أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مظهر محمد صالح - العولمة الموازية والتطرف الايديولوجي















المزيد.....

العولمة الموازية والتطرف الايديولوجي


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7495 - 2023 / 1 / 18 - 00:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


1- تمهيد
استطاعت الراسمالية
الجديدة وعلى مدى نصف قرن من الزمن القريب من توظيف نمط مستحدث من ادارة سياسات العولمة وهي العولمة الموازية parallel globalisation ذلك باجراء تطبيقات واسعة لها في محيط العالم الراسمالي عموما والشرقي منه خصوصاً.
فاشاعة حروب اديولوجية متطرفة تفكيكية دموية عابرة للسيادة جاءت هي الاخرى لتمهد سبل تغلغل الاسواق المتروبوليتانية نحو اطراف العالم او محيطه world periphery الذي ظلت تتنازعه بقايا الحرب الباردة .ولكن ظلت العولمة الموازية واسواقها لتكون واحدة من استراتيجياتها في التغلغل في محيط العالم او احزمة المواد الخام المحيطية ، والتي تتطلب تسويق درجات من الانغلاق العقائدي او الايديولوجي ولاسيما الديني المتطرف منها لتصفية ذيول وقواعد ومخلفات الحرب الباردة التي تتخبط بها اطراف العالم الشرقي حتى الساعة .وبهذا ساعدت الراسمالية على توظيف عولمتها الموازية لضمان سرعة امساكها بمحيط الراسمالية عموما ومعسكرها الشرقي واحزمة ثرواته على وجه الخصوص وضمه نحو القطب الواحد كمرحلة اتت بعد تصفية المعسكر الشيوعي منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي. اذ قامت ضرورات تفكيك الشرق ،وتكييفه لمركزية العولمة المتروبولية ،على اطلاق دور الايديولوجيات المتطرفة الدينية الدموية ومنحها سلطة تفكيكية تتعاطى مع الاجتماع السياسي للشرق بعقائد شديدة الهمجية سلاحها فوهات التوحش والانغلاق، ووظيفتها تمهيد طريق لدمج المحيط الراسمالي بالمركز ليكون خالي من القيم ومستعد لقبول القيم الجديدة للراسمالية المركزية المعولمة الخالية ايضا من الايديولوجيات الاصولية والخالية من السيادة .وكانت اسيا وعموم الشرق بداية ميدان التجارب لوضع نهاية لعصر الاديولوجيات من خلال سرعة أظهار مكنونات وعقد تطرفه وتوحشه المغروسة في معتقداته، لكي يبدا التاريخ الجديد للراسمالية باديولوجية تشاركية لينة تناغم عصر القطب الواحد المعولم .
2- اسواق العولمة الموازية وكياناتها المارقة.
جاءت التحولات الشاذة في النظام العالمي مولدةً اسواق موازية عابرة للسيادة والحدود (ابتداءً من مهربي النفط والخامات المعدنية وتجارة السلاح والرقيق والمخدرات وغسل الاموال وتجارة الاعضاء البشرية وانتهاءً بطمر المواد الملوثة والمشعة) والتي تقدر عملياتها السنوية بنحو يزيد على 5 بالمئة من مجموع الناتج المحلي الاجمالي العالمي. كما ولدت تلك الانماط من العولمة الموازية كيانات سياسية مارقة مؤقتة وطارئة ، تستخدم ايديولوجية عابرة للامم كالايديولوجية الدينية.فالكيان (الداعشي) الذي إدعى هيمنته على 37ولاية مزيفة في شتى بقاع العالم هو انموذوج لولادة ظاهرة شاذة اُسقطت من رحم العولمة الراسمالية المركزية كقوة متطرفة منفلتة.بعبارة اُخرى جسدت (داعش )ظاهرة لتطور مشوه في النظام العالمي اتخذ من الدين ذريعة ايديولوجية للامتداد واختراق الحدود الرسمية للدول .ذلك لكون الدين ظاهرة عالمية تُسهل امتداده ليشكل نواة موازية لظاهرة العولمة المركزية والتي يمكن تسميتها اصطلاحاُ بالعولمة الموازية اللا مركزية.

