نظره 33

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 7778 - 2023 / 10 / 28 - 00:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

المحاور : فى أحدى مقالاتك ,سيد راسل ,ذكرت انه "يجب تدريس التاريخ على أنه تاريخ صعود الحضارة الأنسانيه ، وليس كتاريخ لهذه الأمة أو تلك ... يجب أن يكون تاريخ الحروب جزءا صغيرا مما يتم تدريسه". لماذا؟؟
راسل : التاريخ ينبغي تدريسه من وجهة نظر البشرية جمعاء، وليس بتركيز مفرط على بلد المرء. يجب أن يتعلم الأطفال أن كل بلد ارتكب جرائم وأن معظم الجرائم كانت أخطاء فادحة. يجب أن يتعلموا كيف يمكن للهستيريا الجماعية أن تدفع أمة بأكملها إلى الحماقة وإلى اضطهاد القلة التي لا يجرفها الجنون السائد. يجب أن تعرض عليهم أفلام دول أجنبية يتمتع فيها الأطفال ، على الرغم من كونهم أجانب ، بنفس الملذات ، ويعانون إلى حد كبير من نفس الأحزان ، مثل تلك التي يتمتع بها الأطفال ويعانونها في المنزل ".
يجب أن يكون تاريخ الحروب جزءا صغيرا مما يتم تدريسه. الجزء الأكثر أهمية يجب أن يهتم بالتقدم في فنون الحضارة. يجب التعامل مع الحرب كما يعامل القتل. وينبغي أن ينظر إليه بنفس القدر من الرعب وبنفس القدر من النفور. سيقال أن الأولاد تحت هذا النظام سيكونون ناعمين ومخنثين. سيقال إنهم سيفقدون الفضائل الرجولية وسيكونون معدمين من الشجاعة. وكل هذا سيقوله المسيحيون على الرغم من تعليم المسيح.
ولكن ، على الرغم من أنه قد يبدو مروعا ، فإن الأولاد الذين نشأوا على الطريقة القديمة سوف يكبرون إلى رجال مشاكسين سيجدون عالما بدون حرب مروضا بشكل لا يطاق. فقط نوع جديد من التعليم ، غرس مجموعة جديدة من القيم الأخلاقية ، سيجعل من الممكن الحفاظ على عالم سلمي في الوجود. في المستقبل ، بعد كل شيء ، سيكون هناك الكثير من الفرص للمغامرة ، وحتى المغامرة الخطيرة. يمكن للأولاد الذهاب إلى القطب الجنوبي لقضاء عطلاتهم ، ويمكن للشباب الذهاب إلى القمر. هناك العديد من الطرق لإظهار الشجاعة دون الاضطرار إلى قتل الآخرين ، وهذه هي الطرق التي يجب تشجيعها.
المحاور : لكن هل نحن نمتلك التاريخ حتى يصبح لنا الحق فى تغيير صياغته بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث ؟؟
راسل : الأحداث التاريخيه يتم الربط فيما بينها بخطوط السببيه التى ذكرتها فى فلسفه العقل الأحاديه المحايده... وهذا الربط ينتج عنه نوعان من القضايا...قضايا نركيبيه وقضايا تحليله.. ومناهج التاريخ مليئه بالقضايا التركيبيه التى فى أغلبها تفتقر الى الأثبات العقلى والمنطقى... وما أريده ان نقلل من الجرعه التركيبيه فى تدريس التاريخ ونهتم بتنميه المهارات العقليه للأولاد بتدريس القضايا التحليليه فى تاريخ الحضارات مثل اسباب هبوط حضاره ما وصعود أخرى.. وألا يتعرض الى تاريخ الحروب الا من باب الأسف وفشل للسلام...
المحاور: هل من الممكن ان تعطينا مثال على قضيه تركيبيه أزعجتك...
راسل (ضاحكا): مثل ان مصر ام الدنيا وانجلترا ابو الدنيا وبينهم زواج كاثوليكى كما قال احد الرأسماليين الأمبراليين...اقصد ان هناك العديد من الأهداف السياسيه و الطائفيه العرقيه أو الدينيه ,التى تخدم صناعه الحروب , يتم الزج بها فى مناهج التاريخ وغرسها فى عقول الأغلبيه الساذجه ....
المحاور : أعتبر أ. توينبى تهافت الرومان على الرهان والميسر فى حلبات مصارعه العبيد حتى الموت من أهم اسباب انهيار الحضاره الرومانيه..وفدر ان اعداد العبيد الذين قتلو فى تلك المسابقات تفوق بكثير اعداد المقاتلين الذين ماتو فى كل حروب الرومان التوسعيه...
راسل: انها الوحشيه والأنحطاط الأخلاقى ما يؤدى الى زوال الحضاره والعكس صحيح... لكن ماذا عن التاريخ من منظور القرآن؟؟...سمعت ان هناك فرقا راديكاليه متطرفه تريد هدم الأثار التاريخيه مثل الأهرامات؟؟
راسل: حثنا القرآن على السير فى الأرض والنظر فى آثار الأولين ومعرفه سننهم من باب العبره والدرس..فسنه الله فى المجتمعات والأمم عبر التاريخ ثابته , وهى أن الأنحطاط الأخلاقى وفساد الموازين بين البشر من عوامل الأنهيار وأندثار الحضارات بينما القيم الساميه والعداله من اسباب الأزدهار ونمو المجتمعات... أزدهرت الحضاره الفرعونيه مع نبى الله أدريس أو أوزوريس أول من صنع الملابس وانهارت مع فرعون الخروج الذى أخترع الفاشيه الرأسماليه...وكذلك أزدهرت حضاره بنى أسرائيل مع النبى سليمان الذى تعلم منطق الطيور وسننهار مع نتنياهو المؤمن بالصهيونيه العالميه بأذن الله...

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات