اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)
الحوار المتمدن-العدد: 7753 - 2023 / 10 / 3 - 22:31
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
أدله موضوعيه للرد على برتراند راسل:
كتابات وآراء راسل التى ظهرت منذ أكثر من مائه عام تدل على حس مرهف وذكاء حاد وأراده حره وأيضا ضمير حى يدعو الى الحب والعدل والسلام..وأنعم بها من مشاعر وأهداف..ولازال عالم اليوم المضطرب بالصراعات والحروب فى حاجه ماسه الى استرجاعها ودراستها مره أخرى فى ضوء المستجدات العلميه والأجتماعيه الحديثه ..
وفى هذا المفال أقدم أدله موضوعيه للرد والتعليق على برتراند راسل فى مسألتين وهما 1) هل الله هو السبب الأول للكون؟ 2) حقيقه الرياضيات الرمزيه..
1-) هل الله هو السبب الأول للكون؟ برتراند راسل: مقتطفات من كتاب لماذا أنا لست مسيحيا (1927)
"ربما يكون أبسط وأسهل فهم هو حجة السبب الأول. تم الحفاظ عليها من قبل أرسطو أو حتى قبل ذلك ، والمسيحية في العصور الوسطى واللاهوت الإسلامي. إنه يحمل كل ما نراه في هذا العالم له سبب ، وبينما نعود إلى سلسلة الأسباب أكثر فأكثر ، يجب أن نأتي إلى السبب الأول ، ولهذا السبب الأول نعطي اسم الله.
أفترض أن هذه الحجة لا تحمل وزنا كبيرا في أيامنا هذه، لأن السبب في المقام الأول لم يعد كما كان عليه من قبل. لقد تناول الفلاسفة ورجال العلم تماما ما نسميه السببية ، وليس لها أي شيء مثل الحيوية التي كانت تتمتع بها. ولكن ، بصرف النظر عن ذلك ، يمكننا أن نرى في الحجة القائلة بأنه يجب أن يكون هناك سبب أول لا يمكن أن يكون له أي صلاحية.
يمكنني القول أنه عندما كنت شابا وكنت أناقش هذه الأسئلة بجدية شديدة في ذهني ، قبلت لفترة طويلة حجة السبب الأول ، حتى يوم واحد ، في سن الثامنة عشرة ، قرأت السيرة الذاتية للفيلسوف جون ستيوارت ميل ، وهناك وجدت هذه الجملة الرائعة:
"علمني والدي أن السؤال "من خلقني؟" لا يمكن الإجابة عليه ، لأنه يقترح على الفور السؤال الآخر ، "من خلق الله؟" "
أظهرت لي هذه الجملة البسيطة جدا ، كما ما زلت أعتقد ، المغالطة الكبيرة في حجة السبب الأول - إذا كان يجب أن يكون لكل شيء سبب ، فيجب أن يكون لله سبب. إذا كان هناك أي شيء بدون سبب ، فقد يكون العالم مثل الله ، بحيث لا يمكن أن يكون هناك أي صحة في هذه الحجة. الجواب هو بالضبط من نفس طبيعة وجهة نظر الهندوس ، أن العالم يرتكز على والفيل يرتكز على سلحفاة. وعندما قالوا: "ماذا عن السلحفاة؟" قال الهندي: "لنفترض أننا غيرنا الموضوع". الحجة في الحقيقة ليست أفضل من ذلك.
لا يوجد سبب يمنع العالم من الوجود بدون سبب. ومن ناحية أخرى، لا يوجد أي سبب يمنعه من الوجود دائما. لا يوجد سبب لافتراض أن العالم كان له بداية على الإطلاق. فكرة أن الأشياء يجب أن يكون لها بداية ترجع حقا إلى فقر خيالنا. لذلك ، ربما ، لا أحتاج إلى إضاعة المزيد من الوقت في الجدل حول السبب الأول ".
وأنا أجد وجاهه فكر فيما طرحه من أستنباطات عقليه حول رفضه أستخدام المسيحيه لمبدأين متناقضين وهما السببيه و "السبب الأول الذى بلا سبب" للأستدلال بها على وجود الله ...
