أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مظهر محمد صالح - عنف اللادولة:غزة و الميكافيلية الجديدة.














المزيد.....

عنف اللادولة:غزة و الميكافيلية الجديدة.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7773 - 2023 / 10 / 23 - 20:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تكشف ساحات الحرب على بطون غزة ومرتكزاتها المدنية معادن الانظمة السياسية الدولية المستبدة التي هي امتداد لشراسة نشأتها
الاستعمارية في تعاطي القوة غير المشروعة حتى تبلغ درجة نهب وتحصيل فائض الدم البشري ، اذ برهن النظام الدولي الحالي خواء وفراغ متسع في التراتبية الدولانية statism عند الحديث عن الحريات ومقاصد السلام وبناء النظام الدولي المستقر الخالي من الحروب وبناء اقتصادات السلام .
انه النظام الراسمالي الدولي المركزي الذي يغلف نفسه زوراً بلحاف الديمقراطية وبناء الحريات والتحري عن الضمير الجمعي وكرامة الانسان ،ففي اول امتحان في الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني سقطت اغطيته في الحرية على كانتون غزة الصغير لتظهر انها ليست انظمة دولية حقيقية هي مجرد كانتونات كبيرة من عصبيات استعبادية دموية ثكلى بمرض العصر الاستعماري وماهي الا عودة تاريخية لتمارس التوحش في مراحل ماقبل صدور وثيقة اللفياثان: وتبني خيالات الأصول الطبيعية والسياسية لسلطة الدولة التي قادها توماس هوبز في القرن السابع عشر .
ان مايجري من قتل بلا رحمة بآلة التدمير الجمعي هي عودة خطرة الى العهد الميكيافيلي خالي من الرحمة لمصلحة الاستبداد والمستبد وبناء أمارات السلطة القامعة (ولكن بعصر تكنولوجي رقمي سريع التدمير ) .
انها ممارسات خطرة تكشف على الدوام ان العقد الاجتماعي الدولي مازال قائماً على قباحة مبدأ الميكافيلية القديم الجديد وهو (الغاية تبرر الواسطة او الوسيلة ) وتسويغ القتل والابادة الجماعية على الهوية في حروب فاقدة للشرعية الاخلاقية .انها حروب العولمة الموازية في القرن الحادي والعشرين التي تسقط فيها شرعيات ما يسمى بالنظام الدولي الديمقراطي وبدرجة عالية من التضليل لتدخل جميعها متحالفة سراعاً في عصبيات هيستيريا القتل والتدمير في غابة ميكافيلية داكنة . هنا يختفي فيها ذلك الضمير الجمعي المعلن وينفرط فيها مايسمى بالعقد الاجتماعي العالمي The breakdown of the global social contract ويحل التوحش متمدداً على ارث عهود الاستعمار الماضية ولكن بحلة رقمية ومفاهيم ساطعة البريق ولكنها اشد نزفاً من مرارات الاستعمار القديم نفسه.
من صفوة الكلام ، فان هستريا تحالف كانتونات المعسكر الغربي كله ضد كانتون غزة الصغير بهذه الهمجية هو تجسيدا لامراض القوة الامبريالية والدفاع عن ظاهرة استلاب الحقوق وفقدان جغرافية الامم التي اسسها العهد الاستعماري القديم ، اذ استلبت فلسطين بقرار امبريالي فاقد الشرعية الاخلاقية وفق نظرية بلفور وهو امر يجري برهنته اليوم مجدداً لاجبار العالم على قبول المشروع الامبريالي (القديم) في عالم (جديد ) يتخبط برؤى وممارسات ستبقى متوحشة ظالمة لماقبل اللفياثان .
ختاماً ،ان مايجري في غزة اليوم من استباحة الدماء واشاعة الدمار وقتل الابرياء بلا رحمة، تتدفق ذخيرته من جوف المنظومة الامبريالية المستبدة نفسها ، وهي قوى مادية ستبقى تعيش عصر ميكافيلي جديد محاطة بتكنولوجيا رقمية متفوقة و مصالح متحالفة دولياً ، تتلون كالحرباء في نزع اقنعتها الديمقراطية ومصادرة حريات الشعوب وحق تقرير المصير والارتهان الى اساطير تاريخية وهمية عندما تدق طبول حروبها ،لترتدي احزمة وحشيتها مجددا . وتبرهن بنفسها انها ليست دول بالمعنى العصري بل تتحول من فورها الى عصابات دولانية متعددة الاجناس تعيش مرحلة ماقبل الدولة وعقدها الاجتماعي ،ديدنها استلاب الحقوق الجغرافية للامم وعلى نحو يسهل نهب الفائض الاقتصادي العالمي وتسريع التراكم المركزي . انه طور امبريالي موازي مستبد تجدد الراسمالية العالمية نفسها في اشاعة الحرب وبادوات رقمية تبقى خالية من فكرة السلام.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة الفلسطينية: المعادلة الايديولوجية .
- الرأسمالية المركزية الموازية :بين الوجود والانصهار
- ‏‎المعادلة السياسية المشرقية في القرن العشرين : الحزب- الدكت ...
- الاحزاب المشرقية من داخل وخارج مصفوفة نضالاتها السرية .
- الاقطاع السياسي الموازي : تراجع الدولة- الامة.
- انشطار الوعي على جدران العقد الاجتماعي.
- الإِستِبدَال الثنائي السالب : بين العالم المركزي ومحيطه.
- الاحتواء الموسع :الكانتونية الجديدة -New Cantonism
- التَّضحِيَة…كربلاء انموذجاً
- الصديق الخائن..
- صبيحة الثورة في عيون الفتية: 14 تموز 1958
- حوار النقد والاستجواب:النقد الاجتماعي والدولة
- حرق الكتب السماوية:حرب ناعمة جديدة.!!!
- التغيير الاجتماعي والسياسي الهجيني : ديناميات المجتمع المأزو ...
- الدمعة الناطقة: طفرة في جذور المدرسة التفكيكية المشرقية
- الحفلة التعاونية: بين المطرقة والسندان
- السرد وملامح علم الدلالات :( السيمائيات-Semiotics )في الفكر ...
- التصوف الريعي: قراءة في الفكر الاقتصادي العراقي المعاصر.
- أميران عربيان في ضيافة البيت الابيض
- التصارعية وازمة الثقافة المشرقية


المزيد.....




- لكم وركل وفوضى عارمة.. فيديو من الأرض يظهر اشتباكات عنيفة في ...
- كازاخستان.. قريبة نزارباييف تخضع لمحاكمة بقضية فساد
- القوات الجوية الأمريكية تستعد لتوسيع اتهاماتها لمسرب وثائق ا ...
- ماتفيينكو تؤكد ضرورة محاكمة المسؤولين عن مأساة أوديسا بعد ان ...
- غضب رسمي أردني من -اعتداء- إسرائيليين على قافلتي مساعدات إلى ...
- الولايات المتحدة تتهم روسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرا ...
- ترامب: من الممتع مشاهدة شرطة نيويورك وهي تفض اعتصاماً مناصرا ...
- زلزال يضرب شرق تايوان
- الخارجية الأمريكية تؤكد رفض بكين مواصلة المفاوضات مع واشنطن ...
- الخارجية السودانية تتهم بريطانيا بالتدخل والتواطؤ مع الدعم ا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مظهر محمد صالح - عنف اللادولة:غزة و الميكافيلية الجديدة.