3- العولمة الموازية وعصر الايديولوجيات الناعمةً .
منذ ان دخل التطرف في ذيول الشرق باشاعة سلوكه الدموي الذي قام على نحر مجتمعاته ،فان هذه الموجات غير الانسانية جاءت ممهدة لقبول عصر الاديولوجيات الناعمة soft ideologies سواء اكانت اسلموية جديدة او القيام بالتفسير العصري لاديولوجيات الشرق بمعتقداته المختلفة .
فعولمة القطب الواحد هي سوق بلا اديولوجيات وان وجدت هنا وهناك مجتمعات منغلقة معتقديا فان اعادة ترتيبها ودمجها بمركز العالم الاستهلاكي والقيمي يقتضي تفكيكها بالانتحار الاديولوجي المتطرف وتوليد ايديولوجيا ناعمة او هشة soft ideologies .
لذا يمكن القول ان ادوات التطرف الديني وتوحش الممارسات بأنماطها التي اتسمت بالغلو جاءت لتخدم غرضين ،الاول فناء الاديولوجيات الاصولية والتخلص منها ذلك بتمكينها بكيانات سياسية موازية موقته تطلق من خلالها نماذج توحشها وهي الدولة الايديولوجية المتطرفة الموازية ( داعش ،وطالبان وغيرهم ) والاخر ، لتبرهن للعالم انها عقائد دموية فاشلة يجري اختبارها على مجتمعات العالم الثالث ، وهي نتاج لتلك العولمة الموازية نفسها بما يمكن من غلق عصر الاديولوجيات واسدال الستار عليه .
بعبارة اخرى فان استخدام عصر تسوده أيديولوجيات متطرفة قامت على سفك الدماء وتعظيم الحروب الاهلية التفكيكية ياتي لتليين اطراف العالم وفتح اسواقه وقبول نمط استهلاكي وطرازات عيش بقيم جديدة لاحقة تمهد الطريق لقبول عصر القطب الواحد وسيادة السوق المتروبوليتاني ورفض الدولة- الامة في محيط العالم السياسي . فالتطرف الايديولوجي هو السلاح الذاتي المتاح للراسمالية المركزية المعاصرة لتفكيك اطراف العالم باستعمال القوى التكفيرية المتشددة من داخل مجتمعاتها كقوى تدميرية حتى يتمكن الغرب من التمدد نحو الغابات الخلفية للعالم الشرقي وقمع سيادة الدولة -الامة ازاء سيادة السوق العابر للامم والمتلون الجنسيات .
وهكذا ،ياتي التطرف في اطراف العالم ويتمدد بتفجير الايديولوجيات الدينية وغيرها لفتح الطريق مشرعاً لتتمدد العولمة المركزية المنظمة نحو محيط العالم دون عوائق فكرية .
4- واخبرا ،فان استخدم التطرف الديني كسلاح تفكيكي- تكتيكي دموي لحروب العولمة (الموازية )وتحويلها الى العولمة (الرسمية )والاندماج باسواق العالم وتقوية ضبط العالم ماهو الا (عصر استعماري جديد) اداته استخدام التطرف الاديولوجي المنغلق للمجتمعات ذاتها لكي تفتح العولمة سبلها نحو الاطراف بيسر وهدوء. والقبول بايديولوجيات لينة متكيفة تناسب العصر الجديد للراسمالية .
ختاماً، انها الراسمالية التي تجدد نفسها بأدوات التوحش الديني او غيره…. تمهيدا لدخول العصر الاديولوجي الناعم للعولمة global soft ideology وهي ايديولوجيا لينة وحمالة اوجه لمختلف العقائد التي تناسب العصر الراسمالي المتجدد.
ختاماً،فالراسمالية تجدد نفسها والايديولوجيات تتفكك وتجدد معتقداتها توافقيا مع تطور راس المال العالمي .
(انتهى )



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق الصرف في العراق: حوار الاستقرار
- سوق الصرف في العراق : حوار نحو الاستقرار
- الحواضن السياسية:بين الاختطاف و التشظي
- الدولة التجمعية وقوى التفكيك: الواقع والفلسفة
- الأيديولوجيا والدولة الامة في العراق.
- نقض العقل المغلق: الرسائل الثلاثة.
- الوعي والكاريزما في حوارات الديمومة و التغيير : الاجتماع الس ...
- الطريق الى مدريد : احتلال العراق
- مرارات فوق البحر الاحمر
- ‏‎قصر زاويته بلا ملك ….!
- ثلاثية الثقافة وحوار العقل : الذاكرة والكيد والحظ …!
- حوار الاجتماع السياسي :ضبط التوازنات الداخلية والخارجية
- حوارات معاصرة في الثقافة العراقية- المشرقية .
- الدولة - الامة في حاضنة الاستطالة: انموذج دولة لما بعد الاحت ...
- الأضعاف والتمكين:صراع في ثنائيات الحياة.
- -التضحية الأُضحية :وصراع الطامعين-
- المزِيَّة والمحيط : درس في سببية الحياة .
- على مائدة الرئيس :هموم الحرب وشجون السلام.
- اقلام لاهبة في السياسة العراقية
- عقيل الخزعلي: شذرات من فكر عراقي لا ينقطع.


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مظهر محمد صالح - العولمة الموازية والتطرف الايديولوجي