وأن قانون السببيه (مثل الأثر يدل على البعير) الذى هو أحد القوانين العلميه والفلسفيه يفقد الكثير من حيويته فى عقولنا أذا ما تم استخدامه مع ما يبدو ظاهريا نقيضه "السبب الأول الذى بلا سبب" فى لعبه البيضه أم الفرخه أولا؟؟ عند المسلمين والمسيحيين أو لعبه الفيل والسلحفاه عند الهندوس... فأما أن يكون الكون والله ينطبق عليهم قانون السببيه فى الوجود وأما أن يكون الكل له قانون السبب الأول فى الوجود .وهكذا استنتج راسل فى مقاله أن الأحتمالين متساووين كما انتهت بعده الفلسفه الوجوديه فلم تحارب الأديان وأيضا لم تتبناها...
ملحوظه : فى اللاهوت الاسلامى او الصوفيه فأنه لكمال ظهور الله " يستدل به ولا يستدل عليه"... وبالتالى هم لا يستخدون مثل تلك الطريقه للأستدلال على وجود الله بل يعتمدون على المشاعر....
والأعتماد على المشاعر والأراء الذاتيه فقط هو الأسلوب الأسهل للأديان ومن هنا كان انتشار البوذيه الواسع , لكنه ليس الأفضل أن لم يرتبط بأدله موضوعيه كما يرى راسل....
أما الدليل الموضوعى فأننا نلتمسه فى الأيه (12) من سوره الأسراء
أن الله يذكرنا مره أخرى بنعمه أختلاف الليل والنهار الناتج من دوران الأرض حول الشمس وان هذا الأختلاف هو ما علمنا قياس االزمن وحساب الأعداد... فالزمن الأرضى ليس ذاتيا بل انه مرتبط بالحركه كما أثبت أينشتين فى نظريه النسبيه...ومن خلال قياس الزمن ظهر حساب الأعداد ومن الظلمه والنور ظهرالمنطق الأرضى... صواب وخطأ... ثم تذكرنا الأيه بسوره فصلت وما ورد فيها من خلق الأكوان السماويه...
وفى عمل ستيفن هوكينغ الخاص بالأكوان المتعدده (أو السموات فى القرآن) فأن الكون الأول (أو السماء الدنيا) الذى يحتوى على درب التبانه ومجموعتنا الشمسيه فقط هو القابل للأدراك حتى الآن وبالتالى تطبيق ما هو معروف لدينا من منطق ومعرفه.. أما باقى الأكوان السماويه فمثلها مثل الثقوب السوداء حيث الحساب والمنطق مختلف...
2-) حقيقه الرياضيات الرمزيه :
"حقيقة أن كل الرياضيات هي منطق رمزي هي واحدة من أعظم وأهم الاكتشافات في عصرنا الحديث. وعندما يتم إثبات هذه الحقيقة ، فإن ما تبقى من مبادئ الرياضيات يتكون فقط من تحليل المنطق الرمزي نفسه " كما يقول راسل
فمثلا , أذا تم أكنشاف نموذج رياضى لوصف ظاهره تبدو عشوائيه فالمسمى العلمى لها بعد أكتشافه هو الأضطراب والتقلبات (المقدره) وليس الفوضى الخلاقه.. كما وصف جريجورى باريزى أكتشافه:
Prize motivation: “for the discovery of the interplay of disorder and fluctuations in physical systems from atomic to planetary scales”
Our world is full of complex systems characterized by randomness and disorder. Around 1980, Giorgio Parisi discovered hidden patterns in disordered complex materials. His discoveries are among the most important contributions to the theory of complex systems. They make it possible to understand and describe many different and apparently entirely random materials and phenomena, not only in physics but also in other, very different areas, such as mathematics, biology, neuroscience and machine learning.
وقد حصل جريجورى باريزى على جائزه نوبل 2021 لأسهامه "الثورى" فى فهم النظم الفيزيائيه المعقده على حد تعبير لجنه نوبل... حيث يمكن استخدام هذا النموذج الرياضى فى تحسين تدريب أنظمه الذكاء الصناعى والتنبؤ بمناخ الأرض والأحتباس الحراري وكذلك دراسه حالات الأتزان المختلفه فى "نظريه الأنفجار العظيم" وتكوين الكواكب والمجرات .. ونموذج باريزى الرياضى يدل على انه لا يمكن ان نلقى بمجموعه من الحروف الهجائيه بعشوائيه فتنتظم على هيئه بيت شعر لشكسبير ألا أذا كان هناك خطه لفعل ذلك...
فحقيقه علاقه رياضيه بحته هو معناها الرمزى ...فأن تم أدراكها تحولت الى يقين...
#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)
Osama_Shawky_E._Bayoumy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
