أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مظهر محمد صالح - المُراوَغة القسرية: خداع ام خلاص














المزيد.....

المُراوَغة القسرية: خداع ام خلاص


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7546 - 2023 / 3 / 10 - 00:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عن فيلسوف فرنسا البنيوي Roland Barthes رولان بارت (1915-1980) في ترجمة لكتابه الموسوم ((المراوغ الضجر …)) وهو خلاصة حواراته عبر السنوات …والتي جسدها لنا بفكرة (المراوغ الضجر ) ولاسيما عبر نصه في الانتقال «من الكلام إلى الكتابة» .
اذ تناول رولان بارت (فخاً )اطلق عليه بـ( فخ النسخ ) ..! لافتًا فيه إلى :أننا عبر الكتابة نحمى أنفسنا ونلاحظها ونمارس الرقابة الذاتية بدقة وحذر ،ذلك بشطب حماقتنا وترددنا وجهلنا وتساهلنا، ويرى «بارت» أن الكلام يبقى أخطر من الكتابة لكونه يفقدك المراوغة.وكانها
(المراوغة الكتابية القسرية ).
فعندما تقمع القيود المجتمعية وغيرها حرية التفكير فتجد (المراوغة )في النص تجري على اوسع نطاقاتها بالتعديل والشطب لتحمي نفسك من الانزلاق في مخاطر الكلمة قبل النطق بها .
ففي حياتي المهنية واجهت وعلى المستوى الشخصي قبل عقود بعيدة مشاق عمل يومي مع مسؤول اداري ارتفعت منزلته فجأة و (علا كعبه )كما تقول العرب . اذ احاطت الرجل حينها عقدة الخوف من المطالعات الرسمية التي تقتضي نصوصها استخدام الحروف المشبهة بالفعل ( إن واخواتها) التي تستفزه كثيرا ويحذر بعنف من استخداماتها في النصوص الكتابية وبهوامش تحذيرية مريبة اذا ما تكرر الامر … !!!فقد ظل شقاء النفس حينها يراودني وانا في معركة كتابية مساحتها وميدانها مناورة معقدة لاستبدال الجمل والتحري فيها مابين الاسطر والكلمات كي ابتعد عن نقطة الخطر التي ظلت تلاحقني في فلات عالم لم تنتهىِ مخاطره من هواجس ( إن واخواتها) . اما كتاب رولاند بارت (المراوغ الضجر ) فهو الاخر ظل حاضرا ومتماسكاً في ذاكرتي في كل لحظة ،ذلك في خضم ممارسة الكتابة الشاقة، التي ميدانها تكييف الجمل المكتوبة واعادة صياغتها ، بصفتي مراوغا شديد التملص من نيران ( إن واخواتها ) الحارقة المؤذية ،وموفرا في الوقت نفسه جدرانا سميكة واقية من غضب الزعيم الاداري وعقده النفسية . وربما ظلت ( كان واخواتها) ارحم في دنيا (المراوغة القسرية) في عالم اداري شديد العبودية ، اذ ظل الرجل يخشى ان تنال منه كلمة او حرف من الحروف الناسخة او المشبهة بالفعل وهو يعتلي سلم الادارة العليا بعقده حتى زواله .
ولكن تبقى المراوغة تعبيرًا عن ظلال الحقيقة والتقلب بين الوداع للصدق والخديعة والخلاص . فقد تناولت الفلسفة المشرقية التفكيكية في العراق موضوع (( المُراوَغة )) في واحدة من اجمل الكتابات التي تصدى اليها المفكر حسين العادلي ، حيث حظيت مفردة المراوغة لديه بملاحقة منطقية مختبرة هواجسها ونواياها في اخاديد الحياة وتفاوت حدودها ومحدداتها بالنص قائلاً:
• إذا (نَهَضت) المُراوَغة (قَعَدت) الحَقيقَة و(انتَصَب) النَّصب. (المُراوَغة) مُنَاوَرَة بغِشّ.

• (رَوَافِع) المُراوَغة: مَكْر النِيَّة، تَدلِيس المَوقِف، وتَضليل الغَاية.

• (ينتَصِر) المُراوغ: عند حُسن النِيَّة وبالغَفْلَة ولدى الجَهل بقواعِد اللُّعبَة.

• لا (تَجتَمع) الأخلاق والمُراوَغة تحت سَقف، وكُل رائِغٍ زَائِغ.

• (الأيديولوجية) هي أفضل صِيغ المُراوَغة للتَحايل على الوَعي.

• (مُكوِّنات) التَحَايُل السِّياسي: المَصلَحة، الشِّعار، والمُراوَغة.

• إذا راوَغ (القائِد) أتبَاعِه فَقَدَ (العَهد)، وإذا راوَغ (الحَاكِم) شَعبِه فَقَدَ (الذِّمَّة)، وإذا راوَغ (السِّياسيّ) جمهورِه فَقَدَ (الثِّقَة).

• عندما تَتَسيَّد (المُراوَغة) تصبَح (الإستِقامَة) عَمَلاً بطولِياً!!

((انتهى ))



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللَّذَّة والحرية الهايدونية
- تفجر الخصومات وظاهرة (الهبيتوتس ) المشرقية : ثنائية ( الحرية ...
- ملامح الفلسفة التفكيكية المشرقية: العادلي انموذجاً.
- مملكة الكلام الرافديني -القوة العظمى
- مملكة الكلام الرافديني (القوة العظمى)
- العولمة الموازية والتطرف الايديولوجي
- سوق الصرف في العراق: حوار الاستقرار
- سوق الصرف في العراق : حوار نحو الاستقرار
- الحواضن السياسية:بين الاختطاف و التشظي
- الدولة التجمعية وقوى التفكيك: الواقع والفلسفة
- الأيديولوجيا والدولة الامة في العراق.
- نقض العقل المغلق: الرسائل الثلاثة.
- الوعي والكاريزما في حوارات الديمومة و التغيير : الاجتماع الس ...
- الطريق الى مدريد : احتلال العراق
- مرارات فوق البحر الاحمر
- ‏‎قصر زاويته بلا ملك ….!
- ثلاثية الثقافة وحوار العقل : الذاكرة والكيد والحظ …!
- حوار الاجتماع السياسي :ضبط التوازنات الداخلية والخارجية
- حوارات معاصرة في الثقافة العراقية- المشرقية .
- الدولة - الامة في حاضنة الاستطالة: انموذج دولة لما بعد الاحت ...


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مظهر محمد صالح - المُراوَغة القسرية: خداع ام خلاص