!!!


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 19:49
المحور: المجتمع المدني
    


ثمة تآكل متسارع منذ خمسينيات القرن الماضي طال روح المواثيق والدساتير والعهود الدولية المتعلقة باحترام الراي ونبذ الكراهية ولاسيما التي جاءت تشريعاتها على انقاض زوال النازية والتي جرى تبنيها منذ نشوء الحرب الباردة ولاسيما في مسألة التعاطي مع قضايا حقوق الانسان وحرية الراي والتعبير والمعتقد ، اذ غطت الممارسات الأيديولوجية في كلا المعسكرين المتخاصمين وبنسب مختلفة من العنف والقمع في حروب الراي وامتلئت السجون باصحاب الفكر والراي ومورست يومها اشد الاساليب قمعا في ساحات العالمين الاول والثاني ولم يفلت منها بالتبعية العالم الثالث .وامست المجموعات المعنفة في سجونها ومعاقلها الاجبارية جزءاً من اسرى الحرب الباردة لدى الاطراف المتحاربة كافة ، اذ تراوح القمع في تطرفه بين الاساليب (المكارثية )الامريكية وانتهت بالاساليب (الاستالينية ) السوفياتية ومختلف تبعاتها وامتداداتها في شرق اوروبا وغربها وحتى جنوب العالم . اذ اصبح التصلب الدستوري في قضايا احترام الراي وحقوق الانسان ومبادي احترام الحريات الشخصية والفكرية شديد الميوعة والتلون عندما يستخدم القانون الاساس كمقياس في تسويغ السلاح الأيديولوجي عند التعاطي مع خصوم الراي في كلا المعسكرين .
والخطر اليوم في عالم (العولمة الموجهة )ان جاز التعبير هو في الميوعة الدستورية وتسارعها في ديمقراطيات بلدان الرفاهية الاجتماعية social welfare states ولاسيما الاسكندنافية منها التي تزحف تحت لون (الحرب الناعمةSoft war ) تلك الحرب التي عرفها استاذ هارفرد (جوزيف ناي Joseph Nye) في كتابه الموسوم : القوة الناعمة 2004 بانها :( استخدام كل الوسائل المتاحة للتأثير في الآخرين باستثناء الاستخدام المباشر للقوة العسكرية)ومن خلال هذا التعريف نرى ان Nye أباح استخدام أية وسيلة من شأنها التأثير على الآخرين، بغض النظر عن كونها مشروعة أو غير مشروعة، وعلى وفق منهج الغاية تبرر الوسيلة، ذلك على فرض ان الغاية هي الاهم في بسط السيطرة والنفوذ على الدول.
وعليه اخذت بلدان الرفاهية الاجتماعية تحديدا تقايض بوقاحة الحريات العامة المتطرفة ازاء المسالة الدينية بقيمها المسيحية والاسلامية (بشكل رئيس) وعلى نحو متقصد ومنفلت و بتحيز وتضاد تؤطرها ايديولوجيا متلونة و متحررة من المعتقدات والأصول وخالية على الاقل من فكرة بناء الاسرة (نواة المجتمع التقليدي المتماسك )وهي تستبطن في داخلها حقاً اخطبوط اديولوجي متلون الكراهية بين الارث الابيض الاستعماري والكراهية لقيم الشرق مصدر الاديان السماوية الاساسية الثلاث ، ذلك في موجة تدمير اساسها تميع الأيديولوجيات الدينية وتذويبها بعولمة أجتماعية شديدة التشويه .
لذا اجد ان بلدان دولة الرفاهية الاجتماعية تحديدا و التي قايضت التقاليد الدينية بمعايير مدنية شديدة التطرف في ابتعادها عن المبادي والتقاليد الروحية الكنيسية امست حاضنة يمينية تقلب في ذاتها تاريخ العنصرية والقهر الاستعماري وتفوق العرق الابيض باصابع ديمقراطية مدنية خطيرة الميول والتصرفات كالحرق العلني للكتب السماوية .
فاذا كان هذا هو حال الغرب الديمقراطي ومعسكره الاديولوجي الناعم القوة في (السويد ) ومحيطها الاسكندنافي المحتمل… فان للشرق التقليدي ردود افعاله ربما ستقود نضالاً طويلاً من اجل البقاء وحرية الراي والقيم السماوية المسيحية والاسلامية وغيرها للحفاظ على وجودها من موجة استعمارية ثقافية شاقة جديدة هي نتاج (الحروب الناعمة المضادة) وباشكال واساليب منظمة او ربما غير منظمة احيانا او شديدة الانفلات .
ختاماً، انه صراع الحضارات في عالم الالفية الثالثة بين الشرق والغرب اخذ يتاسس مع اقتلاع الغرب لفكرة العائلة المقدسة وقيمها الارثوذوكسية الراسخة.
((انتهى))



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير الاجتماعي والسياسي الهجيني : ديناميات المجتمع المأزو ...
- الدمعة الناطقة: طفرة في جذور المدرسة التفكيكية المشرقية
- الحفلة التعاونية: بين المطرقة والسندان
- السرد وملامح علم الدلالات :( السيمائيات-Semiotics )في الفكر ...
- التصوف الريعي: قراءة في الفكر الاقتصادي العراقي المعاصر.
- أميران عربيان في ضيافة البيت الابيض
- التصارعية وازمة الثقافة المشرقية
- على تخوم المسألة الشرقية .. حرب الخرطوم انموذجاً.
- خرائط اعالي الشرق السياسية: المصالحة السعودية- الايرانية
- حجاب الجهالة أم الغشاوة المعاكسة
- المُراوَغة القسرية: خداع ام خلاص
- اللَّذَّة والحرية الهايدونية
- تفجر الخصومات وظاهرة (الهبيتوتس ) المشرقية : ثنائية ( الحرية ...
- ملامح الفلسفة التفكيكية المشرقية: العادلي انموذجاً.
- مملكة الكلام الرافديني -القوة العظمى
- مملكة الكلام الرافديني (القوة العظمى)
- العولمة الموازية والتطرف الايديولوجي
- سوق الصرف في العراق: حوار الاستقرار
- سوق الصرف في العراق : حوار نحو الاستقرار
- الحواضن السياسية:بين الاختطاف و التشظي


المزيد.....




- شولتس يتوقع استمرار تراجع عدد المهاجرين إلى ألمانيا
- مصر.. اعتقال شخص انتحل شخصية ضابط بالجيش للنصب على المواطنين ...
- الأونروا توقف مساعداتها عبر كرم أبو سالم
- رويترز: بيان داخلي لحماس يهدد بتحييد الأسرى في غزة إذا شنت إ ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق: إسرائيل ترتكب جرائم حرب وتطهي ...
- رويترز: حماس تحدد آلية التعامل مع الأسرى تحسبا لأي -مغامرة- ...
- بيضة و-أندومي- وربطة خبز.. هدايا الغزيين في زمن الحرب والمجا ...
- هآرتس: سكان غزة تجاوزوا الجحيم ووعيد ترامب لن يحرر الأسرى
- أنشأ بالذكاء الاصطناعي.. عائلات الأسرى الإسرائيليين ينشرون ف ...
- الحرب ضاعفت مسؤولياتي وإصابتي فاقمت معاناتي


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مظهر محمد صالح - حرق الكتب السماوية:حرب ناعمة جديدة.!!!